تتكرر أحداث الوفيات الجماعية خلال مناسك الحج، في المواسم المتلاحقة، لأسباب عديدة منها سوء التنظيم والطقس الحار وبعض الحوادث الناجمة عن ممارسات تقع خلال الحج.

ولعل من أبرز مسببات الوفيات الجماعية خلال الحج، أحداث التدافع، التي قتلت مئات الحجاج، ووصل عدد الضحايا في إحداها إلى أكثر من ألفي حاج، عام 2015، والتي اعتبرت من الكوارث الصعبة في تاريخ الحج.



وكانت الجهات الدينية في السعودية تتشدد في مسألة رمي الجمرات بعد زوال الشمس، وهو ما كان يتسبب في تدفع الأعداد الهائلة من الحجيج في وقت واحد، باتجاه الجمرات في منى من أجل أداء أحد أركان الحج.



وعلى مدار سنوات، تسبب التشدد في هذه الفتوى، رغم وجود آراء أخرى في المذاهب الإسلامية، تجيز رمي الجمرات قبل الزوال، وقوع حالات التدافع مميتة، وهو ما دفع السلطات إلى الطلب من هيئة كبار العلماء، تغيير الفتوى لتلافي موت الحجاج.

وعقب كارثة وفيات الحجاج عام 2006، بسبب مشكلة توقيت الرجم وتدفع الحجاج في وقت واحد، طلب وزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز من العلماء، النظر في مسألة الرمي قبل الزوال، وهو ما دفع مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، للإفتاء بأن المسألة اجتهادية ولا مشكلة في الرمي قبل الزوال رغم التشدد المسبق في المسألة.

وهذا العام وصلت حصيلة الوفيات في موسم الحج إلى أكثر من 900 حاج، أغلبهم من مصر، لأسباب عديدة منها الحرارة المرتفعة، وعدم تقديم أي خدمات للحجاج الذين لم يحصلوا على تصاريح، وتركهم يواجهون مصيرهم بحسب الكثير من الشهادات.

ويرفع عدد الوفيات بين المصريين حصيلة الوفيات الإجمالية خلال موسم الحج هذا العام إلى 922 على الأقل، وهذا العدد يشمل 132 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين.

وفيما يلي قائمة بأسوأ حوادث الوفيات للحجاج، على مدى العقود الماضية.


تدافع موسم حج عام 1990 والذي قضى فيه 1426 حاجا، داخل نفق منى، أو ما عرف بحادثة نفق المعيصم، وكان معظم الضحايا من حجاج ماليزيا وإندونيسا وباكستان.

وعزت بعض الشهادات إلى تعطل أجهزة الشفط من داخل النفق، الذي يصل طوله إلى نحو كيلومترين، لكن الازدحام الشديد وتكدس الحجيج في وقت واحد في طريقهم إلى منى تسبب في التدافع القاتل.

تدافع موسم حج عام 1994، والذي قضى فيه نحو 270 حاجا، دهسا فوق بعضهم، خلال رمي الجمرات، والتي كانت بشكلها القديم الدائري، وبسبب ضيق المكان أدى ذلك إلى تلك الوفيات.

حادثة وفيات موسم 1997، والتي نجمت عن انفجار أحد أجهزة الطبخ بالغاز، خلال إعداد الطعام للحجاج بأحد مخيمات منى، وهو ما تسبب في حريق كبير، قضى على إثره 343 حاجا وأصيب أكثر من 1500 آخرين.

وتسببت هذه الحادثة المروعة، في قيام السلطات السعودية، باستبدال كافة الخيام المتواجدة في صعيد منى، بخيام أخرى مضادة للحريق، واتخاذ إجراءات صارمة بمنع إشعال النيران في المخيمات وتخصيص أماكن لإعداد طعام الحجاج تحت الرقابة ووجود وسائل إطفاء.


تدافع منى في موسم 2004، وهو أحد حوادث التدافع الناجمة عن رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى، وأسفر عن وفاة 251 نتيجة دهسهم بعضهم البعض فيما أصيب 244 آخرون بجروح وإصابات أخرى.

تدافع موسم حج 2006، وهذا الحادث وقع في منى بالقرب من جسر الجمرات ثاني أيام عيد الأضحى، بعد تساقط أمتعة حجاج من حافلات كانت تسير في المنطقة، ما أدى إلى سقوط الحجاج تباعا وسط الزحام، وقوع تدافع دون القدرة على فكه، وراح ضحية الحادث 346 حاجا، وأكثر من 280 مصابا.

تدافع موسم حج 2015، وكان الحادث الأسوأ على الإطلاق في حوادث التدافع خلال الحج، ونتج عن سوء التنظيم في المشاعر المقدسة، نتيجة توجه أعداد كبيرة من الحجاج للرمي، في حين كان عدد آخر مقابل عائدا منه، وهو ما أدى إلى تداخل لم يكن من الممكن فكه، وقع على إثره تدافع كارثي راح ضحيته أكثر من 2100 حاج، وفق بعض المصادر، رغم أن السلطات السعودية لم تعترف سوى بوفاة 769 حاجا.

وكان أغلب الحجاج الضحايا من إيران، ودول في شرق آسيا، وهو ما فجر خلافا دبلوماسيا بين الرياض وطهران، واتهامات من الأخيرة للسعودية بالتسبب في كارثة الحجاج، بعد وفاة دبلوماسيين إيرانيين من جملة الحجاج.





المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الوفيات الحج التدافع السعودية السعودية وفيات الحج تدافع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رمی الجمرات أکثر من وهو ما

إقرأ أيضاً:

الحج والعمرة تعزّز خدمة ضيوف الرحمن بـ(39) مركزًا لـ”نُسك عناية” و(142) نقطة خدمة إضافية خلال موسم الحج

أعلنت وزارة الحج والعمرة توسّع مراكز “نُسك عناية” عبر أكثر من (39) مركزًا، و(142) نقطة خدمة إضافية خلال موسم الحج، في مواقع حيوية بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والمشاعر المقدسة، والمنافذ البرية والبحرية والجوية، وذلك استكمالًا لعمل (15) مركزًا دائمًا تقدم خدماتها لضيوف الرحمن على مدار العام.
وتُعد “نُسك عناية” منظومة خدمية متكاملة أطلقتها وزارة الحج والعمرة عام 2019، تهدف إلى الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن من خلال تقديم خدمات إنسانية وإرشادية وصحية لحظة بلحظة، عبر فرق ميدانية مؤهلة وموزعة في المواقع الحيوية، وتُعد هذه المراكز نقطة الاتصال الأولى مع الحجاج، وتستقبل البلاغات والاستفسارات، وتوفّر حلولًا فورية لمختلف التحديات التي قد تواجههم.
وقدّمت هذه المراكز، منذ تدشينها في (2019)، أكثر من (8) ملايين خدمة، تنوّعت بين الإرشاد والتوجيه، واستقبال الشكاوى والملاحظات، والرد على الاستفسارات، إلى جانب الخدمات الصحية الأولية مثل تقديم الإسعافات الفورية وقياس العلامات الحيوية، بالتعاون مع الجمعية الأهلية للتوعية الصحية، وشملت خدماتها الدعم للقطاعات العاملة في خدمة الحجاج، ما يسهم في رفع مستوى التنسيق والجاهزية، وضمان تقديم الدعم الفني والإداري بشكل متكامل طوال موسم الحج.

مقالات مشابهة

  • مدير عام الدفاع المدني: خطة لضمان سلامة الحجاج براً وجواً وبحراً ..فيديو
  • وزير السياحة والآثار: نجاح موسم الحج نتاج تنسيق سعودي - مصري
  • وزير السياحة : نحرص على أن تكون العقود مع الحجاج ملزمة وتحمي حقوقهم
  • قبل يوم عرفة.. السعودية توجّه إرشادات هامّة للحجاج
  • بـ39 مركزًا لـ«نُسك عناية».. وزارة الحج والعمرة تعزّز خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج
  • الحج والعمرة تعزّز خدمة ضيوف الرحمن بـ(39) مركزًا لـ”نُسك عناية” و(142) نقطة خدمة إضافية خلال موسم الحج
  • الصحة السعودية تطلق خدمة الاستشارات الطبية الافتراضية للحجاج على مدار الساعة بـ7 لغات
  • الصحة السعودية توصي الحجاج بتجنب الزحام والصعود إلى المرتفعات.. 25 حالة إجهاد حراري مسجلة منذ بداية الموسم
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاء موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاءاً موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ