يبدأ الأفراد منذ مراحل حياتهم الأولى في محاولة إتقان مهامهم التي تبدأ صغيرة ثم تكبر مع اختلاف المراحل العمرية التي يعيشونها ليحققوا النجاح المطلوب في تلك الفترة و الانتقال إلى المهام الأعلى ، وهكذا يستمرون بتحقيق التطور من خلال التعلم و التدرب المستمر و اكتشاف المواهب الذاتيه التي توجههم إلى المستقبل.
ويواجه الفرد في هذه الرحلة -رحلة النجاح تحديدًا-، صعوبات و تحديات تضعه على المحك ،وبفضل المهارات المكتسبة ،يتجاوز كل هذه التحديات ليصل إلى ثمرة النجاح التي ينشدها حصيلة جهوده و تركيزه و تغلبه على العقبات وعدم الاستسلام بعد مراحل الفشل والتي لا بد له المرور بها.
وربما النجاح قد يكون سبباً في الفشل الذريع ، ويعود هذا الفشل إلى ان الفرد بعد نجاحاته المتعددة ،يصبح مغرورًا بما ناله واقعًا في فخ الغرور والتفاخر. عندما يحقق الشخص نجاحًا كبيرًا في حياته، قد يبدأ في الاعتقاد بأنه أفضل من الآخرين وأنه لا يمكن أن يخطئ.
هذا الشعور يمكن أن يؤدي لغرور الشخص وتعاليه على الآخرين، مما يؤثر سلبًا على علاقاته الاجتماعية ويجعله يبتعد عن الناس تاركًا انعاكسًا سلبيًا تجاه نفسه في أذهان الآخرين.
بلا شك أن الغرور بعد النجاح ،قد يؤدي أيضًا إلى فقدان الاتصال بالواقع وعدم القدرة على التقدير لما حققه الشخص بجهد وعمل. قد يجد الشخص نفسه في دائرة مغلقة من الثناء والتحسين المستمر، دون أن يدرك أن النجاح ليس نهاية المطاف وأنه يجب عليه الحفاظ على تواضعه واحترام الآخرين فهذه من مقومات النجاح التي تضمن للفرد استمرارية التميز.
وعلى الفرد الناجح ان لا يسمح للغرور بأن يقبر نجاحه.
وللتغلب على الغرور بعد النجاح، يجب على الشخص أن يتذكر أن النجاح ليس نهاية الطريق، وأنه يجب عليه الاستمرار في العمل بجد وتطوير ذاته. يجب أن يحتفظ الشخص بقدرة الاستماع لآراء الآخرين و نصحهم وإرشادهم والتعلم منهم، وأن يبقى متواضعًا ومتوازنًا في تقدير ذاته.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الجمع بين صلاة الظهر والعصر بسبب العمل؟.. أمين الإفتاء يجيب
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول جمع صلاة الظهر والعصر بسبب الظروف الدراسية أو العملية التي تمنع من أداء الصلاة في وقتها، موضحًا أن هناك تسهيلات في الشريعة الإسلامية تتيح للمسلم جمع الصلاتين في حالات الضرورة.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "إذا كان الشخص في موقف يتعذر عليه فيه أداء الصلاة في وقتها، مثلما يحدث في المحاضرات أو أثناء العمل، فيمكنه جمع الصلاة، وهذا الأمر مستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، من غير عذر مثل السفر أو المرض، وهو ما يسمى 'جمع التأخير."
وأضاف الشيخ عويضة عثمان “إذا كان الشخص في محاضرة أو في عمل مهم ويصعب عليه ترك المكان لأداء الصلاة في وقتها المحدد، فيمكنه أن ينوي جمع الصلاة في وقت لاحق، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص في محاضرة طالت وكان الوقت قد اقترب من العصر، فيجوز له أن ينوي جمع الظهر مع العصر في وقت العصر، وهذه حالة من جمع التأخير”.
وأكد أن "النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لتخفيف الحرج عن أمته، ولتيسير العبادة في الحياة اليومية، فالإسلام لا يكلف المسلم بما لا يطاق، لذلك إذا كان الشخص في حالة يصعب فيها أداء الصلاة في وقتها، يجوز له جمع الصلاتين."
وأشار إلى أن الشخص في هذه الحالة يجب عليه أن ينوي جمع الصلاة قبل أن يخرج وقت صلاة الظهر، ويصلي الظهر والعصر معًا، ولا يكون عليه قصر للصلاة لأنها صلاة مقيم، مشيرًا إلى أن هذا من التيسير الذي شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين في ظروف الحاجة.
وتابع: "إذا فاجأه وقت العصر قبل أن يصلي الظهر، فيصلي الظهر والعصر معًا بدون قصر، حيث أن القصر خاص بالمريض أو المسافر فقط".