هل تسير هاريس على نهج بايدن في سياسة الدعم الأميركي لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أكدت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي -في تصريحاتها- على عدم خروجها عن سياسة الرئيس جو بايدن الداعمة لإسرائيل.
وانتقلت الأنظار إلى هاريس كمرشحة عن الديمقراطيين بعد أن أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي المرتقب في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. وفي حال اختارها الحزب لخلافة بايدن وفازت بالانتخابات، ستصبح هاريس أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
يُذكر أن خطاب هاريس، الذي يدعو بشكل عام إلى إقامة علاقات وطيدة مع إسرائيل، تحول مع تصاعد المجازر الإسرائيلية في غزة، حيث وجهت انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورغم ذلك، أكدت هاريس التزامها بالدفاع عن إسرائيل، مشيرة إلى أهمية تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، حتى في ظل تصاعد الانتقادات الدولية تجاه إسرائيل.
موقف هاريس من غزةأعربت هاريس عن دعمها لحل الدولتين خلال مؤتمر ميونخ الأمني الذي عقد في فبراير/شباط الماضي، وأكدت أن هذا المسار هو الطريق للسلام والأمن لإسرائيل وفلسطين في النظام الدولي.
وفي خطابها في مارس/آذار، ومع زيادة ردود الفعل الدولية تجاه الهجمات الإسرائيلية وتشكيلها ضغوطا على الإدارة الأميركية، لفتت هاريس إلى الوضع الإنساني في غزة مشيرة إلى أن الناس في غزة "يتضورون جوعا" وحثت إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات للقطاع.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" شددت هاريس على أهمية التمييز بين الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي، مؤكدة أن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني يستحقان أن يعيشا بأمان على حد سواء.
أما في تصريحاتها لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، بالتزامن مع استعداد إسرائيل للهجوم على مدينة رفح جنوبي غزة في مايو/أيار الماضي، فقد أشارت هاريس إلى أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ كبيرا.
وأوضحت هاريس أنها اطلعت على الخرائط ورأت أنه لا يوجد مكان للناس للذهاب إليه، مشيرة إلى أن هناك 1.5 مليون شخص في رفح تم توجيههم للذهاب إلى هناك.
وفي أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل/ نيسان الماضي، أكدت هاريس دعم الولايات المتحدة الثابت لأمن إسرائيل، موضحة أن واشنطن تقف إلى جانب إسرائيل ضد هذه الهجمات.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، أطلقت إيران حوالي 350 صاروخا ومُسيرة في أول هجوم مباشر على إسرائيل من أراضيها، وذلك كرد على هجوم صاروخي استهدف سفارة طهران في دمشق مطلع نفس الشهر.
وخلال مقابلة في يونيو/حزيران الماضي، قالت هاريس إن الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد الهجمات على غزة تعكس مدى تعاطف الناس مع الوضع. وعلى الرغم من أنها "ترفض تماما" بعض تعليقات المتظاهرين، إلا أنها تعبر عن فهمها للمشاعر التي دفعتهم للتعبير عن آرائهم.
ومن المتوقع أن تلتقي نائبة الرئيس بايدن هذا الأسبوع نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة.
يُذكر أن هاريس متزوجة من اليهودي دوغ إمهوف الذي قرر بعد دخول زوجته البيت الأبيض ترك مهنة المحاماة والتفرغ لقضية معاداة السامية التي قال إنها آخذة في الارتفاع بالولايات المتحدة، مما زاد تفاعله مع اليهود الأميركيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: من يقف وراء سياسة ترامب الخارجية المعادية لأوروبا؟
قالت صحيفة واشنطن بوست إن إستراتيجية الأمن القومي الأميركية، التي كشف عنها الأسبوع الماضي، تزعم أن الهجرة إلى أوروبا ستؤدي إلى "محو حضاري"، وتساءلت: كيف يمكن صياغة بيان للسياسة الخارجية لرئيس أميركي يقود بحدسه أكثر مما يقود بالمؤسسات؟
وتناولت الصحيفة -في مقال تحليلي بقلم الكاتب أندرو روث- الخلفيات الفكرية والسياسية لإستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، التي أثارت صدمة واسعة لدى الحلفاء الأوروبيين بسبب لغتها الحادة ومضامينها غير المسبوقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"العودة إلى الأرض".. حي سكني للبيض فقط في أركنساس بأميركاlist 2 of 2وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهاديend of listورأى الكاتب أن الوثيقة، التي صيغت إلى حد كبير على يد مايكل أنتون، أحد أبرز منظّري تيار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا)، تصور الهجرة إلى أوروبا باعتبارها تهديدا وجوديا يؤدي إلى "محو حضاري"، وتعيد تعريف أولويات السياسة الخارجية الأميركية بعيدا عن الشراكة التقليدية مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكتب كريستوفر لانداو، نائب وزير الخارجية الذي يقود جهود الترويج لأهداف الإدارة في مجال الهجرة، بعد وقت قصير من صدور الوثيقة: "إما أن تكون الدول الأوروبية الكبرى شركاء لنا في حماية الحضارة الغربية التي ورثناها عنها، أو لا تكون. لكن لا يمكننا التظاهر بالشراكة بينما تسمح تلك الدول لبيروقراطية بروكسل غير المنتخبة وغير الديمقراطية وغير التمثيلية بانتهاج سياسات انتحار حضاري".
طلاق سياسيونبه المقال إلى أن الإستراتيجية الجديدة تمثل قطيعة مع عقود من الإجماع الأميركي الذي اعتبر أوروبا شريكا أساسيا في مواجهة القوى الكبرى مثل روسيا والصين، وهي تحول التركيز من المنافسة الجيوسياسية إلى اعتبار الهجرة الخطر الأكبر على الغرب، مع استعداد واشنطن للتقارب مع قوى أوروبية غير ليبرالية.
إعلانوقد دفع هذا التحول قادة أوروبيين إلى اعتبار التشكيك الأميركي في أوروبا عقيدة رسمية، مما أثار شعورا بأن العلاقة عبر الأطلسي تدخل مرحلة "طلاق سياسي". وقال ماكس بيرغمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "إن الأمر يشبه الطلاق. هم لا يريدون أن ينتهي الزواج. يبحثون عن إشارات تدل على أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بهم، وهذه الوثيقة تأكيد بأن الأمر انتهى".
مضمون الإستراتيجية يعكس بوضوح حدس ترامب السياسي وخطابه الرافض للتعددية الثقافية (…) وهي تبدو أقرب إلى بيان أيديولوجي صاغه مستشاروه لمنح إطار فكري لغرائز الرئيس، أكثر من كونها خطة تنفيذية دقيقة
ويشير الكاتب إلى أن مضمون الإستراتيجية يعكس بوضوح حدس ترامب السياسي وخطابه الرافض للتعددية الثقافية، وهو ما أكده في تصريحات لاحقة هاجم فيها سياسات الهجرة الأوروبية، وبهذا المعنى تبدو الوثيقة أقرب إلى بيان أيديولوجي صاغه مستشاروه لمنح إطار فكري لغرائز الرئيس، أكثر من كونها خطة تنفيذية دقيقة.
ورغم التشكيك في قدرة هذه الإستراتيجية على توجيه السياسات الفعلية -كما يقول الكاتب- تظهر مؤشرات على ترجمة أفكارها عمليا، من خلال توجيه السفارات الأميركية لجمع بيانات عن جرائم المهاجرين، وتشديد الخطاب الرسمي ضد الاتحاد الأوروبي، وإعادة صياغة تقارير حقوق الإنسان بما ينسجم مع رؤية الإدارة.
وخلص الكاتب إلى أن أهمية هذه الإستراتيجية لا تكمن فقط في تأثيرها الفوري، بل في كونها مسودة فكرية لسياسة خارجية محتملة طويلة الأمد لحركة ماغا، قد يتبناها قادة مستقبليون مقربون من ترامب، وهي تعكس تحولا عميقا في النظرة الأميركية إلى أوروبا والعالم، وتكشف عن صراع أوسع حول هوية الولايات المتحدة ودورها الدولي في مرحلة ما بعد الليبرالية.