قبل أيام نشرت حسابات تابعة لمليشيا الدعم السريع، وبعض القنوات الإخبارية، فيديو قصير – أقل من دقيقة تقريبًا – يظهر قائد التمرد محمد حمدان دقلو محاطاً ببعض جنوده، في تقاطع شارع الجمهورية مع القصر، بوصفه ظهوراً جديداً، ولم يتضمن الفيديو أي حديث مباشر لحميدتي، ليتضح لاحقاً أن المقطع المصوّر قديم، ويعود إلى بداية التمرد في أبريل 2023، وقد أثار ذلك العديد من الأسئلة المهمة، لماذا يريد الدعم السريع إثبات فرضية أن قائدهم حي يرزق، ويدير المعارك الميدانية بنفسه؟

شبح في الغرفة الإلكترونية
تعاني ميليشيا الدعم السريع من مأزق الشكوك المستمرة حول وجود حميدتي على قيد الحياة، أو على الأقل قدرته على الحركة الطبيعية وإدارة المعارك، وليس تلك الشكوك وسط خصومهم فحسب، ولكن بدأت تنمو حتى داخل صفوف قواتهم، وأحياناً يتم قمعها أو التغطية عليها بالأكاذيب، سيما وأن تلك القوات لم تتعود على حبس دقلو وراء الشبكات العنكبوتية، والحسابات الإسفيرية، بل كان دائماً قريباً منهم.

نشاط حسابات حميدتي في الميديا وغيابه عن الميدان بدا لافتاً، لدرجة أن الرجل تحول إلى محض شبح مقيم في غرف التدوين الإلكترونية، وكانت آخر تغريدة له رحب فيها بالدعوة الأمريكية للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار المقترحة في سويسرا 14 أغسطس 2024، وبالرغم من أن تلك الموافقة كانت متوقعة، إلا أن المسارعة بها قبل أن يجف حبر الدعوة كان أمراً مريباً بالفعل، يوحي بأن قائد المليشيا يتصرف بصورة لا إرادية، أو أن هنالك من يتحكم فيه، ويتولى الرد نيابه عنه.

وكان كاميرون هدسون الخبير الأمريكي في الشأن الأفريقي قد سخر من حميدتي قائلاً: “الرجل أضحى كذبه مفضوح” وأردف بأن شركة حميدتي الإعلامية كانت جاهزة برده علي الدعوة الأمريكية، فقامت بنشره فوراً بعد إعلان الدعوة.

وأضاف هيدسون “الحقيقة أن حميدتي مات سياسياً وأخلاقياً، فأضحت هذه التسجيلات التي تحاول ربطه بالأحداث لا قيمة لها”.

الحقيقة المفقودة
ثمة وجهة نظر آخرى لاختبار وجود حميدتي على قيد الحياة وقدرته على التواصل الجسدي مع الآخرين يطرحها الكاتب الصحفي عثمان ميرغني، وتركز على عقد لقاء مباشر بين رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وحميدتي وجهاً لوجه، ومن تفاصيل ذلك اللقاء المفترض نستطيع استخلاص الحقيقة المفقودة.

في سبتمبر 2023 اقترحت منظمة الإيغاد لقاءاً يجمع البرهان وحميدتي على طاولة واحدة في جيبوتي، وكانت الأنظار تترقب انعقاد ذلك اللقاء وسط حالة من الجدل حول إمكانية ظهور قائد المليشيا أمام البرهان عياناً، وقد فاقم ذلك الجدل خطاب الإيغاد، قبل ساعات من اللقاء المرتقب، حين أخطرت الحكومة السودانية باعتذار حميدتي عن حضور اجتماع جيبوتي، لأسباب وصفتها بالفنية، وأكدت للبرهان أن حميدتي غير جاهز للقاء، ليكتفي دقلو بجولة أفريقية محدودة، كان لافتاً فيها التقاط الصور الجامدة.

محاولات إظهار حميدتي عبر مقاطع فيديو قديمة دفعت الخبير في الشأن العسكري عمر أرباب للتعليق بأن هنالك ما استدعى ذلك الظهور أو الإظهار، ورجّح وجود أزمة في صفوف قوات الدعم السريع، وكتب أرباب معلقاً على إعادة نشر فيديو دقلو الآخير في صفحة الصحفي حافظ كبير قائلًا: “يبدو أن هنالك مشكلة في القوات تستوجب ظهور حميدتي في الميدان وليس مجرد الإثبات بأنه حي”، واعتبر أرباب ذلك مؤشر على أن الأمور داخل الدعم السريع تمضي للانحراف، أو ” الانبشاق” حد وصفه الساخر.

دفع مآلات الحرب
بات واضحاً أن الغرض من تسجيلات حميدتي وتدويناته الآخيرة، دون التركيز على وجوده المادي وتفاعله مع أنصاره، هو بقصد دفع الحرب إلى مآلات محددة سلفاً، وتجاهل المزاعم الأولى، والحفاظ على حضوره الدرامي في مسرح الأحداث، مهما يتطلب الأمر، ولذلك أصبح يطل على الشعب السوداني في فيديوهات وأحياناً تسجيلات لا تشبه شخصيته الحقيقية، ولا طريقته في الكلام، لكن هنالك من يعتقد بأن اللجنة الأمنية المعنية بتوفير الحماية لحميدتي تقوم بضرب سياج من السرية حول حياته، وتتخوف من تصفيته، نظراً للمجازر التي ترتكبها قواته، ويتحمل مسؤوليتها الجنائية، أو أن يتحدث الرجل بتلقائيته المعهودة فيميط الستار عن أسرار الحرب التي يتكتمون عليها، ولذلك يتم شحنة كما لو كان:روبوت” في طائرة إماراتية دون ضوضاء، ما بين أبوظبي وأديس أبابا ونيروبي، وهى عواصم داعمة للمليشيا، لكن بعض التسريبات تتحدث أيضاً عن خضوعه لعلاج طويل ومكثف بسبب إصابات متفاوته تعرّض لها في الأيام الأولى للحرب، جعلته شبه عاجز عن ممارسة حياته الطبيعية، أو أنه مصاب بمرض عضال لا يُرجى منه شفاء.

خلافات مكتومة
ليس بعيدًا عن ذلك المؤشر فهنالك خلافات مكتومة داخل صفوف قوات التمرد بسبب بعد حميدتي عن قواته، وهو الذي يجيد التعامل معهم، ما خلق حالة من الصراع بين حواضن التمرد، تحديداً الذين يتحكمون في العمل العسكري وصرف التعليمات، وظهر ذلك جلياً في التراشق الآخير بين جلحة من جهة والمستشار عمران عبد الله والجوفاني من جهة ثانية، وكذلك بين المرتزقة وما تبقى من العناصر القديمة في الدعم السريع، علاوة على الطريقة التي تم بها عزل المستشار السابق يوسف عزت من منصبه في سياق ذلك الصراع المحتدم.

وأشار عزت في تدوينة على منصة اكس إنه هو من طلب إعفاءه من منصبه بعد هيكلة العمل المدني والسياسي للقوات، ونقل مسؤولية إدارتها إلى عبد الرحيم دقلو، إلى جانب أسباب أخرى وعد بكشفها لاحقًا، وكشف عزت عن معلومات مثيرة عن هيكلة تمت بصورة سرية داخل الدعم السريع، قائلًا:”منذ شهر أبريل الماضي، وبعد ورشة عقدت في أوغندا، تمت هيكلة العمل المدني والسياسي ونقل مسؤولية إدارته، تحت مسمى مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع”. وتشير تلك التطورات إلى أن عبد الرحيم أصبح هو الرجل الأول في صفوف الدعم السريع، وذلك بالرغم من أنه شخصية خلافية وعصبية، والشاهد على ذلك ما نقل عنه من تهديده لعزت عبر الهاتف، وظهور نوعية من المستشارين تُعبّر عن توجهات سياسية جديدة للمليشيا.

توجيه الحرب اصطناعياً
هنالك أسباب عديدة جعلت السودانيين يتشككون في أن من يتحدث في تلك التسجيلات، ويظهر أحيانًا في مقاطع فيديو، ليس هو حميدتي في نسخته القديمة، على الأقل، وأن هنالك جهة ما تتلاعب به، وتقوم بتجميع المقاطع والصور عبر برامج الذكاء الاصطناعي لضمان استمرار الحرب، وإمداد الدعم السريع بالقوة المعنوية المطلوبة، لأن مجرد اقتناع الجنود بموت قائدهم سوف يدخلهم في حالة من الانهيار النفسي، ويجعلهم يتوقفون عن القتال، لعدم جدواه، ولذلك تجدهم دائماً يهدون “انتصاراتهم” لحميدتي، ويحاولون الحفاظ على صورته المعنوية، ويعتقدون بصحة كل ما يصدر باسمه، وهذا يدفع الجهات التي تدير الحرب في الخفاء أن تحافظ على الاعتقاد بأن الرجل على قيد الحياة ويقود المعارك بنفسه، حتى وإن لم يظهر في الميدان، أو في مقابلات تلفزيونية مباشرة، ولا يتجول في شوارع الخرطوم التي يزعم أنه يسيطر عليها.

التلاعب بعقول الناس
بعد نحو عام ونصف على الحرب، أصبح كثير من الناس يؤمنون بنظرية المؤامرة، وأنهم يتعاملون مع وقائع غامضة، وأن ما يتم عرضه يحتاج إلى إعادة فحص وقراءة، سيما وأن عدم وجود قيادة مركزية فاعلة يعزز من غياب الرجل، وهو على الأرجح السبب في تفلت تلك القوات وفشل هيئة العمليات في السيطرة عليها، لدرجة أنها أصبحت تسيء لعلاقاتهم الخارجية، إلى جانب موت أبرز قياداتهم الميدانية أمثال علي يعقوب وشيريا والبيشي، وحالات الاستسلام المستمرة في شندي، ومع ذلك لا يبدو أن الجهة المتحكمة في الدعم السريع تأبه لمصير حميدتي، إذ أن كل ما يهمها هو تحويل “الانتصارات” العسكرية إلى مكاسب عملية، تقفز بها إلى أهدافها مباشرة، ما يعني أن قائد التمرد بالنسبة لهم ليس أكثر من مخلب قط، أو بالأحرى رمزية لقيادة مركزية يتحكّمون فيها خلف الكواليس.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع أن هنالک

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟

عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.

ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟

في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.

تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.

تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.

وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.

وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.

وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.

ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.

رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.

ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.

تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.

لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان

مقالات مشابهة

  • احتجاجات حميدتي بصوت خالد عمر!
  • غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر: ظروف إنسانية صعبة وتحديات أمنية جراء القصف المدفعي المستمر من قبل الدعم السريع
  • لماذا يحتاج الطلاب إلى الدعم النفسي في الامتحانات؟ أستاذ علم نفس تربوي يوضح
  • د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر
  • شاهد بالصورة والفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة.. “حميدتي” يرقي جندي بالدعم السريع لرتبة “ملازم أول” على الهواء والجندي يحرجه ويظهر برتبة “نقيب”
  • “نهب ما تبقى من المساعدات”.. الخارجية تدين السلوك البربري لمليشيا الدعم السريع