تصعيد الحرب يخدم المفاوضات ام ينهيها؟
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
بعد ايام من خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس، بدأت الاتجاهات العامة للخطاب والاهداف منه تظهر للعلن، اذ من الواضح ان الرجل لا يتجه الى إيقاف الحرب بل يسعى الى الحصول على مزيدٍ من الوقت من اجل الاستفادة من الادارة الاميركية الجديدة التي يتوقع نتنياهو ان يكون الرئيس السابق دونالد ترامب على رأسها، لذلك فإن عودته من واشنطن ستكون مؤشرا فعليا على التصعيد او اقله على استمرار مسار المعارك الحاصلة في المنطقة خلال الاشهر المقبلة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن إستمرار نتنياهو في الحرب العسكرية حتى ضمن النسق الحالي، سيؤدي الى إنفجار تصعيدي كبير، لان حلفاء حماس لن يقبلوا بأن يبقى الضغط على اسرائيل ضمن المستوى الحالي بل سيذهبون الى التصعيد الكبير وزيادة العمليات العسكرية كماً ونوعاً، وعليه فإن جبهة لبنان وجبهة اليمن ستكونان مرشحتين لمزيد من التسخين خلال ايام وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر في اكثر من اسلوب، ان كان عبر استخدام انواع اسلحة جديدة او فتح مسارات لاشتباك من نوع آخر.
وترى المصادر أن تأخير الردّ اليمني لا يرتبط فقط بالتحضيرات اليمنية الميدانية والعسكرية، بل ان صنعاء كانت تنتظر خطاب نتنياهو وزيارته الى واشنطن، لان الامر متصل بالمفاوضات الحاصلة وما اذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلية سيسقط المفاوضات او سيعوّمها، لذا فإن المرجح خلال الآتي من الايام هو فتح باب التصعيد بالتوازي مع انتهاء معركة رفح واقتراب الردّ اليمني الذي قد يكون أكبر من المتوقع، لان المصلحة باتت تقتضي الذهاب في التصعيد بعيداً.
وتشير المصادر إلى أن قيام "حزب الله" بالتصعيد النوعي عبر اطلاق صواريخ مضادة للطائرات الحربية بشكل يومي ولأكثر من مرّة يوحي بأن هناك قرارا قد اتخذ بإسقاط طائرة "أف 16"الاسرائيلية، الامر الذي قد يوصل المعركة في لبنان الى مستويات خطيرة، لان اسقاط اي طائرة حربية اسرائيلية يعتبر خطاً احمر اسرائيلياً لا تسمح تل ابيب بتجاوزه، وعليه فإن الرد سيكون كبيراً وقد يؤدي الى تدحرج يسعى اليه الطرفان هذه المرة، اذ لم يعد نتنياهو وحده الراغب بالتصعيد في مرحلة الانتخابات الاميركية.
وتقول المصادر ان "المحور" لن ينتظر وصول ترامب الى البيت الأبيض لان المبادرة ستصبح حينها بيد نتنياهو بالكامل، لذا فإن الفرصة الفعلية تكمن في ايصال الضغط على اسرائيل الى مرحلة تجعلها غير قادرة على انتظار تسلم الادارة الجديدة في الولايات المتحدة، من هنا سيكون التصعيد ضرورة لوقف الحرب بشكل كامل وسريع، ولا يخدم فقط المفاوضات الحاصلة خلال هذه المرحلة والتي بدأت تأخذ مساراً سلبياً سيظهر في الايام القليلة المقبلة في ظل تصعيد الجبهات المساندة لحراكها واشتباكها العسكري، والذي من المتوقع الا تكون الولايات المتحدة محيّدة عنه..
مرحلة صعبة ستفصل المنطقة عن الانتخابات الرئاسية الاميركية والتي باتت الحرب في غزة والمنطقة تشكل احدى اهم العناوين المؤثرة فيها. اذاً سيكون التصعيد العسكري سمة الايام المقبلة بالتوازي مع محاولات جدية للوصول الى تسوية تحافظ فيها حماس على نقاط قوتها وعلى نفوذها في قطاع غزة، لكن في حال فشلت هذه المحاولات ستكون المنطقة امام احتمالات الانفجار الكبير. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: نتنياهو وترامب تلاعبا بعائلات الأسرى وحماس تريد إنهاء الحرب
تناول الإعلام الإسرائيلي الانهيار المفاجئ لمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث قال محللون إن أجواء التفاؤل التي سادت طيلة الأيام الماضية لم تكن سوى حيلة لتقليل الاحتجاجات وتخفيف الغضب.
فقد أكد مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ14 تامير موراغ، أن تمسك حماس بإنهاء الحرب هو الذي دفع المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف، لإعلان عدم رغبتها في التوصل لاتفاق، وهو ما كرره دونالد ترامب نفسه.
كما قالت محللة الشؤون العربية كيسينيا سبوتلوفا، إن الخرائط التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لإعاقة التفاوض ثم تراجع عنها لم تكن هي سبب فشل المفاوضات، وإنما تمسك حماس بإنهاء الحرب.
أما مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13 موريا وولبيرغ، فقالت إنه "لا مجال حاليا لاستعادة الأسرى العشرين الأحياء إلا من خلال صفقة رغم محاولات إسرائيل الترويج لرواية مخالفة لذلك".
وكان نتنياهو قال عقب سحب فريق التفاوض من الدوحة إنه سيبحث بدائل أخرى لاستعادة الأسرى.
لكن المستشار الإعلامي والإستراتيجي حاييم روبنشتاين، قال إنه لا يعرف ما البدائل التي يتحدث عنها نتنياهو، وإنه يخشى أن التخلي عن حياة هؤلاء الأسرى إلى الأبد هو البديل الذي يفكرون فيه.
بدورها، وجّهت الأسيرة السابقة ليري إلباغ، رسالة توسلت فيها إلى المسؤولين أن يفعلوا ما بوسعهم لإعادة الأسرى أحياء، وقالت إن حياة من عادوا من غزة لن تعود طبيعية أبدا إلا بعودة الموجودين هناك حاليا.
تلاعب بعائلات الأسرى
وقد علَّق داني ميران، هو والد أسير في غزة، على انهيار المفاوضات بقوله "إن التوقعات التي أظهروها لنا خلال وجود وفد التفاوض في قطر منحتنا آمالا هائلة كما لم يحدث من قبل، ثم الآن انهارت دنياي مجددا".
وفي السياق، قال المدير السابق في إذاعة صوت إسرائيل تشيكو منشيه، إن ما حدث هو "تلاعب بعائلات الأسرى عبر البيانات الصحفية والتسريبات والأجواء الدافئة التي بثها نتنياهو بدعم من ترامب"، مضيفا "لا أعرف ما الذي يفكرون فيه، لكن يبدو أن التصريحات السابقة كانت لامتصاص الغضب وتقليل الاحتجاجات، لأن الواقع يقول شيئا آخر".
إعلانوأخيرا، قالت عضوة الكنيست عن حزب العمل إفرات رايتن، "إن هذه الحرب الملعونة تحولت منذ فترة لحرب مصالح حزبية، وهي تكلفنا أرواح الأسرى والجنود والغزيين أيضا"، مؤكدة أن "من لا يتساءل عما يحدث وراء الحدود والجدار (في غزة) فإنه يرتكب جريمة بحق نفسه".