عربي21:
2025-05-10@03:07:28 GMT

مصر.. تحليل شامل لآثار قرار يوليو 2013 حتى يوليو 2024

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

منذ تموز/ يوليو 2013، حيث تمت الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، دخلت مصر مرحلة من التدهور الشامل في مختلف المجالات. وهذا المقال يقدم نظرة تحليلية مستندة إلى بيانات وإحصائيات موثوقة، لتسليط الضوء على المخاطر والتهديدات والسلبيات التي شهدتها البلاد تحت الحكم العسكري.

الحياة الإنسانية والأسرية في مجملها انتهاكات حقوق الإنسان

منذ 2013، شهدت مصر انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، ووفقا لتقارير هيومن رايتس ووتش، بلغ عدد المعتقلين السياسيين نحو 60,000 شخص بحلول 2020.

استهدفت الاعتقالات شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، بما في ذلك العلماء والخبراء والوزراء وقرابة 100 برلماني وأساتذة جامعات وأطباء ومهندسين والصحفيين والأكاديميين والنشطاء الحقوقيين، واعتقال أسر وعائلات بأكملها، حيث تم توثيق أكثر من 1000 حالة تعذيب في السجون المصرية خلال 2023، دون محاسبة المسؤولين.

انهيار منظومة العدالة

فقدت منظومة العدالة استقلاليتها بسبب التدخل السياسي، حيث تعرض المحامون للتهديد والمضايقات، وتم استخدام القضاء كأداة لقمع المعارضة، وسُنّت قوانين تسمح بتمديد فترة الحبس الاحتياطي إلى أجل غير مسمى، وإدراج متوفين على قوائم منع السفر، مما جعل حقوق الإنسان هي عقوق للإنسان المصري في الحياة والممات.

إخفاقات اقتصادية واجتماعية

ارتفعت معدلات البطالة وتراجعت مستويات المعيشة، حيث يعيش حوالي 32.5 في المئة من المصريين تحت خط الفقر بحلول 2023، كما تدهورت مؤشرات التنمية البشرية في مجالات التعليم والصحة، حيث ارتفع معدل سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة إلى 16.9 في المئة.

الحياة الحقوقية والقانونية.. تراجع احترام سيادة القانون

ازدادت حالات الإفلات من العقاب بين أفراد قوات الأمن، وسنّت السلطات قوانين قمعية جديدة تقيد الحريات، وتم توثيق 3000 حالة احتجاز دون محاكمة في 2023، مما يعكس تدهور سيادة القانون، بالإضافة إلى عرض وإحالة ومحاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية والحكم بإعدامهم دون ممارسة حقوقهم في الدفاع أو العرض أمام محاكم مدنية، على الرغم من أنهم سجناء رأي ومغردون ومدونون معارضون للنظام العسكري.

الحياة الاقتصادية والتجارية.. تراجع معدلات النمو الاقتصادي

شهدت مصر تراجعا ملحوظا في معدلات النمو الاقتصادي منذ 2013، بسبب الاضطرابات السياسية، ونقص الاستثمارات، وارتفاع معدلات الفائدة وضعف الإدارة الحكومية، حيث انخفضت معدلات النمو من 5.1 في المئة في 2010 إلى 2.5 في المئة في 2023.

ارتفاع معدلات البطالة

وصل معدل البطالة بين الشباب إلى 25 في المئة في 2023، نتيجة لتراجع النشاط الاقتصادي وضعف فرص العمل في القطاع الخاص، كما تراجعت القوة الشرائية بسبب التضخم، الذي قفز من 10.3 في المئة في 2013 إلى 35.7 في المئة في شباط/ فبراير 2024، أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

تفاقم أزمة الدين والاقتراض

ارتفع الدين العام إلى 108 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، مما يشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد، كما تراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2013 إلى 5 في المئة في 2023 بسبب عدم الاستقرار السياسي وضعف بيئة الاستثمار.

الحياة السياسية والدبلوماسية.. تراجع الحريات السياسية

تعرضت الحريات السياسية في مصر لضغوط كبيرة منذ 2013، مع قمع المعارضة وتكميم الأفواه، حيث تم سن قوانين تحد من النشاط السياسي، وتمت ملاحقة المعارضين واعتقالهم، وشهدت البلاد تراجعا بل تدهورا وانهيارا في المسار الديمقراطي، مع تعزيز صلاحيات الرئيس وغياب الدور البرلماني.

تدهور العلاقات الخارجية

تدهورت العلاقات الخارجية لمصر مع العديد من الدول، خاصة الدول الغربية، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات السياسية، وفقدت مصر مكانتها الدولية وأصبح تأثيرها في الساحة العالمية محدودا، بل يكاد يكون منعدما بعد استيلاء إسرائيل على معبر رفح ومحور فيلادلفيا المصري، منتهكة لاتفاقية السلام ومعاهدات ومواثيق وبرتوكولات المعابر (أوسلو 2005 وفيلادلفيا 2007).

الحياة الأمنية.. تزايد الهجمات الإرهابية

شهدت مصر تزايدا في الهجمات الإرهابية منذ 2013، خاصة في سيناء، حيث أسفرت هذه الهجمات عن مقتل العديد من الجنود والمدنيين، توسعت رقعة العمليات الإرهابية لتشمل مناطق جديدة كالسويس والإسماعيلية، ومؤخرا قتل الجنود على المعابر الحدودية المشتركة برصاص الجيش الإسرائيلي، مما زاد من عدم الاستقرار الأمني.

ما شهدته مصر منذ 2013 ما هو إلا تراجع كبير في مختلف المجالات، شمل الحياة الإنسانية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والأمنية، ولا بديل عن الحكم الديمقراطي وإن طال الأمد
انتشار الجريمة المنظمة

تفاقم انتشار الجريمة المنظمة، مع زيادة معدلات جرائم القتل والسرقة والاتجار بالمخدرات، كما تراجعت ثقة المواطنين في الأجهزة الأمنية بسبب فشلها في مكافحة الإرهاب والجريمة وانتهاكات حقوق الإنسان.

انقلاب على إرادة شعب

ما شهدته مصر منذ 2013 ما هو إلا تراجع كبير في مختلف المجالات، شمل الحياة الإنسانية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والأمنية، ولا بديل عن الحكم الديمقراطي وإن طال الأمد، فالأمل والعمل باق، والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون قادمة، كما أن التطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية تبدأ بعودة الجيش إلى دوره المركزي في حماية حدود البلاد لمواجهة تحديات العصر، مع تقدم الخبرات من الكفاءة والثقات المدنية الديمقراطية العلمية والعملية لإدارة شؤون البلاد.

توصيات لإزاحة حكم العسكر سلميا

1- تعزيز الوحدة الوطنية: يجب على المعارضة توحيد صفوفها وإظهار التضامن الوطني لمواجهة الحكم العسكري بفعالية، يمكن أن تكون الأمثلة من التاريخ مفيدة، مثل توحيد الفصائل المعارضة في جنوب أفريقيا لمواجهة نظام الفصل العنصري.

2- العمل على بناء تحالفات دولية: يجب التواصل مع المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في مصر، والاستفادة من الدعم الدولي كما فعلت حركات التحرر في دول مختلفة مثل بولندا خلال الثمانينات.

3- استخدام الوسائل السلمية والمظاهرات: يجب تنظيم مظاهرات سلمية ومنظمة على نطاق واسع لجذب الانتباه إلى القضية، مع الحرص على عدم الانجرار إلى العنف، كما كانت المظاهرات في الهند بقيادة غاندي مثالا يحتذى به.

4- التركيز على الإعلام والتوعية: استخدام وسائل الإعلام المختلفة لتوعية الشعب المصري بواقع الأمور وتشجيعه على المشاركة في الحراك الشعبي، كما فعلت الحركات الشعبية في الثورات الملونة في أوروبا الشرقية.

5- التأكيد على الشرعية الدستورية: العمل على إعادة الدستور المنتخب ديمقراطيا، والاستفادة من تجارب الدول التي عانت من انقلابات عسكرية وتمكنت من استعادة الشرعية الدستورية، مثل فنزويلا في تسعينيات القرن الماضي.

6- الضغط من خلال الإضرابات: تنظيم إضرابات عامة تشل الحركة الاقتصادية في البلاد وتظهر مدى رفض الشعب للحكم العسكري، مثلما حدث في الثورة الإيرانية عام 1979.

لذا فثورة يناير مستمرة حتى تصبح مصر حرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات مصر الديمقراطية مصر الإنقلاب الديمقراطية التغيير أزمات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان فی المئة فی منذ 2013

إقرأ أيضاً:

أباطرة العقارات بين التعويم وآلية الربح والفقاعة القادمة

منذ عام 2016، شهد الاقتصاد المصري ثلاث موجات من تعويم الجنيه، تزامنت كل منها مع تحولات جذرية في القطاع العقاري، حيث نجح كبار المستثمرين -أو ما يُطلق عليهم "أباطرة العقارات"- في تحويل الأزمات النقدية إلى فرص استثمارية غير مسبوقة. اليوم، ومع تصاعد الضغوط على العملة المحلية، تُشير التوقعات إلى موجة تعويم رابعة للجنيه بحلول نهاية 2025 أو مطلع 2026، مدفوعة باتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق الموازي، في ظل استمرار تلاعب النخبة العقارية بآليات السوق.

تُسلط هذه المقالة الضوء على استراتيجيات هؤلاء الأباطرة في استغلال فروق الصرف، وتحذيرات من انفجار فقاعة عقارية قد تُعيد رسم خريطة الاقتصاد.

تحويل القروض إلى دولارات: اللعبة التي لا تنتهي

اعتمدت شركات التطوير العقاري الكبرى آلية جهنمية ثلاثية المراحل لجني أرباح طائلة: أولها، الحصول على قروض محلية بالجنيه المصري بفائدة مدعومة لا تتجاوز 5 في المئة عبر استغلال الثغرات القانونية (مِن خلال شركات وهمية تُنشَأ بأسماء شركات صناعية أو خدمية لا تُساهم في الاقتصاد الحقيقي)، وثانيها، تحويل تلك القروض من الجنيه إلى الدولار عبر تسهيلات من النظام، وثالثها، تسعير الوحدات العقارية بالدولار، استعدادا لموجة تعويم جديدة يُتوقع أن ترفع سعر الدولار إلى 60-65 جنيها.

وقد حقق هذا النموذج أرباحا خيالية في السابق: فكل جنيه واحد مصري تأخذه تلك الشركات في شكل قرض؛ ينتج ربحا صافيا يقارب 57 جنيها حتى نهاية دورة القرض -حسب دراسة للمركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر)- وهو ما يساوي نسبة أرباح 5700 في المئة.

التعويم القادم وقاطرة التسويق العقاري

بات التعويم المُتوقع أداة تسويقية للوحدات الفاخرة، حيث خلَّف التعويم الأخير -وفق إحصائيات مركز "تكامل مصر"- نتائجَ مقلقة، فقد ارتفع الطلب بنسبة 40 في المئة على الوحدات المُسعَّرة بالدولار في الساحل الشمالي منذ مطلع 2025، رغم تراجع القوة الشرائية للمواطن العادي. وهناك توقعات بارتفاع سعر المتر في العاصمة الإدارية إلى 60 ألف جنيه (ما يعادل 1170 دولارا) في نهاية 2025، بعد أن كان 9 آلاف جنيه عام 2020، بالإضافة إلى تحوُّل 75 في المئة من مبيعات المدن الجديدة إلى المغتربين الذين يشترون بالدولار، وفق أحدث البيانات.

أرباح طائلة.. وفواتير اجتماعية باهظة

رغم تحقيق السوق العقاري أرباحا قياسية (تُقدَّر بنحو 43.6 مليار دولار بنهاية 2025)، فإن التداعيات تنذر بكارثة:

1- فقاعة عقارية: تُقدِّر دراسة لمركز "تكامل مصر" أن أسعار الوحدات السكنية تزيد عن قيمتها الحقيقية بنسبة 81 في المئة، مع وجود أكثر من مليون و800 ألف وحدة خالية غير مُشغَّلة.

2- اختفاء الطبقة المتوسطة: تراجعت حصة الإسكان المتوسط من 55 في المئة إلى 20 في المئة منذ 2016، بينما يعجز 88 في المئة من الشباب تحت سن 35 عاما عن شراء شقة.

3- انهيار المقاولين الصغار: أعلنت 3 آلاف شركة مقاولات إفلاسها منذ 2020، وفق إحصاءات المركز.

التعويم الرابع: بين أرباح الأباطرة وانهيار الطبقة الوسطى

التعويم المُنتظر -دون ضوابط حقيقية- سيعمق الأزمة، إذ ستعمد الشركات الكبرى (بدعمٍ من النظام) إلى سحب قروض جديدة لتحويلها إلى دولار، مما يزيد الضغط على الاحتياطي النقدي ويرفع الأسعار المحلية بنسبة 50 في المئة. وفي حين تُعلن الحكومة أن التعويم قد يكون جزءا من حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي، فإن الواقع يؤكد أن المواطن العادي سيُدفع مرة أخرى لتحمُّل فاتورة الأرباح العقارية.

لماذا يدعم النظام شركات العقارات الكبرى؟

قد يظن البعض أن النظام بمعزلٍ عن تداعيات السوق العقاري، لكن العكس هو الصحيح. فالنظام -عبر شركاته- في قلب هذه الدائرة، إذ يُعتبر أكبر مستثمر عقاري في مصر. فمن العاصمة الإدارية إلى رأس الحكمة والضبعة الجديدة، وحتى مشروعات إسكان الشباب (التي تُباع بأضعاف تكلفتها الحقيقية)، ينهل النظام من كعكة الفساد العقاري، حيث تُوزَّع أكثر من 30 في المئة من إيرادات المشروعات كعمولات لرجال النظام، بالإضافة إلى الأرباح التي يجنونها عبر شركات وهمية تُنشَأ بأسماء أقاربهم، وتفوز بمناقصات الإنشاء الحكومية بالأمر المباشر، ثم تُسند الأعمال إلى مقاولي الباطن مقابل 50 في المئة من التكلفة الدفترية.

هل نستطيع إنقاذ ما تبقى قبل فوات الأوان؟

التعويم المقبل ليس مجرد قرار نقدي، بل اختبارٌ لمدى عدالة النظام الاقتصادي. فبدلا من ضخ القروض المليارية في جيوب "أباطرة العقارات"، يتطلب الوضع: أولا دعم الصناديق العقارية المُنظمة لتمويل الإسكان الاجتماعي، وثانيا، فرض ضرائب تصاعدية على الوحدات الفاخرة، وثالثا، إطلاق برامج إسكان تشاركي مدعومة بشكل حقيقي من الدولة، وإلا فإن التعويم الرابع سيدفن أحلام جيلٍ كامل في الحصول على سكنٍ آدمي.

مقالات مشابهة

  • الناتو يقترح عن دوله زيادة كبيرة في إنفاقها العسكري
  • 15 في المئة تراجعاً بشهية شراء الذهب في الكويت
  • أحد ضحايا مستريح السيارات: دفعنا أموالًا منذ 2023 ولم نستلم سيارات
  • الإحصاء : 15.8% ارتفاعاً في حجم الصادرات المصرية إلى روسيا خلال عام 2024
  • الإحصاء: 1.1 مليار دولار صادرات مصرية لليونان خلال 2024
  • أباطرة العقارات في مصر.. بين التعويم وآلية الربح والفقاعة القادمة
  • أباطرة العقارات بين التعويم وآلية الربح والفقاعة القادمة
  • مدبولي: تنظيم منتدى الاستثمار المصري الأمريكي 2025 بنهاية مايو الجاري
  • عاجل: الرئيس السيسي: اليونان دعمت مصر خلال الأحداث التي مرت بها في 2013
  • الإحصاء: 1.6 مليار دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر واليونان عام 2024