فى البداية، أشكر «الوطن» على منحى الفرصة للمشاركة فى هذا الملحق الذى يسلط الضوء على ملف مهم للغاية وهو «الرياضة أخلاق»، لأن الفترة الأخيرة انتشر فيها التعصب وغابت الروح الرياضية بشكل يقلق، وأصبح الجميع مطالباً بالتكاتف والوقوف خلف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للحفاظ على الروح الرياضية ونبذ الأفكار الشاذة.
الروح الرياضية أساسها التنافس الشريف، وعلى الخاسر أن يتقبل الخسارة، كما أن الفائز مطالب أيضاً بالتواضع فى حالة المكسب من أجل إعلاء قيم التعاون وترسيخ «الأخلاق قبل أى شىء» لدى الناشئين، والهدف من ممارسة الرياضة هو الربط بين فئات المجتمع والشعوب ببعض الأسس المتمثلة فى الترابط والسلام وتأكيد العلاقات الطيبة بين الشعوب.
من الضرورى ترسيخ القيم فى الوسط الرياضى، ومنها إرساء ثقافة قبول الهزيمة، باعتبار أنه لا يوجد منتصر أو مهزوم للأبد، ووسائل الإعلام عليها دور كبير فى ذلك، واحنا جيل القيم كانت واضحة فيه، لكن الأمور اختلفت مع الانتشار الإعلامى ووسائل الاتصال، ومن ثم يجب أن يقابل ذلك بزراعة قيم رياضية إيجابية.
وسائل الإعلام عليها دور تربوى فى سبيل إعلاء شأن القيم مرة أخرى، ويجب ترسيخ ثقافة قبول الهزيمة، فمن ينتصر لا ينتصر للأبد، وهكذا المهزوم، ولدينا رصيد كبير نستطيع أن نعمل به، ونركز عليه، وسيقودنا ذلك فى النهاية إلى ترشيد أبنائنا، ودور وسائل الإعلام رئيسى وحاسم فى نقل هذه القيم، كل كلمة تقال يجب أن تكون فى محلها وبمصداقية شديدة حتى لا تزيد المشكلات داخل المنظومة الرياضية.
«مفيش حد بيفوز على طول ولا بيخسر على طول، ومارسوا الرياضة للرياضة للرياضة، محدش يكره حد»، وعلى أى رياضى فى أى لعبة أن يحمل هذا الشعار ويعمل به، خاصة أنه قدوة للجماهير، والتعصب يؤدى إلى مخاطر عديدة على المجتمع، وهناك ضرورة مُلحة لوجود حوار مجتمعى لنبذ التعصب عن طريق نجوم الرياضة بمختلف الأندية، والجماهير تحتاج إلى نوع خاص من التوعية، وأرى أن من أهم أسباب التعصب هو تصريحات المسئولين الذين يقع على عاتقهم دور كبير، بالإضافة إلى عدم وجود الثقافة لدى المشجعين، وأيضاً تعصب الإعلام فى بعض الأحيان، ما ينعكس هذا على الجمهور.
استبعاد شهد سعيد، بطلة الدراجات، من المشاركة فى أولمبياد باريس قرار منطقى وسليم لأن القضية تحولت إلى «قضية رأى عام» بسبب ما حدث منها ضد زميلتها جنة عليوة، وبشكل عام محور «الرياضة أخلاق» مهم جداً، لأن الرياضة أخلاق ويجب نبذ التعصب والكراهية الموجودة لدى البعض وأن تنتهى جميع الأمور بنهاية المسابقة.
«المدرجات ماينفعش تحكم واللى بيدير لازم يمشى من دماغه، لازم يكون دورهم التشجيع فقط»، حب ناديك وتقبل الخسارة والمكسب وكفانا مهاترات ومشاكل، والكثافة السكانية 120 مليوناً ونسبة قليلة تمارس الرياضة وليس هناك وعى بأهمية الرياضة، وأناشد الجيل الصاعد التدريب والوعى والتثقيف والتأكيد على أن الرياضة «مكسب وخسارة»، وشعار «استمتعوا وعيشوا وحبوا بعض» يجب أن يسود خلال الفترة المقبلة، ومن الضرورى الابتعاد عن إساءة بعض الأندية لبعضها البعض، ما يعكس روحاً سلبية، التى بدورها تشحن الجماهير ضد بعضها البعض.
فى النهاية، يؤسفنى عزيزى القارئ التأكيد على أن التعصب أصبح ظاهرة فى الملاعب الرياضية، وأناشد الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن يكون من ضمن خططها «برامج علمية» واستضافة الأساتذة الجامعيين لتوعية الناس والجماهير ورفع مستوى ثقافة المكسب والخسارة، وأعتقد أن كل ذلك سيأتى أيضاً من الدور المهم فى المدارس ودور مدرس التربية الرياضية الذى يجب الاهتمام به أكثر وأكثر وتوسيع قاعدة الرياضة المدرسية والوصول إلى نتائج لصالح الرياضة المصرية خلال الفترة المقبلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية الروح الریاضیة
إقرأ أيضاً:
الاعتداء على القيم الأسرية.. وهذه عقوبة المعتدي بقانون مكافحة جرائم المعلومات
قررت الدائرة الأولى للحقوق والحريات بمحكمة القضاء الإداري، اليوم، تأجيل نظر الدعوى رقم 86698 لسنة 79 قضائية، إلى جلسة 17 يناير المقبل، وذلك لإيداع تقرير بالرأي القانوني فى المطالبة بتجميد ووقف العمل بالنص العقابي الوارد بالمادة (25) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، فيما تضمنه من تجريم الاعتداء على أيٍّ من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري.
وجاء الدعوى أن الهدف إلغاء القرار الإداري السلبي بالامتناع عن إيقاف وتجميد العمل بالنص العقابي محل الطعن، تأسيسًا على مخالفته الصريحة لأحكام الدستور ومبادئ الشرعية الجنائية والحريات العامة، ولغموض عباراته التي تجعل منه شركا قانونيًا يتيح التوسع في الملاحقات الجنائية على نحوٍ يتعارض مع مفهوم الدولة المدنية الحديثة.
وأكد مقيم الدعوى أن المادة المطعون عليها ااستخدمت في ملاحقة فتيات "التيك توك" وصنّاع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يضر بصورة مصر الثقافية والسياحية ويقوّض اقتصادها الرقمي، إذ تُصدّر للعالم انطباعًا عن تضييق الحريات وتراجع الانفتاح الثقافي الذي شكّل أحد عناصر القوة الناعمة المصرية على مدى عقود.
التعدي على القيم الأسرية في المجتمع المصريوطبقا لـ قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات ، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو اخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة ام غير صحيحة.
ونص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه لا تجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه.