ماذا بعد تصديق القضاء الفرنسي على مذكرة اعتقال الأسد؟
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
اعتبر حقوقيون سوريون القرار الذي اتخذته محكمة الاستئناف في باريس، الأربعاء، بالمصادقة على مذكرة توقيف رأس النظام السوري، بشار الأسد "خطوة تاريخية"، وأشار أحدهم في حديثه لموقع "الحرة" إلى "مشوار سريع وآخر أطول" ستشهده الأيام المقبلة.
كما أكدت ذات المحكمة أيضا على مذكرات التوقيف الصادرة بحق ماهر الأسد شقيق رئيس النظام، واثنين من كبار المسؤولين العسكريين السوريين، بسبب اتهامهم بالمسؤولية عن الهجمات الكيماوية على الغوطة الشرقية ودوما، في أغسطس 2013.
وبذلك تكون غرفة التحقيق رفضت الطلب الذي قدمه مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، قبل أشهر، بإلغاء مذكرة التوقيف، بسبب "الحصانة الشخصية للرؤساء أثناء وجودهم في السلطة".
وكان التحقيق في قضية "كيماوي دوما" عام 2013 فتح في مارس 2021، بناءً على شكوى جنائية قدمها "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" (SCM) وضحايا سوريون، بالاستناد إلى شهادات من ناجين وناجيات.
وحظيت الشكوى بدعم "الأرشيف السوري" و"مبادرة عدالة المجتمع المفتوح"، و"منظمة المدافعين عن الحقوق المدنية"، التي انضمت إلى التحقيق كأطراف مدنية، بالإضافة إلى أعضاء من "رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية" (AVCW).
ويقول المدير العام لـ"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، مازن درويش، إن قرار "محكمة الاستئناف الفرنسية اليوم خطوة بغاية الأهمية، وتاريخية أيضا، ليس فقط للضحايا السوريين، بل للضحايا في كل العالم".
ويضيف لموقع "الحرة" أن التصديق على مذكرة توقيف الأسد "سابقة أيضا، سيتم البناء عليها، ليس في سوريا بل في كل العالم".
ومن خلال تأكيدها لصحة مذكرة التوقيف بحق الأسد، تؤكد "الاستئناف" الفرنسية أن "الحصانة غير متاحد لأحد، خاصة لأولئك الذين ارتبطت أسماؤهم بجرائم الحرب وضد الإنسانية والجرائم المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية"، بحسب درويش.
ويتابع: "لا يمكن أن تكون الحصانة درع للوقاية من العقاب أو القبول بهذا النوع من الجرائم بأي سبب كان".
"حكم تاريخي"وبدوره، يقول هادي الخطيب، مؤسس ومدير منظمة "الأرشيف السوري" إنه وبعد مطالعة الأدلة، لم يشكك أي قاض أو مدعٍ في فرنسا في دور بشار الأسد في الهجمات الكيماوية على الغوطة ودوما في أغسطس 2013.
ويضيف: "بالنسبة للضحايا والناجين والشعب السوري و غيرهم من المتضررين بشكل مماثل حول العالم أقول: يجب أن تكون المطالبة بالمساءلة القضائية عن مثل هذه الفظائع ممكنة ضد كل من يثبت تورطه فيها".
واعتبرت عايدة ساماني، مستشارة قانونية كبيرة في منظمة المدافعون عن الحقوق المدنية أن "الحكم الذي ساهمت فيه محكمة الاستئناف في باريس تاريخي بشكل مهم في إبطال الوضع الراهن حول الحصانات".
وتابعت بالقول: "نأمل أن يقرب (هذا الحكم) المجتمع الدولي خطوة واحدة نحو نظام عالمي، لا يستطيع فيه رؤساء الدول ارتكاب جرائم دولية فاضحة، دون عقاب".
ماذا بعد؟وتثار تساؤلات في الوقت الحالي عن ماهية الخطوات التي قد تتبعها فرنسا في المرحلة المقبلة، بعد تأكيد صحة مذكرة التوقيف الصادرة بحق الأسد.
ويشرح الحقوقي السوري درويش أنه توجد 5 أيام للطعن بقرار المصادقة أمام محكمة النقض.
ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب سيتخذ هذه الخطوة.
وبينما يستبعد الحقوقي السوري الاتجاه لذلك، يوضح أن "المدعي العام قال إنه يريد قرارا من محكمة أعلى. وبالتالي من المفترض أنه أخذ ذلك من محكمة الاستئناف".
وستكون الإجراءات التفيذية سريعة من جانب فرنسا، ومع الدول التي تشترك معها باتفاقيات.
وفي المقابل "سيكون المشوار طويلا والمعركة أطول"، خاصة فيما يتعلق بالإنتربول، كما يشير الحقوقي السوري درويش.
"بعد خطوة غيابية"ويأتي قرار محكمة الاستئناف الفرنسية بعد شهر من حكم فرنسي بالسجن مدى الحياة بحق 3 مسؤولين في نظام الأسد، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.
والمسؤولون الثلاثة هم: علي مملوك الرئيس السابق لمكتب الأمن القومي المشرف على أجهزة الأمن والمخابرات في سوريا، وجميل حسن مدير المخابرات الجوية الأسبق، بالإضافة إلى عبد السلام محمود المدير السابق لفرع التحقيق في ذات الفرع الأمني الذي يترأسه حسن.
وفي قضايا سورية أخرى، أصدرت الوحدة المتخصصة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس في وقت سابق، 7 أوامر اعتقال في قضايا مختلفة استهدفت بها 7 مسؤولين كبارا آخرين في النظام السوري.
وفي 19 أكتوبر 2023 أيضا أصدر القضاء الفرنسي مذكرات توقيف دولية بحق 4 مسؤولين كبار سابقين في الجيش السوري يشتبه في مسؤوليتهم في قصف على درعا عام 2017، أدى إلى مقتل مدني فرنسي-سوري.
ومن بين المسؤولين الذين استهدفتهم مذكرات التوقيف، وزير الدفاع السابق فهد جاسم الفريج، المتّهم بـ"التواطؤ في هجوم متعمد ضدّ السكان المدنيين، الذي يُشكّل بحد ذاته جريمة حرب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محکمة الاستئناف
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الفرنسي يطمئن جماهير الهلال بشأن إصابة ثيو هيرنانديز
طمأن رافاييل رايموند، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، جماهير نادي الهلال السعودي حول الحالة الصحية للمدافع الدولي ثيو هيرنانديز، بعد تداول صور ومقاطع تُظهر اللاعب وهو يعاني من آلام واضحة أثناء تدريبات المنتخب الفرنسي، ما أثار حالة من القلق بين محبي "الزعيم" الذين يخشون فقدان أحد أبرز نجوم الفريق خلال الفترة المقبلة.
وجاءت تصريحات رايموند لتضع حدًا للشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد في حديثه لصحيفة "الرياضية" السعودية أن حالة اللاعب مطمئنة للغاية، موضحًا أن الإصابة التي تعرّض لها هيرنانديز ليست سوى كدمة طفيفة نتيجة احتكاك عادي مع أحد زملائه أثناء الحصة التدريبية، وليست إصابة عضلية أو تمزقًا كما ردد البعض.
وقال رايموند في تصريحاته: "كل ما حدث هو التحام بسيط خلال أحد التمارين، تسبب في شعور اللاعب ببعض الألم في الساق، لكن الجهاز الطبي تدخل على الفور للتعامل مع الموقف. وبعد فحص الحالة بدقة، تأكد أنها مجرد كدمة خفيفة لا تستدعي القلق."
وأضاف المتحدث باسم الاتحاد الفرنسي: "هيرنانديز بخير تمامًا، وتدرب بشكل طبيعي بعد تلقي العلاج اللازم. الجهاز الطبي فضّل منحه راحة قصيرة أثناء الحصة التدريبية كإجراء احترازي فقط، لكنه جاهز للمشاركة في المباراة المقبلة أمام أذربيجان."
وتابع رايموند موضحًا أن الجهاز الفني بقيادة ديدييه ديشامب لا ينوي استبعاد اللاعب من حساباته، بل يضعه ضمن القائمة الأساسية لمواجهتي أذربيجان وأيسلندا، اللتين ستقامان يومي الجمعة والإثنين في إطار منافسات المجموعة الرابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وأشار المتحدث الفرنسي إلى أن ديشامب تحدث مع اللاعب فور انتهاء المران للاطمئنان عليه، مؤكدًا له ثقته الكاملة في جاهزيته البدنية والفنية. وقال رايموند: "ثيو لاعب مهم جدًا في منظومة المنتخب، وديشامب يعرف قيمته داخل الفريق. تم الاطمئنان عليه بشكل كامل، وكل المؤشرات إيجابية."
ومن جهتها، تابعت الصحف الفرنسية تفاصيل إصابة اللاعب باهتمام كبير، نظرًا لأهميته في التشكيلة الأساسية للديوك. فقد ذكرت صحيفة *ليكيب* أن ثيو هيرنانديز ظهر متألمًا للحظات خلال المران، لكنه غادر الملعب مبتسمًا بعد تدخل الطاقم الطبي، مما أكد أن المسألة لا تتعدى كونها إصابة طفيفة.
ويُعد ثيو هيرنانديز أحد أبرز الصفقات التي أبرمها نادي الهلال خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بعد أن تعاقد معه قادمًا من ميلان الإيطالي في صفقة أثارت اهتمام الإعلام الأوروبي والعالمي. وسرعان ما أصبح الظهير الفرنسي عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الهلال، بفضل قدراته الدفاعية العالية وسرعته في التحول الهجومي، إذ ساهم منذ انضمامه في صناعة وتسجيل عدد من الأهداف المهمة سواء في الدوري السعودي أو دوري أبطال آسيا.
وأثارت صورة اللاعب أثناء تلقيه العلاج قلق الجماهير الهلالية، خاصة في ظل جدول الفريق المزدحم بالمباريات المحلية والقارية خلال الأسابيع المقبلة، لكن تأكيدات الاتحاد الفرنسي بدّدت تلك المخاوف، إذ أوضح رايموند أن النادي السعودي يمكنه الاطمئنان تمامًا على سلامة لاعبه.
وتشير تقارير إعلامية فرنسية إلى أن الجهاز الطبي للمنتخب أرسل تقريرًا مفصلًا إلى إدارة الهلال حول حالة اللاعب كإجراء روتيني، تضمن تشخيص الإصابة، ونتائج الفحص، والعلاج المستخدم لضمان التنسيق بين الجانبين.
ويواصل المنتخب الفرنسي استعداداته الجادة لمواصلة مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، حيث يحتل صدارة مجموعته برصيد مريح من النقاط، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية تحت قيادة ديشامب. ويعتمد المدير الفني بشكل كبير على عناصر الخبرة مثل كيليان مبابي وأنطوان غريزمان، إلى جانب لاعبين مميزين في الخط الخلفي، من ضمنهم ثيو هيرنانديز الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في خط الدفاع.
أما في الهلال، فينتظر الجهاز الفني بقيادة البرتغالي جورجي جيسوس عودة لاعبيه الدوليين بعد انتهاء فترة التوقف الدولي، من بينهم هيرنانديز، وذلك قبل استئناف الفريق لمبارياته في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا. وقد أعربت الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ارتياحها بعد صدور تصريحات الاتحاد الفرنسي، مؤكدين ثقتهم في جاهزية اللاعب واستعداده للعودة إلى صفوف الفريق دون أي مشاكل بدنية.
بهذا، يكون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قد بدّد كل المخاوف التي انتشرت خلال الساعات الماضية حول إصابة نجم الهلال، مؤكدًا أن حالة اللاعب لا تدعو للقلق، وأنه سيشارك بصورة طبيعية مع منتخب بلاده في الاستحقاقات القادمة.