ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
حسين عبدالجليل
husseimabdelgalil@gmail.com
مثلها مثل أي حرب في تاريخ البشرية, ستنتهي, إن شاء الله, هذه الحرب اللعينة التي أستعرت في سوداننا الحبيب. حينها سنورث مدنا مدمرة, أجيالا فاتها قطار التعليم, معاقون بالالوف, مرضي نفسيون جدد بعشرات الألوف, بنية تحتية مدمرة, عدد كبير من النساء و الفتيات اللأتي مازلن يعانين من أثار الاغتصاب المدمرة نفسيا و جسديا و روحيا.
فماذا نحن فاعلون حيال ذلك , حينها؟
في هذا المقال سأجيب علي سؤالي أعلاه بمقترح موجه للسودانيين و السودانيات المغتربين و المهاجرين في أرض الله الواسعة. و هم ممن لم يذوقوا ويلات الحرب و أن كان معظمهم قد أكتوي بلهيبها النفسي و المادي. فهذه الشريحة من السودانيين رغم بعدها عن الوطن الذي يحترق الآن, فقد تكفل كثير منهم بنفقات معيشة بعض أقربائهم و أصدقائهم خلال هذه المحنة التي لم يشهد لها السودان مثيلا منذ القرن التاسع عشر.
لاشك أن بين المهاجرين و المغتربين السودانيين (رجالا و نساء) عدد كبير من المتخصصين في مختلف المجالات , الاطباء (اطباء علم نفس, أطباء تخصص أطفال ..الخ), مهندسين بمختلف مجالات الهندسة, فنيين في مختلف المجالات , معلمين , ممرضات و ممرضين ...الخ.
علي هؤلاء المهنيين البحث عن أفضل الطرق التي تتيح لهم تنظيم أنفسهم لخدمة وطنهم الجريح بعد الحرب , و لهم في منظمة (الاطباء السودانيين بامريكا- سابا ) خير مثال.
فقد قدم تجمع الأطباء السودانيين بأمريكا “سابا” معدات طبية لعدة مستشفيات بالسودان و ساهم في تدريب الاطباء بالسودان, ومن أنجازات سابا الكثيرة اذكر تقديمهم خلال الحرب لإمدادات طبية إلى المستشفى الجنوبي بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور, كما أنشأت المنظمة في عام 2022 مصنعا للأوكسجين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تبلغ سعته الإنتاجية حوالى 140 أسطوانة فى اليوم يغطى خدمات الأوكسجين ولايات دارفور الخمس (لا أدري أن كان المصنع مازل عاملا بعد الحرب ام تم تدميره ), هذا قليل من كثير فعله تجمع الاطباء السودانيين بامريكا لوطنهم السودان, و فيما قدموه من خدمات نموذجا عمليا لبقية المهنيين السودانيين بالخارج الذين أتمني أن يتخذوا خطوات عملية لتظيم أنفسهم في مجموعات عمل و مناقشة مايمكنهم تقديمه لوطنهم حال انتهاء الحرب.
هنالك شريحة أخري هامة من المهنيين السودانيين خارج السودان, و أعني بذلك من بلغ منهم سن المعاش و يقيم في الخليج او في بلاد الغرب الا أنه مازال قادرا علي العطاء. هؤلاء سيكون معظمهم في غاية الرضا و السعادة لو طلبت منهم أي جهة سودانية رسمية, بعد الحرب, القدوم للسودان للأستفادة من خبراتهم. معظم هؤلاء لديهم المقدرة المالية التي ستتيح لهم السفر و الاقامة بالسودان مؤقتا و الخدمة تطوعا في أي موقع دون أن يكلفوا الدولة السودانية أي نفقة.
أتمني أن يفكر قطاع كبير من المهاجرين و المغتربين السودانيين حول مايمكنهم تقديمه لبلدهم المنكوب بعد انتهاء هذه الحرب اللعينة و أن ينظروا لهذا الأمر بجدية, و يناقشونه في قروباتهم, و من ثم يقومون بتنظيم أنفسهم في مجموعات عمل . بعد انتهاء الحرب يمكن لمجموعاتهم المختلفة التواصل مع السلطة الانتقالية التي ستدير مقاليد الأمور في البلاد و التنسيق معها حول ذلك ولو تطلب الأمر أنشاء وزارة مؤقتة أو مفوضية مؤقتة للأدارة و التنسيق.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مجلس الحكومة ينظر في النظام الأساسي للصحافيين المهنيين
زنقة 20 | الرباط
ينعقد، الخميس المقبل، مجلس للحكومة برئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.
وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن المجلس سيتدارس في بدايته مشروعي قانونين يتعلق الأول منهما بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، والثاني بتغيير وتتميم القانون المتعلق بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين.
وأضاف البلاغ أن المجلس سيواصل أشغاله بدراسة مشروع مرسوم يتعلق بتحديد المبلغ الأقصى للسلفات الصغيرة وأسقف الأموال الملقاة من قبل مؤسسات التمويلات الصغيرة، قبل أن ينتقل إلى دراسة اتفاق البلد المضيف بين حكومة المملكة المغربية ووكالة تنمية الاتحاد الإفريقي – شراكة جديدة من أجل تنمية إفريقيا (أودا – نيباد) بشأن إنشاء المكتب الوطني لهذه الوكالة في المملكة المغربية، الموقع بالرباط في 16 يناير 2025، مع مشروع قانون يوافق بموجبه على الاتفاق المذكور.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المجلس سيختم أشغاله بدراسة مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقا لأحكام الفصل 92 من الدستور.