خلال ساعات، تولد حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الجديدة .
حكومة الأمل، التى ستواكب احتفالات المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو.
ربما يكون الرهان الشعبى الحالى هو الأكثر عمقاً والأكثر أهمية فى الجمهورية الجديدة، لأن الوطن يواجه تحديات إقليمية شرقاً وغرباً وجنوباً، تدفعها تحديات أخرى عالمية مدمرة.
إنه رهان على بقاء حلم الدولة الوطنية المصرية.
ثمة رهان على التنمية الاقتصادية.. لكن لا تنمية اقتصادية بلا أمن واستقرار ويقين فى ثبات الدولة الوطنية.
وهذا ما نجحت الدولة فى تحقيقه أمن واستقرار ويقين.
لعل الإيمان بالدولة، هو أقوى سلاح للتنمية، وهو أقوى ما تملكه الدول فى أوقات الأزمات.
ربما لو فقد الإنجليز إيمانهم بدولتهم فى الحرب العالمية الثانية، لزالت دولتهم تحت أقدام النازية إلى الأبد، ولبقى جدار الأطلسى عالياً حتى الآن، ولأصبح قصر باكنجهام مقراً للرايخ الألمانى.
لكن تشرشل كان أكثر وعياً، معتبراً الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا فى تربة التضحيات.
تربة التضحيات هنا فى مصر، هى تربة عريقة تضرب بجذورها قبل التاريخ .
لن أتحدث عن المحتل لأن مصر لها تاريخ هو الأطول فى العالم مع كفاح المحتلين، ولن أتحدث عن تضحيات لأن التضحيات تتدفق تدفق نهر النيل بلا انقطاع.
فقط لنقارن بين أين كنا فى ملفات الأمن القومى والداخلى قبل 10 سنوات؟.. وأين أصبحنا حالياً؟
لقد قطعنا شوطاً كبيراً، ورسخنا الدولة الوطنية، ومفهوم السيادة على كل شبر فى أرض مصر، من رفح شرقاً حتى السلوم غرباً.
من مياهنا الاقتصادية والإقليمية شمالاً حتى أقصى نقطة فى حدودنا مع الجارة السودان.
دولة وطنية قوية، بمؤسسات صلبة تحميها، عصية على الاختراق.
وبهدوء ودون ضغوط أو ضجيج، تتجه الدولة للبناء، وتواصل التنمية التى ربما رآها البعض لا تلبى طموحاتنا الواسعة بعد 30 يونيو.
لذلك فإن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الجديدة، هى حكومة استكمال بناء الدولة الوطنية.
لقد شاهدنا على مدار السنوات العشر دولاً انهارت تماماً، وأخرى تصطف فى طابور صراع عالمى بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
ربما لأن قدرتها على المقاومة لا تشبه قدرة مصر الدولة الوطنية العريقة.
قبل سنوات خرج اللبنانيون فى الشوارع ناقمين على أوضاع اقتصادية رأوها صعبة، فانهارت الدولة اللبنانية وهوت إلى أوضاع أصبح من الصعب استمرارها معها حتى الآن.
فالإيمان بالدولة يتطلب تضحيات مع كل تحدى.
وربما أفضل ما نقدمه فى الوقت الحالى هو أن نملأ الطريق بالأمل للحكومة الجديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكومة الأمل تحديات إقليمية قدرتها على المقاومة الدولة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
برلمانية: الموازنة الجديدة تؤكد التزام الدولة بحماية المواطن
أكدت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن إعلان الدكتور مصطفى مدبولي عن المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي؛ يعكس مدى الالتزام الجاد من جانب الدولة بالمضي قدمًا في طريق الإصلاح الاقتصادي، رغم التحديات القاسية التي مر بها الاقتصاد العالمي، خاصة بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وأضافت في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن الموازنة الجديدة للعام المالي المقبل أظهرت بشكل واضح أن الحكومة تتجه إلى معالجة حقيقية لمسببات الأزمة، وليس فقط التعامل مع نتائجها، وهو ما يتجلى في التركيز على خفض الدين العام إلى 85% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الإيرادات، وإعادة هيكلة الدعم لتحقيق كفاءة أكبر في التوزيع، دون المساس بحقوق الفئات الأكثر احتياجًا.
وأشارت "الكسان" إلى أن الدولة رفعت في الوقت نفسه مخصصات برامج الحماية الاجتماعية، حيث زاد دعم "تكافل وكرامة" بنسبة كبيرة، إلى جانب ضخ استثمارات في البنية التحتية الاجتماعية كالصحة والتعليم، مؤكدة أن هذا يبعث برسالة مهمة مفادها أن الإصلاح الاقتصادي لا يأتي على حساب العدالة الاجتماعية.
وشددت على أن لجنة الخطة والموازنة في البرلمان تراقب عن كثب آليات تنفيذ هذه السياسات، وستعمل على ضمان أن يكون تنفيذ الموازنة الجديدة ملتزمًا بمستهدفاتها، خصوصًا في ما يتعلق بتحسين معيشة المواطن وتثبيت الاستقرار المالي.
وختمت تصريحها قائلة: "نحن في مرحلة مفصلية.. وعلى الحكومة أن توازن بدقة بين تقوية الاقتصاد وحماية المواطن.. الإصلاحات أصبحت ضرورة لا خيار، ولكن العدالة الاجتماعية يجب أن تكون خطًا أحمر لا يُمس".