الوطن:
2025-05-26@04:58:44 GMT

الأنبا بنيامين مطران المنوفية يكتب.. مفهوم الصوم

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

الأنبا بنيامين مطران المنوفية يكتب.. مفهوم الصوم

فضيلة الصوم مرتبطة بلقاء الإنسان مع الله منذ بدء الخليقة، فلقد أوصى الله آدم وحواء بأن يأكلا من جميع شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر، وهذا هو مفهوم الصوم، ترك الطعام لأجل محبة الله الذى خلق كل شىء لإسعاد الإنسان لأنه يحبنا، لذلك نصلى فى القداس «خلقتنى إنساناً محباً للبشر»، ولكى نعبر عن محبتنا له نترك طعاماً كدليل أن الله هو الذى طلبه لنُعبر عن حبنا له، وللأسف لقد أغوى الشيطان الإنسان فأكل من الشجرة الممنوعة وطرد من حضرة الله والنقاء القلبى الذى خلق عليه.

لذلك فى الصوم لا نمتنع عن أكل محرم، بل نمتنع عن طعام حلال، كدليل على محبتنا لله وهناك حكمة تقول: (الإنـسان هو ما يأكل)، بمعنى أن الأكل يظهر نوعية وطريقة الإنسان، ليؤكد أن واهب الحياة هو الله وليس الطعام، وبذلك نشعر بأن الصوم مدرسة فى الفضيلة، ومن هذا المنطلق يقول القديس بولس الرسول (أقمع جسدى وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضاً).

لذلك نفرح بالصوم، لأن الأكل كان مصدراً للسقوط فى الشر، والصوم هو تدريب على التفرّغ للصلاة، واستعداد روحى للشبع من محبة الله والقرب منه، وهنا تظهر جلياً قيمة الصوم فى كل الأديان للتدرب على قمع الشهوات الجسدية والسمو الروحى وليس الانحدار فى شهوات الجسـد، ومنها التعلق بأطعمة شهية تثير الرغبات الجسدية والغرائز التى يجب ضبطها حتى ينتصر على الإغراءات الشيطانية التى تحاربنا.

ومن هنا نجد أن الصوم مرتبط بالعبادة، لأنه يفرّغ المصلى ليجد الفرصة للاتصال بالله كدليل على محبتنا للعبادة، ويؤكد القديسون المختبرون الحياة مع الله أن كل جهاد ضد الخطيئة وشهواتها يجب أن يبدأ بالصوم، وكلام الله فى الإنجيل يُعلمنا أن الحياة حسب الجسد تؤدى إلى الموت، أما إن عشنا حسب الروح فهذا يوصلنا إلى الحياة الحقيقية مع الله وفى (رو8: 13) لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ.

لذلك فالصوم يميت الأهواء والشهوات والانحرافات الداخلية، لكى يكون لنا نصيب فى الأبدية السعيدة مع الله، لأن ميولنا وشهواتنا هى عدونا أكثر من الأعداء الخارجيين الذين أعوانهم الشياطين الذين يحاربوننا دائماً بالشهوات والملذات وإثارة النزوات.

ولقد أعطى الله الصوم كرامة، لأنه يمنح الإنسان قوة إرادة وسلطاناً قوياً ينجينا من الشرور، إذن فالصوم ليس مجرد انقطاع عن الطعام ولكنه إماتة للذة والشراهة فى الأكل، وانتصار على الذات والأنا التى تحرك فينا كل النوازع الخاطئة من كبرياء وارتباطات شريرة كاذبة، والصوم أيضاً بداية لحياة التوبة والرجوع إلى الله كمثال أهل نينوى الذين صاموا بمناداة يونان النبى حتى ينجوا من الهلاك الذى كان سيحدث لهم كنتيجة للخطايا التى صنعوها ضد الله ومحبته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مريم مع الله

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للأم إعطاء الزكاة لابنها لتعينه على ظروف الحياة؟.. الإفتاء تجيب

هل يجوز للأم إعطاء زكاتها لابنها لتعينه على ظروف الحياة؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: "هل يجوز للأم أن تعطى زكاتها لابنها لتعينه على ظروف الحياة؟".

وأجاب الشيخ محمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر بث مباشر سابق لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على فيس بوك عن السؤال قائلا: إنه يجوز للأم أن تعطى زكاتها لابنها لأنها ليست مكلفة بالنفقة عليه.

حكم الكلام عبر الهاتف المحمول أثناء الطواف .. الإفتاء تجيبهل الحنث في الحلف على الأبناء له كفارة؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز الحج عن والدي المتوفى؟.. دار الإفتاء تجيبأمين الإفتاء: الرجل لا يملك الحق لمنع زوجته الإنفاق من مالها الخاص

هل يجوز إعطاء زكاة مالي كلها للأقارب؟

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز إخراج الزكاة كلها أو بعضها للأقارب، ما عدا الأصول والفروع؛ كالأب والجد وإن علا، والابن وابن الابن وإن نزل إذا كانوا من مستحقي الزكاة ويندرجون تحت صنف من أصناف مخارج الزكاة المذكورين في قوله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾ [التوبة: 60]، بل إخراجها للمستحقين من الأقارب أولى؛ لأنها صدقة وصلة كما جاء في الحديث الشريف: «الصدقة على المسكين صدقة، والصدقة على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة» رواه الإمام أحمد في "مسنده" والترمذي والنسائي وابن ماجه في "سننهم" من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه.

من لا تجب عليهم زكاة الفطر
وفي ذات السياق، كشفت دار الإفتاء المصرية عن ثلاث فئات مستثناة من أداء زكاة الفطر، وهي: الفقير الذي لا يملك قوت يومه، الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد، الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان.

وأكدت الإفتاء أن زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي المصارف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾ [التوبة: 60].

طباعة شارك من لا تجب عليهم زكاة الفطر هل يجوز إعطاء زكاة مالي كلها للأقارب هل يجوز للأم إعطاء زكاتها لابنها

مقالات مشابهة

  • هل الأحلام المتكررة رؤى تتحقق؟.. 15 حقيقة لا يعرفها الكثيرون
  • ما هي أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • الحياة مدرسة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( … وغطاها)
  • هل يجوز للأم إعطاء الزكاة لابنها لتعينه على ظروف الحياة؟.. الإفتاء تجيب
  • د.حماد عبدالله يكتب: إعلاء القانون فوق الجميع !!!!
  • هل يقبل الله التوبة مع تكرار الذنب؟ دينا أبو الخير تجيب
  • بسبب عائلتي.. أعيش على حافة الحياة
  • تحذير طبي: السعال بعد الأكل قد يُنذر بمرض خطير