الخارجية السودانية: الدعم السريع تواصل مخططها لإحداث مجاعة في البلاد
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
قالت وزارة الخارجية السودانية٬ إن "قوات الدعم السريع، تُواصل مخطّطها الخبيث لإحداث مجاعة في البلاد، وذلك بالتعطيل المتعمد والممنهج للنشاط الزراعي وتدمير البنيات الأساسية للقطاع الزراعي، ونهب الآليات الزراعية والتقاوي ومحصولات الموسمين الشتوي والصيفي".
وأوضحت الخارجية، في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء "سونا": "تواصل مليشيا الجنجويد الإرهابية "الدعم السريع"، بإشراف رعاتها الإقليميين، مخططها الخبيث لإحداث مجاعة في البلاد، وذلك بالتعطيل المتعمد والممنهج للنشاط الزراعي في مناطق إنتاج الغذاء وترويع المزارعين، وتدمير البنيات الأساسية للقطاع الزراعي، ونهب الآليات الزراعية والتقاوي ومحصولات الموسمين الشتوي الصيفي، وإن الهدف النهائي للمخطّط هو إفراغ مناطق الإنتاج من أهلها واستبدالهم بعناصر المليشيا ومرتزقتها الأجانب".
ووفقا للبيان نفسه، فإنه بسبب ما تقوم به مليشيا الدعم السريع تعطّل الإنتاج في أجزاء من مشروع الجزيرة لأول مرة منذ مائة عام، فضلا عن تهديد الموسم الزراعي في ولايتي سنار والنيل الأزرق ومشروع الرهد.
وبحسب وكالة الأنباء "تتحمل الدعم السريع والدول الراعية لها المسؤولية الرئيسية عن اختلاق هذه الأزمة والتخطيط لها"، مضيفة أن "المجتمع الدولي والإقليمي، بضرورة التصدي لمن يقف خلف هذا المخطط الرامي لتجويع وإفقار شعب السودان".
وفي الأحد الماضي، أعلنت شبكة أطباء السودان، أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في ولاية شمال كردفان، راح ضحيتها 23 مدنيا.
وقالت الشبكة، في بيان، إن "قوات الدعم السريع نفّذت مجزرة جديدة ضد مجموعة من المدنيين من قرية فنقوقة بولاية شمال كردفان، حين أطلقت النار على مجموعة من الأشخاص في أثناء توجههم للتسوق، ما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الفور وإصابة آخرين".
وذكر بيان، أصدره نداء الوسط، وهو مبادرة مهتمة برصد الانتهاكات في الولايات الواقعة في وسط السودان، أن قوات الدعم السريع نصبت كمينا لتجار قرية فنقوقة الغربية وبعض القرى الأخرى، الذين كانوا يتوجهون إلى سوق "أم صميمة"، مشيرا إلى أن "الحصيلة الأولية للضحايا بلغت 23 قتيلا ونحو 10 مصابين".
واستنكر البيان نفسه، الذي تداولته وكالات الأنباء: "الجريمة البشعة بحق المدنيين العزل، واعتبرها محاولة من الدعم السريع لتقييد حريات المواطنين ومحاصرتهم دون مبرر، ما يؤكد استمرار انتهاكات الدعم السريع واعتداءاته على المدنيين".
تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع هي مجموعات عسكرية تشكّلت من مليشيا الجنجويد واعترفت بها الدولة رسميا عام 2013، قائدها محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، وقد أوكلت إلى هذه القوّات مهمات مختلفة تتعلق بالقضاء على حركات التمرد في دارفور غربي السودان، وحراسة الحدود، والقضاء على عمليات التهريب.
كما أجازها البرلمان السوداني عام 2017 وعدّها قوة أمنية مستقلة تتبع للقوات المسلحة، وقد شاركت في عملية الخرطوم، التي يرعاها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة غير النظامية، وحرب اليمن ووقفت إلى جانب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، عمر البشير.
وبسبب خلافات بين حميدتي وقائد الجيش ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، محورها دمج هذه القوات في الجيش، اندلعت في منتصف نيسان/ أبريل 2023 اشتباكات مسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش الذي يرى فيها قوات متمردة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودانية الدعم السريع مجاعة الجنجويد محمد حمدان دقلو السودان مجاعة الجنجويد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان
في زمنٍ تتداخل فيه رياح الحرب مع رياح المرض، يتحول السودان إلى ساحةٍ مفتوحة لأزمات مزدوجة تنهش جسد الوطن المتهالك. فبينما تتصاعد المعارك في المدن الكبرى، وتُقصف المستشفيات وتُستهدف الأحياء المدنية، يتفشى وباء الكوليرا كضيف ثقيل في وطن لا يقوى على استضافة الأوبئة.
وفي ظل البنية الصحية المنهارة والدمار الذي طال المرافق الطبية، يجد الأطباء أنفسهم في سباق يائس مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فكيف تسير خارطة انتشار الكوليرا؟ وما أبرز التحديات التي تواجه جهود احتوائه في قلب المعارك؟ هذا التقرير يرصد التفاصيل الدقيقة للوضع الميداني والصحي في السودان، في لحظة مفصلية من تاريخه الحديث.
تشهد ولاية شمال كردفان، وتحديدًا مدينة الأبيض، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت معارك ضارية في محاور مختلفة من إقليم كردفان الكبرى، الذي يضم ولايتي شمال وجنوب كردفان. ووفقًا لمصادر عسكرية ميدانية، فإن قوات الدعم السريع تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية، بعد أن كانت تحت سيطرة الجيش السوداني.
وتُعد مدينة الخوي من أبرز المناطق المتنازع عليها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كمفترق طرق حيوي. غير أن أخطر تطور ميداني وقع في مدينة الأبيض، حيث قصفت قوات الدعم السريع مستشفيين رئيسيين هما مستشفى الضمان والسلاح الطبي، ما أدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية، من بينهم كوادر طبية وعاملون في القطاع الصحي.
كما استخدمت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة لاستهداف منشآت مدنية، من بينها محطة الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة. وأعلنت إدارة مستشفى الضمان تعليق العمل وإغلاق أبواب المستشفى لمدة أسبوعين بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به جراء القصف، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني والصحي.
انتشار وباء الكوليرا وسط انهيار المنظومة الصحيةفي موازاة التصعيد العسكري، يواجه السودان كارثة صحية متفاقمة بسبب تفشي وباء الكوليرا، الذي استشرى في عدة ولايات بشكل يهدد بكارثة إنسانية وصحية كبرى. وبحسب اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، فقد تم تسجيل أكثر من 1540 حالة وفاة خلال ثلاثة أيام فقط في ولاية الخرطوم وأم درمان، في رقم صادم يعكس عمق الأزمة.
وأكد المتحدث باسم اللجنة، الدكتور سيد محمد عبد الله، أن هناك مخاوف جدية من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، خاصة في ظل توقف العمل في نحو 45% من المنشآت الصحية، وتدمير أو تعطل 80% من المستشفيات بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
كما سُجلت 91 حالة إصابة بالكوليرا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، من بينها 10 وفيات مؤكدة، بينما تم نقل 26 حالة إلى مراكز العزل الصحي. وتشير البيانات المتوفرة حتى الآن إلى انتشار المرض في ما لا يقل عن 7 ولايات سودانية، وسط غياب كامل للبنية التحتية الصحية، ونقص شديد في الأدوية والمحاليل الوريدية ومستلزمات العزل.
ويعاني الأطفال بشكل خاص من هذا التفشي، في ظل عدم توفر حملات تطعيم، وتردي خدمات الإصحاح البيئي، وعدم انتظام إمدادات المياه النظيفة.
تحديات الاستجابة المحلية والمناشدات الدوليةتُعد الكوليرا مرضًا يمكن السيطرة عليه نسبيًا في حال توفر نظام صحي فعّال ومياه نظيفة، غير أن الحالة في السودان تختلف تمامًا. فمع غياب السلطة المركزية القادرة على تنسيق الجهود، وتهدم المؤسسات الصحية، وانتشار النزوح الجماعي داخل المدن وخارجها، تبدو محاولات السيطرة على الوباء غير كافية.
وقد ناشدت نقابة أطباء السودان وناشطون في المجال الإنساني المجتمع الدولي للتدخل العاجل، وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، لتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، وتنسيق حملات تطهير المياه، وتوزيع محاليل الإماهة الفموية ومضادات العدوى.
ويُعد توفر مراكز العزل المناسبة وتدريب الكوادر الصحية من أبرز الأولويات، إلى جانب دعم المناطق المتضررة بمولدات كهرباء ووسائل نقل إسعافي، خاصة بعد استهداف محطات الكهرباء والمرافق الحيوية.
وفي خضم صراع دموي طاحن بين قوات متنازعة، ينبثق وباء الكوليرا كعدو خفي لا يقل فتكًا عن الرصاص، متسللًا إلى أزقة المدن وبيوت النازحين ومراكز الإيواء. وبين القصف والعطش، وبين الجوع والمرض، يختنق المواطن السوداني بحلقات متشابكة من المعاناة. إنّ ما يحدث اليوم في السودان ليس مجرد أزمة صحية أو صراع مسلح، بل مأساة وطنية شاملة تستوجب استجابة دولية عاجلة، قبل أن تتحول البلاد إلى مقبرة جماعية للصحة والحياة معًا.