سواليف:
2025-12-13@14:33:06 GMT

عبر ودروس

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

#عبر_ودروس د. #هاشم_غرايبه

ربما لن تجد من يماري في أن الهزات الارتدادية للزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى قد عمت العالم كله، بل وطغت أنباؤها على كل ما خلاها من أحداث طيلة الشهور العشرة المنصرمة.
سأحاول أن أرصد فيما يلي أهم التداعيات وأكثرها تأثيرا، مما سينعكس على المجريات القادمة، سواء على مستوى العالم أو مستوى الأمة، وسوف تدرسها المعاهد البحثية، ويستنبط المفكرون والمخططون الاستراتيجيون منها الدروس.


أهم ما تغير من المفاهيم، وانقلب من مقولات كانت رائجة، هو أنه لا قيمة للقوة العسكرية وحدها في تحقيق الغلبة مهما كانت طاغية، وحتى لو عززتها السيطرة الإعلامية والسياسية، ومهما بلغ الفارق في التقدم التقني بين المعتدي والضحية، ما يلغي كل ذلك أن تكون الروح المعنوية للمعتدى عليه عالية، وأن عزيمته صلبة لا تلين، وإرادته بتحدي الظالم لا تكسر.
بالطبع لن يتحقق ذلك بالتربية على حب الوطن بالتعبئة الإعلامية، ولا يمكن تربية الأجيال على الولاء للدولة بترديد التلاميذ الأناشيد المدرسية الصباحية، ولا بنظم الأشعار افتخارا بأمجاد الأجداد، فلن يصمد ذلك ساعة واحدة أمام مشاهدة الإنسان لبيته الذي شقي لبائه يهدم في ثانية أو ابنه يقضي تحت ركامه.
وتجربة اليابانيين خير شاهد على ذلك فلم يكن هنالك شعب يماثلهم ولاء واخلاصا وتضحية من أجل بلادهم، لكنهم فور أن ألقيت عليهم القنبلة النووية رفعوا الراية البيضاء، واستسلموا من غير قيد أو شرط.
ومثلهم كل الشعوب التي قهرت عبر التاريخ، جميعها استسلمت ورضخت لغالبها، إما كليا، أو جزئيا بارتهان سيادتها وان سمح لها بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي.
إذا فما هو المختلف في الحالة التي نحن بصددها، وهي صمود القطاع وكسره إرادة الغرب المتجبر، وإجباره على التفاوض لإنهاء العدوان، بما يحفظ ماء وجهه والانسحاب جارا أذيال الخيبة؟.
مهما حاول المتفذلكون التهرب من الاعتراف بالإجابة الصحيحة فلن يفلحوا، فالسر قطعا هو العقيدة التي يؤمن بها من صمدوا، ويحرصون على التمسك بها أكثر بكثير من تمسك الإنسان بحياته.
وبالطبع هي ليست كأية عقيدة أخرى.
كل العقائد خلافها تنبني على تمجيد الذات والاعتزاز بتاريخ الأمة والتمسك بثقافتها الموروثة، وبالتالي فالمردود المتوقع من وراء الصمود والثبات عليها هو أنها ستحقق الحياة الكريمة حاضراً، وتعد بها للأجيال القادمة، ولكن هذا الوعد ينفع من بقي حيا بعد انجلاء المعركة، وأما من مات فلن تعود عليه تضحيته بعائد، إذ لا يؤمن بحياة بعد الموت، لذا لا ينفعه شيء بعد فقدانه حياته وحتى لو أقيمت له التماثيل.
العقيدة الإيمانية وحدها، يؤمن متبعها بوجود الله والحياة الأخرى، وبالتالي فهو موقن بأن طاعته لخالقه ستحقق له مردودا عظيما في الحياتين، وفوق ذلك لن تذهب تضحيته بحياته وممتلكاته سدى كالكافر أو المشرك، بل سينال أجرا أعظم من متع الحياة الدنيا.
لذلك ستكون معايير الروح المعنوية (وهي التي تصنع الاستبسال والإقدام أو الانهزام)، متفوقة بفارق هائل لصالح من لا يعتبر الموت خسارة تامة، ولن يصمد المعتدي إلا إن كان مطمئنا إلى الأمان التام من الموت: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ” [الحشر:14]، لذلك رأينا جنود العدو يولولون ويتصارخون عند المجابهة، فيما المجاهدون يكبرون فرحين بأن أتيح لهم القتال.
لكن ما عزز صمود المدنيين، ومنع أية حالة من التذمر أو لوم لقياداتهم على ما يلاقونه يوميا من تجويع وتدمير وقتل، ليس خوفهم من بطش السلطة وانتشار عسسها بينهم (كباقي الأنظمة العربية)، بل التوحد بين القيادة والشعب، والمنبني على على توافق الطرفين على اتباع العقيدة، فالمعروف أن كل الشعوب العربية محبة لعقيدتها وملتزمة باتباعها، وليس شعب القطاع فقط، لكن الفارق أن القيادة السياسية عندهم هي الوحيدة من بين كل الأنظمة السياسية العربية المتبعة لها، ولعل هذا هو سر التلاحم بين الشعب وقيادته، فقد أزال كيد العدو الجبال بالقصف الهمجي والقتل الممنهج، لكنه فشل في شق هذا التلاحم، فما كنت تسمع من أحد ندبا ولا تحميل المسؤولية للمقاومة، بل عبارة واحدة: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، والدعاء بأن يتقبل الله فقيده في الجنة.
أهمية هذا الاستخلاص، أنه يبين لنا الطريق الأكيد والوحيد لخلاص الأمة وتحررها.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مسيّرات الموت فوق الأبيض: قتلى وجرحى وتصعيد خطير في كردفان

قُتل وأصيب 12 شخصاً جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع شرقي مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان وسط السودان، في وقت عقدت فيه المحكمة الجنائية الدولية اجتماعاً في لاهاي مع النائب العام السوداني لبحث تطورات الأوضاع في البلاد.

وأفاد مصدران عسكريان للجزيرة بأن طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت، ظهر اليوم السبت، ساحة قريبة من مركز للشرطة في حي طيبة جنوب شرقي مدينة الأبيض، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين.

وأكد المصدران أن الهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة تسعة آخرين، وُصفت حالات بعضهم بالخطرة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش السوداني نفذ قصفاً استهدف مواقع لقوات الدعم السريع في بلدة أم عدارة جنوبي كردفان، ضمن الاشتباكات المتواصلة بين الطرفين.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة أم روابة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، كما أشار إلى أن طائرة مسيّرة تابعة لها استهدفت مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، الأمر الذي أسفر عن تدمير عربة قتالية وإصابة من كانوا على متنها.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث، شمال وغرب وجنوب، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، تسببت في نزوح عشرات الآلاف من السكان خلال الفترة الأخيرة.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان اعتباراً من الشهر المقبل، بسبب نقص حاد في التمويل.

ووصف نائب رئيس البرنامج الوضع في السودان بأنه أسوأ كارثة غذائية في العالم، مشيراً إلى أن نحو 20 مليون سوداني يعانون من سوء التغذية، بينهم ستة ملايين يواجهون خطر المجاعة. وأوضح مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج، روس سميث، أن البرنامج سيخفض حصص الغذاء بنسبة 70% للمناطق التي تعاني المجاعة، وبنسبة 50% للمجتمعات المهددة بالانزلاق إليها، بدءاً من يناير المقبل.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند مسيّرات الموت فوق الأبيض: قتلى وجرحى وتصعيد خطير في كردفان بين الدعم والاحتقان: هل تشعل أسعار البنزين احتجاجات جديدة في إيران؟ طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا الشتاء يفتك بغزة: ارتفاع حصيلة شهداء البرد والمنازل تنهار وسط الحصار أماكن شتوية في الأردن لا بد من تجربتها في موسم الأعياد Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًبريطانيا ترد.. أوروبا قوية وسنبقى خلف أوكرانيا

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الصين تعيد إحياء علامات السيارات الأوروبية القديمة من الموت
  • مسيّرات الموت فوق الأبيض: قتلى وجرحى وتصعيد خطير في كردفان
  • الموت يغيّب النائب غسان سكاف
  • المنخفض الجوي يضاعف محنة النازحين بمخيمات غزة
  • ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
  • الصعيد وطرق الموت
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • صحة غزة: 100 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الموت بردا
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • الموت يفجع المخرج هادي الباجوري