يونيو 23, 2024آخر تحديث: يونيو 23, 2024

المستقلة/ متابعة/- مع استعداد تريسي جاكوبسون لتولي منصب سفيرة واشنطن الجديدة في بغداد خلفاً لإلينا رومانوسكي، تتصاعد التساؤلات حول تأثير تصريحاتها النارية على استقرار البلاد. في كلمتها أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، تحدثت جاكوبسون عن «مواجهة مباشرة» مع الفصائل العراقية المدعومة إيرانياً، مما ينذر بعودة الصراع المسلح بين الفصائل والأمريكيين داخل العراق، وسط تساؤلات حول موقف حكومة محمد شياع السوداني من هذه التصريحات.

وأشارت جاكوبسون إلى أن «وجود التنمية الاقتصادية وحكومة قادرة على تقديم الخدمات لشعبها، يقلل من جذب الإرهاب ويقلل أيضاً من نفوذ الميليشيات المتحالفة مع إيران». وأضافت: «إيران ممثل خبيث في العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة، وندرك أن التهديد الرئيسي للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران».

في المقابل، لوّحت الفصائل العراقية بإمكانية العودة لشن هجمات تستهدف المصالح الأمريكية في العراق، على خلفية التأخر الحكومي في حسم ملف إخراج القوات الأجنبية.

وفي تعليق على تصريحات جاكوبسون، قال المحلل السياسي العراقي محمد الحكيم لـ«القدس العربي»: «الأنظار تتجه للشد والجذب بين جاكوبسون من جهة، وفصائل المقاومة من جهة أخرى»، مشيراً إلى أن تعيين جاكوبسون سفيرة «فوق العادة» يعكس نية الولايات المتحدة اتباع استراتيجية جديدة في العراق. وأضاف الحكيم أن جاكوبسون تتمتع بمرتبة وخبرة أعلى من سابقتها رومانسكي، ولها صلاحيات أوسع باتخاذ القرارات دون الرجوع إلى واشنطن.

ووفق الحكيم، فإن «هدف واشنطن بتعيين هكذا سفيرة يحمل العديد من الرسائل المبطنة والمشفرة»، مشيراً إلى إمكانية «استهداف الفصائل المسلحة وكبح جماح الأطراف التي وقفت نداً للحكومات العراقية واستهدفت المصالح الأمريكية». وأضاف أن الولايات المتحدة تخطط للحد من نشاط الفصائل المسلحة التي أصبحت مصدر إزعاج للكيان الإسرائيلي، وكذلك استهداف المصالح الإيرانية في العراق.

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، محمود عزو، أن الحديث عن احتمالية شن إسرائيل هجمات عبر السفيرة الجديدة لتغطية فشلها في غزة غير ممكن، موضحاً أن السياسة الأمريكية تجاه العراق تتعامل بخصوصية كبيرة. وأضاف أن التراشق الإعلامي بين الفصائل وأمريكا يرتبط بملفات عديدة منها المشاركة بإدارة الحكم، وليس وجود السفيرة الجديدة فقط.

أما عضو «الحراك القانوني الشعبي» المقرب من «الإطار التنسيقي» الشيعي، أحمد شهيد الشمري، فقد طالب بمنع جاكوبسون من دخول العراق بسبب ما وصفها بـ«تدخلاتها السافرة». وقال الشمري: «جاكوبسون غير مرغوب فيها شعبياً»، مؤكداً أن التدخلات الأمريكية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في العراق.

مع كل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح هو كيف ستتعامل حكومة السوداني مع تصريحات جاكوبسون وهل ستقوم باتخاذ موقف جريء بعدم قبول اعتمادها كسفيرة في العراق؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات العراقية-الأمريكية ومستقبل الاستقرار في البلاد.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تشدد على منع الفصائل من جر العراق إلى الصراع الإيراني - الاسرائيلي

بريطانيا تشدد على منع الفصائل من جر العراق إلى الصراع الإيراني - الاسرائيلي

مقالات مشابهة

  • حروب العقيدة تُهدد استقرار المنطقة.. صراع «الحاخامات» و«الملالي» إلى أين؟
  • بريطانيا تشدد على منع الفصائل من جر العراق إلى الصراع الإيراني - الاسرائيلي
  • مستشار حكومي:ليس من مصلحة العراق غلق السفارة الأمريكية
  • تقارير إخبارية:استهداف محيط السفارة العراقية في طهران دون تأكيد رسمي
  • استهداف محيط السفارة العراقية في طهران دون تأكيد رسمي .. تفاصيل
  • كتائب حزب الله العراقية تهدد باستهداف المصالح الأميركية بحال تدخلها بالحرب بين إيران وإسرائيل
  • كتائب حزب الله: سنضرب المصالح الأمريكية إذا تدخلت ضد ايران
  • صراع المصالح بين إيران وإسرائيل.. تحليل يستعرض موازين القوة والضعف
  • الحكومة العراقية تهدد بالتصدي لخرق الأجواء من قبل إسرائيل خلال قصفها إيران
  • العراق يطلب من إيران عدم استهداف المصالح الأمريكية على أراضيه