سواليف:
2025-06-01@06:28:21 GMT

عبر ودروس

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

#عبر_ودروس د. #هاشم_غرايبه

ربما لن تجد من يماري في أن الهزات الارتدادية للزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى قد عمت العالم كله، بل وطغت أنباؤها على كل ما خلاها من أحداث طيلة الشهور العشرة المنصرمة.
سأحاول أن أرصد فيما يلي أهم التداعيات وأكثرها تأثيرا، مما سينعكس على المجريات القادمة، سواء على مستوى العالم أو مستوى الأمة، وسوف تدرسها المعاهد البحثية، ويستنبط المفكرون والمخططون الاستراتيجيون منها الدروس.


أهم ما تغير من المفاهيم، وانقلب من مقولات كانت رائجة، هو أنه لا قيمة للقوة العسكرية وحدها في تحقيق الغلبة مهما كانت طاغية، وحتى لو عززتها السيطرة الإعلامية والسياسية، ومهما بلغ الفارق في التقدم التقني بين المعتدي والضحية، ما يلغي كل ذلك أن تكون الروح المعنوية للمعتدى عليه عالية، وأن عزيمته صلبة لا تلين، وإرادته بتحدي الظالم لا تكسر.
بالطبع لن يتحقق ذلك بالتربية على حب الوطن بالتعبئة الإعلامية، ولا يمكن تربية الأجيال على الولاء للدولة بترديد التلاميذ الأناشيد المدرسية الصباحية، ولا بنظم الأشعار افتخارا بأمجاد الأجداد، فلن يصمد ذلك ساعة واحدة أمام مشاهدة الإنسان لبيته الذي شقي لبائه يهدم في ثانية أو ابنه يقضي تحت ركامه.
وتجربة اليابانيين خير شاهد على ذلك فلم يكن هنالك شعب يماثلهم ولاء واخلاصا وتضحية من أجل بلادهم، لكنهم فور أن ألقيت عليهم القنبلة النووية رفعوا الراية البيضاء، واستسلموا من غير قيد أو شرط.
ومثلهم كل الشعوب التي قهرت عبر التاريخ، جميعها استسلمت ورضخت لغالبها، إما كليا، أو جزئيا بارتهان سيادتها وان سمح لها بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي.
إذا فما هو المختلف في الحالة التي نحن بصددها، وهي صمود القطاع وكسره إرادة الغرب المتجبر، وإجباره على التفاوض لإنهاء العدوان، بما يحفظ ماء وجهه والانسحاب جارا أذيال الخيبة؟.
مهما حاول المتفذلكون التهرب من الاعتراف بالإجابة الصحيحة فلن يفلحوا، فالسر قطعا هو العقيدة التي يؤمن بها من صمدوا، ويحرصون على التمسك بها أكثر بكثير من تمسك الإنسان بحياته.
وبالطبع هي ليست كأية عقيدة أخرى.
كل العقائد خلافها تنبني على تمجيد الذات والاعتزاز بتاريخ الأمة والتمسك بثقافتها الموروثة، وبالتالي فالمردود المتوقع من وراء الصمود والثبات عليها هو أنها ستحقق الحياة الكريمة حاضراً، وتعد بها للأجيال القادمة، ولكن هذا الوعد ينفع من بقي حيا بعد انجلاء المعركة، وأما من مات فلن تعود عليه تضحيته بعائد، إذ لا يؤمن بحياة بعد الموت، لذا لا ينفعه شيء بعد فقدانه حياته وحتى لو أقيمت له التماثيل.
العقيدة الإيمانية وحدها، يؤمن متبعها بوجود الله والحياة الأخرى، وبالتالي فهو موقن بأن طاعته لخالقه ستحقق له مردودا عظيما في الحياتين، وفوق ذلك لن تذهب تضحيته بحياته وممتلكاته سدى كالكافر أو المشرك، بل سينال أجرا أعظم من متع الحياة الدنيا.
لذلك ستكون معايير الروح المعنوية (وهي التي تصنع الاستبسال والإقدام أو الانهزام)، متفوقة بفارق هائل لصالح من لا يعتبر الموت خسارة تامة، ولن يصمد المعتدي إلا إن كان مطمئنا إلى الأمان التام من الموت: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ” [الحشر:14]، لذلك رأينا جنود العدو يولولون ويتصارخون عند المجابهة، فيما المجاهدون يكبرون فرحين بأن أتيح لهم القتال.
لكن ما عزز صمود المدنيين، ومنع أية حالة من التذمر أو لوم لقياداتهم على ما يلاقونه يوميا من تجويع وتدمير وقتل، ليس خوفهم من بطش السلطة وانتشار عسسها بينهم (كباقي الأنظمة العربية)، بل التوحد بين القيادة والشعب، والمنبني على على توافق الطرفين على اتباع العقيدة، فالمعروف أن كل الشعوب العربية محبة لعقيدتها وملتزمة باتباعها، وليس شعب القطاع فقط، لكن الفارق أن القيادة السياسية عندهم هي الوحيدة من بين كل الأنظمة السياسية العربية المتبعة لها، ولعل هذا هو سر التلاحم بين الشعب وقيادته، فقد أزال كيد العدو الجبال بالقصف الهمجي والقتل الممنهج، لكنه فشل في شق هذا التلاحم، فما كنت تسمع من أحد ندبا ولا تحميل المسؤولية للمقاومة، بل عبارة واحدة: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، والدعاء بأن يتقبل الله فقيده في الجنة.
أهمية هذا الاستخلاص، أنه يبين لنا الطريق الأكيد والوحيد لخلاص الأمة وتحررها.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مصر.. أم تضرب ابنتها الحامل حتى الموت بسبب شجارها مع زوجها

في جريمة مأساوية هزت محافظة قنا في صعيد مصر، لقيت سيدة شابة حامل مصرعها على يد والدتها، بعدما انهالت الأخيرة عليها بالضرب المبرح، ما أودى بحياتها، وذلك نتيجة رفضها العودة إلى منزل زوجها بعد خلافات زوجية نشبت بينهما.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا إخطاراً من مركز الشرطة يفيد بورود بلاغ عن وفاة سيدة شابة في ظروف غامضة داخل منزل أسرتها بإحدى القرى التابعة لمركز قنا، وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية لموقع الحادث لإجراء التحريات الأولية.

وأظهرت التحريات الأولية أن المجني عليها، البالغة من العمر 19 عاماً، كانت متزوجة حديثاً وحاملاً، لكنها عادت إلى منزل أسرتها بعد نشوب خلافات مع زوجها، ورفضت العودة إليه رغم محاولات عائلتها للصلح، الأمر الذي دفع والدتها لضربها بطريقة وحشية، بحسب تقارير محلية.

 

وجرى نقل جثمان المجني عليها إلى مشرحة مستشفى قنا العام، حيث وُضعت تحت تصرف جهات التحقيق، كما تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.

وباشرت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، حيث استمعت إلى أقوال شهود العيان وأفراد أسرة المجني عليها، وكلفت وحدة المباحث باستكمال التحريات للوقوف على ملابسات الحادث، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأعرب أهالي القرية عن صدمتهم من بشاعة الواقعة، مطالبين بسرعة محاسبة الجاني وتقديمه للعدالة، وأكدوا في تقارير إعلامية أن الخلافات الأسرية مهما بلغت حدتها لا تبرر ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة.

مقالات مشابهة

  • قصة نجاة حاج سوري من الموت قبل نصف ساعة من تنفيذ الإعدام.. فيديو
  • العمليات اليمنية لإسناد غزة (2-2) فعالية التكتيك، ودروس الإنجاز
  • أهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟
  • مصر.. أم تضرب ابنتها الحامل حتى الموت بسبب شجارها مع زوجها
  • نجاة معمرة صينية من الموت بعد قفزها من نافذة الطابق الثالث .. فيديو
  • مصيدة المساعدات: فخ التهجير أو الموت جوعا
  • الموت يفجع المنتجة منى قطب في حفيدها
  • الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
  • الموت يفجع المخرج شادي عبد السلام
  • المشدد 7 سنوات لـ4 محبوسين ضربوا محتجزا حتى الموت بالمعصرة