كيف تسبب أول تشخيص باضطراب جديد في النوم إلى اكتشاف علمي
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دونالد دورف كان يسمع هتافات الجماهير بينما انتزع الكرة من الهواء وانطلق بسرعة نحو خط المرمى.
وقال الرجل البالغ من العمر 67 عاما لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" في عام 1987: "كان هناك تدخّل من قبل شخص يزن 127 كيلوغراما في انتظاري، لذلك قررت أن أدفعه بكتفي".
وتابع دورف: "عندما أفقت، وجدت نفسي مستلقيا على الأرض في غرفة نومي.
ولكن كيف أصبح حلم بائع بقالة متقاعد من ولاية مينيسوتا موضوعا يستحق الظهور في مجلة معروفة؟
وقبل خمس سنوات، أصبح دورف أول مريض تشخّص إصابته بمرض غير عادي يسمى اضطراب نوم حركة العين السريعة.
وبسبب حالة دورف، بدأ الباحثون رحلة بحث كشفت عن واحدة من العلامات الأولى على مرضين مدمرين، هما مرض باركنسون، وشكل فريد من الخرف يسمى خرف أجسام ليوي.
الأعراض تشمل الصراخ، والركل، واللكماتواكتشف اضطراب نوم حركة العين السريعة في عام 1982 عندما أصبح دورف، بعد سنوات من المعاناة من "الكوابيس العنيفة"، مريضًا لدى الطبيب النفسي واختصاصي النوم الدكتور كارلوس شينك، الذي كان يعمل آنذاك لدى مركز مينيسوتا الإقليمي لاضطرابات النوم في مدينة مينيابوليس.
وقال شينك، وهو حاليا أستاذ وطبيب نفسي كبير لدى مركز مقاطعة هينيبين الطبي بجامعة مينيسوتا، لـ CNN مؤخرًا: "أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، يقوم الدماغ بشكل أساسي بشلّ الجسم بحيث لا نتمكن من محاكاة أحلامنا فعليا".
وتابع: "لكن دورف كان قادرًا على النهوض (من فراشه) وإيذاء نفسه أثناء الحلم، ما يعد سلوكا غريبا جعلنا في حيرة من أمرنا".
وأشار شينك أنهم وضعوا شينك في مختبر النوم، وتفاجأوا بأن كل سلوكياته الجسدية جاءت من مرحلة نوم حركة العين السريعة، وهو أمر لم يُبلغ عنه أحد من قبل".
وأوضح شينك إنه تم التعرّف على مزيد من المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب غير العادي، حيث أظهر العديد منهم مجموعة مزعجة من الأعراض العنيفة.
وأضاف: "يبدأون بالركل في الفراش، وتوجيه اللكمات إلى شركائهم في السرير، والتحدّث أو الصراخ بصوت عالٍ".
وتشمل الأعراض اهتزاز الأطراف، وارتعاش العضلات، ورمي اللكمات، والركل، والجلوس، والوقوف، والقفز من السرير والجري. وأضاف أن هذه السلوكيات تعد نموذجية جدًا مع اضطراب نوم حركة العين السريعة.
مع ذلك، أثناء متابعته للمرضى على مر السنين، اكتشف شينك أمرا أكثر إثارة للقلق، وهو أن هذا السلوك يمكن أن يكون بمثابة تحذير مبكر للتنكس العصبي لاحقًا.
وأضاف شينك أن "فقدان تأثير شلّ الحركة خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة، الذي يعد أساس اضطراب نوم حركة العين السريعة، هو أول وأقوى مؤشر للتشخيص اللاحق لمرض باركنسون وخرف أجسام ليوي".
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام في بيرو
ليما "أ.ف.ب": عثر عمال كانوا يحفرون في أحد شوارع ليما لتركيب أنابيب غاز على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وفق ما أعلنت الشركة المسؤولة عن الاكتشاف.
واكتُشِفَت المومياء في أثناء تنفيذ موظفي شركة "كاليدا" لتوزيع الغاز حفريات في أحد شوارع منطقة بوينتي بيدرا الشعبي شمال العاصمة البيروفية.
وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي لوكالة فرانس برس: "عثرنا على كفن دفن لشخصية في مقبرة عمرها أكثر من ألف عام". وكانت الجثة في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطويتان، ووجهها متجه نحو الشمال.
تعود المومياء التي اكتُشفت الأسبوع الفائت إلى جانب قطع فخارية إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن الحادي عشر ومطلع القرن الخامس عشر.
وأوضح عالم الآثار خوسيه بابلو ألياغا أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يُظهر أن للعاصمة ليما "تاريخا أبعد" مما كان يُعتقد، ملاحظا أنها "كانت أيضا منطقةً مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، بثقافات تمتد آلاف السنين".
وأفاد باهاموندي أن الاكتشاف حصل في "مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية". ومن بين الأشياء التي وُضعت كقرابين في المقابر، عُثر على عدد من القطع الفخارية الحمراء والسوداء.
وتضمّ ليما التي يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة أكثر من 500 موقع أثري، من بينها عشرات الـ"هواكاس" أي المقابر التي بناها سكان ما قبل الحقبة الإسبانية، ومعظمها من الطوب الطيني.
ومنذ أن بدأت شركة "كاليدا" عملياتها في ليما عام 2004، سجلت أكثر من 2200 اكتشاف أثري على نحو عرضي.