الدفاع المدني في غزة: إسرائيل أزالت 500 أسرة بشكل كامل من السجلات المدنية
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
لم يعد لعائلة سالم -التي كانت تضم 170 إنسانا- ذكر بعدما قضى عليها جيش الاحتلال تماما في غارتين على الشيخ رضوان لم يفصل بينهما إلا 8 أيام، حسب ما وثقته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وهذه لست العائلة الوحيدة في قطاع غزة التي أبيدت بشكل كامل خلال الحرب الحالية، فقد أزيلت عائلة الدكتور عمر الفراونة من السجلات المدنية بعدما قضى هو وأولاده وأحفاده في قصف منزله بمنطقة تل الهوى.
وكانت الدكتورة آية الفراونة (نجلة الدكتور عمر) قد تحدثت في تسجيل صوتي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن الرعب الذي تعيشه جراء القصف، وختمت بالقول إنها متأكدة من أنهم لن يعيشوا بعد الآن.
ووفقا لمحمد المغير -رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة- فقد استشهد نحو 85 شخصا من عائلة سالم في هجوم طال منزلهم بمنطقة الشيخ رضوان مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين قتلت قوات الاحتلال من تبقوا من العائلة بعدما أجبرتهم على النزوح لمنطقتي الرمال وتل الهوى.
إبادة أكثر من 500 أسرةوقال المغير -في مقابلة مع الجزيرة- إن الدفاع المدني وثق إزالة أكثر من 500 أسرة بشكل كامل من السجلات بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر، كان آخرها 12 أسرة قضت كلها في عملية مخيم النصيرات الشهر الماضي.
وأكد أن غالبية الأسلحة التي استخدمت في قتل هذه العائلات كانت أميركية، وأن الاحتلال يتعمد ضرب المربع السكني أو المنطقة التي تضم شخصا واحدا تريد اغتياله مما يزيد في أعداد الضحايا.
ومن بين العائلات التي تم محوها كاملة، وفق المغير، عائلة الأسطل التي فقدت أكثر من 64 فردا في هجوم استهدفهم في خان يونس خلال نوفمبر/تشرين الأول الماضي.
كما قتلت إسرائيل عائلة أبو قوطة كلها بعدما مسحت المربع السكني الذي كانت تسكنه بمنطقة الشابورة في مدينة رفح.
وقال المغير إن عملية توثيق العائلات التي استشهد كافة أفرادها لا تزال مستمرة رغم فقدان نحو 20% منها بسبب القصف والنزوح واستهداف طواقم الدفاع المدني وغياب الإنترنت لتوثيقها إلكترونيا.
وفي واحدة من عمليات البحث، عثرت فرق الدفاع المدني على 37 شهيدا من عائلة معمّر في قصف استهدف الصحفي علاء معمّر بجوار المستشفى الأوروبي قبل بضعة أشهر مما أدى لمحو 5 أسر كاملة من السجل المدني، وفق المغير.
ويعمل الدفاع المدني -وفق المتحدث- على رصد هذه الأسر والعائلات التي أبادتها إسرائيل بعدة طرق حتى يتم تزويد الفرق القانونية بهذه المعلومات لاستخدامها كأدلة على جرائم إسرائيل أمام المحاكم الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدفاع المدنی
إقرأ أيضاً:
استنكار فلسطيني لفكرة إمارة الخليل
الخليل- توّج بيان وقعه وجهاء عائلة الجعبري الفلسطينية بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بموجة من الرفض والاستهجان لفكرة إيجاد بديل، بل والانقلاب على مكونات الحالة الفلسطينية بما فيها السلطة ومنظمة التحرير والفصائل والعشائر، تحت عنوان "مبادرة لصنع السلام" تحدثت عنها صحيفة وول ستريت جورنال صحيفة أميركية.
بخلاف الشخصية المذكورة في خبر الصحيفة الأميركية، جاء بيان عائلة الجعبري موقعا من شخصيات معروفة محليا ولها وزنها داخل العائلة، ومما ورد فيه "اجتمع وجهاء عشيرة آل الجعبري هذا اليوم الأحد 6/7/2025 وتم إصدار البيان التالي رداً على ما نشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول مزاعم تقديم مبادرة سياسية للانقلاب على السلطة الفلسطينية وتأسيس إمارة الخليل".
أشارت العشيرة في البيان إلى ما قدمته من مئات الشهداء والجرحى والأسرى، وأعلنت براءتها "التامة" واستنكارها واستهجانها "لما أقدم عليه أحد أفراد العائلة غير المعروفين لدى العشيرة وليس من سكان خليل الرحمن".
أكدت عشيرة آل الجعبري "في الخليل وكل الأماكن تواجدها في الداخل والخارج التزامها بالثوابت الإسلامية والوطنية وحقوق شعبنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل ترابنا الوطني".
في خبرها زعمت وول ستريت جورنال أن وديع الجعبري وقع وأربعة من شيوخ الخليل -لم تذكر أسماءهم- "رسالةً يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية" ويقترحون الانسحاب من السلطة الفلسطينية والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام" وهي سلسلة اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
واعتبرت الصحيفة، الرسالة الموجهة إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات وتنتظر رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليها "خطة لانفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإقامة إمارة خاصة بها".
وتتعهد الرسالة "بعدم التسامح مطلقًا" مع ما تسميه الإرهاب، "على عكس الوضع الحالي الذي تُشيد فيه السلطة الفلسطينية بالإرهابيين" وفق الصحيفة، فضلا عن أفكار اقتصادية.
من جهته أوضح الحاج محمد أمين الجعبري (أبو نضال) وهو شخصية بارزة في عائلة الجعبري أن كل محاولات صناعة جسم بديل يتماهى مع الاحتلال فشلت، ولن يكتب لأي محاولة جديدة النجاح.
إعلانوأضاف في حديثه للجزيرة نت "كان هناك جسم واحد يتماهى مع الاحتلال وأشرف على تشكيله هو روابط القرى (أوائل الثمانينيات)، وانتهى وفشل فشلا ذريعا لأن الشعب رفضها كونها جسم غير طبيعي وغير قابل للحياة".
#أجيال || فيديو: عشيرة آل الجعبري تتبرأ مما جرى تداوله عن "مبادرة تأسيس إمارة الخليل". pic.twitter.com/RBcDLF8qwV
— شبكة أجيال الإذاعية (@Ajyal_FM) July 6, 2025
تجارب فاشلةوأشار إلى أن ما تسمى مجموعة أبو شباب التي تم تشكيلها تحت أعين الاحتلال في قطاع غزة، في طريقها للفشل رغم كل الدعم الذي حظيت به، "وهم يحاولون استنساخ نسخة أخرى في الضفة وستفشل".
وأوضح أن "الشخص الذي أعلنوا عنه (وديع الجعبري) لا يعيش في الخليل أصلا، إنما داخل كيان الاحتلال ويحمل الهوية والجنسية الإسرائيلية وليس له علاقة بالعشيرة، ولا يستطيع أن يشكل أي جسم مهما كان نوعه من رجالها".
وأشار إلى اجتماع عدد من وجهاء العشيرة "من أهل الحل والعقد الذين رفضوا وتبرؤوا من العمل المشين الذي قام به ذلك الشخص، وأعلنوا بشكل واضح أنهم مع فلسطين وفلسطينيتهم ومع الوحدة الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمها القدس".
وأشار الجعبري، وهو لواء متقاعد، إلى أن بعض الجهات قد تعتقد بأن الخليل مهيأة نظرا لتركيبتها العشائرية القوية، لكنه يضيف أنها "متماسكة بشكل كبير، وبعض العشائر قدمت شهداء وتضحيات أكثر من بعض الفصائل".
وذكر أن بعض الأسماء المتداولة ممن يقال إنها وقعت على الرسالة أيضا غير معروفة في عائلاتها وليست ذات مكانة اجتماعية أو وزن عشائري.
بين المأساة والملهاة!
إمارة الخليل المستقلّة ستعترف بـ"إسرائيل" وتنضم إلى "اتفاقات أبراهام"!
القصة نُشرت مفصّلة في "وول ستريت جورنال" أمس، وتناقلتها الوكالات والمواقع.
وقّع الشيخ وديع الجعبري وأربعة من شيوخ الخليل رسالة يتعهّدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة… pic.twitter.com/p9W4vgi6Ca
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) July 6, 2025
لا مبادرات عائليةالحقوقي ومؤس تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، علق على حسابه بموقع فيسبوك على خبر الصحيفة الأميركية بالقول إن "عائلات الخليل وعلى رأسها عائلة الجعبري لم تقدم أي مبادرة سياسية ولا يوجد ما يسمى إمارة الخليل، والأسماء المذكورة ليسوا من سكان الخليل ولا يمثلون أحدا في المدينة أو المحافظة، وليس لهم أي وزن عشائري أو ديني أو اجتماعي في الخليل".
واعتبر أن المقال المكتوب في الصحيفة "عباره عن هراء لا قيمة له وتضليل متعمد للرأي العام العالمي" موضحا أنه "صحيفة يمينية متطرفة في الولايات المتحدة وكاتب المقال ناشط يميني متطرف يدعم الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي".
وأضاف: "بعد مراجعة معظم وجهاء عائلة الجعبري المعروفين والمؤثرين على صعيد محافظة الخليل والوطن، تفاجؤوا في المقال واستنكروه استنكارا شديدا، وحتى منهم من لم يتعرف على اسم الشخص المذكور في المقال".
في رده على سؤال حول إمكانية إيجاد بديل للمكونات القائمة كمنظمة التحرير والسلطة والفصائل، قال المحلل السياسي باسم التميمي للجزيرة نت إن منظمة التحرير الفلسطينية والمنظومة السياسية من الفصائل الفلسطينية جاءت "بفعل نضالها وقيادتها لحركة التحرر الفلسطينية على مدار عقود طويلة، ولا أعتقد أن أية جهة يمكن أن تمثل بديلا عنها، أو أن يقبل الشارع الفلسطيني بها أو وحتى أن يتعامل العالم معها".
إعلانوتابع أن الشخصيات الفلسطينية التي تتصدر مواقع صنع القرار "وصلت بفضل العمل الوطني وفي المؤسسات القيادية وهذه هي الشخصيات الوازنة في الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي يعترف به كل العالم بمن فيه المنظومة الدولية ودولة الاحتلال الي وقعت اتفاقية أوسلو في الخطابات المتبادلة بين المرحوم ياسر عرفات ورئيس الوزراء في حينه لإسحق رابين.