مستقبل بايدن في خطر.. تزايد الدعوات في الحزب الديمقراطي لطرح مرشح رئاسي بديل
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في كبح جماح دعوات الديمقراطيين لانسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية، وذلك رغم إشادة البعض بما قدمه خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام قمة "الناتو"، إذ انضم 3 أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب إلى قائمة من المطالبين داخل الحزب الديمقراطي بعدم ترشحه.
وتواصلت "زلّات لسان" بايدن، خلال قمة "الناتو"، عندما أشار عن طريق الخطأ إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين" قبل أن يصحح نفسه، كما وقع بايدن في خطأ آخر، عندما خلط بين نائبته كامالا هاريس، ومنافسه في الانتخابات الرئاسية دونالد ترمب.
في المقابل، قدّم البيت الأبيض وحملة بايدن تقييماً إيجابياً لأدائه في المؤتمر، معتبرين أنه كان "ناجحاً"، قائلين إنه أجاب على العديد من الأسئلة حول مجموعة من قضايا السياسة الداخلية والخارجية وتعهد بمواصلة السعي للفوز بفترة ولاية ثانية.
ونقلت شبكة CNN عن أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض قوله إن بايدن "أظهر قيادة قوية في كل من المواضيع الداخلية والخارجية".
وأبدى أحد مسؤولي حملة الرئيس الأمريكي أسفه، لأن بايدن "لم يُظهر هذه النسخة منه" في المناظرة التي جرت يونيو الماضي أمام منافسه الجمهوري دونالد ترمب، وقال إن الرئيس ناقش، خلال المؤتمر الصحفي، القضايا ذات التأثير المعقد على السياسة الخارجية بـ"مهارة".
ووضع الأداء الكارثي الذي قدمه بايدن خلال المناظرة الرئاسية الأولى أمام ترامب، مطلع يونيو الماضي، خطوات الرئيس الأمريكي تحت نظر المراقبين في ظل تزايد الشكوك بشأن قدرته على استكمال سباق الانتخابات المقرر لها نوفمبر المقبل. وعوّل كثيرون من مؤيدي بايدن على مشاركة بايدن في قمة "الناتو" والمؤتمر الصحفي وعدد من الفعاليات العامة على معالجة آثار المناظرة.
ورغم إشادة البيت الأبيض ومسؤولي حملة بايدن بأدائه في المؤتمر الصحفي، فإن العديد من الديمقراطيين لا يعتقدون أن ما جرى سيكون كافياً لقلب الموازين. وقال أحد أعضاء الكونجرس: "ما شاهدنا كان قليلاً جداً، وجاء بعد فوات الأوان". ورغم اعترافه بأن الرئيس كان "قوياً" خلال المؤتمر، استدرك: "لكن هذا لا يعالج القضايا طويلة الأمد أو يحقق الفوز".
وحتى بالنسبة لبعض أشد مؤيدي الرئيس حماساً، فإن قدرة مؤتمر صحافي واحد على إيقاف تراجع دعم بايدن سيظل "سؤالاً مفتوحاً".
ورداً على سؤال عما إذا كان المؤتمر الصحفي الذي عقده بايدن سيطمئن الديمقراطيين القلقين، أجاب السيناتور كريس كونز، وهو الرئيس المشارك لحملة بايدن وصديقه القديم: "عليكم أن تسألوهم".
ودعا 3 أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب بايدن إلى الانسحاب، بعد المؤتمر، وهم جيم هايمز، وسكوت بيترز، وإريك سورنسن.
وأكد هايمز، وهو كبير لجنة الاستخبارات في المجلس، أنه يجب على الرئيس الأمريكي أن يتخذ قراراً بتعليق حملته حتى لا يخاطر بإرثه. وتابع: "انتخابات 2024 ستحدد مستقبل الديمقراطية الأمريكية، ولذا يتعين علينا أن نطرح أقوى مرشح ممكن لمواجهة التهديد الذي يشكله ترمب الاستبدادي".
وأضاف هايمز، في بيان تمت مشاركته على منصة "إكس": "لم أعد أصدق أن هذا هو جو بايدن".
من جانبه، قال النائب سكوت بيترز إن "سجل إنجازات بايدن لن يكفل له تحقيق نجاح مماثل في حملة إعادة انتخابه"، مضيفاً: "يجب أن نجد مرشحاً من بين مجموعة المواهب العميقة لدينا التي يمكنها هزيمة ترامب، وهذا يعني تقديم اسم يمكنه الفوز في الولايات المتأرجحة التي لا يهيمن فيها الديمقراطيون، لكنها ستحدد نتيجة هذه الانتخابات".
وأشار بيترز إلى أنه يجب اختيار المرشح الذي قد يحل مَحل بايدن من خلال عملية عادلة وشفافة، وحض زملائه الديمقراطيين على الانضمام إليه في تبني مبدأ "البلاد أولاً".
وبالمثل، ذكر النائب إريك سورنسن أنه "بات مهماً أكثر من أي وقت مضى وجود مرشح رئاسي ينقل رؤية إيجابية لكل شخص في هذا البلد".
وأضاف في بيان: "عام 2020، ترشح بايدن للرئاسة بهدف وضع البلاد كأولوية عن الحزب، واليوم أطلب منه أن يفعل ذلك مرة أخرى".
وقبل المؤتمر، دعا 12 ديمقراطياً في الكونجرس بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.
انشقاقات متوقعة
من ناحية أخرى، دعا النائب الديمقراطي ستيف كوهين زملاءه إلى "التوحد ودعم بايدن"، محذراً من أن الانشقاق داخل الحزب سيعزز فرص ترمب في الفوز.
ورفض كوهين الانتقادات التي طالت بايدن بسبب "زلات اللسان" التي وقع فيها خلال المؤتمر الصحفي، قائلاً: "يجب على زملائي أن يتخلوا عن أفكارهم الخيالية ويفهموا أننا بحاجة إلى الوقوف خلف جو بايدن، فكل هذه الانشقاقات لن تساعد إلا دونالد ترمب وهو آخر شخص في العالم نريد وصوله إلى أي مكان".
وبشأن زلة اللسان التي وصف فيها بايدن نائبته كامالا هاريس بأنها "نائبة الرئيس ترمب"، قال كوهين: "أفضل أن يصبح ترمب نائباً للرئيس في أي يوم على ألا يكون رئيساً أبداً".
ورغم تزايد شكوك المانحين والداعمين والسياسيين الديمقراطيين بأن بايدن لم يعد قادراً على التغلب على منافسه ترمب في الانتخابات المقررة خلال نوفمبر المقبل، حسم الرئيس الرئيس الأمريكي موقفه بشأن الترشح، مؤكداً أنه "لن ينسحب من السباق الرئاسي وسيخوض الانتخابات وسينتصر".
وبرر بايدن في مؤتمر صحفي "منفرد" في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، في الذكرى الـ 75 لتأسيس الحلف، استمراره في الانتخابات، بقوله: "أنا في السباق الرئاسي مدعوماً بإرثي السياسي والاقتصادي.. أنا هنا لإكمال المهمة وسأفوز في الانتخابات وحملتي تواصل تحقيق التقدم".
وأضاف مدافعاً عن موقفه: "أنا الشخص الأكثر تأهيلاً للتغلب على ترمب.. لن أنسحب من السباق الرئاسي وسأخوض الانتخابات وأنتصر، وسأفعل كل شيء لإثبات أننا سنربح الانتخابات، ومن الصعب جداً استبدال أي جزء في حملتي الانتخابية الآن، ولا يمكننا التخلي عن كل ما تقدمنا به في جميع القطاعات".
ويُعد هذا المؤتمر، أول مواجهة لبايدن مع وسائل الإعلام الأمريكية والدولية منذ المناظرة الأولى، التي وصفت بـ"الكارثية" أمام منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورداً على التساؤلات بشأن حالته الصحية والإدراكية، بدليل أنه أخطأ في اسم الرئيس الأوكراني، وكذلك اسم نائبته، خلال المؤتمر: "فكرة القلق بشأن المرشحين معهود وقديم ولكننا سنواصل حملتنا الانتخابية.. نعم، أخطأت في اسم زيلينسكي لكنني تداركت ذلك فوراً وقلت بعدها 5 أسماء صحيحة، ما لا يقل عن 5 رؤساء سابقين كانت لديهم أرقام أقل مما لدي الآن".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتخابات الرئاسية الرئیس الأمریکی المؤتمر الصحفی السباق الرئاسی فی الانتخابات خلال المؤتمر بایدن فی
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب: بايدن يتحمل أزمة الاقتصاد وحرب أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن التدهور في أسعار المعيشة وانكماش النمو هو “إرث” من سياسات إدارة بايدن، وإن أولويته الآن هي إعادة الأمور إلى نصابها. ورغم تذمّر قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكي من ارتفاع التكاليف، تمنّى ترامب أن يُمنح “دخلاً إيجابياً” لإدارته عبر خفض أسعار الفائدة وربما تعديل بعض التعريفات الجمركية، في محاولة لتخفيف الضغط على المستهلكين.
وفي الملف الدولي، شدد ترامب خلال مقابلته مع (صحيفة/موقع غير-مذكور) على أن الحرب في أوكرانيا والقضايا المتعلقة بها كانت نتيجة أخطاء سابقة، وأن موقف أمريكا سيتغير، فهو وصف بعض الدول الأوروبية بأنها “ضعيفة” و”متهاونة” في تعاطيها مع الملف، محمّلًا حلفاء الناتو مسؤولية فشل الإستراتيجية الأوروبية حيال الحرب.
وطالب بإجراء انتخابات وطنية في أوكرانيا رغم استمرار الحرب، معتبراً أن استمرار النظام الحالي دون انتخابات يهدد شرعية الحكومة ويحول البلاد إلى “دولة بلا ديمقراطية”. ورغم أن القانون الأوكراني يمنع إجراء انتخابات أثناء الأحكام العرفية، شدد ترامب على أن السكان يجب أن يُمنحوا الحق في اختيار قيادتهم.
وقال إنه «من غير المنطقي أن تستمر أوكرانيا في القتال» بلا قبول اقتراحات تسوية، وأضاف أن روسيا - من وجهة نظره - تملك اليد العليا في الصراع الآن، ما يدعو كييف إلى إعادة النظر في مواقفها. وأضاف أن بلاده وضعت على الطاولة خطة سلام جديدة، لكنه حمّل القيادة الأوكرانية مسؤولية التأخير أو الرفض.
وبشأن الهجرة والسياسات الأوروبية، وجه ترامب انتقادات حادة لقادة القارة، واعتبر أن سياسات الهجرة والتعددية التي انتهجتها بعض الدول أدت إلى تدهور “القيمة الثقافية والأمنية” لأوروبا، في دعوة ضمنية لدعم انتعاش السياسة القومية في بعض الدول الأوروبية.
المقابلة أثارت موجة من الجدل في أوروبا والولايات المتحدة، إذ اتهمه منافسون وسياسيون بأنه يمهّد للتخلي عن التزامات أمربكا تجاه أوكرانيا وحلفائها، ويغذي انقسامات داخل الحلف وبين الدول الأوروبية. ورأى منتقدون أن خطاب ترامب يعيد إنتاج سرديات “الانغلاق” والعداء للهجرة، وأن دعوته لإجراء انتخابات أوكرانية أثناء الحرب غير واقعية وقد تضع استقرار البلاد في خطر.
من جهته، دعم ترامب أن أولويته الآن هي “أمريكا أولاً” - الاقتصاد، الأمن، والهجرة - بينما يعيد صياغة تحالفاته الخارجية بناءً على رؤيته الجديدة، ما يجعله يتحدث عن مستقبل مختلف للسياسة الخارجية الأمريكية، بعيداً عن الالتزامات التقليدية السابقة.