تركيا تسحب جنسيتها من ناشط حقوقي معروف بالدفاع عن قضايا اللاجئين
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
أسقطت السلطات في تركيا الجنسية التركية عن الحقوقي والناشط السوري طه الغازي، المعروف بدفاعه عن قضايا اللاجئين والمهاجرين السوريين الموجودين على الأراضي التركية.
وخلال الأيام الأخيرة تداولت منصات أنباء عن إسقاط الجنسية بالناشط السوري المعروف بتصدره الوسائل الإعلامية ومشاركته مع المنظمات الحقوقية من أجل الدفاع عن حقوق اللاجئين ضد خطاب الكراهية والحملات العنصرية المناهضة لوجودهم.
جاء ذلك في أعقاب أعمال عنف طالت ممتلكات ومنازل اللاجئين السوريين مطلع الشهر الجاري في ولاية قيصري وسط البلاد، واتسعت لاحقا لتشمل العديد من الولايات التركية.
والثلاثاء، أصدر الغازي بيانا عبر حسابه في منصة "فيسبوك"، أكد فيه الأنباء المتداولة عن سحب الجنسية التركية منه، مشيرا إلى أن سيتبع "المسار القضائي وسلطة العدالة والمحكمة من أجل بغية استرداد الجنسية".
وقال إن "قرار إلغاء الجنسية لم يكن متعلقا باللقاءات الإعلامية أو النشاطات الميدانية التي زامنت أو أعقبت أحداث قيصري، إذ أن قرار إلغاء الجنسية كان صادرا بتاريخ 27 من شهر أيار /مايو الماضي".
وأضاف أنه "لم يود نشر خبر إلغاء الجنسية، و ذلك درء لخلق أي بيئة خوف وقلق لدى المجتمع اللاجئ السوري في تركيا، و كون أن المسألة شخصية، لكن قامت بعض الأطراف بنشر الخبر و تداولته كسبق صحفي".
وأوضح أن "الكادر الحقوقي الذي سيتابع القضية في أروقة المحكمة الإدارية أكد أن البت في الأمر قد يستغرق قرابة العام أو أكثر"، مشيرا إلى أنه "طيلة هذه المدة وحتى صدور قرار المحكمة الإدارية سنبقى على ما نحن عليه في موقفنا من متابعة قضايا اللاجئين السوريين والدفاع عن حقوقهم".
ولفت الحقوقي إلى أنه "سيكون ملزما خلال الأيام القادمة بتحديد نشاطي الحركي في متابعة القضايا، ريثما نصل لتفاهم يجيز لي التنقل أو الحركة".
يأتي سحب الجنسية التركية من الغازي بالتزامن مع تصاعد حدة الخطاب المناهض لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، والذي تجلى في أعمال عنف وهجمات مروعة طالت ممتلكات ومنازل اللاجئين خلال الأسبوع الأول من شهر تموز /يوليو الجاري.
وكانت السلطات التركية اعتقلت المئات من المتورطين بأعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في العديد من الولايات، موضحة أن قسم كبير منهم من أصحاب السوابق الجنائية.
كل التضامن مع هذا البطل#طه_الغازي pic.twitter.com/a0yIGAQu51 — ماجد شمعة (@majed899) July 16, 2024 طه الغازي إنسان شهم نبيل، وحقوقي مغوار في زمن سلب الحقوق وإهدار كرامة أهلها. #متضامن_مع_طه_الغازي https://t.co/0U4xiuJzYK — خالد أبو صلاح - Khaled Abu Salah (@kh4syria) July 16, 2024 يتعرض الاستاذ طه الغازي لحملة تشهير من بعض ضعفاء النفوس
عيب شوية حياء
#متضامن_مع_طه_الغازي@TahaElgazi pic.twitter.com/nhHFiiOB3f — خير خير (@hayretinm71) July 16, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا سوريا تركيا اللاجئون السوريون سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین
إقرأ أيضاً:
رئيس مرصد حقوقي للجزيرة نت: إسرائيل تسهّل تهجير كفاءات غزة
غزة- كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عمّا وصفها بـ "تحركات نشطة" لتسهيل مغادرة أفراد ممن لديهم مهارات علمية ومهنية من قطاع غزة، منهم أطباء وصحفيون وأكاديميون وباحثون، بآليات رسمية وغير رسمية، وغالبا وفق إجراءات غير واضحة.
وقال رئيس المرصد الدكتور رامي عبدو للجزيرة نت، إن هذه التحركات تأتي على شكل منح تأشيرات خاصة أو تسهيلات عبور، وترتيبات لتأمين ممرات أو خروج، وبعناوين منح دراسية أو فرص عمل، أو لم شمل وإجلاء عائلات.
وتحدث الناشط الحقوقي الفلسطيني المقيم خارج غزة منذ سنوات عدة عن تركيز هذه التحركات على تسهيل سفر أطباء، وأوضح "تابعنا تواصل جهات (لم يسمّها) مع أطباء في تخصصات دقيقة ويحتاجها القطاع، لتقديم تسهيلات لهم بالسفر ووعود بعقود عمل وغيره".
مخطط ممنهجوأشار كذلك إلى تسهيلات نسبية في سفر الصحفيين، وقال "لو نظرنا لوجدنا أن أغلبية الصحفيين المرموقين والأساسيين في وسائل الإعلام الدولية تمكنوا من مغادرة غزة وأخذ مكانهم آخرون جدد".
وعند التوقف أمام الاستهداف الإسرائيلي المنظم للمنظومة الصحية والمستشفيات وقتل الطواقم الطبية واعتقال المئات منهم، تتضح خطورة تسهيل سفر ما تبقى من طواقم، وتكون المشكلة أكبر عندما يتعلق الأمر بخبراء علاج مصابي الحروب مثل الأوعية الدموية وغيرها، وفقا لرئيس المرصد الحقوقي.
ويضع عبدو تحركات تهجير الكفاءات واستهدافها في عمليات اغتيال مباشرة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة ضمن "مخطط واحد وممنهج"، ويؤكد أن الربط بينهما واضح، فمن جهة "انتهج الاحتلال قتل الكفاءات وقد وثقنا اغتيال نحو 200 من أساتذة الجامعات وعشرات الخبراء في المجالات المختلفة، ومن جهة أخرى يتم تسهيل سفر من نجا".
وهذا يؤشر -وفقا له- إلى سعي إسرائيلي مدعوم من أطراف دولية لإعادة هندسة المجتمع، "فمن ينجو من القتل يهجّر، ويبقى المجتمع هشا بدون نخب مؤثرة قادرة على التغيير وقيادة النضال والتوجيه".
إعلانوحسب توثيق هيئات فلسطينية محلية، فإن قوات الاحتلال قتلت منذ اندلاع الحرب عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 زهاء 1670 من الطواقم الطبية، و257 صحفيا وصحفية، و830 معلما ومعلمة وموظفا في سلك التعليم، إضافة إلى 13 ألفا و500 طالب وطالبة.
طرق غامضةولا يوجد لدى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إحصاء محدد ودقيق لعدد الكفاءات وذوي المهارات العلمية والمهنية التي غادرت غزة، إلا أن عبدو يقدر أن المئات منهم قد غادروا فعلا، لافتا إلى أن " الأمر الخطر أن جزءا كبيرا من ذلك جرى بطرق غامضة وغير واضحة ما يثير الشكوك في الدوافع".
ويعتقد أن تحركات سفر ذوي المهارات والخبرات تدار كسياسة ممنهجة تصب في الاتجاه ذاته الذي تسعى من خلاله إسرائيل إلى تدمير فرص الحياة والعيش والبقاء في القطاع، بتسهيل هجرة من تبقى من العقول، بعد استهداف هذه الفئة بشكل ممنهج خلال حرب الإبادة.
ويرفض رئيس المرصد محاولات وضع تحركات تسهيل السفر في سياق المغادرة الطوعية، ويقول "عندما يدمر الاحتلال سبل العيش وكل مفاصل الحياة تصبح المغادرة قهرية وليست طوعية، وتتحول إلى ممارسة تهجير قسري محرم دوليا".
ويفرّق بين مساعي إجلاء الأفراد ضمن ظروف منظمة لحماية حياتهم أو لتقديم رعاية طبية لهم، و"هذا أمر لا ينافي القانون الدولي، في حين أي سياسات أو مشاريع تؤدي إلى خروج ممنهج للفئات والكفاءات العملية أو للسكان تندرج في سياق التهجير وتخضع لحظر صريح في اتفاقية جنيف".
وتحفّظ على الكشف عن أسماء السفارات والقنصليات "المتورطة" في هذا المخطط، وقال "بغض النظر عن الاسم، فإن ممارسة الأدوار والتحركات والتسهيلات تتم بطريقة انتقائية أو متزامنة مع نهج إسرائيلي لتدمير آفاق الحياة، ووفق سياسات تهدف لتقويض قدرة المجتمع المحلي على الصمود والبقاء، بقتل العقول وتسهيل سفرهم".
مسؤولية الجميعوحسب عبدو، فإن مواقف وسياسات الدول تجاه غزة وتدخلاتها لسفر كفاءات أو حتى مواطنين عاديين ليست واحدة أو متماثلة، فمنها من تتركز تحركاتها على مساعي سفر رعاياها الذين يحملون جنسيتها أو لَمّ شملهم مع عائلاتهم، غير أنه يشير إلى أنها أحيانا تتجاهل هذه الفئة لصالح تسهيل سفر كفاءات في مجالات مختلفة وغالبا يتم ذلك تحت غطاء منح دراسية.
وأكد أن مساعي إفراغ غزة من طاقاتها العلمية والمهنية تنشط في مقابل غياب مبادرات حقيقية وجادة لحماية سكانها، ودعم حقهم في عدم التهجير تماما كحقهم أيضا في حرية الحركة والسفر والتنقل.
وعن جهد المرصد الأورومتوسطي لفضح مخططات التهجير وإفشالها، لفت عبدو إلى سعيهم وحرصهم على تسليط الضوء على ما يجري ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم انطلاقا من التأكيد على أن الحق في السفر والأمان مكفول، مع حماية المواطنين من التهجير القسري بما في ذلك الناجم عن فرض بيئة غير قابلة للحياة.
وشدد على أن المطلوب لتعزيز البقاء مسؤولية الجميع فلسطينيا وإقليميا ودوليا، خاصة مع الواقع المعيشي المعقد والصعب الذي فرضته الحرب، حيث إن القطاع مدمر، ونحو مليوني إنسان نازحون بلا مأوى، والمنخفض الجوي الأخير كشف عمق المأساة.
إعلانويفرض هذا الواقع متطلبات متعددة الأبعاد، بدءا بالحماية والإيواء والإغاثة والصحة وصولا إلى حق تقرير المصير، بما يضمن بقاء الفلسطيني على أرضه، بحسب رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.