قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان يعد مفاجأة، لأنه لم يكن معروفا منذ شهرين، ولم يتوقع أحد فوزه أو حتى قبول ترشحه للانتخابات، نظرا لأنه رُفض ترشحه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت فبراير الماضي، كونه جاء من صفوف الإصلاحيين الخلفية، ولم يكن نجمًا أو من الصفوف الأولى في تيار الإصلاحيين، وبالتالي يعد الفوز مفاجأة للجميع داخليًا وخارجيًا.

بزشكيان منفتح على تسوية المشكلات الخارجية

وأضاف «أبو النور»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن الرئيس الإيراني الجديد منفتح بالكامل على تسوية كل المشكلات الخارجية، ويريد أن يكون لإيران علاقات جيدة بكل الأطراف الإقليمية والدولية، باستثناء دولة الاحتلال، كما يريد أن يكون رئيسًا لإيران بالكامل وليس رئيسًا للتيار الإصلاحي، مؤكدًا أن دلالة هذا التصريح مهمة جدًا فيما يتعلق بالظرف الدقيق الذي تمر بيه إيران بعد وفاة الرئيس رئيسي ووزير خارجيته في حادث تحطم الطائرة.

خبير: بزشكيان لن يغير السياسة الإيرانية الخارجية

وأوضح خبير الشؤون الإيرانية، أن بزشكيان سيكون له أثر كبير على الاقتصاد الإيراني والسياسة الخارجية الإيرانية، نافيًا إمكانية تغيير السياسة الخارجية الإيرانية في عهده لأن إيران كانت منفحة على العالم العربي في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، والذي طبّع العلاقات مع السعودية، وحسّن العلاقات مع مصر، وأعاد السفراء للإمارات والكويت، وقبل وفاته بيومين فقط تم الإعلان عن جولة مباحثات نووية سرية غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية في سلطنة عمان، متوقعًا ألا يغير السياسة الخارجية الإيرانية لأنها ليست من صلاحياته طبقًا للدستور الإيراني الذي ينص في المادة 110 على أن تعيين السياسات الخارجية والداخلية من صلاحيات المرشد، والرئيس في النظام ما هو إلا منفذ لهذه السياسات مع مساحة حركة استراتيجية كبيرة.

وزير الخارجية الإيراني الجديد

وتوقع «أبو النور»، أن يعين الرئيس الجديد وزير خارجية على خبرة بمسألة الملف النووي الإيراني، مستبعدًا تعيين محمد جواد ظريف وزيرًا للخارجية، مشيرا إلى احتمالية تعيين عباس عراقجي، الذي شغل منصب كبير المفاوضين النوويين، وزيرا للخارجية لفتح الأفق أمام تحسين العلاقات الإيرانية الأمريكية.

وأشار أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة سيمثل معضلة لإيران، نظرًا لأنه وقّع مجموعة عقوبات على إيران، وستواجه طهران مشكلة وقتها في تطبيع العلاقات مع أمريكا دون تنازلات، متوقعًا أن تهرول إيران لترميم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الأشهر القليلة المتبقية من رئاسة الرئيس جو بايدن.

الدور الإيراني في المنطقة لن يتغير

وأكد رئيس المنتدى العربي للدراسات الإيرانية، أن الدور الإيراني في المنطقة لن يتغير لأنه مرتبط بالثوابت الإيرانية الاستراتيجية، ولا علاقة للرئيس بها، متوقًعًا اختلاف مساحة الحركة في المنطقة نظرًا لأن الرئيس سيعين وزير الخارجية ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وسيلعبان دورًا فيما يتعلق بتغيير التكتيكات الإيرانية في المنطقة، وليس في تغيير السياسيات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيران انتخابات إيران الرئيس الإيراني الجديد الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان الخارجیة الإیرانی فی المنطقة رئیس ا

إقرأ أيضاً:

محللون يوضحون للجزيرة نت أبعاد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت

بيروت- في زيارة رسمية تحمل دلالات سياسية واضحة على نية طهران تعزيز حضورها الدبلوماسي وفتح قنوات تواصل مع مكوّنات الدولة اللبنانية، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادما من القاهرة، في إطار جولة إقليمية تشمل إجراء محادثات مع كبار المسؤولين.

وفي تصريح أدلى به فور وصوله، صباح اليوم الثلاثاء، أكد عراقجي أن بلاده "تحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه ولن تتدخل في شؤونه الداخلية"، مشددا على أن "العلاقات بين إيران ولبنان تاريخية ومتجذرة، ونأمل أن نفتح صفحة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء".

ولفت إلى أن زيارته للبنان تأتي عقب محطة القاهرة، مؤكدا أن الجولة الإقليمية تهدف إلى تبادل وجهات النظر مع قادة المنطقة "في ظل تحديات دقيقة تواجهها دولنا"، وأضاف "نحن عازمون على تطوير علاقتنا مع لبنان على أسس ثابتة من الاحترام وعدم التدخل".

لا تدخُّل

وفي مستهل زيارته الرسمية، توجّه عراقجي إلى القصر الجمهوري، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي شدد على "حرص لبنان على إقامة علاقات من دولة إلى دولة مع إيران"، مضيفا أن "الحوار الداخلي يشكل المدخل الطبيعي لمعالجة القضايا الخلافية، كما أن الحوار بين الدول يجب أن يُبنى على مبدأ نبذ العنف".

إعلان

وأكد عون أن "إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة هي أولوية وطنية، يجري العمل عليها بالتعاون مع الحكومة والدول الصديقة، وضمن الأطر القانونية".

من جانبه، جدد عراقجي تأكيد بلاده "دعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه"، موضحا أن موقف إيران ثابت في دعم الحوار الوطني بين مختلف الطوائف والمكونات السياسية اللبنانية، وأضاف أن "دعم طهران للبنان يندرج ضمن علاقات قائمة على الاحترام، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية".

ويتضمن جدول الزيارة لقاءات مع كل من رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجي، في إطار سعي عراقجي لتوسيع التشاور مع المسؤولين اللبنانيين، ومن المقرر أن يوقّع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته كتابه الذي يوثّق مسيرته التفاوضية في الملف النووي الإيراني.

حليف التوازن

ورأى محللون -تحدثوا للجزيرة نت- أن الزيارة مرتبطة بشكل مباشر بتوقيع الكتاب، معتبرين أن الأبعاد السياسية ليست سوى تفصيل هامشي، خاصة أن الزيارة لم تكن منسّقة مسبقا. بينما اعتبر آخرون أن للزيارة دلالات سياسية واضحة، كونها الأولى لعراقجي منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وتأتي في توقيت حساس يشهد تصاعدا في النقاش الداخلي حول مستقبل سلاح حزب الله.

ويرى الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي -في حديثه للجزيرة نت- أن إيران ساهمت في تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني، وكان لها دور بارز في المجالات الاقتصادية والسياسية على مدى العقود الأربعة الماضية.

غير أن السياسات الأميركية التقليدية، التي حالت دون توسيع الشراكة بين البلدين -حسب قبيسي- كانت سببا رئيسيا في حرمان لبنان من استثمارات إستراتيجية في مجالي الطاقة والمياه، أبدت إيران استعدادها لتنفيذها، وأن مسألة تسليح الجيش اللبناني تبقى من أعقد الملفات التي سعت أميركا باستمرار إلى عرقلتها.

إعلان

وتكمن أهمية الزيارة -يقول قبيسي- "في توقيتها، إذ تحاول أميركا تخريب العلاقات بين البلدين، عبر منع الطائرات المدنية الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، كما تتزامن مع المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني".

وتأتي الزيارة كذلك في ظل "توحّش" الكيان الصهيوني في غزة وتمدد اعتداءاته في سوريا، "والأهم من ذلك، المشروع الأميركي الإسرائيلي في لبنان، الهادف إلى حرمانه من القدرات العسكرية ومن السلاح".

ويضيف قبيسي، أن الزيارة، في هذا التوقيت بالذات، تمثّل مؤشرا على رغبة البلدين في استعادة العلاقات الطبيعية، وتمهّد الطريق أمام لبنان لاستعادة توازنه وتنويع علاقاته الخارجية.

علاقة دولة بدولة

وفي المقابل، يرى الصحافي يوسف دياب أن العلاقة اللبنانية الإيرانية اليوم تُشكّل مصلحة لإيران أكثر منها للبنان، إذ تسعى طهران في هذه المرحلة للحفاظ على علاقاتها مع عدد من الدول العربية، بينها لبنان.

لكن إيران -يلفت دياب- لا تنظر إلى علاقتها بالدولة اللبنانية بقدر ما تسعى إلى ترسيخ صلتها بحزب الله، الذي تعتبره جناحا عسكريا تابعا لها وجزءا من الحرس الثوري الإيراني، مما يجعل تعاطيها مع لبنان قائما على هذا الأساس.

ويعتقد أن زيارة عراقجي إلى بيروت تأتي في سياق تثبيت النفوذ الإيراني في لبنان، والتأكيد أن طهران ما زالت لاعبا أساسيا على الساحة اللبنانية، رغم تراجع موقعها في الحرب، والخسائر التي مني بها حزب الله، وسقوط النظام السوري، وانكفاء محور الممانعة بشكل عام، "تحاول إيران القول إنها لا تزال موجودة، وقوية، وفاعلة عبر حزب الله"، يقول دياب.

ويضيف "أن لبنان من مصلحته الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران، كما مع سائر دول المنطقة، لكن بشرط أن تكون هذه العلاقات بين دولتين، لا بين دولة وحزب أو طرف سياسي داخلي"، ويشدد على أن "هذه النقطة يجب أن تكون واضحة".

إعلان

ويستذكر دياب ما قاله الرئيس عون، خلال استقباله وفدا إيرانيا في مناسبة ذكرى تشييع الأمين العام لحزب الله، حين خاطبهم قائلا: "لقد شبعنا من حروب الآخرين على أرضنا"، في إشارة إلى أن الحرب الأخيرة كانت في جوهرها مواجهة إيرانية إسرائيلية دارت على الأراضي اللبنانية.

"زيارة مجاملة"

أما الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والإقليمية أمين قمورية، فاعتبر -في حديثه للجزيرة نت- أن "الهدف الرئيس من زيارة عراقجي إلى بيروت هو تنظيم حفل توقيع كتابه الذي يوثّق مسيرته التفاوضية في الملف النووي الإيراني"، وأن لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في "إطار المجاملة"، بينما يبقى الحدث الأساس هو توقيع الكتاب.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس جمهورية كوريا الجنوبية بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • الأمين العام لحزب الله يلتقي وزير الخارجية الإيراني
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون لي جيه ميونغ بفوزه في الانتخابات الرئاسية في كوريا
  • رئيس الدولة يهنئ لي جيه بفوزه في الانتخابات الرئاسية بكوريا
  • وزير الخارجية ونظيرته الكندية يبحثان العلاقات والمستجدات
  • سيد غنيم: زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة محاولة لإعادة التوازن بالمنطقة
  • محللون يوضحون للجزيرة نت أبعاد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت
  • الرئيس اللبناني يتطلع إلى تعزيز العلاقات مع إيران
  • العرابي: زيارة وزير الخارجية الإيراني للقاهرة خطوة مدروسة ومهمة
  • عن إعادة الإعمار وزيارة وزير الخارجية الإيراني... هذا ما أعلنه جعجع