ما حقيقة العائدون من الموت؟.. شاهد رد علي جمعة بـ7 عجائب
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
لاشك أن استفهام ما حقيقة العائدون من الموت يحير الكثير من الناس، كحال كل ما يتعلق بالموت والروح وأهل القبور، خاصة مع كثرة القصص والروايات عن أولئك العائدون من الموت ، والتي تتناول ما حدث في رحلة الموت القصيرة التي خاضوها قبل عودتهم إلى الحياة مرة أخرى ، ولعل مثل هذه الحكايات وما فيها من الغموض تثير الفضول وتشغل الكثير وهو ما يطرح سؤال ما حقيقة العائدون من الموت أو بصيغة أخرى هل العائدون من الموت حقيقة؟.
قال الدكتور على جمعة ، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن ما حقيقة العائدون من الموت ؟، إن القرآن لا يأبى هذه التصورات المطروحة والتي بدأت في الاشتداد من تجارب روحية ظهرت في أوروبا خاصة في انجلترا في القرن التاسع عشر ، لكنهم انحرفوا فيما يسمى بعد ذلك الروحية الحديثة .
وأوضح “ جمعة ” عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في فيديو له، في إجابة سؤال: ما حقيقة العائدون من الموت؟ ، أنه قد اعترضنا على ذلك - الروحية الحديثة- والتي مؤداها للأسف إنكار اليوم الآخر ، ومؤداها أن الروح تتصل بالبشر وتتحدث معهم، وكان لدينا في مصر كثر اشتغلوا في هذا المعنى وألفوا فيه الكثير من المؤلفات.
وتابع: وكان منهم رؤوف عبيد أستاذ كبير في حقوق عين شمس ( جنائي)، ومنهم أنيس منصور وألف فيها أشياء لطيفة ، وقبله كان فهمي أبو الخير ، الذي كان له مجلة بعنوان " مجلة الروح" ، وقبله كان الشيخ طنطاوي الجوهري أيضًا كان يشتغل بهذا المعنى وكذلك علي عبد الجليل راضي.
ونبه إلى أنه قد رد علماء الإسلام على هؤلاء فقد كانوا مجموعة ضخمة ولها مؤلفات كثيرة موجودة بمجلدات مطول الروح والجسد، و مفصل الروح والجسد وما نحوها ، وقد تناولوا تجارب أوروبية وأمريكية وأيضًا التجاررب التي خاضوها أنفسهم، ومن ضمنها العائدون من الموت، أو ما يراه الميت ، كمن يرى جثته أو دهليز آخره ضوء .
وأشار إلى أن هذا الكلام لم يتم إنكاره ، لأن لدينا في القرآن قصص أن هناك أناس ماتوا وعادوا إلى الحياة ، مثل قصة الرجل الذي أماته الله تعالى مئة عام ثم بعثه الله تعالى وكذلك قصة أهل الكهف ، وإحياء الموتى لسيدنا عيسى - عليه السلام- ، وجاهر بن أبي الدنيا ألف مؤلف كبير بعنوان " من عاش بعد الموت " وجمع الناس التي عاشت ورجعت بعد الموت منهم عذير ويوشع والبقرة في بني إسرائيل .
واستشهد بما قال الله تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الآية 73 من سورة البقرة ، إذن هذه المسأة مذكورة في الكتاب العزيز - القرآن الكريم - وهو كلام الله سبحانه وتعالى بلا شك ومن ثم فهي جائزة الحدوث ، وهي تفسر إن في سورة الكهف بأن في قصة الكهف عندما ضرب الله تعالى على أسماعهم فلم يقل أنه أماتهم .
وأضاف: فقد حدث نوع من أنواع النوم الشبيه بالموت، فلاتزال العلائق موجودة ولكن خفيفة وليست حبال متينة ماسكة الروح مع الجسد ، فممكن أن نتخيل بناء على هذه النصوص كلها ونقارن هؤلاء الناس، وعندما تكلموا أيضًا من الناحية الحيوية ، وقالوا أن هناك فص في الدماغ هو الذي يؤثر في الإنسان عندما يكون في حالة من الفزع الشديد والشعور بقرب النهاية وكذا ، فهو ما يجعله يرى النفق الأسود والضوء الموجود في النهاية.
واستطرد: وهذا النفق له رطوبة وحلزوني فكل هذا فهمي أبو الخير ذكره في الروح وكذلك رؤوف عبيد ومن في أوروبا ، إذن فالكلام كله متشابه ومن ثم يمكن تصديقه وليس خرافة وإنما له تفسير علمي يتعلق بتصور العقل ومدى رهبته من مفارقة الحياة والتشبث بالحياة والخوف من مفارقتها الذي يتم في هذه المرائي.
ولفت إلى أن في هذا تم تأليف الكثير من المؤلفات والأبحاث والكتب، ولا أرى أن هناك شيئا في القرآن يمنع من ذلك خاصة ، ولدينا من عاش بعد الموت في الشريعة مثل قصة الكهف وعذير وقصص أخرى كثيرة ، لا تجعل هذا محرم ولكن أيضًا لا تجعله قضية ، فالجماعة الذي تناولوا الأرواح لم يقفوا عند العائدون من الموت ، وإنما تطرقوا إلى قضايا أخرى قال عنها مشايخنا أنها متعلقة بالجن واستدعاء الأرواح وتحضير الأرواح وتم عمل أفلام هزلية كثيرة.
وشدد على أنه لا ينبغي تعدي مسألة العائدون من الموت والدخول في قصص وروايات ليس لها أساس ، أو عقائد فاسدة بأنه لا يوجد يوم قيامة ووجود تناسخ أرواح، فهذه عقائد فاسدة جدًا والهدف منها التهرب من حقيقة يوم القيامة.
هل العائدون من الموت حقيقةوأفاد بأن علماء الإسلام فريقين، أحدهما يرى أننا كبشر لا نعرف ماهية الروح وأنها من علم الله ولا يعرفه بشر، والفريق الثانى يرى أنه قد نؤتى فهما للروح بتعليم الله سبحانه وتعالى لنا، مشيرًا إلى أن الروح تحوى النفس الناطقة، وهى التى تفرق بين الإنسان والحيوان حيث إنها أداة الإدراك، وأنها محل التكليف والعقاب.
وبين حول فكرة العائدين من الموت وما يقال أن البعض مات ثم عاد وأنه رأى أشياء في حالته هذه كأنه مثلا قد رأى نفسه ميتا ورأى الناس من حوله ورأى ممرا ممتدا، أن هذا مما لا يرفضه القرآن لأنه تحدث عن أشخاص عادوا بعد الموت كأصحاب الكهف وعزير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الله تعالى بعد الموت إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: لا نقرأ السيرة النبوية للبركة فقط.. بل لنحيا بها
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأمة الإسلامية منذ بداياتها لم تكتفِ بمعرفة سطحية عن رسول الله ﷺ، بل أرادت أن تعيش معه، وتحيى سيرته بكل تفاصيلها، لتجعل منه القدوة والأسوة الحسنة في كل شؤون الحياة.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، اليوم الخميس، أن المسلمين لم يكتفوا بمعرفة نسب النبي ﷺ أو قبيلته أو من حوله فقط، كما يفعل المستشرقون أو غير المسلمين، بل أرادوا أن يذهبوا أعمق من ذلك ليجيبوا عن السؤالين الكبيرين: "لماذا؟" و"كيف؟"، وهما مفتاحا اكتشاف الحقائق، قائلًا: "السؤال عن الكيفية والسبب هو الذي يقودنا لفهم أعماق الأحداث، وليس مجرد سردها".
وأضاف أن فكرة توثيق السيرة النبوية ظهرت مبكرًا، وكان من أوائل من فكروا فيها العالم موسى بن عقبة، أحد كبار الثقات، الذي ألّف كتابًا في السيرة لم يصلنا كاملًا، لكن الله أذن أن نرث بعضًا منه، ثم جاء ابن إسحاق فجمع مغازي النبي، وتلاه تلميذه ابن هشام الذي استفاد من كل ما سبقه، وقدم لنا سيرة نبوية شاملة، ربط فيها بين حياة النبي ﷺ وأيام العرب الأولى، لفهم عمق الأحداث لا مجرد ملابساتها.
وأشار د. علي جمعة إلى أن بعض العلماء، مثل السهيدي، لم يكتفوا بقراءة نصوص ابن هشام، بل وقفوا عند كل كلمة، وبحثوا أصولها ومعانيها، وفرقوا بين التمثال والصنم والنُصُب والوثن، مستعينين بعلوم اللغة والتاريخ والحديث، في دلالة على حضارة إسلامية تبني علومها لبنة لبنة، بدقة وصبر.
وفي السياق ذاته، ذكر أن الدكتور صلاح المنجد قد ألّف كتابًا بعنوان "معجم ما أُلِّف في رسول الله ﷺ"، أحصى فيه أكثر من 450 كتابًا عن النبي، كانت مطبوعة قبل 20 عامًا فقط، مشيرًا إلى أن العدد الآن قد يتجاوز 500 عنوان، بخلاف ما لم يصلنا أو فقده الزمن.
وشدد د. علي جمعة على أن علم السيرة لم يكن هدفه فقط معرفة النبي ﷺ أو حتى الإيمان به، بل أن نرتقي لمرحلة "معايشته" كقدوة وأسوة حسنة، قائلاً: "نحن أمة اهتمت برسولها، وجعلت من سيرته علمًا مستقلًا، لا لنقرأه للبركة فقط، بل لنعرف كيف نحيا به، ونفهم به العالم، ونتعامل مع واقعنا كما تعامل هو مع واقعه بكل تعقيداته وتفاصيله".
وأكد على أن قضية توثيق السيرة ستكون محورًا مهمًا للحديث لاحقًا، لكن الأهم الآن هو الفكرة نفسها: كيف نعيش مع رسول الله ﷺ ونجعل سيرته أداة لفهم الحياة والارتقاء بالروح والعقل والواقع.