يمانيون – متابعات
أسقطت معادلةُ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “المطار بالمطار والبنك بالبنك والميناء بالميناء” التوجُّـهاتِ العدائية التي كان يحاولُ العدوّ الأمريكي فرضَها على الشعب اليمني عبر أدواته السعوديّة؛ عقاباً لليمنيين جراءَ مواقفهم المناصرة للقضية الفلسطينية وكأحد أساليب الضغط والتجويع لإضعاف موقف الجمهورية اليمنية الرسمي والشعبي المساند لغزة عسكريًّا وسياسيًّا وشعبيًّا في معركتهم الأُسطورية ضد الكيان المحتلّ ومن خلفه أمريكا والغرب.

أقدم العدوُّ السعوديُّ وبضغط أمريكي على اتِّخاذِ سلسلةٍ من الإجراءات الاقتصادية كعقاب للشعب اليمني على موقفه من ضمنها، إعلان نقل مقرات 6 بنوك تجارية من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن المحتلّة، بالإضافة لإغلاق مطار صنعاء الدولي بشكل كامل، بعد أن كان مفتوحًا إلى الأردن فقط بواقع 6 رحلات في الأسبوع مخصصة لإخراج المَرضى منذُ إعلان الهُدنة قبلَ ما يزيد على العامين.

رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، أعلن عبر حسابه على منصة “إكس” التوصُّلَ لاتّفاقٍ بين اليمن والسعوديّة وبرعاية الأمم المتحدة يُفضِي إلى إلغاء القرارات العدائية ضد البنوك اليمنية والتوقف مستقبلاً عن أية قرارات مماثلة، وكذلك استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة الرحلات إلى 3 يوميًّا، وكذلك فتح خطوط طيران جديدة مباشرة إلى كُلٍّ من الهند ومصر وعقد اجتماعات فنية وإدارية لمناقشة مشاكل طيران اليمنية ومناقشة كافة القضايا الإنسانية والاقتصادية.

وهذه النقاط الأربع جميعاً تأتي في إطار استجابة السعوديّة لمطالب قائد الثورة بالتوقف عن استهداف القطاع الاقتصادي اليمني وخَاصَّة البنوك والمصارف وكذلك التوقف عن عرقلة الرحلات من مطار صنعاء تحت أي عنوان.

معادلة المطار بالمطار:

وكان قائد الثورة قد قال في كلمته، الخميس الماضي، محذرًا النظام السعوديّ: “نحن كشعب يمني ننطلق من قضية عادلة وموقف محق وندرك أن سببَ تورط السعوديّ خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا، وَإذَا كان السعوديُّ مستعدًّا أن يضحِّيَ بمستقبله ويخسرُ الخسائرَ الرهيبة والكبيرة ويفشل خططه الاقتصادية؛ مِن أجلِ الإسرائيلي والأمريكي، فلا جدوى لخطط 2030 ولا لخطط تطوير مطار الرياض ليكونَ من أكبر المطارات في العالم”، في تأكيد على معادلة أن استهداف الاقتصاد اليمني سيقابله رداً تجاه الاقتصاد السعوديّ والبنك بالبنك والمطار بالمطار؛ وهو الأمر الذي ترجمته النقاطُ الأربعُ في مخرجات اتّفاق اليوم.

ورغم محاولاتِ السعوديّ النأي بنفسه عن هذا الاستهداف وإظهار أن هذه القرارات جاءت من قبل مرتزِقة فنادق الرياض “الحكومة المشكلة سعوديًّا” إلا أن المرتزِقةَ أنفسَهم لم يقبلوا بهذا الحديث، فقد شنت قياداتٌ محسوبة على حكومة مرتزِقة الرياض حملة إعلامية بأن قراراتِ التراجع عن الإجراءات التي أقدموا عليها جاءت مطبوخةً ومعدةً جاهزة إلى قيادتهم مع توجيهات سعوديّة لتنفيذها ضمن توجّـه أمريكي لمعاقبة اليمن.

وواجه إعلانُ الاتّفاق استنكاراً كَبيراً من طرف المرتزِقة اليمنيين في الداخل الذين تساءلوا مع من تم التفاوض وكيف جاء هذا الاتّفاق، معتبرين أن حكومة الفنادق لم يكن لها تمثيل أَو علاقة بالموضوع وإنما جاء الإلغاء بإرادَة سعوديّة تماماً كما جاءت القرارات.

وكانت القرارات الأمريكية تمثل خطورةً كبيرةً على الواقع الاقتصادي والإنساني اليمني إلا أن التدخل الحازم والموقف الأخلاقي والصريح والمعلَن لقائد الثورة بأن الشعب اليمني لن يقفَ مكتوفَ الأيدي أمام هذا الاستهداف، اضطر النظام السعوديّ ومن خلفه الأمريكي إلى إعادة النظر وحساب العواقب المتوقعة من المضي قدماً في استهداف الشعب اليمني، والذي اعتبره مراقبون تعامُلًا حكيمًا وسريعًا وحازِمًا من قبل قائد الثورة أفضى إلى إغلاقِ أزمة جديدة ودون الاضطرار إلى عمل عسكري أَو خياراتٍ ميدانية.

واعتبرت الأوساطُ الشعبيّة في مختلف مناطق اليمن الاتّفاق انتصارًا يمنيًّا جديدًا ضد السعوديّة وصفعةً في وجه أمريكا وهدفًا لصالح صنعاء جاء نتيجةَ القيادة الحكيمة والتلاحم والاستجابة الشعبيّة، وينظر اليمنيون بعيونِ الترقب إلى جدية النظام السعوديّ في إخراج بنود الاتّفاق إلى حيز التنفيذ ومعالجة الاختلالات الناجمة عن تلك القرارات وسرعة فتح مطار صنعاء وفق الاتّفاق الجديد ويرون في التزامِ السعوديّة مؤشرًا إيجابيًّا يمكن أن يُفضِيَ إلى التقدم في خارطة طريق حَـلّ مشكلة العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن.

وفي ذات السياق يعتبر أي تنصل أَو مراوغة سعوديّة في التنفيذ بمثابةِ مغامَرةٍ خطيرة قد تُعيدُ التصعيدَ إلى المربع الأول، وبلا شك فَــإنَّ معادلةَ البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء ما تزالُ قائمةً وليس من الصعوبة بمكان اتِّخاذ إجراءات ولو قاسية لحَثِّ النظام السعوديّ على الكَفِّ عن استهداف اليمن اقتصاديًّا وإنسانيًّا.

– صحيفة المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی الشعب الیمنی السعودی ة سعودی ة

إقرأ أيضاً:

“الحج بين السياسة والربح : كيف تحوّل الركن الخامس إلى ورقة نفوذ سعودي ومصدر دخل استراتيجي ؟”

يمانيون / تقرير

تُعد فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، حيث يتوافد ملايين المسلمين من كل بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج. إلا أن موسم الحج، الذي يفترض أن يكون مناسبة روحانية خالصة، أصبح يشهد استغلالًا كبيرًا من قبل المملكة العربية السعودية، التي تحوّل الفريضة إلى مصدر ضخم لتحقيق مكاسب اقتصادية، فضلاً عن توظيفها في أجندات سياسية أثارت انتقادات واسعة.

 

ارتفاع ممنهج في تكلفة الخدمات

تشير دراسة صادرة عن موقع “الاستقلال” إلى أن متوسط تكلفة الحج يتجاوز 8,300 ريال سعودي للحاج الأجنبي، بينما تصل إلى 4,500 ريال للحاج المحلي، حيث تتركز النفقات في الإقامة والنقل والخدمات وترتفع الأسعار بشكل ملحوظ في الفنادق القريبة من الحرمين والتي تسيطر عليها شركات خاصة مقربة من دوائر النفوذ السعودي.

رسوم إضافية وتأشيرات باهظة

أظهرت تقارير إعلامية، منها “الجزيرة نت”، أن السعودية فرضت رسومًا إضافية على تكرار العمرة، بالإضافة إلى رسوم تأشيرات وخدمات إجبارية، مثل التأمين الطبي والتنقلات، مما يضيف عبئًا ماليًا على الحجاج من الدول الفقيرة

احتكار الأسواق والخدمات

بحسب دراسة منشورة في صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن الجهات المنظمة في السعودية تحتكر عبر شركات مختارة كل ما يتعلق بخدمات الحج، من النقل إلى الإعاشة إلى الإرشاد، بما يحرم الشركات الإسلامية المستقلة في الخارج من المشاركة المباشرة في خدمة حجاجها

مشروعات ضخمة تمولها أموال الحجاج

ضمن رؤية السعودية 2030، تهدف الحكومة إلى رفع عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليونًا سنويًا، من خلال مشروعات ضخمة في الحرمين والمرافق المجاورة. وتقدر استثمارات هذه المشروعات بما يتجاوز 150 مليار دولار، بتمويل جزئي من عوائد الحج والعمرة (الجزيرة، 2022)

تشويه للرسالة الدينية

وفقًا لتقارير اقتصادية نُشرت في “سي إن إن بالعربية”، فإن السعودية تحقق من الحج والعمرة نحو 12 مليار دولار سنويًا، ما يعادل 20% من إجمالي الدخل غير النفطي، مما يثير تساؤلات عن مدى توازن التكاليف مع الخدمة المقدمة

ويشير تقرير لـ”هيئة علماء المسلمين” في العراق إلى أن تكثيف الجانب التجاري على حساب الجانب الروحي للحج يسهم في تهميش مقاصد الفريضة، ويحولها إلى تجربة منهكة ماليًا ونفسيًا، خصوصًا للحجاج من البلدان الفقيرة.

التكسب الاقتصادي من موسم الحج

تشير تقارير اقتصادية متعددة إلى أن موسم الحج يولد عوائد مالية ضخمة للسعودية، تصل إلى عشرات المليارات سنويًا عبر رسوم التأشيرات، الإقامة، النقل، والخدمات الأخرى. بحسب دراسة لـ”الاقتصاد الإسلامي”، تقدر عوائد الحج والعمرة بنحو 12 مليار دولار ،مع توجه لزيادة هذه العوائد ضمن رؤية السعودية 2030 المشار اليها

مع ذلك، يشير مراقبون إلى أن ارتفاع الرسوم والتكاليف، خاصة في السكن والنقل، يُثقل كاهل الحجاج، خصوصًا القادمين من دول ذات دخل محدود، ما يثير تساؤلات حول مدى مراعاة الجانب الإنساني والروحي في تنظيم الحج.

طالبت منظمات حقوق الإنسان، مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بإجراء تحقيقات دولية في هذه الممارسات، مع التأكيد على ضرورة احترام حقوق الحجاج وعدم تسييس الشعائر الدينية

كما دعت دول إسلامية كبرى، في مؤتمرات متعددة، إلى إعادة النظر في نظام توزيع الحصص، وتحسين الشفافية، وضمان تكافؤ الفرص بين المسلمين كافة دون تمييز بحسب الجزيرة نت

توزيع الحصص وتأثيره على الحجاج

في الجزائر، أثير جدل حول منح حصص أقل من المتوقع بينما تُعطى دول أخرى حصصًا أكبر رغم اختلافات عدد السكان  وخلال الأزمة الخليجية، حرمت السعودية آلاف القطريين من أداء الحج، وفرضت شروطًا معقدة للسفر عبر خطوط جوية معينة، مما أدى إلى شكاوى من التعقيدات وتأجيل أداء الفريضة

هذه الإجراءات اعتبرها مراقبون استغلالًا سياسيًا للحج، وخرقًا لمبادئ حرية العبادة التي كفلها الإسلام.

ردود الفعل الدولية والمطالبات بمراجعة النظام

دعت دول مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا السعودية إلى تحسين نظام توزيع الحصص، وتوفير فرص متساوية لجميع المسلمين

الحجاج اليمنيون: قيود ومعاملة تمييزية

تواجه اليمن، التي تتعرض لعدوان وحصار مستمر منذ العام 2015، صعوبات متزايدة في إرسال حجاجها إلى مكة. ووفقًا لتقرير نشرته هيومن رايتس ووتش في يوليو 2023، تُفرض قيود استثنائية على الحجاج اليمنيين لا تُطبَّق على حجاج دول أخرى، من بينها:

إجراءات تأشيرات مشددة: تُصدر تأشيرات الحج لليمنيين فقط عبر لجنة عليا للحج مرتبطة بحكومة المرتزقة التابعة لها ، وهي جهة تخضع للتنسيق المباشر مع السلطات السعودية، مما يحصر تمثيل الحجاج في مناطق دون أخرى، وفق تقرير المركز اليمني لحقوق الإنسان (2022).

رسوم إضافية وتكاليف نقل إلزامية: أفادت تقارير محلية نشرتها وكالة الصحافة اليمنية بأن الحجاج اليمنيين مجبرون على استخدام خطوط طيران معينة، بأسعار مضاعفة، ومنعوا من السفر عبر مطارات أقرب لهم جغرافيًا (مثل صنعاء)، مما يضيف أعباء مالية ويزيد من معاناتهم.

تمييز ومعاملة قاسية داخل الأراضي المقدسة: نقلت شهادات لحجاج يمنيين عبر قناة بلقيس (2022) عن تعرّضهم للتفتيش المتكرر والمعاملة المتشددة من قبل السلطات السعودية، مقارنة بحجاج من جنسيات أخرى.

تخفيض حصص الحج لأسباب “أمنية”: بحسب تقرير مؤسسة صدى اليمن، فإن السعودية خفّضت حصة الحجاج اليمنيين في عدة مواسم لأسباب قيل إنها “تتعلق بالوضع الأمني”، رغم استمرار مشاركة حجاج من دول أخرى تشهد ظروفًا مشابهة.

ردود فعل تجاه تسييس الحج

في تقريرها لعام 2023، وصفت هيومن رايتس ووتش سياسات السعودية تجاه الحجاج من بعض الدول بأنها “تسييس لفريضة دينية يجب أن تكون حقًا مكفولًا لجميع المسلمين دون تمييز”، داعية إلى فصل الجوانب السياسية عن أداء الشعائر.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الباحث في شؤون الحريات الدينية عبد الله العجمي إن “السعودية تستخدم الحج أداةً للضغط السياسي، عبر التحكم في حصص الحج لبعض الدول والتمييز في المعاملة، وهو انتهاك صريح لمبدأ المساواة بين المسلمين”.

دعوات لإشراف إسلامي مشترك

مع تزايد الانتقادات، دعت جهات أكاديمية ودينية، من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى إنشاء هيئة إسلامية مشتركة تشرف على تنظيم الحج، تضمن العدالة بين الدول، وتمنع استخدام الفريضة لأغراض سياسية أو مالية.

من جهة أخرى، يُعبّر العديد من العلماء عن رفضهم لتسييس الحج. فقد أكد مفتي الجمهورية المصرية، الدكتور شوقي علام، أن استغلال موسم الحج لتحقيق أهداف سياسية أو إثارة النعرات الطائفية “لا يجوز شرعًا” ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية .

ويرى الكاتب العربي محمود عبد اللطيف أن الحل الأمثل لحماية المقدسات الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة هو تحويلها إلى مناطق محايدة سياسيًا، غير خاضعة للسلطة السعودية، بحيث تُدار من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي أو مؤسسة بديلة تُنشأ بالتوافق بين الدول الإسلامية .

الآثار الناتجة عن هذه الإجراءات اقتصادياً وسياسياً ودينياً

ارتفاع تكلفة أداء الفريضة وتحوُّل الحج إلى “مشروع تجاري” خلق فجوة بين الهدف الديني والأداء الفعلي ألقت بآثارها أيضاً على توتر العلاقات مع بعض الدول العربية والإسلامية نتيجة إصرار المملكة على تحويل الحج إلى ميدان لتصفية الحسابات السياسية.

خاتمة:

في وقت يأمل فيه ملايين المسلمين أن يكون الحج تجربة روحانية تتجاوز الحدود والسياسات، لا تزال الحاجة قائمة لمسألة السياسات التي تمس جوهر هذه الفريضة، خاصة حين تتحول إلى أداة للربح والتمييز على حساب الشعوب الضعيفة والمحرومة.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يؤثر على موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني
  • تداعيات تدمير إسرائيل لمطار صنعاء وآخر طائرات اليمن
  • إسرائيل تُفقد اليمن آخر طائرة مدنية في ضربة موجعة.. تفاصيل
  • “المجاهدين الفلسطينية” تدين بشدة العدوان الصهيوني على مطار صنعاء
  • “حماس”: العدوان الصهيوني على مطار صنعاء محاولة يائسة لثني اليمن عن إسناد غزة
  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • قصة مطار صنعاء.. من بوابة اليمن الرئيسية إلى نافذتها المغلقة (تقرير خاص)
  • “الحج بين السياسة والربح : كيف تحوّل الركن الخامس إلى ورقة نفوذ سعودي ومصدر دخل استراتيجي ؟”