هل يتسبب "الثراء السريع" في عزوف "المشاهير" عن استكمال مراحل التعليم
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
الرؤية- أحمد التوبي
أكد عدد من المختصين الاقتصاديين والاجتماعيين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عدد من المشاهير بشكل سلبي، لافتين إلى أن عددا منهم اعتمد على هذه المنصات كمصدر للدخل دون الالتفات إلى تطوير المهارات التعليمية والشخصية.
وتقول حليمة المعنية الباحثة الاجتماعية بوزارة الداخلية، إن عددا كبيرا من المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي يرون عدم جدوى الاستمرار في التعلم وتطوير المهارات الشخصية في ظل حصولهم على مبالغ مالية كبيرة من هذه المنصات، مضيفة: "في مجتمعاتنا يرى عدد من المشاهير عدم جدوى استكمال مراحل التعليم خصوصا الدراسات الجامعية الأولى بمراحلها المختلفة، بسبب الثراء السريع الذي وصلوا إليه- بمحض الصدفة- من وسائل التواصل الاجتماعي، ووصولهم إلى حد الاكتفاء المالي".
وتضيف أن الشهرة والثراء السريع يؤثران على الحياة الاجتماعية سواء على الفرد أو أسرته أو المجتمع المحيط به نظرا لأن وسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى عمل دائم لهم يبذلون من أجله كل أوقاتهم.
من جهته، يوضح سليمان أمبوسعيدي: "هؤلاء الأثرياء الجدد قد يكون التعلم معقدا بالنسبة لهم، وذلك لأنَّ النجاح السريع والشهرة قد يقللان من حافزهم لمواصلة التعليم أو اكتساب مهارات جديدة، لأنهم يعيشون حياة بها رفاهية للاستمتاع بالثروة المالية دون الحاجة إلى القيام بالأعمال الشاقة أو التعلم المكثف، لأن البعض منهم يعتقد أن الثروة والشهرة كافيتان لضمان مستقبلهما، ما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بما يفيدهم من خلال التعلم".
ويبيّن أمبوسعيدي أنه يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية للتعلم واكتساب المهارات وتطويرها، وذلك من خلال المنصات التعليمية والمحتوى التعليمي المتاح على هذه المنصات، حيث يمكن لـ"الأثرياء الجدد" الوصول إلى هذه الموارد التعليمية المتنوعة والمتاحة بسهولة".
ويشدد عبد الله البطراني- ناشط اجتماعي على منصة "يوتيوب"- على ضرورة استكمال مراحل التعليم المختلفة والاستمرار في التعلم وتطوير المهارات الشخصية لأنَّ التعليم طريق يجب أن يسلكه الفقير والغني، لافتا إلى أن المعرفة تساعد الإنسان في تحقيق أهدافه بطرق مناسبة لا تسبب له أي مشاكل أو توقعه في مخالفات.
ويشير الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني، إلى أن الحكومات تقوم بدور تنظيمي فيما يتعلق بالأموال التي يحصل عليها المشاهير من منصات التواصل الاجتماعي، مبينا: "تعمل الحكومات على تنظيم الأنشطة المختلفة عن طريق تشريع قوانين تنظم النشاط الذي يكتسب الفرد من خلاله الأموال، وكذلك شرعنة هذه الأموال، لكن تطوير المهارات والمعارف اللازمة لدى هؤلاء الأشخاص هي مسؤولية الآباء والأمهات لأنهم معنيون بمساعدة أبنائهم على التركيز على التعلم أولا وكذلك حسن التصرف بالأموال التي يكتسبونها من وسائل التواصل الاجتماعي".
وعن التحديات التي تواجه المشاهير، تقول حليمة المعنية الباحثة الاجتماعية بوزارة الداخلية: "بطبيعة الحال نحن ندرك أن ما يهم المشاهير هو تقليد الأشخاص المحيطين بهم للوصول إلى الثراء، وعلى الرغم من أن المشهور قد ينفق أكثر بكثير من قدرته المالية الحقيقية لتحقيق تلك الرفاهية التي قد تزول بشكل مفاجئ أيضاً، إلا أن سهولة الحصول على بطاقات الائتمان والقروض ومنصات التواصل الاجتماعي سهلت الحركات الاستعراضية، وبالتالي تزداد شهيته نحو الاستهلاك مما يجعله يسعى بأن يمتلك أغلى المنتجات بأبهظ الأثمان، كذلك قد يتعرض هؤلاء إلى جملة من الانتقادات اللاذعة نتيجة التفاخر بالتجارب والمقتنيات على منصات التواصل الاجتماعي وأمام المتابعين".
ويسلط خلفان الطوقي- محلل وكاتب اقتصادي- الضوء على المخاطر الاقتصادية التي قد تواجه فئة "الأثرياء الجدد" في حال تراجع شعبيتهم أو تغير خوارزميات منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: "هذه الفئة مهددة ببعض المخاطر، وذلك عند ظهور سلوكيات وتكنولوجيا جديدة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وذلك قد يؤثر على الوظائف التي يمتهنونها في هذه المنصات وعلى شعبيتهم، إذ إن تقنية الذكاء الاصطناعي لها القدرة على تقليد الصوة والصورة لأي شيء موجود في عالمنا الحالي".
يُفيد ناجي البلوشي- خبير اقتصادي- أن "الأثرياء الجدد" يمتهنون الفن مثل أي فنان درامي، كما أنهم يبدعون في توصيل المحتوى، مشيرا إلى أن من يمتلك القدرات الفنية المقنعة للمتلقي سيبقى صامدا ومستمرا كما أنه ليس بالضرورة أن يستثمر ثروته في تطوير مهاراته، ولكل شخص من هذه الفئة مهاراته الشخصية التي يجذب بها المتابعين لدرجة أن بعض المشاهير العمانيين يحصلون من خلال الإعلان الواحد على مبلغ 2000 ريال".
ويضيف: "ينبغي على كل من يُريد الاستمرار في النجاح في منصات التواصل الاجتماعي، أن يواكب التطورات ويواكب تطلعات المتابعين ولا يتمسك بالطرق القديمة، حتى لا يختفي نجمه".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی منصات التواصل الاجتماعی هذه المنصات إلى أن
إقرأ أيضاً:
اتفاقية استراتيجية بين "أبراج لخدمات الطاقة" و"تنمية نفط عمان" لتوفير 6 منصات للحفر البري
مسقط- العُمانية
وقعت شركة أبراج لخدمات الطاقة على اتفاقية استراتيجية مع شركة تنمية نفط عُمان لتوفير 6 منصات للحفر البري في منطقة الامتياز 6، أهم الأصول الاستراتيجية التي تشكّل ركيزة أساسية لقطاع الطاقة في سلطنة عُمان.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات الحفر تدريجيًّا بدءًا من الربع الرابع لعام 2026، حيث تمثل هذه الاتفاقية محطة توسّع مهمة في إطار الشراكة الممتدة بين أبراج وشركة تنمية نفط عُمان، بما يعكس كفاءة أبراج التشغيلية في تقديم حلول حفر تنافسية وآمنة وموثوقا بها وعالية الأداء، تتماشى مع أعلى المعايير الدولية.
وقال هود بن خلفان البراشدي، مدير عام تطوير الأعمال بالإنابة لشركة أبراج لخدمات الطاقة إن التوقيع على الاتفاقية يأتي تأكيدًا على التميز التشغيلي لأبراج والثقة الراسخة التي اكتسبتها الشركة عبر تقديم حلول وخدمات تنافسية لشركائها ذات ثقة وأمان وكفاءة وبأسطولها المتقدم وخبرات كوادرها الفنية المتفردة موضحا أن الشركة توسّع نطاق أعمالها التشغيلية مع شركة تنمية نفط عُمان لتحقيق الأهداف المشتركة، وتأكيد دورها المحوري على تمكين قطاع النفط والطاقة، وتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وفي سياق توسّعها المستمر، وقّعت أبراج أخيرًا على عقد إضافي مع شركة بي.بي عُمان لتقديم خدمات الحفر في منطقة الامتياز 61، بالإضافة إلى حصولها على عقد جديد مع شركة آرا للبترول المحدودة لحفر ثلاث آبار في منطقة الامتياز 44، كما وسعت نطاق أعمالها في حقل الوفرة المشترك بين الكويت والسعودية من خلال التوقيع على عقد لتوفير منصة الحفر الثالثة التي تبلغ قوتها 3000 حصان، في خطوة تعكس استراتيجيتها للتوسّع الإقليمي وتعزّز مكانتها في المشروعات الاستراتيجية لقطاعي النفط والغاز على مستوى المنطقة.
من جانبه، قال المهندس سليمان بن عبدالله السالمي رئيس فريق حفر آبار الغاز بشركة تنمية نفط عُمان، إن العلاقة الاستراتيجية مع شركة أبراج لخدمات الطاقة، أثبتت التزامها المستمر بمعايير الشركة في التشغيل والصحة والسلامة المهنية مشيرا إلى هذه الاتفاقية تمثل تأكيدًا على التزامها وشركة تنمية نفط عمان المشترك بتعزيز قطاعي النفط والطاقة في سلطنة عُمان من خلال حلول متقدمة وآمنة تُسهم في تحقيق الكفاءة التشغيلية والاستدامة.
ومنذ عام 2020، قدّمت أبراج ما يزيد على 850 مليون ريال عُماني في القيمة المحلية المضافة مع تحقيق نسبة تعمين تقارب الـ 93 بالمائة وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط أسهمت عمليات الشركة المرتبطة بشركة تنمية نفط عُمان في توليد 79.1 مليون ريال عُماني من القيمة المحلية، أي ما يعادل 78 بالمائة من إجمالي الإنفاق حيث تُجسّد هذه الأرقام التزام أبراج المتين بدعم الأولويات الوطنية ودورها المحوري في تنمية قطاعي النفط والطاقة في سلطنة عُمان.