بالقفازات والغناء.. نساء «المطاوعة» في الشرقية يحتفلن بحصاد البامية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
يقفن وسط عيدان البامية، وعلى رؤوسهن قبعات تحميهن من قسوة الشمس على بشرتهن، التى اعتادت على تلك الأشعة، هى شارة البدء فى العمل الموسمى، فتتحرك أصابعهن بخفة ويجمعن الثمار، تقترب وريقات الأزهار من وجوههن المتعبة تزين شكلهن من الخارج وتلامس نفوسهن من الداخل، تبدو كيد حانية ترتب على أكتافهن المثقلة بالمجهود.
مجموعة من النساء والفتيات العاملات الزراعيات اللاتى يحترفن حصد محصول البامية بمختلف القرى، منها قرية المطاوعة بمركز ههيا بالشرقية، يواجهن أشواك البامية التى يقمن بجمعها بقفازات سميكة من القماش، وبالابتسامة والغناء أيضاً، وتبادل الحكاوى، لتمر الساعات ويغادرن بنفوس راضية حامدة وشاكرة استعداداً للعمل اليوم التالى.
نادية تجمع محصول البامية منذ 30 عاما«أصلي الفجر وأجهز الفطار، ومع طلوع الشمس أخرج من البيت وأروح الأرض»، ذلك ما اعتادته «نادية محمد»، التى تعمل بالزراعة منذ نحو 30 عاماً، ولا يمنعها من ممارستها يوماً سوى المرض إذا زارها، وتحكى عن ذلك الروتين: «بدأنا جمع المحصول من بداية شهر مايو اللى فات، وهنستمر حتى شهر سبتمبر، بقينا حافظين مواعيد الزراعة والحصاد وكل شبر فى الأرض زى أسمائنا».
أوقات العمل لحصاد البامية«الشمس السنة دي حامية، ودرجة الحرارة عالية، لكن ربنا اللى بيقوى»، تلك الأحوال الجوية لم تمنع «أمل على» من عملها: «نبدأ العمل فى جمع محصول البامية من الساعة 5 صباحاً وحتى أذان الظهر، ونغادر، وبنروح نجهز الغدا وننضف البيت ونرجع للأرض مع أذان العصر ونكمل شغلنا لمدة ساعتين أو تلاتة».
«لازم نلبس جوانتى وإحنا بنجمع علشان الشوك، بنحاول نحمى نفسنا على قد ما نقدر واليوم بيعدى، وربنا يرزقنا»، تلك طقوس جمع المحصول التى تحكيها «نبوية عبدالله».
«المطاوعة» من أكبر القرى التى تنتج محصول الباميةيعتبر عبدالعظيم شحاتة، رئيس قسم الإرشاد الزراعى فى الإدارة الزراعية بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، أن قرية المطاوعة من أكبر القرى التى تنتج محصول البامية على مستوى المحافظة، وهذا المحصول يعتبر من الزراعات المربحة، خاصة عندما يتم الاعتناء بالأرض والزراعة جيداً، لافتاً إلى أن الإرشاد الزراعى ينظم ندوات توعوية للمزارعين، بالإضافة إلى عمليات الفحص اليومية لاكتشاف أى إصابات والعمل على علاجها فى بدايتها.
وأوضح أن مساحة الأرض المنزرعة بالبامية تبلغ نحو 100 فدان، وهناك قرى أخرى فى مركز ههيا تزرع البامية أيضاً، مشيراً إلى أن البامية يتم زراعتها فى مارس وحتى منتصف أبريل ويبدأ الحصاد بعد نحو 45 يوماً.
البامية من المحاصيل الغذائية المهمةوقال المهندس السيد عبدالخالق، مدير الجمعية الزراعية فى المطاوعة، إن الأهالى يحرصون على زراعة البامية، وهى من المحاصيل الغذائية المهمة، التى يقبل الأهالى على تناولها طوال موسم الصيف وتخزينها لتناولها فى الشتاء، وتدر دخلاً جيداً للمزارعين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرقية الزراعة ههيا حصاد البامية
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
هذه الجملة التى جائت فى أوائل الخمسينيات مع بداية صحوة للشعب المصرى على أمل زهو وطنى – قاده مجموعة شباب ضباط مصر من القوات المسلحة – فجائت الكلمات من شدو أم كلثوم " مصر التى فى خاطري وفى فمى أحبها من كل روح ودم ".
جاءت هذه الأغنية معبره عن شعور كل مصري على أرض مصر أو خارجها – ومازالت مصر التى فى خاطر أم كلثوم – هى مصر التي فى خاطر كل وطنى اليوم – إلا عدد كبير جدًا من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم أو فى " حلمهم " – أصبحنا اليوم شتات من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم نتنازع
و نتصارخ حينما نتناقش أو نتحاور – ونسمى كل مجموعة تصرخ فى وجه بعضها البعض – سواء كانوا على قهوة -أو فيما يسمى ندوة أو حتى على الهواء مباشرة – إنها حالة من الحوار أو النقاش أو الرأى والرأى الأخر – وأصبح كل فريق من الشتات يتربص بالأخر – ولا نعلم ما هو خفى تحت ثيابه – هل هو سكين قاطع أم سلاح قاذف – أم نية خبيثة لنشر الاشاعات
و الإتهامات جزافًا – ومفيش مانع لأن سوق " السمع " رائج هذه الأيام فلا شيىء يشغل بال الكثيرين اليوم إلاأن يسأل أحدهم الأخر – هل سمعت عن فلان أو علان -هل قرأت ماذا كتب ( عدنان أو حزنان ) كل سواء – الكل يتحدث والكل ينقد والكل يشيع ما يراه وحسب هواه – لا محاسبة – ولا تدقيق فى المعلومات – ولا أهمية أساسًا لما يقال "الكذب منه والحقيقى" – ولا يهم أحد أن يصدق ما يقال أو يكذبه فنحن جميعًا نعيش فى سوق "عكاظ" !! حيث لا يفهم أحد ولا هو مطلوب أن نفهم !!
كل هذا يهدم صورة مصر التى كانت فى خاطر أم كلثوم –وخاطرى –وخاطر كل المصريين !
مصر التى تجمعنا مواطنون على أرضها –ونحتمى بالرزق فيها –ونتقاسم الحياة بهنائها –ومرها فى أرجائها –تحتاج منا جميعًا أن نهدأ –وأن نعى –وأن نعمل جميعًا من أجل رفعة هذا المجتمع –مطلوب من المصريين أن ينبذوا الأحقاد –وأن يتخلوا عن مساوىء سلوك البشر وعن الأنانية –وترك الحرام –ونبذ الفساد –والبعد عن مكامن الشبهات –مطلوب من المصريين إدارة وشعب أن يتقوا الله فيما رزقهم وفيما حباهم به من نعمات –مطلوب من المصريين أن نستقوى بديننا "إسلام أو مسيحية " وأن نتبع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم –بأننا أمة متحابة تسعى للخير –وتنشر السلام –وتقضى على الجهل والمرض والفقر بالتعاون والتكافل بين أغنيائنا –وفقرائنا –مطلوب الإخلاص فى أدائنا لأعمالنا –مطلوب أن نضع فى إعتبارنا أن العمر قصير جدًا –وأن الحياة بكل ما فيها من لهو ومن متع –هى زائلة وأن الباقى فى هذه الدنيا هى الأعمال الصالحة والصدقة الجارية –ودعوات الأبناء الصالحين لأهاليهم ولأبائهم –لسنا مؤبدين فى الأرض –ولسنا بخالدين فيها إلا بالذكرى الطيبة –هذه هى أرض مصر التى فى خاطرى وفى خاطر كل مخلص من مواطنيها –لذا أمامنا جهاد عظيم –وهو جهادنا مع أنفسنا لكى نعمل على أن تكون مصر –ليست عالة على أمة أخرى –بمعونات أو منح –ولا يمكن أن نطلب الحسنة ونحن أسياد –فلسنا بأتراك الزمن الغابر "أعطنى حسنة وأنا سيدك"!!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]