تمثّل الرقابة على الشركات أحد أهم العوامل التي تدفع الاقتصاد الوطني للنمو وتقلل المخاطر التي تتعرّض لها الشركات نتيجة لأي ممارسات خاطئة من قبل الموظفين، وكما هو معلوم فإن إساءة استخدام الأمانة والثقة التي توليها الشركة لبعض الأفراد أمر وارد ولا يمكن تفاديه إلا من خلال التزام الشركات بمبادئ الحوكمة من جهة وإحكام الرقابة على ممارساتها من قبل الجهات ذات العلاقة من جهة أخرى.
وتعد الشركات الحكومية وشركات المساهمة العامة من أهم الشركات التي ينبغي تعزيز الرقابة عليها نظرا لأهميتها الاقتصادية، وفي الحقيقة فإن أهداف الرقابة هي حماية الشركة من أي تجاوزات والمساهمة في تعزيز إيراداتها وتفعيل دورها الاقتصادي والتنموي، ومن هذا المنطلق علينا أن ننظر إلى الرقابة التي يمارسها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة على الشركات والجهات الحكومية، والرقابة التي تقوم بها هيئة الخدمات المالية على الشركات الخاضعة لرقابتها -كشركات المساهمة العامة وشركات التأمين وشركات الوساطة المالية وغيرها من الشركات الأخرى- على أن هدفها الرئيسي هو تقويم الشركة ومساعدتها في تفادي الخسائر قدر الإمكان.
وكما يعلم الجميع فإن الهدف الرئيسي لأي شركة يتم تأسيسها هو تحقيق الأرباح بغض النظر على دورها التنموي أو الاقتصادي، وبالتالي فإن إخفاق الشركات في تحقيق هذا الهدف ينبغي أن يدفع الجهات الرقابية للبحث عن أسباب ذلك خاصة إذا كان القطاع الذي تعمل فيه الشركات معروفا بإمكانياته الاقتصادية ويحقق إيرادات جيدة للشركات العاملة فيه.
وعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نتصور أن شركة تحصل على مناقصات حكومية أو تعمل في قطاع التعدين أو الثروة السمكية أو القطاع المصرفي أو الاستثمار المالي يمكن أن تحقق خسائر إلا إذا كان هناك خلل في إدارة هذه الشركة وممارساتها سواء كان خللا إداريا بحتا أو خللا إداريا وماليا، إذ إن هذه القطاعات تعد قطاعات واعدة وذات إمكانيات عالية في استقطاب الاستثمارات وتحقيق الأرباح ولا يمكن للشركات العاملة فيها تحقيق الخسائر إلا إذا كان هناك خلل ما ينبغي على الجهات الرقابية البحث عنه؛ حماية للشركة من ازدياد خسائرها وحماية للموظفين العاملين فيها وللمال العام ولأموال المساهمين والاقتصاد الوطني بشكل عام.
إننا لا ننظر إلى الرقابة على الشركات الحكومية وشركات المساهمة العامة وغيرها من الشركات الأخرى على أنه تقليل من أهمية الإدارات التنفيذية أو مجالس الإدارة وإنما نرى أن الرقابة تُسهم بتعزيز إمكانيات هذه الشركات وتمكينها من تحقيق أهدافها المالية فضلا عن دورها الاقتصادي والتنموي، وكما لاحظنا خلال السنوات الماضية فإن كثيرا من الشركات تركت لسنوات عديدة وهي تحقق الخسائر سنة تلو أخرى دون رقابة لصيقة من الجهات المعنية حتى تراكمت عليها الخسائر وتآكل رأسمالها ولم يعد أمامها إلا التصفية، مع أنه كان يمكن حمايتها من ذلك لو تدخلت الجهات الرقابية في وقت مبكر وألزمت الشركة بتفعيل الرقابة الداخلية والالتزام بالشفافية والإفصاح والعمل وفقا لمبادئ الحوكمة وتطبيقاتها.
إن حماية الشركات من التعثر ينبغي أن يكون أحد أهم أهداف الرقابة وفي الوقت نفسه ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لمجالس الإدارة والإدارات التنفيذية، وهو ما يجعل التعاون بين مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية من جهة والجهات الرقابية من جهة أخرى مطلبا أساسيا لحماية الشركات وتمكينها من تحقيق الإيرادات التي تتطلع إليها وتعزيز مكانتها الاقتصادية ودورها التنموي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجهات الرقابیة الرقابة على على الشرکات من جهة
إقرأ أيضاً:
الخطوط الجوية اليمنية تشدد على التزام وكالات السفر بالرسوم المعتمدة لهم من قِبل الشركة
شمسان بوست / عدن:
شددت شركة الخطوط الجوية اليمنية، على ضرورة التزام كافة وكالات السفر بالرسوم المعتمدة لخدمات الشركة، وعدم فرض أي عمولات غير مسموح بها على المسافرين للحصول على الخدمات التي تقدمها شركة اليمنية.
جاء ذلك خلال لقاء موسع عُقد في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم، برئاسة نائب مدير عام شركة الخطوط الجوية اليمنية للشؤون التجارية محسن حيدرة، وضم رئيس الاتحاد السياحي اليمني باسل حزام، وعدد من ممثلي وكالات السفر، والذي كُرس لمناقشة تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، ووضع المعالجات لأي صعوبات تواجه سير العمل المشترك، والوقوف بحزم تجاه أي تجاوزات ومخالفات للأنظمة والقوانين السارية واتخاذ الإجراءات الصارمة بشأنها.
وجدد حيدرة، تأكيد شركة الخطوط الجوية اليمنية على أهمية جهود وإسهامات وكالات السفر في صناعة النقل الجوي، وضرورة تكاتف الجهود المشتركة من أجل تقديم أفضل الخدمات للمسافرين، وتشجيع السياحة في البلاد رغم التحديات والظروف الصعبة الراهنة .. مؤكداً حرص الشركة وفقاً للإمكانيات المتاحة على دعم وكالات السفر في سبيل تطوير وتحديث الخدمات التي تقدمها للمسافرين للإسهام في تخفيف معاناتهم.
كما استعرض طبيعة العمل في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة والتحديات التي تواجهها الشركة ومدى الضغط المتزايد على الرحلات الجوية، وكذا إسهامات الشركة في مساعدة المرضى من خلال تقديم خدماتها لهم بأقل الرسوم الممكنة..مؤكداً حرص قيادة الشركة ممثلة برئيس مجلس الإدارة الكابتن ناصر محمود، وكافة منتسبيها، على العمل بروح الفريق الواحد ومضاعفة الجهود لمواصلة العمل وتنفيذ المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في سبيل خدمة المسافرين لأي وجهة لغرض العلاج أو السياحة أو أداء مناسك الحج والعمرة.