طالبته بـ البحث عن عمل فـ مزق جسدها أمام أطفالهما.. أسرار جريمة الزوجين في بولاق
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
خلافات متكررة وصل معها قطار الزوجية إلى محطته الآخيرة، حيث قتل رب الأسرة رفيقة دربه بطعنات مزقت جسدها أمام صغارهما الثلاثة، بعد وصلة شجار دامث ساعات متواصلة لرفض الزوجة جلوس والد أطفالها بالمنزل دون عمل، مطالبة إياه بالبحث عن وظيفة للإنفاق على أطفالهما ليقابل كلماتها بالسكين قبل أن يسقطها أرضًا غارقة في دمائها، ويفر هاربًا خشية مسائلته قانونيًا، تاركًا أطفاله الصغار يصيحون ويبكون للاستنجاد بجيرانهم الذين نقلوها إلى المستشفى أملًا في إنقاذها لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها.
إخطارًا تلقاه اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة من المقدم محمد نجيب رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بورود إشارة من مستشفى إمبابة العام بوصول فايزة أحمد، تبلغ من العمر 44 سنة، مصابة بطعنات متفرقة بجسدها وفارقت الحياة متأثرة بجراحها.
انتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغتوجيهات سريعة من قبِل اللواء هاني الشعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بانتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة، وبانتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ تحت إشراف العقيد محمد الصغير مفتش مباحث فرقة الجيزة وبولاق الدكرور، وبالفحص والمعاينة تبين وقوع مشادة كلامية بين المجني عليها وزوجها لمطالبتها إياه بالبحث عن فرصة عمل للإنفاق عن أطفالهما الثلاثة.. " إنزل دور على شغل عيالك مش لاقيين ياكلوا.. مين هيصرف عليهم".
السر في قتل الزوجة الأربعينيةكلمات الزوجة قوبلت بالرفض من قبِل رب الأسرة، ليشتد الشجار بينهما، من ثم استل الزوج سلاح أبيض سدده بجسد الأربعينية، وأسقطها قتيلة، غارقة في دمائها، أمام أطفالهما وفر هاربًا، قبل ضبطه ومسائلته قانونيًا.
وكلفت اللواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بإعداد مأموريات عدة لاستهداف المتهم بأماكن تردده والمحتمل هروبه بها، وجرى التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة لتولي التحقيق.
اقرأ أيضاًالعقل المدبر موظف سابق.. كواليس السطو المسلح على صيدليات مصر في العجوزة
سهرة حمراء انتهت بـ سرقة وجثة فتاة متعفنة.. ماذا حدث في الحي الراقي؟
العيد بلون الدم.. أسرار جديدة في حادث مذبحة الغربية الأسرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مديرية أمن الجيزة بولاق الدكرور قسم شرطة بولاق الدكرور قتل في بولاق الدكرور
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: الإعلام يحجز مكانًا جديدًا
في ظل التحولات المتسارعة في بلادنا ، تقف الصحافة عند مفترق طرق، تنتقل من الأطر التقليدية الراسخة إلى آفاق العمل الصحفي الحديث، حيث يتداخل المحتوى الرقمي وتقنيات النشر الإلكتروني مع تحديات جديدة تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي على صناعة الرأي العام.
هذا التحول الجذري يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإعلام، واستقلاليته، ودوره في مجتمعنا المعاصر، لا سيما في دولة تمر بتحولات سياسية واجتماعية كبيرة ، كالسودان في مرحلة ما بعد الحرب.
انعقدت الأسبوع الماضي ورشة تعديل قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009 بمدينة بورتسودان، في توقيت بالغ الأهمية، إذ يشهد السودان تحولات سياسية ورقمية متسارعة. وقد جاءت هذه الورشة كخطوة أولى لإعادة تأهيل المشهد الإعلامي، وتهيئة البيئة القانونية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة. شكلت الورشة منصة لطرح التحديات ووضع أسس لإصلاح تشريعي يواكب التطورات، ويكفل حماية حرية الصحافة ضمن واقع جديد معقد.
الإعلام اليوم في السودان بحسب مختصين يخطو نحو موقع جديد، يتجاوز كونه “السلطة الرابعة” ، ليملأ فراغًا مؤسسيًا ناتجًا عن غياب السلطة التشريعية المنتخبة، في سياق مرحلة انتقالية. وبهذا يصبح الإعلام ـ موضوعيًا ـ سلطة ثالثة فاعلة في مشهد الدولة السودانية الراهن.
هذا الوضع الاستثنائي يحمّل الإعلام مسؤولية إضافية لا تقل أهمية عن أدوار السلطات الرسمية. إذ يُنتظر منه أن يضطلع بدور الرقيب والمساءل، وأن يكون منصة للصوت العام، ومصدرًا للوعي، وأداةً للمحاسبة المجتمعية، في ظل غياب آليات الرقابة البرلمانية والتشريعية. وعليه فإن أي قانون جديد ينظم العمل الإعلامي لا بد أن يُبنى على فهم دقيق لهذا التحول، وأن يُعزز قدرة الإعلام على أداء وظيفته بفاعلية، دون التفريط في المهنية أو التعدي على الاستقلالية.
كما أن استمرار غياب الصحافة الورقية الفعلية عن المشهد الإعلامي في السودان يعكس واقعًا جديدًا تُحكمه التحولات الرقمية والتقنية. فقد انتقل الصحفيون من الاعتماد على الوسائل التقليدية إلى استراتيجيات حديثة لإنتاج محتوى متنوع يجمع بين السرعة، والفاعلية، والتفاعل مع الجمهور عبر المنصات الإلكترونية. وهذا بدوره يفرض الحاجة إلى تشريعات جديدة تستوعب المفهوم الحديث للعمل الصحفي.
وتبرز هنا أهمية الشبكات الاجتماعية بوصفها فضاءات جديدة لتبادل المعلومات وصناعة الرأي العام، لكنها في المقابل تطرح تحديات كبيرة، من بينها فقدان المؤسسات الإعلامية السيطرة على المحتوى، وانتشار الأخبار الكاذبة، وتراجع الثقة في الإعلام التقليدي نتيجة تداخل أدوار الصحفيين مع “المواطن الصحفي” الذي يمتلك أدوات النشر المباشر دون مرجعية مهنية. لذلك ينبغي أن تراعي التشريعات الإعلامية الجديدة متطلبات الحوكمة الرقمية، ومكافحة خطاب الكراهية، وضمان جودة وموثوقية المحتوى الإعلامي الإلكتروني.
ولا يمكن فصل الإصلاح التشريعي في قطاع الإعلام عن السياقات السياسية والأمنية الوطنية. فقد أكدت الورشة على ضرورة تحقيق توازن دقيق بين حماية الحريات الصحفية من جهة، ومتطلبات الأمن القومي من جهة أخرى، مع احترام الخصوصية الشخصية وحقوق الأفراد. ويتطلب هذا التوازن حوارًا جادًا ومفتوحًا بين الحكومة والإعلام، والمجتمع ، من أجل بناء بيئة إعلامية مهنية ومسؤولة؛ لا تخضع للتضييق أو التحجيم، ولا تنزلق في ذات الوقت نحو الانفلات الإعلامي أو التضليل الذي قد يخدم أجندات محلية أو إقليمية ظلت تتربص بالبلاد.
إن التحديات التي تواجه الإعلام السوداني اليوم تفرض إعادة تعريف لدوره ومسؤولياته، بما يتماشى مع التحولات السياسية والاجتماعية. فالإعلام لم يعد مجرد ناقل للمعلومة، بل أصبح شريكًا في عملية البناء الوطني، ومراقبًا للسلطات، وموجّهًا للرأي العام. وكما قال الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل: “الإعلام هو السلطة الرابعة، وإذا غابت هذه السلطة، غاب معها الوعي الوطني”. هذا المفهوم يُجسّد الدور الحيوي للإعلام في تشكيل الوعي العام، والمساهمة في بناء الدولة.
لذلك ينبغي على الإعلام السوداني أن يتحمل مسؤولياته الجديدة بجدية، وأن يسعى لتحقيق توازن رشيد بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن القومي، وبين المهنية والموضوعية. ففي ظل الظروف الراهنة، يُعد الإعلام أداة رئيسية في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال مكافحة الشائعات، وتجاوز خطاب الكراهية، ونقل الحقيقة والإسهام في إعادة بناء الدولة السودانية على أسس تعزز مفاهيم السلام، والحريات والتعايش السلمي.
وبالنظر إلى الواقع ، وما نراه من #وجه_الحقيقة، ومع تصاعد التحديات، تبرز الحاجة الملحة إلى تشريع إعلامي جديد يواكب التطور التقني، ويعزز الاحترافية والمهنية، ويضع أسسًا لصناعة إعلام مستقل وفعّال. إن السودان يقف على أعتاب تحول تاريخي يتطلب قانونًا لا يكتفي بالشكل، بل يُحدث فرقًا جوهريًا في المشهد الإعلامي، ويكون جزءًا من مشروع وطني أشمل لإعادة البناء بعد الحرب. وبين تطلعات الشعب وإرادة الفاعلين، تبقى الإجابة معلقة: هل نرى قريبًا قانونًا يليق بهذا الطموح؟
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الخميس 29 مايو 2025م Shglawi55@gmail.com