هؤلاء أشخاص قادرون على خداع الناس والكذب عليهم، يُتاجرون بمعاناة الناس وحرمانهم من الحاجات الأساسية لهم، حتى يستطيعوا السيطرة عليهم، فهم يقدمون لهم الباطل بأنه الحق حتى يَغُم الأمر عليهم مما يجعلهم فى اضطراب شديد. هؤلاء تُجار الوهم يُزعزعون الثابت ويُحركون المُستقر ويطرحون بدلا منه أفكارا زائفة ومستقبلا خياليا، والناس لا يشعرون ويسيرون وراءهم على أمل أن يكون المستقبل أفضل، إلا أنهم لا يجدون شيئا يستحق منهم كل هذا الصبر، إنه الوهم أو بمعنى آخر السراب، فالفقير دائمًا يحلم بسوق العيش، لعل العيش هو أقل وأسهل وأرخص الأشياء التى لا يستطيع الفقير الحصول عليها، إلا أن هؤلاء يحاولون سلب كل حلم حتى لو بسيطا، يستعملون فى ذلك كل الوسائل الممكنة لتغييب الإدراك، حتى أصبح لهذه المتاجرة عِلم يسيرون على قواعده، وقد رسخ أحد علماء علم النفس الألمان فى أوائل القرن الماضى وهو «ماكس فيرتيمير» أن هذا العلم يتلخص فى كيفية تغيير الصور الحسية لدى الناس عن طريق إعادة ترتيب الأولويات من خلال العبث فى المعلومات حتى تقع الحقيقة فى غيابة الجُب، والجُب هو المكان شديد الظلام لا يستطيع الإنسان فيه أن يرى كف يده، أى أن الوهم الذى يحياه ظلامًا فى ظلام.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى سوق العيش
إقرأ أيضاً: