«استشارى» يحذر من مضاعفات اللوزتين عند الأطفال
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
التهاب اللوزتين من أكثر المتاعب الشائعة بين الأطفال، ويكون هذا الالتهاب مؤلماً خاصة إذا ما صاحبه ارتفاع فى درجة حرارة الطفل.
ويتعرض كثير من الأطفال لالتهاب اللوزتين وعند ظهور الأعراض ربما تظن الأم أن طفلها يعانى التهاباً فى الحلق أو نزلة برد وتتجاهل الذهاب للطبيب الأمر الذى يجعل الطفل أكثر عرضة لمضاعفات كثيرة.
والتهاب اللوزتين يظهر على الطفل فى عدد من الأعراض مثل صعوبة وألم شديد فى البلع وارتفاع فى درجة الحرارة ورائحة كريهة للفم خاصة فترة الالتهاب وآلام فى البطن والمعدة بسبب بلع الصديد الناتج عن الالتهاب فضلاً عن أنه يؤثر بالسلب على الصحة العامة للطفل، فيؤدى إلى آلام فى المفاصل وفقدان الشهية والخمول.
ويوضح الدكتور محمود عبدالخالق استشارى طب الأطفال سبب التهاب اللوزتين فى غالب الأحيان يكون لوجود بكتيريا أو فيروس يصيب اللوزتين الموجودتين فى نهاية الحلق وبالتحديد فى مؤخرة تجويف الفم وتقع كل منهما على جانب.
والتهاب اللوزتين الفيروسى هو الأكثر شيوعاً حيث يصيب نحو 70% من الحالات ويصاحبه تورم فى بطانة تجويف الأنف والحنجرة. أما التهاب اللوزتين البكتيرى فيحدث بسبب المكورات العقدية والمكورات العنقودية وأحياناً بسبب عدوى فطرية أو بكتيرية أخرى.
والتهاب اللوزتين يسبب آلاماً حادة فى الحلق وانتفاخاً فى العقد الليمفاوية ويؤدى إلى أيضاً إلى صعوبة فى البلع وانتفاخ اللوزتين وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية وصعوبة فى التنفس أو حدوث شخير أو التنفس عن طريق الفم وأحيانا ظهور رائحة كريهة للفم فى بعض الحالات.
وينصح الدكتور محمود عبدالخالق الأم بالحرص على إعطاء سوائل دافئة لتخفيف آلام الحلق وفحص منطقة الأذن وخلفها برقة، وأن تحاول أن تعرف فيما إذا كانت أذن الطفل تؤلمه أم لا وذلك بتمرير الأصابع برقة على طول الرقبة تحت الذقن ولمعرفة ما إذا كان هناك انتفاخ فى الغدد الليمفاوية من عدمه، ويستدل أيضاً على وجود ألم فى أذن الطفل من عدمه عندما يقوم الطفل بفرك أذنه أو شدها.
كما يجب على الأم أن تقلل من إعطاء طفلها المصاب بالتهاب اللوزتين الحساء «الشورية» الساخنة بل يجب أن تكون دافئة فقط إذا كان ذلك يسبب آلاماً للطفل عند البلع. وعدم إجبار الطفل على تناول الطعام، وأن تحرص الأم على إعطاء طفلها الأطعمة سهلة البلع التى تنزل بسهولة إلى المعدة دون مشقة فى البلع، وأن توفر للطفل الراحة التامة.
وفى حالة التهاب اللوزتين لابد من استئصالهما مع مراعاة الشروط المناسبة التى يراها الطبيب، ومنها عامل السن، فلا يجوز إجراء جراحة استئصال اللوزتين للطفل الذى لم يتجاوز الرابعة من عمره إلا فى حالات الضرورة القصوى التى يراها الطبيب، وأيضاً عامل الحالة بالنسبة للوزتين فلا يمكن إجراء الاستئصال فى حالة تورم أو التهاب اللوزتين أو فى حالة وجود آلام حادة للأذن ويستحسن الانتظار إلى أن تزول تلك الأعراض نهائياً.
ويضيف الدكتور محمود عبدالخالق يمكن الوقاية من تكرار التهاب وتضخم اللوزتين عند الأطفال بالحرص على عدم تعرض الطفل لتيارات الهواء الباردة والحرص على عدم اختلاط الطفل بأشخاص مصابين بالتهاب اللوزتين والاهتمام بالتغذية الجيدة للطفل التى تساعده على مقاومة العدوى إلى حد ما.
وعند إصابة الطفل يجب أن يلزم الفراش ولا يذهب إلى المدرسة حتى لا تزداد الإصابة أو نقل العدوى إلى زملائه.
وينصح الأم بضرورة الاهتمام بالمنظومة المتكاملة التى يعيش فيها الطفل من غذاء لصحة عامة للتربية لأن مرض الطفل يعود لإهمال الأم لأن المشكلة ليست لدى الأطفال وإنما عند الأمهات والتى تزيد من اهتمامها بالطفل وهذا فى بعض الأحيان يزيد من مرض الطفل مثل ارتداء الطفل لأكثر من قطعة من الملابس وهذا يزيد من عرق الطفل وهذا يعطى الطفل أكثر من فرصة للمرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التهاب اللوزتين العقد الليمفاوية التهاب اللوزتین
إقرأ أيضاً:
الطفل بائع السمن والعسل
سالم بن نجيم البادي
الطفل يوسف يجلس في زاويةٍ على الشارع العام يبيع السمن والعسل واللومي اليابس.
وتظهر على وجهه علامات العوز والفاقَة، وهو ضئيل الجسد قصير القامة. وكلما شاهد سيارة قادمة هبَّ واقفًا، ونظر ذات اليمين وذات الشمال نظراتٍ فيها توسّل ورجاء، ولسان حاله يقول: توقّفوا… اشتروا بضاعتي… أريد أن أعود إلى البيت مُبكرًا وأخبر أهلي بأنني بعت كل شيء، وها هي النقود التي عدت بها… وسيقول ذلك بفرح ظاهر مُترقبًا كلمات الثناء.
يوسف يتواجد كل يوم في ذلك المكان من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى المغرب. وهو يدرس في الصف السادس، وينتهي دوامه المدرسي عند الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهراً.
متى يرتاح يوسف ومتى يذاكر دروسه؟
سألته، فأجاب بخجل: في الليل.
صوّرت يوسف بعد أن سمح لي بتصويره.
وقد تواصل معي بعض متابعي حسابي في تطبيق «إنستغرام» وطلبوا رقم هاتف والد الطفل، ووعدوا بمساعدته ماديًا. كما تواصل معي أحد محلات بيع الملابس لتوفير ملابس شتوية له، وتبرّعت حملة البادي للحج والعمرة بعمرة مجانية ليوسف.
إنَّ يوسف وأقرانه الذين يقفون على قارعة الطريق للبيع لا يفعلون ذلك رغبةً في كسب المزيد من المال، كما يعتقد بعض النَّاس.
وحين نصوّرهم أو نكتب عنهم تنهال علينا سهام اللوم، ويُقال إن هؤلاء الأطفال لديهم ما يكفيهم من المال، وإنهم يشوّهون صورة البلد، وإن القانون يمنع عمل الأطفال قبل بلوغ سن الخامسة عشرة، وإن وقوفهم على الشارع للبيع يمكن اعتباره نوعًا من أنواع العمل، وهذا قد يثير انتباه المنظمات الدولية.
ويُقال أيضًا إنَّ هؤلاء الأطفال تشملهم مظلة صندوق الحماية الاجتماعية، وأي حمايةٍ هذه التي تمنحهم 10 ريالات فقط لا تكفيهم حتى للشراء من مقصف المدرسة، وقد صار سعر علبة العصير الصغيرة 200 بيسة، والغلاء اكتسح كل شيء.
ولنا أن نسأل أنفسنا: ما الذي يجعل هؤلاء الأطفال أمثال يوسف يقفون على قارعة الطريق لساعات طويلة بعد عناء يومٍ دراسي طويل ومرهق؟
في الوقت الذي ينعم فيه أقرانهم الميسورون بالراحة والنوم واللعب واستخدام هواتفهم، وحضور المناسبات والرحلات والسفر والترفيه.
لقد آن الأوان للبحث بعمق في قضية الأطفال الذين يبيعون في الطرقات والشوارع، وإجراء الدراسات العلمية المحكمة للوصول إلى حل جذري ودائم يحفظ كرامة هؤلاء الأطفال، ويتركهم يعيشون سنوات طفولتهم بسعادة وأمان واستقرار، حتى ينطلقوا نحو مستقبلٍ مشرق لهم ولأسرهم ولوطنهم.
ولا تحدّثونا عن 10 ريالات منفعة الصغار، ولا عن 115 ريالًا منفعة كبار السن، ولا عن راتبٍ تقاعدي زهيد، ولا عن راتب قدره 325 ريالًا وهو الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص.
لن أقترح حلولًا، فلدَى الجهات المختصة خبراء في الاقتصاد والمال وعلم الاجتماع، ولديهم الإحصاءات والمعلومات عن المواطنين وأعدادهم وأحوالهم الاقتصادية ومتوسط دخل الأفراد، وكل المعلومات متاحة الآن بضغطة زر. ولدينا مجلس شورى منتخب يمثل الشعب، ومجلس الدولة، ومجلس الوزراء.
كفّوا عن لوم هؤلاء الأطفال. وحسّنوا أوضاعهم وأوضاع أسرهم… أغنوهم، ثم امنعوهم من البيع على الشوارع إن شئتم.
وإن كنتم لا تعلمون عدد الأطفال المعسرين في الأسر المعسرة، فاذهبوا فقط إلى الفرق الخيرية ولجان الزكاة في الولايات.
إنَّ يوسف وأمثاله كثيرون، ويحتاجون لمن ينقذهم من براثن ذلّ الحاجة!
رابط مختصر