دبي (الاتحاد)
أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، عن شراكة جديدة مع مجموعة موانئ شيجيانغ الصينية، لتأسيس تعاون استراتيجي شامل يُعزّز الخدمات اللوجستية للموانئ وطرق الشحن البحري بين ميناء جبل علي في دبي وميناء نينغبو تشوشان في الصين.
وستركز الشراكة على جذب شركات الشحن، لإنشاء مسارات بحرية إضافية بين الميناءين، وتشجيع التعاون بين خطوط الشحن من خلال مشاركة منصات الشحن والمساحات المخصصة لنقل البضائع على السفن على مسار دبي-نينغبو الملاحي، ما يُعزّز مستويات التواصل والكفاءة بين المركزين.


وستتعاون «دي بي ورلد»، مع المجموعة الصينية أيضاً في مجال تعزيز إنشاء الموانئ المستدامة ومنخفضة الكربون، ووضع آلية لتبادل المعلومات والخبرات في بناء المحطات المستدامة، واستخدام أنظمة الطاقة على الساحل، وإعادة تزويد السفن التي تعمل بالطاقة المستدامة بأنواع الوقود الصديق للبيئة، مثل الغاز الطبيعي المسال والميثانول الأخضر.
وقال عبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ «دي بي ورلد»، دول مجلس التعاون الخليجي: تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، وتوقيع هذه الاتفاقية مع مجموعة موانئ شيجيانغ البحرية، للبدء في تعاون استراتيجي ينسجم مع رؤيتنا المتمثلة بتعزيز حضورنا في الصين، والتعاون مع شركاء متوافقين معنا في الأفكار، لتمكين تدفق الحركة التجارية، وتسريع التحوّل إلى الطاقة المستدامة.
وأكد الالتزام بدعم مبادرة الحزام والطريق الصينية من خلال هذا المشروع وغيره من المشروعات. وتساهم الشراكة في تعزيز بناء المنشآت منخفضة الكربون في الموانئ، وتوسيع نطاق اعتماد أنواع الطاقة الجديدة، وتشجيع السفن على استخدام الوقود النظيف، وإنشاء ممر شحن مستدام بين ميناء جبل علي وميناء نينغبو تشوشان، للمساهمة في التحوّل للطاقة المستدامة على مستوى قطاع الشحن.
وقال داو تشنغ بو، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ شيجيانغ ومجموعة موانئ نينغبو تشوشان: تعدّ دولة الإمارات مركزاً مهماً لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وتساهم شراكتنا مع «دي بي ورلد» في ترسيخ مكانة الصين كلاعب رئيس، على ساحة التجارة العالمية، وتفتح آفاقاً واسعة أمام الشركات الصينية للوصول إلى المتعاملين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأفريقيا.
وتتيح الاتفاقية فرصة لاستكشاف إمكانية استثمار الفرص اللوجستية المتاحة في المنطقة الحرة لجبل علي ومنطقة التجارة الحرة في شيجيانغ، ودعم الخدمات اللوجستية للسيارات، بالاعتماد على مزايا دبي الاستراتيجية، باعتبارها مركزاً للعبور الإقليمي، ومزايا الصين الاقتصادية كمُصدّر رئيس للسيارات، في دعم تجارة البضائع المدحرجة بين ميناء نينغبو تشوشان وميناء جبل علي في دبي.

أخبار ذات صلة ميليوتزي يستعيد ذاكرة ألقاب «السباق إلى دبي» للجولف «موانئ دبي العالمية» تستكمل توسعة بميناء كالاو ببيرو

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: موانئ دبي العالمية

إقرأ أيضاً:

إلغاء تأشيرات الطلاب واتساع رقعة الحرب التجارية الأميركية الصينية

علاقة الصراع بين أميركا والصين بدأت مبكرًا، وإن كانت وصلت إلى الحرب الاقتصادية العلنية مع مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى 2017-2020، ويمكن رصد مسيرة الصراع منذ مطلع الألفية الثالثة حتى الآن في 5 محاور رئيسة.

فقد شملت دائرة الصراع الاقتصادي الأميركي الصيني المحاور الآتية:

اتهام الصين بإصرارها على إبقاء قيمة عملتها منخفضة من أجل زيادة الصادرات. اتهام الصندوق السيادي الصيني بممارسة دور سياسي. اتهام شركات التكنولوجيا الصينية بالقيام بأعمال تجسس. قيام أميركا باستخدام آلية الرسوم الجمركية بشكل مبالغ فيه ضد الواردات من الصين. الإعلان عن العزم على البدء بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، وبخاصة أولئك الذين يرتبطون بعلاقة بالحزب الشيوعي، أو يدرسون في تخصصات حساسة.

وهنا يأتي التوظيف السياسي للقرار المزمع اتخاذه من قبل أميركا تجاه الطلاب الصينيين، إذ سيصنف الطلاب حسب انتمائهم السياسي داخل بلدهم، وكذلك نوعية الدراسات التي يلتحقون بها.

ووصفت الخارجية الصينية إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنه غير منطقي، وأنه يضر بمصالح الطلاب الصينيين. ويذكر أن الطلاب الصينيين يعدّون من أحد أهم مصادر التمويل للجامعات الأميركية، لكونهم يدفعون رسوما دراسية كاملة.

إعلان

وتذهب بعض التقديرات إلى أن عدد الطلاب الصينيين بأميركا يصل إلى 277 ألف طالب بمراحل التعليم الجامعي والدراسات العليا، وترصد بعض التقارير أن العدد في تناقص منذ عام 2021، إذ كانت الأعداد تزيد على 300 ألف طالب.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن نواب من الحزب الديمقراطي قد نبهوا في تقرير لهم إلى خطورة اطلاع طلاب صينيين على أبحاث موّلت من قبل وزارة الدفاع، وهو ما يعني نقل أسرار هذه الدراسات لدولة معادية.

وهنا الملاحظة المهمة، والتي يمكن من خلالها قراءة خلفيات ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي، أن الأمور تأتي من خلال مخاوف أمنية تتعلق بنقل للتكنولوجيا، وبخاصة في ظل الحرب الاقتصادية المعلنة بين أميركا والصين.

الجدير بالذكر أن بعثات الصين التعليمية إلى أميركا بدأت في سبعينيات القرن العشرين بمبادرة من الرئيس الأميركي جيمي كارتر، إذ بدأت بابتعاث نحو 10 آلاف طالب صيني، إلا أنها في السنوات الأخيرة في أقل تقديراتها، وكانت في بعض السنوات قد تجاوزت 900 ألف طالب.

المصالح لا المبادئ

على الرغم من تبنّي مشروع العولمة الأميركي منظومة من المبادئ، من حرية التجارة والاستثمار الأجنبي، والمنافسة الاقتصادية والتجارية، وتوزيع المنافع بين الشركاء في الاقتصاد العالمي، فإن الواقع يعكس صورة أخرى عمادها أن المصالح مقدمة على المبادئ، والأخطر أن العلاقة بين القوى الاقتصادية تأتي في إطار الصراع وليس المنافسة، وعكست صحة هذا الادعاء ممارسات ترامب في مواقف عدة تتعلق بالرسوم الجمركية وحجب التكنولوجيا.

ولذلك كثُر المتضررون من ممارسة أميركا الاقتصادية، سواء من خلال تصديرها لمشكلاتها الاقتصادية الداخلية، عبر سياساتها المالية والنقدية، أو الخروج على منظومة المنظمات الدولية المعتمدة على مبدأ "تعدد الأطراف".

فالعجز التجاري المزمن في أميركا، وإشكالية دينها العام المتزايد، يضغطان على الوضع المالي هناك، مما دعا لإعادة التصنيف الائتماني لأميركا من قبل وكلات التصنيف الدولية، حيث تراجع تصنيف أميركا على مؤشر وكالة موديز في مايو/أيار 2025 من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه1".

إعلان تجاهل التاريخ

محاور الصراع والحرب الاقتصادية بين أميركا والصين تم تناولها ومناقشتها من قبل بشكل واسع عبر وسائل الإعلام أو الحلقات العلمية، إلا أن الخطوة الأخيرة التي تخص إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين هي الأكثر حداثة في مسيرة الصراع.

وإن كانت أميركا تقوم اليوم باتخاذ مثل هذه الخطوة ضد طلاب الصين فمن الوارد أن تتخذها ضد دول أخرى كلما شعرت بأن هؤلاء الطلاب يسعون لنقل التكنولوجيا لبلدانهم، أو أن هذه الدول تمثل نوعًا من المنافسة غير المرغوبة للاقتصاد الأميركي.

ولكن على أميركا أن تعي أن سجلات التاريخ محفوظة، وأنها إبان بناء نهضتها اتجهت لإرسال طلابها إلى دول أخرى في بعثات تعليمية أسهمت في تقدمها تكنولوجيًّا، فالكاتب البريطاني جون تشانج يذكر في كتابه "ركل السلم بعيدًا.. إستراتيجيات التنمية والتطور قديمًا وحديثًا" أنه مما يدلل على تقدم نوعية التعليم في ألمانيا أنه "قدم إليها 9 آلاف أميركي للدراسة بين عامي 1820-1920".

وإن كانت الفترة تمتد إلى 100 عام، إلا أن المبدأ نفسه استفادت منه أميركا، ولنا أن نتخيل هذا العدد في ذلك الزمن، فهو عدد معتبر بمعايير عدد السكان آنذاك، كما أن الأيام دول وأميركا لم تكن بلا هدف من وراء بعثاتها التعليمية لألمانيا، فقد رأينا كيف لعبت أميركا أدوارا متعددة في الحربين الأولى والثانية، مكنتها في ما بعد من قيادة العالم، وكان للعلم والبحث العلمي دور كبير في هذا الأمر.

ويقدر عدد الطلاب الوافدين إلى أميركا في عام 2024 بنحو 1.1 مليون طالب، يمثل الطلاب الهنود والصينيين منهم نصيب الأسد بنحو 50%، وإن كانت الهند تتقدم الصين من حيث عدد الطلاب الوافدين لأميركا.

التأثير الاقتصادي

حسب بيانات البنك الدولي، تبلغ صادرات الخدمات الأميركية في 2023 نحو تريليون دولار. تستحوذ الصين منها على قرابة 50 مليار دولار، حسب أرقام العام نفسه، بينما الأرقام الخاصة بصادرات الخدمات التعليمية الأميركية للصين بلغت 14.3 مليار دولار.

إعلان

وإن كان الرقم كبيرا إلى حد ما، عندما ننظر إليه في ضوء إنفاق الدول الأخرى على الخدمات التعليمية بأميركا، إلا أنه لا يمثل شيئا يذكر عند مقارنته بالناتج المحلي الإجمالي الأميركي البالغ 27.7 تريليون دولار في عام 2023.

ثقل إنتاج التكنولوجيا

التأثير الاقتصادي قد يُنظر إليه في الأجل القصير أو في الجانب المباشر بحجم إنفاق هؤلاء الطلاب وما يحدثونه من زيادة في الطلب على السلع والخدمات، ولكن التأثير غير المباشر هو ما استرعى انتباه إدارة ترامب، ومن قبلها مسؤولين أميركيين، إذ يتمثل هذا الأثر غير المباشر في تغيير ثقل إنتاج التكنولوجيا، فقد لاحظ النواب الأميركيون أن طلاب الصين يمثلون الكتلة الأكبر من الطلاب الأجانب بالجامعات الأميركية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

ولكنّ ثمة أمرا مهمًّا يتعلق بإسهام الأجانب في تطوير البحث العلمي بأميركا، حيث تعتبر إسهامات الأجانب ملموسة ولا يمكن تجاهلها، وقد تؤدي الخطوة الأميركية إلى تأثير سلبي على مسار البحث العلمي في ضوء منع تأشيرات الدخول للبلاد للطلاب الصينيين.

ويتوقع أن يتزايد الصراع بشكل عام، وفي مجال البحث العلمي بشكل خاص، وكلا الطرفين بلا شك سوف يبحث عن بديل، فقد تذهب الصين بطلابها للأبواب الخلفية للتكنولوجيا الأميركية في الهند أو كوريا الجنوبية.

بينما قد تفتح أميركا الباب لجنسيات أخرى من أميركا اللاتينية أو تزيد حصة الطلاب من شرق آسيا لتعويض الحضور الصيني في التعليم الجامعي والدراسات العليا.

ونحسب أن حسابات كلا الطرفان إستراتيجية ولا تخضع للتكتيك، فالصراع في طريقه للتزايد، وحتى لو هدأت ملفات أخرى تتعلق بالرسوم الجمركية، إلا أن ملف نقل التكنولوجيا من أميركا للصين ستكون له حسابات أكثر تشددًا، وهو أمر يمثل اتفاقا بين الحزبين الأميركيين، الديمقراطي والجمهوري، فإبان ولاية بايدن زادت القيود التكنولوجية على الصين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • "موانئ": ارتفاع الحاويات المناولة بالموانئ بنسبة 13% خلال الشهر الماضي
  • لمواجهة التهديدات الصينية.. تايوان تجري تدريبات بين الجيش وخفر السواحل
  • 13 % ارتفاع مناولة الحاويات
  • تكريم شريف الجبلي في احتفالية جوائز الصناعة الخضراء لدعمه الإعلام البيئي والتنمية المستدامة
  • أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب مع استئناف المحادثات الصينية الأمريكية
  • الصين تطلق مجموعة أقمار صناعية للإنترنت
  • جنون لابوبو.. كيف اجتاحت الدمية الصينية العالم؟ وكيف تأثرت بحرب ترامب التجارية؟
  • بعد تحالف اتصالات وإنوي.. أورنج تتعاون مع إريكسون لإطلاق 5G بالمغرب
  • الحركة الشعبية تدعو لمراجعة السياسات البيئية وتسريع تفعيل الميثاق الوطني للتنمية المستدامة
  • إلغاء تأشيرات الطلاب واتساع رقعة الحرب التجارية الأميركية الصينية