قال الدكتور على الله الجمال، إمام مسجد السيدة نفيسة، إن مسجد السيدة نفيسة شهد عملية تطوير شاملة، وبدا فى حلته الجديدة استعداداً لاستقبال الزوار من كل حدب وصوب. وأكد «الجمال»، فى حوار لـ«الوطن»، أن آل البيت رمز الجهاد والتضحية والصدق والإخلاص، ونشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاهتمام بمساجدهم.. وإلى نص الحوار:

صف لنا حالة التطوير التى حدثت فى مسجد السيدة نفيسة؟

- مسجد السيدة نفيسة شهد عملية تطوير شاملة، وبدا فى حلته اليوم مستعداً لاستقبال الرواد من كل حدب وصوب، فالشكر كل الشكر للقيادة السياسية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على دعمهما تطوير مساجد آل البيت، التى يأتيها الرواد من كل حدب وصوب ومن بلاد الدنيا كلها، فالمسجد أصبح تحفة معمارية، وتم تطوير المقام بشكل راقٍ.

فى ظل خدمتك لمسجد السيدة نفيسة، ما أكثر النفحات والمواقف التى تلمستها فى رحابه؟

- الخدمة فى مساجد أهل البيت شرف لأى إنسان، ومجرد الوجود شرف لأى إنسان، فهنا نلاحظ تعلق المحبين بستنا السيدة نفيسة، ونرى المحبين المتعلقين بحب آل البيت يأتون من خارج مصر ولم يكن لهم هدف سوى حب آل البيت، وهناك من يتكبّد المشقة والتعب من أجل زيارة أهل البيت.

ما فضائل آل البيت؟

- آل بيت رسول الله رمز الجهاد والتضحية والصدق الإخلاص، والسيدة نفيسة كان لقبها نفيسة العلوم، وسيدنا الحسن كان رمزاً للإيثار عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية، وقد بشر النبى، صلى الله عليه وسلم، بهذا، حين قال فى حق الحسن بن على، رضى الله عنهما: (إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، وبالفعل كان ذلك، فأهل بيت رسول الله كل منهم كان له مشوار، إما فى التضحية أو الصبر أو الكرم، فأهل البيت هم أهل الأخلاق والسنة.

محبة آل البيت باتباع أخلاقهم والتزام آدابهم

وكيف تكون محبة أهل بيت رسول الله؟

- المحبة تكون بالاتباع، أى باتباع أخلاقهم، والتحلى بقيمهم، أما المحبة العاطفية، التى لا يكون فيها التزام بالأدب، فهى لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، إلا كما قال النبى، صلى الله عليه وسلم، عندما سأله بعض الناس، متى الساعة؟، فسكت النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال: ماذا أعددت لها؟، فكان أحد الصحابة ذكياً فى رده، حين قال، ما أعددت لها من شىء إلا أنى أحب الله ورسوله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت، يُحشر المرء مع من يحب»، وهنا أقول إن محبة آل بيت رسول الله من محبته، فربنا سبحانه وتعالى أمرنا بمحبة آل البيت، فى القرآن الكريم «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»، وكذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به، كتاب الله وعترتى أهل بيتى»، فأهل البيت هم الثقل الثانى فى هذا الدين بعد القرآن الكريم، وحُب آل البيت مسألة ليست رفاهية، ولكنها فريضة وركن ركين من أركان هذا الدين، فأهل البيت كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تركها غرق، كما أن أهل البيت نصلى عليهم فى كل صلاة ونقول اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، فاحتفالنا بأهل البيت يكون من باب سيدنا الإمام على، حين قال: «من أحيا أمرنا أحيا الله قلبه»، ونحاول تجديد العهد معهم عن طريق المناسبات مثل الموالد.

وبمَ ترد على من يدّعى أن حب أهل البيت والتصوف من أمور الشرك والبدع؟

- معروف أنه من علامات آخر الزمان أن أهل الباطل يكثرون من اللغو واللهو ضد أهل الحق، وأصبحنا فى زمن كثير فيه من يتحدثون فى غير تخصصاتهم وفنهم، وكان أكبر علماء الأمة عبر العصور من الصوفية، ولم يكن هناك سند من الأسانيد فى القرآن أو الحديث إلا وفيه من الصوفية، ولم يحفظ هذا الحديث إلا الصوفية، ولم يدافع عن حدود المسلمين إلا أكابر المجاهدين من الصوفية، فالصوفية فضلهم لا يحتاج إلى مزايدات أو توضيح، ولكننا ابتلينا فى هذا الزمن ببعض الجهال الذين يحاولون هدم التصوف، وهدم الأزهر، لنشر المناهج المضلّلة التى تبين ضلال من يعتقدها، فنحن نرى الآن الإرهاب والتطرّف، لم يخرج من عباءة التصوف، فلم نرَ منهم أحداً من الصوفية، ولم نجد من الصوفية من حمل السلاح على الناس بالباطل، فتاريخ التصوف هو تاريخ مشرّف، ويعتبر الصفحة البيضاء فى تاريخ المسلمين.

ما المفهوم الحقيقى للتصوف؟

- معنى التصوف هو التخلى عن الرذائل والتحلى بالفضائل، وهو ما يأتى من طريق التخلى عن شهوات النفس، ويتحلى بكل صفة جميلة، الإنسان الذى يسير فى الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون زاهداً فى الدنيا، متحرياً الحلال، هو إنسان يسير فى نهج المتصوفين، فالتصوف ليس ارتداء عباءات أو عمائم، أو حمل المسبحة، ولكنه التزام فى طريق الله سبحانه وتعالى.

تجديد الخطاب الدينى

أرى أن الصوفية الحالية ينبغى عليها أن تتعلم وتتفقه، فالحب ليس كافياً، والأدب ليس كافياً، فهم يحتاجون إلى علم، وكان هناك اقتراح فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بألا يرأس أحد مشيخة طريقة، إلا إن كان فقيهاً، خصوصاً أن الصوفية بالملايين، والاستثمار الصحيح فيهم يتم عن طريق منهج وضوابط صحيحة، فهم أرض خصبة لتجديد الخطاب الدينى، فالأتباع والمريدون يقدّرون كلام شيخهم، لذلك يجب ألا يقتصر المحبون على تقبيل رأس الشيخ أو الإنشاد، أو الالتزام بالصفوف، رغم أنها أشياء جميلة، إلا أننا يجب أن نضيف إليهم لبنة تتضمن العلم والعمل والثقافة، وأن يكونوا أصحاب فكر، فالمسلم الحق صاحب فكر، وعليهم النزول للمقاصد والمشكلات الواقعية، ومعالجة المشكلات المجتمعية، خصوصاً أن الصوفية ما زالوا يتمتعون بسمعة طيبة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيدة نفيسة صلى الله علیه وسلم آل البیت

إقرأ أيضاً:

فعاليات ثقافية في حريب القراميش وبدبدة بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء

الثورة نت /..

نظمت الهيئة النسائية بمديريتي حريب القراميش وبدبدة في محافظة مأرب فعاليات ثقافية ووقفات، بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام – اليوم العالمي للمرأة المسلمة تحت شعار “الزهراء قدوتنا”.

حيث نظمت حرائر حريب القراميش فعاليتين ووقفة في عزلتي شجاع وبني هيسان، واعتبرت الكلمات هذه الذكرى محطة إيمانية تربوية للتذكير بتضحيات الزهراء وصبرها وإيمانها وجهادها، بما يعزّز وعي المجتمع في مواجهة الحرب الناعمة وكافة المشاريع التي تستهدف الهوية الإيمانية تحت عناوين مضللة.

وأكدت الكلمات، أن الاحتفال بميلاد “أم أبيها” فاطمة الزهراء يعد من مظاهر الهوية الإيمانية، ويُجسّد اعتزاز المرأة اليمنية بتعظيم المناسبات المرتبطة برسول الله وآل بيته.

كما أحيت حرائر بدبدة المناسبة بفعالية خطابية أشارت كلماتها إلى أن المرأة اليمنية، وهي تُحيي ذكرى ميلاد البتول التي تمثل الأنموذج القدوة لنساء المسلمين، تجدّد موقفها الثابت في الانتصار لدين الله ومواجهة قوى الاستكبار العالمي التي تحاول استهداف اليمن أرضًا وإنسانًا.

ونوهت إلى تضحيات المرأة اليمنية في معركة الدفاع عن الوطن، ودورها في دعم الجبهات وإسناد المرابطين وتعزيز الصمود الشعبي في مواجهة العدوان والحصار.

مقالات مشابهة

  • فعاليات ثقافية في حريب القراميش وبدبدة بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء
  • نور على نور
  • كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر يوضح
  • المرء على دين خليله.. حسن الصحبة في الإسلام وأهمية اختيار الصديق
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!
  • وزير الخارجية يلتقي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك
  • وفاة صاحبة السمو السيدة دعد بنت شهاب بن فيصل آل سعيد
  • علي جمعة: صلاح القلب مفتاح صلاح العمل وحسن العلاقة مع الله
  • إعلاميات وناشطات في حديث خاص لـ (الأسرة): فاطمة الزهراء.. قدوة المرأة المسلمة في العطاء والتضحية
  • بالدليل العلمي.. أحمد كريمة يحسم الجدل حول ضريح السيدة زينب في القاهرة