78% من الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.. فما هي الأسباب؟
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
-كلما زاد عمر الأطفال يقل معدل متابعة أولياء الأمور لهم أثناء استخدام التطبيقات
- تطبيق اليوتيوب هو الأكثر استخداما بين الأطفال بنسبة 82%
-التعرّض لمحتوى خادش ومشاكل صحية وتدني التحصيل الدراسي .. أبرز التأثيرات السلبية
-أرباب أسر لا يتابعون أبناءهم نتيجة الثقة في تربية الطفل وعدم وجود وقت كاف
أظهرت نتائج استطلاع «رأي العمانيين حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي 2024» ارتفاع معدل استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة عمّا تم رصده السنوات الماضية في سلطنة عُمان لتصل إلى 78%.
وأكد الاستطلاع أن 22% من الأطفال العمانيين لا يستخدمون تطبيقات التواصل الاجتماعي لعدة أسباب: فالغالبية منهم أوضحت أنه غير مسموح لهم استخدامها، كما أرجع آخرون إلى أن الأطفال يفتقرون للمهارات الأساسية للاستخدام، وليست هناك حاجة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأسباب أخرى متعلقة بأمن المعلومات والخصوصية، كما أعتبرها البعض منهم أنها هدر للوقت، وأسباب أخرى اجتماعية وثقافية كتعرض الطفل لمشاهدة محتوى غير لائق..
وأوضح الاستطلاع الذي أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالتعاون مع وزارة الإعلام خلال الفترة 5 - 29 ديسمبر 2023 وخلال 4 - 20 فبراير 2024م أهمية قياس معدلات استخدام الأطفال لهذه التطبيقات في سلطنة عُمان، والمجالات التي تستخدم فيها، وقياس وعي أرباب الأسر بإيجابيات وسلبيات هذه التطبيقات ومدى متابعتهم لأطفالهم أثناء استخدامهم لها، في ظل ازدياد انتشار الهواتف الذكية، حيث أصبح استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي ظاهرة شائعة بين الأطفال، وفي ظل إدماج تلك التطبيقات في حياة المجتمع بشكل مباشر لتكون جزءا رئيسا في العديد من مكونات الحياة اليومية، وتقدم هذه التطبيقات فرصاً للأطفال متعلقة بالتعلّم والتواصل مع الآخرين، والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، إلا أنها في المقابل قد تشكّل خطرا على سلامة الأطفال وصحتهم النفسية. فيمكن أن يتعرضوا للتنمّر الإلكتروني أو الاستغلال من قبل الغرباء، أو قد يصبح الأطفال مهووسين باستخدام هذه التطبيقات على حساب الأنشطة الأخرى مثل الدراسة والنوم.
نوعية التطبيقات
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 78% من الأطفال -أقل من 18 سنة- في سلطنة عُمان يستخدمون تطبيقات التواصل الاجتماعي بمعدل 8 من 10 أطفال وفي استطلاع سابق عام 2019م بلغت نسبة استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي 14% ، وعلى الرغم من اختلاف شريحة العمر المستخدمة في الاستطلاع السابق (أقل من 13 سنة ) إلا أنه في المجمل العام شهد معدل الاستخدام ارتفاعا كبيرا عما كان عليه الوضع عام 2019م.
وأوضحت مخرجات الاستطلاع التطبيقات الأكثر استخداما من قبل الأطفال والمجالات المستخدمة في هذه التطبيقات، فقد لوحظ أن نوعية التطبيقات ومجالاتها تختلف بشكل كبير بناء على الفئة العمرية للطفل، حيث يبرز استخدام التطبيقات التي تحتوي على برامج الأطفال في الأعمار الصغيرة، وتتغير تلك المجالات والتطبيقات لدى الأعمار الأكبر باستخدام تطبيقات ومجالات متعلقة بالدراسة والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وفي الأعمار الكبيرة لدى الأطفال تبدأ التطبيقات والبرامج المتعلقة بالأحداث والألعاب.
وبينت النتائج أن تطبيق اليوتيوب هو الأكثر استخداما بين الأطفال بنسبة تبلغ 82%، يليه تطبيق الواتس اب بنسبة استخدام قدرها 47%، وتطبيق الانستجرام بنسبة 31%.
وعن أهم المجالات أو الأهداف التي استخدم فيها الأطفال تطبيقات التواصل الاجتماعي، ذكرت نتائج الاستطلاع أن 50% تمثلت في تنفيذ الواجبات الدراسية أو التعليمية، و37% في متابعة برامج الأطفال، و33% التواصل مع الأصدقاء والأهل، و18% ممارسة الألعاب الإلكترونية، و18% متابعة المشاهير والمؤثرين، و15% متابعة الفعاليات والأحداث الرياضية، و8% تنمية الهوايات كالتصوير والتأليف وغيرها، و8% متابعة المسلسلات.
مستوى المراقبة
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى معدل متابعة أرباب الأسر لأبنائهم أثناء استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي والأدوات التي يستخدمونها، لذلك اتضح أن 81% من أرباب الأسر يتابعون أطفالهم عند استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 19% لا يتابعونهم على الإطلاق. وبالمقارنة مع الدراسة التي أعدت عام 2019 لنفس الموضوع كانت نسبة متابعة أرباب الأسر لأطفالهم 76% وبالمقابل 7% منهم لا يتابعون أطفالهم على الإطلاق، وكلما زاد عمر الأطفال، يقل معدل متابعة أولياء الأمور لهم أثناء استخدامهم تطبيقات التواصل الاجتماعي، وهناك 25% من أرباب الأسر يعتقدون أن تطبيقات التواصل الاجتماعي تزود الأطفال بمعلومات وأخبار مفيدة.
أما عن متابعة أرباب الأسر لأطفالهم عند استخدام التطبيقات فقد ذكرت النتائج أن 81.4% تكون المتابعة شخصية بطلب الهاتف وتصفحه، و19.8% بتحديد أوقات معينة للاستخدام، و14.2% بتركيب برامج المتابعة والرقابة الإلكترونية، و10.1% بحجب وتحديد التطبيقات، و4% بتحديد أماكن محددة للاستخدام.
في حين توجد أسباب أخرى تجعل أرباب الأسر لا يتابعون الأطفال عند استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث أن 59.6% لا يتابعون استخدام الأطفال للتطبيقات بسبب وجود شخص آخر في الأسرة يقوم بالمتابعة، و20.7% يثقون في تربية الطفل، و17% لا يوجد لديهم وقت كاف، و6.7% لا يشعرون بوجود خطر من الاستخدام، و4.5% لا يعرفون كيفية المتابعة. في حين نجد أن 3.5% لا يفكرون في الموضوع أصلا، كما أن 0.7% يرون أن المدرسة توضح لهم مخاطر الاستخدام و0.2% يجدون أن هناك جهات تراقب وتفحص المحتوى.
دراسة التأثيرات
وتطرقت نتائج الاستطلاع إلى دراسة وضع تأثير استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على الأطفال، فقد تم سؤال أرباب الأسر عن تأثيرات الاستخدام على الأطفال، وأوضحت النتائج أن 41% من أرباب الأسر يرون أن استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يساعد الأطفال في فهم المناهج الدراسية بشكل أفضل، و38% من أرباب الأسر يعتقدون أن تطبيقات التواصل الاجتماعي تزود الأطفال بمعلومات وأخبار مفيدة، ويرى 30.4% أنها توسع مداركهم المعرفية، فيما يرى 19.9% أنها تزوده بالمهارات الأساسية.
وفي الجانب الآخر فإن عددا من أرباب الأسر أفادوا أن استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي يترتب عليه عدد من التأثيرات السلبية، حيث أن 37.4% من أرباب الأسر ذكروا أن استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى خطر تعرضهم للمواد الإباحية الخادشة للحياء، كما أن 29.3% أفادوا أن استخدامها يعتبر إهدارًا للوقت، و21.1% يجدون أنها تسبب مشاكل صحية، فيما يرى 14.2% منهم أنها تسبب إهمالا للمواد والواجبات المدرسية وتدنيا في التحصيل الدراسي، فيما يرى13.7% أنها تسبب الإدمان الإلكتروني، ويرى 10.6% أنها تدخل الأطفال في عزلة اجتماعية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نتائج الاستطلاع هذه التطبیقات أثناء استخدام أن استخدام من الأطفال
إقرأ أيضاً:
دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال
كشفت دراسة كندية حديثة، أن زيادة وقت استخدام الشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي المبكر للأطفال.
ووفقا للباحثين، تبرز هذه النتائج أهمية تطوير عادات صحية منذ سن مبكرة، ولكنها تضيف أيضا مجموعة من الأدلة المتضاربة حول دور الشاشات في الطفولة الحديثة.
ونقلت شبكة «يورونيوز» الإخبارية الأوروبية عن الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA Network Open - وهي مجلة طبية شهرية مفتوحة الوصول تنشرها الجمعية الطبية الأمريكية - ان أداء الأطفال الصغار الذين قضوا معظم الوقت أمام الشاشات كان أسوأ في اختبارات القراءة والرياضيات.
وتابع العلماء أكثر من 3000 طفل في أونتاريو، كندا، من عام 2008 إلى عام 2023، وربطوا بيانات أولياء الأمور حول وقت استخدام الشاشات بدرجات الأطفال في الاختبارات المعيارية التي أجريت في الصفين الثالث والسادس، والذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاما.
ودرس الباحثون العلاقة بين إجمالي وقت استخدام الشاشات والأداء الأكاديمي المبكر للأطفال، ولاحظوا كيف ترتبط الأنشطة المختلفة المرتبطة بالشاشات بالتحصيل الدراسي. وتشمل هذه الأنشطة لعب ألعاب الفيديو، ومشاهدة التلفزيون، وقضاء الوقت على الأجهزة الرقمية مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
ووفقا للدراسة، فإن الأطفال الذين قضوا معظم الوقت أمام الشاشات، والذين استخدموا التلفزيون والأجهزة الرقمية أكثر من غيرهم، كان أداؤهم أسوأ في اختبارات القراءة والرياضيات، ومع ذلك، لم يجد العلماء أي دليل على وجود علاقة بين وقت الشاشة وانخفاض مهارات الكتابة.
وأفاد 20% فقط من الآباء بأن أطفالهم يلعبون ألعاب الفيديو. وارتبطت ألعاب الفيديو بانخفاض درجات القراءة والرياضيات في الصف الثالث الابتدائي لدى الفتيات مقارنة بالأولاد.
وبدورها صرحت الدكتورة كاثرين بيركن، إحدى مؤلفي الدراسة وباحثة أولى في صحة الطفل بمعهد أبحاث SickKids في تورنتو، كندا، في بيان لها، بأن هذه النتائج تبرز «أهمية تطوير تدخلات مبكرة للأطفال الصغار وأسرهم لتعزيز عادات الشاشة الصحية».
وكانت الدراسات السابقة حول تأثير الإفراط في استخدام الشاشة وألعاب الفيديو والتلفزيون على الأداء الأكاديمي للأطفال متباينة.
كما أن الدراسة الأخيرة تنطوي على بعض القيود.قد تكون البيانات التي يبلغ عنها الآباء متحيزة، والعلاقة بين وقت استخدام الشاشات والأداء الأكاديمي للأطفال علاقة ارتباطية وليست سببية، أي أن الدراسة تظهر فقط وجود صلة بينهما، وليس أن وقت استخدام الشاشات هو سبب ضعف الأداء.
وحذر كريس فيرجسون، أستاذ علم النفس في جامعة ستيتسون، والذي لم يشارك في الدراسة، من أن البيانات التي تبدو ذات مغزى في ورقة بحثية لا تترجم دائما إلى مواقف واقعية، وقال في بيان: «إن الآثار الواقعية أقل يقينا بكثير».
وتوصي منظمة الصحة العالمية بحد أقصى ساعة واحدة من وقت استخدام الشاشات يوميا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات، وعدم استخدام الشاشات إطلاقا للأطفال دون سن عام واحد.
ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لا ينبغي تشويه صورة استخدام الشاشات لجميع الأطفال بوجه عام. ووفقا لتقرير صدر عام 2025 عن فريق عمل تابع للاتحاد الأوروبي، فإن الأطفال الذين يقضون وقتا معتدلا أمام الشاشات، والرضع الذين يقضون وقتا تفاعليا مع آبائهم، يمكنهم تحسين مهاراتهم اللغوية.
اقرأ أيضاًمخاطر الاستخدام المفرط لـ «التكنولوجيا» على الأطفال
لهذا السبب.. قرية تمنع استخدام «الموبايل» في الأماكن العامة
مخاطر استخدام الهاتف قبل النوم.. يؤدي للأرق ويصيب بالخلل في هرمونات الجسم