كيف تؤثر محاولة اغتيال ترامب على السباق الانتخابي؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
ميلواكي- تهدد محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب بدفع الولايات المتحدة إلى حقبة جديدة من الاضطرابات السياسية التي يغلفها العنف.
ويُخشى أن يكون لمحاولة الاغتيال تأثير كبير على حملات الانتخابات الرئاسية، وعلى العنف السياسي الذي بات ظاهرة تقترب من أن تصبح إحدى سمات العملية السياسية في البلاد.
وخلال الأشهر الأخيرة، اتسمت الحملات الانتخابية بالسخونة في ظل الهجمات المتبادلة بين ترامب والرئيس جو بايدن، ثم دفعت المناظرة الرئاسية بينهما إلى نقاش جاد داخل المعسكر الديمقراطي حول أهلية بايدن وقدراته العقلية اللازمة لمنصب الرئيس.
وعقب محاولة اغتيال ترامب، أثناء إلقائه كلمة بتجمع انتخابي في بنسلفانيا السبت (بالتوقيت المحلي الأميركي)، يجمع المراقبون على أن الحملات الانتخابية ستزداد سخونة مع دخولها منعطفا جديدا اليوم الاثنين، ببدء أعمال المؤتمر العام للحزب الجمهوري، والذي تركز أعماله عادة على مهاجمة سجل الإدارة الديمقراطية.
الرئيس وليس المرشح
بين ليلة وضحاها، اتجه تركيز الشعب والإعلام الأميركي من قضية القدرات العقلية والذهنية للرئيس بايدن، إلى قضية محاولة اغتيال منافسه.
وخلال الـ24 ساعة التي تلت محاولة الاغتيال، تحدث بايدن للشعب الأميركي، كرئيس وليس كمرشح 3 مرات، وحاول الظهور بمظهر القائد الذي ينادي بالوحدة والسلام المجتمعي.
ووجّه بايدن الجهات المسؤولة بمراجعة مستقلة للحالة الأمنية، لمعرفة أين وقع الخلل، ومشاركة نتائج تلك المراجعة المستقلة مع الشعب الأميركي.
وطالب بايدن، في حديثه من البيت الأبيض، أمس الأحد، بخفض حدة التوتر في الخطاب السياسي، واعتبر ذلك اختبارا بعد إطلاق النار، وحذر ممن "يؤجج التفرقة بين الأميركيين"، وأكد "نحن قادرون على تحقيق الوحدة بيننا".
وقال أحد كبار مسؤولي حملة بايدن في حديث صحفي إن "هذا هو الوقت المناسب ليكون بايدن رئيسا وليس مرشحا، سنستأنف الحملة في اللحظة المناسبة، لكن عليه أن يتحدث إلى جميع الأميركيين الآن، وخاصة أولئك الذين لن يصوّتوا له".
إلا أن سجل الرئيس بايدن منذ وصوله للبيت الأبيض لم يعكس الرغبة بمد اليد للحزب المنافس، فهو لم يستوعب أي رمز جمهوري لإدارته كما درجت عادة الرؤساء الساعين لعلاقة جيدة مع الحزب المنافس.
عودة لقضية امتلاك الأسلحةمنح الدستور الأميركيين حق امتلاك السلاح للدفاع عن النفس، ولمواجهة خطر استبداد الحكومة عند تأسيس الجمهورية الأميركية قبل 245 عاما. ومع الوقت، أصبح الجدل لا يتعلق بحق شراء الأسلحة، بل بضوابطها وطبيعتها.
ويمتلك الأميركيون أسلحة نارية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، إذ يملكون ثلثها، أو ما يقرب من 400 مليون قطعة سلاح ناري. وفي العام الماضي فقط، قتل ما يقرب من 43 ألف أميركي بأسلحة نارية.
وتعقب كل حادثة كبيرة يستخدم فيها سلاح ناري نقاشا مجتمعيا حول هذا الحق الدستوري الذي ينال دعم الجمهوريين، في حين يطالب الديمقراطيون بوضع ضوابط له، وفرض عقاب على امتلاك الأسلحة النارية المتقدمة.
ومن المفارقة أن الرابطة الوطنية للسلاح (إن آر إيه)، وهي أهم لوبيات السلاح، تضغط بشدة ضد جميع مقترحات الحد من سهولة الحصول على الأسلحة، وتجادل بأن المزيد من الأسلحة يجعل البلاد أكثر أمانا. وتدعم الرابطة بشدة انتخاب ترامب، فيما يكرر الأخير دعمه الكبير لحقوق امتلاك أسلحة نارية.
تأمين المرشحين والانتخابات
قبل 4 أشهر من موعد الانتخابات، تضاعفت المخاوف من عمليات العنف المسلح عقب تعرض ترامب لمحاولة الاغتيال الفاشلة.
ومع بدء أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري، قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مايكل واتلي، في حديث لشبكة فوكس الإخبارية، إن "الأمن موجود هنا في مؤتمر الحزب المنعقد في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن، ونشعر براحة كبيرة لأننا نعمل مع الخدمة السرية، ونعمل مع 40 وكالة مختلفة لإنفاذ القانون فيما يتعلق بما سيبدو عليه هذا الأمن".
ورغم ارتياح الأميركيين لعدم إصابة ترامب بأذى خطير، اتهم عدد من المشرعين الجمهوريين بايدن "بالتحريض على الاغتيال". وقال السيناتور جي دي فانس -الذي يعتقد أنه مدرج في القائمة المختصرة ليصبح مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس- إن خطاب حملة بايدن أدى مباشرة إلى هذا الحادث.
جدير بالذكر أن بايدن استشهد بعنف القوميين البيض في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017 كسبب لقراره بالترشح ضد ترامب في انتخابات 2020.
وحتى الآن، يتمسك الرئيس السابق ترامب وحملته إلى حد كبير بدعوات الوحدة والهدوء، لكن لا أحد يضمن أن يستمر ذلك خلال أيام مؤتمر الحزب الجمهوري الأربعة.
أما حملة بايدن، فمن جانبها أوقفت أي هجوم على ترامب مؤقتا، لكن يتوقع إعادة الانخراط في هجماتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويظهر بايدن الليلة في حوار تلفزيوني مع شبكة "إن بي سي"، وفي نفس الوقت قد يظهر الرئيس السابق في أول أيام مؤتمر الحزب الجمهوري، وربما يعلن اسم نائبه، ولا يمكن استبعاد بدء شن هجمات متبادلة بين بايدن وترامب على الرغم من الإرهاق الذي أصاب الناخبين الأميركيين منذ المناظرة الرئاسية الأولى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محاولة اغتیال مؤتمر الحزب
إقرأ أيضاً:
بالسلام الجمهوري ومشاركة النائب أبو العينين .. انطلاق فعاليات مؤتمر حزب الجبهة الوطنية بالجيزة
انطلقت فعاليات المؤتمر الجماهيري الحاشد لحزب الجبهة الوطنية بمحافظة الجيزة، بالسلام الجمهوري الذي افتُتحت به الفعالية تأكيدًا على روح الانتماء الوطني واعتزازًا بالدولة المصرية.
هذه البداية الرسمية تمهيد لحدث سياسي بارز، شهد توافدًا كثيفًا من أبناء المحافظة، دعمًا لمرشحي الحزب على المقاعد الفردية وضمن القائمة الوطنية من أجل مصر، وسط حضور واسع من قيادات الحزب وكوادره التنظيمية.
شهد المؤتمر حضور النائب محمد أبو العينين نائب رئيس الحزب ووكيل مجلس النواب، واللواء محمود شعراوي نائب رئيس الحزب إلى جانب كمال الدالي أمين الحزب بالجيزة وأحمد فؤاد أباظة نائب الأمين العام وأحمد رسلان أمين التنظيم ومحمود مسلم أمين الإعلام ومدحت العدل أمين الثقافة والتراث والفنون وعلاء فؤاد أمين الأمانة الفنية ولفيف من القيادات الحزبية والشخصيات العامة، وسط أجواء حماسية عكست الوعي السياسي لأهالي الجيزة وأهمية المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ويستهدف مؤتمر الحزب بالجيزة دعم مرشحيه بالمحافظة، وهم: أحمد الحمامصي وحسام سعيد، مرشحي الحزب ضمن "القائمة الوطنية من أجل مصر"، ومحمود علي عبد الله مرجان، مرشح الحزب على المقعد الفردي.
ويأتي المؤتمر في إطار سلسلة الفعاليات الجماهيرية التي ينظمها الحزب على مستوى الجمهورية، بهدف تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، وتوضيح رؤية الحزب وبرنامجه الانتخابي، والتأكيد على أهمية المشاركة السياسية باعتبارها مسؤولية وطنية تساهم في دعم الدولة المصرية واستكمال مسيرة التنمية.