حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
أفادت مصادر محلية، في محافظة شبوة (شرقي اليمن)، الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2024م، بمقتل مواطن على يد مسلحيين قبليين بسبب “ثأر قديم”، في مديرية مرخة السفلى (غربي المحافظة).
وقالت المصادر لـ"مارب برس" إن عناصر مسلحة من قبلية "آل الدولة العوالق" باغتت المواطن "سالم بن حسين المقرحي" بوابل من الرصاص في سوق "واسط" وأردته قتيلا على الفور ولاذت بالفرار.
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة تأتي في إطار ثأر قبلي قديم بين قبيلة "المقارحة" التي تقطن مرخة، وقبيلة "آل الدولة العوالق" التي تقطن "نصاب" غربي شبوة.
وفي مديرية الصعيد (جنوب غرب المحافظة)، قالت مصادر قبلية لـ"مارب برس" إن قوة عسكرية مشتركة من ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة، يقودها "رئيس أركان حرب اللواء أول دفاع شبوة احمد محسن السليماني" وصلت مساء اليوم، إلى المديرية لفرض إيقاف كلي لإطلاق النار بين أسرتي “آل أبو بكر بن فريد” و“آل أحمد بن فريد”.
وأضافت المصادر أن القوة العسكرية طلبت من الطرفين تسليم رهائن لضمان عدم استمرار الإقتتال المتواصل لليوم الثاني على التوالي، مشيرة إلى عدم تجاوب الطرفين حتى اللحظة من كتابة الخبر (9: مساء).
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر قبلية لـ“مارب برس”، إن وساطات قبلية فشلت في وقف اقتتال بالأسلحة الثقيلة مستمرة لليوم الثاني على التوالي بين الأسرتين المنحدرتين لقبيلة العوالق.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين أسرتي “آل أبو بكر بن فريد” و“آل أحمد بن فريد” في منطقة الصعيد بمحافظة شبوة، تجددت اليوم بعد فشل جهود وساطات قبلية وانسحابها من الوسط.
وأوضحت أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت، أمس الاثنين، بين أسرتي “آل احمد بن فريد” و“آل ابو بكر بن فريد” في الصعيد على خلفية ثأر قديم بين الأسرتين.
ومساء السبت الماضي 29 يونيو/حزيران 2024م، دارت اشتباكات عنيفة بين قبيلتي آل ضيف الله وآل اسحاق في مديرية عسيلان شمال غرب المحافظة، عقب إقدام الأخيرة على قتل الشاب "زايد الكرام الضيفلي" في سوق النقوب.
ووفقًا لمصادر قبلية، تسببت الحادثة في اندلاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين القبيلتين في منطقة "أرة" جنوب عسيلان لتسفر عن مقتل "فهد عزيز المسلع الضيفلي ومجاهد صالح مبارك شريفة الضيفلي" وإصابة "مفرج الكرام الضيفلي وقاسم المسلع الضيفلي، وعوض حتروش السحاقي".
وتشهد محافظة شبوة (شرقي اليمن)، الخاضعة لسلطة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالات قتل واشتباكات قبلية متواصلة على خلفيات ثأرات أو خلافات على أراضي، في ظل حديث عن انفلات أمني غير مسبوق تشهده المحافظة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
السودان يتحسّب لتطورات عسكرية في حدوده مع إثيوبيا
الخرطوم- كشفت مصادر رسمية سودانية للجزيرة نت، أن السودان يتحسّب لفتح جبهة عسكرية جديدة في شرقه بعدما سمحت إثيوبيا المجاورة بفتح معسكر لتدريب قوات الدعم السريع ومرتزقة أجانب تابعين لها لمهاجمة إقليم النيل الأزرق المتاخم لحدودها.
وأوضحت المصادر الحكومية -التي طلبت عدم كشف هويتها- أن السلطات الإثيوبية لديها تنسيق عسكري مع قوات الدعم السريع عبر قوى إقليمية تساندها، حيث تم الاتفاق على خطوط إمداد وبناء معسكرات تدريب وتجهيز مهابط طائرات.
وحسب المصادر ذاتها فقد بدأت حركة إمداد ووصول مركبات قتالية ومنظومات مدفعية وأجهزة تشويش عبر مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول قمز في الشمال الغربي من إثيوبيا المتاخم لإقليم النيل الأزرق في السودان، ويوجد به سد النهضة.
تدريب وإمداد
كما كشفت المصادر الحكومية أن هناك تنسيقا استخباريا للجيش الإثيوبي مع الدعم السريع والجيش الشعبي، وهو الذراع العسكرية للحركة الشعبية-شمال في إقليم النيل الأزرق بقيادة جوزيف توكا التابع للحركة بزعامة عبد العزير الحلو، حيث تنتشر قوات توكا في جيوب بالإقليم وتنشط في الشريط الحدودي بولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان.
وأوردت منصات قريبة من السلطات السودانية تفاصيل أخرى عن التطورات الجديدة المرتبطة بالحرب في البلاد، وذكرت أن معسكر التدريب الإثيوبي المخصص للدعم السريع يستوعب أكثر من 10 آلاف مقاتل، في منطقتي منقي والأحمر بمحلية أوندلو، ويشرف عليه الجنرال الإثيوبي غيتاتشو غودينا بتنسيق مع ضباط أجانب تقف دولهم خلف القوات.
وتشمل العناصر الأجنبية المتدربة مرتزقة من دولة جنوب السودان، وآخرين من دول بأميركا اللاتينية أبرزهم مقاتلون كولومبيون، إضافة إلى عناصر من الدعم السريع، كانوا قد فرُّوا من جبهات القتال في السودان وتم تجميعهم وترحيلهم من دارفور.
إعلانوأفادت تلك التقارير، أن الإمدادات اللوجيستية للمعسكر، تصل عبر مينائي بربرة الصومالي ومومباسا الكيني قبل نقلها إلى داخل إثيوبيا.
وأضافت أن جوزيف تكا الذي يتخذ من منطقة يابوس السودانية الحدودية معسكرا رئيسيا لقواته تسلّم أخيرا طائرات مسيرة استخدمت خلال الأيام الماضية واستهدفت مدينتي الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق والكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية انطلاقا من مناطق يابوس ومكلف وبليلة.
وكشفت أن الأسلحة والمعدات القتالية والإمداد اللوجيستي يعبر عن طريق حاضرة إقليم بني شنقول إلى قرى أبورامو وشرقولي وأهوفندو ثم قشن التي تبعد نحو 30 كيلومترا من مدينة يابوس السودانية، لتُسلّم إلى الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية التي لها عدة معسكرات في تلك المنطقة، كما يُنقل إمداد الطائرات المُسيّرة جوا.
ويعتقد الاستاذ الجامعي المهتم بالشأن الأفريقي، إسماعيل الأمين، أن التطورات الأخيرة بإقامة معسكر لتدريب مقاتلين من الدعم السريع بالأراضي الإثيوبية، يكشف عن تحول خطر في نمط التدخلات الإقليمية في الأزمة السودانية.
وإذا لم يُواجه بتحرك سوداني وإقليمي ودولي فاعل -يضيف الأمين للجزيرة نت- فإن الحرب ستدخل مرحلة جديدة أكثر دموية، وتهدد الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي، حيث إن السودان وإثيوبيا أكبر دول الإقليم بجانب موقعهما الجيوسياسي.
ويرى أنه في ظل الضغوط الاقتصادية والتوتر في بعض أقاليم إثيوبيا يبقى من غير المرجح أن تمتلك أديس أبابا المقدرة المالية لخوض حرب كبيرة جديدة، وسيكون انخراطها عسكريا في الأزمة السودانية مصدرا محتملا لمزيد من عدم الاستقرار داخل إثيوبيا، إذ تمتلك الخرطوم أوراق ضغط يمكن أن تؤذي جارتها أمنيا للتداخل الحدودي وانتشار جماعات مسلحة معارضة لها قرب الحدود.
"شد الأطراف"من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي يوسف عبد المنّان، إن ما يحدث في حدود السودان الشرقية هو سياسة "شد الأطراف"، حيث يمر الإمداد العسكري واللوجيستي للدعم السريع عبر الحدود مع شرق ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان وأخيرا إثيوبيا.
ويشبّه عبد المنّان في تصريح للجزيرة نت، التطورات الجديدة بما جرى في منتصف التسعينات، حين سعت واشنطن لإسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير عبر عملية "الأمطار الغزيرة"، حيث شاركت أوغندا وإثيوبيا وإريتريا في دعم قوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق وشنّت هجوما متزامنا على حدود السودان الجنوبية والشرقية انطلاقا من الدول الثلاث لتغيير نظام الحكم أو حمله لتوقيع اتفاق سلام مع المتمردين.
ومنذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب في السودان، اتسم موقف إثيوبيا بتقارب بقيادة الدعم السريع وقوى سياسية متحالفة معها، واستضافت مسؤولين من القوات والقوى المعارضة خلال قمة زعماء دول المنظمة الحكومية للتنمية "إيغاد" في يوليو/تموز 2023 التي انسحب منها الوفد السوداني احتجاجا على ذلك.
وقد أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، آنذاك، غضب الخرطوم، حين ادّعى أن السودان يعاني من فراغ في القيادة، وطالب بنشر قوات أفريقية وبفرض منطقة حظر طيران في البلاد.
إعلانوزار آبي أحمد بورتسودان في يوليو/تموز 2024 وأجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، لإذابة الجليد بينهما، والتوسط لاحتواء التوتر بين الخرطوم وأبوظبي، كما زار مدير المخابرات الإثيوبي رضوان حسين بورتسودان في يوليو/تموز الماضي في مهمة لم تُعلن نتائجها.