الوطن:
2025-06-17@09:36:34 GMT

د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة

إنها السيدةُ «هند بنت أبى أُمية» ابنةُ عمِّ سيدِنا خالدِ بنِ الوليدِ، رضى الله عنهما، التى اشتهرتْ بكنيتِها «أم سلمة»، التى صارتْ فيما بعد أُماً للمؤمنين حينَ تزوجَّها سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعد أن مات زوجُها فنشأَ أبناؤُها فى كنَفِهِ، صلى الله عليه وسلم.

وكان زوجها قبل ذلك هو سيدنا عبدالله المعروف بأبى سلمة، وهو أخو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرضاعة، وقد هاجر الزوجان معاً إلى الحبشة حين أذن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لصحابته بالهجرة إليها، ثم عادا إلى مكة، ولما أذن سيدنا صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة خرج الزوجان ومعهما ولدهما سلمة للهجرة، وأعدَّ الزوجُ بعيراً يحملُ عليه زوجتَهُ وولدهما «سَلَمةُ»، وخرج يقود البعير، ولكن اعترضه رجال من قومِ أُمِّ سلمَة، فقالوا: هذه نفسُكَ غلبتنا عليها، أرأيتَ صاحبتَكَ [زوجتَك] هذه.

. علامَ نتركُكَ تَسيرُ بها فى البلاد؟! قالت: فنزعوا خِطامَ [زمام] البعيرِ من يده، فأخذوها منه!

وحينئذٍ غضب قومُ أبى سلمَة، فقالوا: لا واللهِ لا نتركُ ابنَنَا [الطفل سلمَة] عندَها إذ نزعتموها مِن صاحبِنا!

وتقصُّ علينا السيدة أم سلمة، رضى الله عنها، ما وقع فتقول: فتجاذبوا ابنى سَلمَةَ بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبدِ الأسد، وحبسنى بنو المغيرة عندَهُم، وانطلق زوجى أبوسلمة إلى المدينة، ففُرّقَ بينى وبين زوجى وبين ابنى.

قالت: فكنتُ أخرجُ كلَّ غداةٍ [صباح] فأجلسُ بالأبطحِ [موضع]، فما أزال أبكى حتى أُمسِى سَنَةً أو قريباً منها، حتى مرَّ بى رجلٌ من بنى عمّى، فرأى ما بى فرحمَنِى، فقال للقوم: أَلَا تُخرجونَ هذهِ المسكينةَ؟! فرَّقْتُم بينَها وبينَ زوجِها وبينَ ولدِها! فقالوا لى: الحقى بزوجِكِ إنْ شئْتِ.

وعند ذلك ردَّ عليها قوم زوجِها ولدها سلمة، تقول رضى الله عنها: فارتحلتُ بعيرِى «وضعت عليه ما تحتاجه للركوب والرحيل» ثم أخذتُ ابنى فوضعتُهُ فى حجرى، ثم خرجت أريدُ زَوجى بالمدينة، وما معى أحدٌ مِن خَلْقِ اللهِ.

فقلتُ: أَتبلّغُ بمَن لقِيتُ حتى أقدمَ على زوجى، حتى إذا كنتُ بالتنعيمِ [موضع] لقيتُ عثمانَ بنَ طلحةَ [ولم يكن حينئذٍ مسلماً، وأسلم بعد ذلك] فقال لى: إلى أينَ يا بنتَ أبى أُميّة؟ فقالت: أريدُ زوجى بالمدينةِ. قال: أَوَمَا معكِ أحدٌ؟ فقالت: لا واللهِ، إِلَّا اللهُ وبُنَىَّ هذا. قال: واللهِ ما لكِ مِن مَتْرَكٍ. فأخذ بخطام البعير فانطلق معى، فو اللهِ ما صحبْتُ [أى فى السفَرِ] رجلاً من العربِ قطُّ أرى أنه كان أكرمَ منه، كان إذا بلغَ المنزلَ أناخَ بى، ثم استأخرَ [ابتعد] عنّى، حتى إذا نزلتُ استأخرَ ببعيرِى، فحطّ عنه [أنزل ما على ظهره من متاع]، ثم قيَّده فى الشجرة، ثم تنحى عنى إلى شجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرَّوَاحُ قام إلى بعيرى فقدَّمه فرحَلَهُ، ثم استأخر عنى، وقال: اركبى. فإذا ركبتُ واستويتُ على بعيرى أتى فأخذ بخطامه [بزمامه] فقاده، حتى ينزل بى. فلم يزل يصنع ذلك بى حتى أقدمنى المدينة، فلما نظر إلى قرية بنى عَمرو بن عوفٍ بقُباء، قال: زوجُكِ فى هذه القرية، فادخليها على بركةِ الله. ثم انصرفَ راجعاً إلى مكة. فكانت تقول: والله ما أعلمُ أهلَ بيتٍ فى الإسلامِ أصابهم ما أصابَ آل أبى سلمَة، وما رأيتُ صاحباً قط كان أكرمَ مِن عثمانَ بنِ طلحة.

* رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بـ«الشيوخ» ورئيس قناة «الناس»

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أمهات المؤمنين صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

دورة تربوية بالظاهرة عن السيرة النبوية

"عمان": نظمت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الظاهرة الدورة العلمية الثانية ، بعنوان "سيرة الحبيب .. رحلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم"، وذلك في جامع الأمين ببلدة الدريز بولاية عبري.

استهدفت الدورة العلمية طلاب المدارس من الصف السادس فصاعداً، واشتملت على أربعة محاور قدمها الأستاذ عبدالملك اليعقوبي، تضمن المحور الأول الحديث عن مولد النبي وطفولته وشبابه، والمحور الثاني ركز على هدي النبي في النوم والأكل وتلاوة القرآن وغيرها من العبادات التي وجه بها النبي أمته، والمحور الثالث لإنشاد بعض القصائد التي تتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم كالبردة وما شابهها، وعرج المحور الأخير إلى شمائل النبي والحديث عن صفاته الجسدية والأخلاقية والرفق والصدق ومعاملاته مع الصحابة ومع أهل بيته ومع الأعداء ثم الحديث عن لباسه ومظهره كنوع ملابسه وعطره وهيئته.

وقال سالم بن مرزوق الوائلي، رئيس قسم الشؤون الإسلامية: تهدف الدورة إلى تعريف الطلبة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعزيز علاقتهم به، وترسيخ القيم والأخلاق النبوية في سلوكهم اليومي، وتسعى إلى تنمية الوعي الديني والاقتداء بالقدوة الحسنة، وتعزيز الانتماء للهوية الإسلامية.

وشارك في الدورة العلمية الثانية عدد من الأئمة والأساتذة المتخصصين بمحاضرات ومواضيع قيمة، حيث تحدث سامي بن خميس المجرفي عن "بعثة النبي صلى الله عليه وسلم"، وركز عبدالملك بن عوض اليعقوبي على "سيرة النبي ما قبل البعثة"، وتحدث سيف بن أحمد المجرفي وأسعد بن سالم الخنبشي عن "هدي النبي صلى الله عليه وسلم"، وفصل كل من عبدالعزيز بن محمد المجرفي ومازن بن محمد الجابري "شمائل النبي صلى الله عليه وسلم"، وأنشد محمد بن خميس اليعقوبي بصوته في آخر فقرات الندوة.

مقالات مشابهة

  • 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
  • هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ ص حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للمرأة الحائض زيارة القبور؟ .. الأزهر يجيب
  • كيف يغسل ويصلي على من مات حريقًا وهل يُعد شهيدًا؟.. الأزهر يجيب
  • الوطن عند نائب من مصر
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وفضلها وكيفية أدائها
  • يوسف عبد المنان يكتب: عبدالله بلال وحده في الصفوف الأمامية
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
  • دورة تربوية بالظاهرة عن السيرة النبوية