أخبارنا:
2025-05-31@08:20:33 GMT

ماذا تحقق بعد ربع قرن من حكم الملك محمد السادس؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

ماذا تحقق بعد ربع قرن من حكم الملك محمد السادس؟

بقلم: عبده حقي

مع احتفال المغرب بالذكرى السنوية لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، تقف البلاد باعتزاز وثقة كمنارة للتقدم والقوة الناشئة في كل من المنطقة العربية والقارة الأفريقية. على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، شهد المغرب تحولات كبيرة، كللت بإنجازات مشهود بها في مختلف القطاعات، بما في ذلك حقوق الإنسان ومجال الصناعات والتغطية الصحية والحماية الاجتماعية والرياضية والعلاقات الدولية.

. إلخ

فما هي المعالم البارزة التي تحققت في عهد الملك محمد السادس وما هي الآفاق الواعدة التي ينتظر الشعب المغربي.

بداية لقد كان مجال حقوق الإنسان من أهم مجالات التقدم في عهد الملك محمد السادس. فمنذ توليه الحكم في عام 1999، بادر إلى دعم العديد من الإصلاحات الرامية إلى تعزيز الحريات المدنية والرقي بثقافة حقوق الإنسان بكل مطالبها ومستوياتها وعلى الخصوص إنشاء هيأة الإنصاف والمصالحة .

وفي عام 2004، أقر المغرب مدونة الأسرة، وهي إصلاح رائد على المستويين المغاربي والعربي في مجال قانون الأسرة أدى إلى تجويد حقوق المرأة بشكل كبير. وقد تناول هذا الإطار القانوني قضايا مثل الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والميراث، ومنح المرأة المزيد من الاستقلال والحماية. كما عزز إنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان التزام المغرب بحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا، حيث وفر مؤسسات خاصة كمؤسسة الوسيط لمعالجة المظالم وتعزيز تعليم حقوق الإنسان.

وعلاوة على ذلك، كان الملك محمد السادس من أشد المدافعين عن التسامح الديني والحوار بين الأديان. وقد اعترف دستور عام 2011 صراحة بالطائفة اليهودية باعتبارها جزءاً من النسيج الثقافي المغربي، وهو ما شكل شهادة على المنهج التعددي الذي تنتهجه البلاد. وقد وضعت هذه المبادرات المغرب في مكانة نموذجية للتقدم في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي.

وشهد القطاع الصناعي في المغرب نموًا وتنوعًا ملحوظين تحت قيادة الملك محمد السادس. وكان الهدف من إطلاق خطة تسريع الصناعة في عام 2014 هو تعزيز الإنتاج الصناعي وخلق فرص العمل. وقد ركزت هذه المبادرة الاستراتيجية على قطاعات رئيسية مثل صناعة السيارات والطيران والإلكترونيات والمنسوجات والصناعات الزراعية.

لقد شهدت صناعة السيارات على وجه الخصوص نمواً ملحوظاً، حيث أصبح المغرب مركزاً دوليا لتصنيع المركبات والمركبات الذكية. إن إنشاء مصانع الإنتاج من قبل شركات عالمية عملاقة مثل رونو وبيجو في كل من طنجة والقنيطرة وكازابلانكا لم يعزز الناتج الصناعي فحسب، بل خلق أيضاً آلاف الوظائف. كما عزز ميناء طنجة المتوسط، وهو أحد أكبر الموانئ في أفريقيا، من مكانة المغرب كمركز لوجستي وتجاري بالغ الأهمية.

وبالإضافة إلى النمو الصناعي، استثمر المغرب أيضاً في الطاقات المتجددة. ويجسد مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية، أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، التزام المغرب بالتنمية المستدامة الصديقة للبيئة . ومن خلال الاستفادة من مزاياه الجغرافية والاستثمار في التقنيات الخضراء، يهدف المغرب إلى تقليل اعتماده على الوقود الأحفوري وترسيخ مكانته كقائد في مجال الطاقة المتجددة.

كما شهد عهد الملك محمد السادس اهتمامات كبيرة في قطاع الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية. وكان إطلاق خطة المساعدة الطبية راميد (RAMED) في عام 2012 بمثابة خطوة مهمة نحو التغطية الصحية الشاملة حيث يوفر نظام المساعدة الطبية إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية للفئات الهشة ذات الدخل المنخفض والفئات الضعيفة، مما يضمن أن تكون خدمات الرعاية الصحية أكثر شمولاً وإنصافًا.

وكان توسيع البنية الأساسية للرعاية الصحية نقطة محورية أخرى. فقد تم بناء أو ترقية العديد من المستشفيات والمرافق الطبية، وخاصة في المناطق القروية. ولم يؤد هذا إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية فحسب، بل أدى أيضًا إلى تعزيز الجودة الشاملة للخدمات الطبية في البلاد.

وفي مجال الحماية الاجتماعية، تبرز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتهدف هذه المبادرة المتفردة على المستويين العربي والإيفريقي ، التي أطلقها الملك في عام 2005، إلى مكافحة الفقر والحد من الفوارق الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة. ومن خلال برامج ومشاريع مختلفة، أثرت المبادرة بشكل إيجابي على ملايين المغاربة، حيث وفرت لهم ظروف معيشية وفرصًا اقتصادية أفضل.

كما تصادف الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتولي الملك محمد السادس العرش، حيث شهد عهده مقترحات جوهرية وشجاعة للحكم الذاتي في المناطق الصحراوية، بهدف حل النزاع الطويل الأمد عبر مقترح الحكم الذاتي. وتتوافق هذه المبادرة مع استراتيجيات التنمية الإقليمية الأوسع نطاقًا، مع التركيز على النمو الاقتصادي وتوسيع البنية التحتية من مدينة كلميم بوابة الصحراء حتى معبر الكركرات الحدودي مع مويتانيا . ومن بين هذه المبادرات الاستثمارات الكبيرة في الصحراء، وخاصة في تعزيز شبكة الطرق. وقد أدى ذلك إلى تحسين الاتصالات، وتعزيز التجارة والتنقل . بالإضافة إلى ذلك، شهدت صناعة صيد الأسماك البحرية دفعة قوية، مما ساهم في الاقتصادات المحلية وخلق فرص العمل لسكان الصحراء. كما كان التعليم الأكاديمي العالي محورًا أساسيا ، مع خلق مؤسسات جديدة تهدف إلى تزويد الشباب بالمهارات والكفاءات المهنية اللازمة لقوة عاملة حديثة. وتؤكد هذه الجهود على منهج شامل للاستقرار الإقليمي والتنمية، مما يعكس رؤية الملك للمغرب المزدهر والموحد.

أيضا في عهد الملك محمد السادس، انتهج المغرب سياسة خارجية حازمة واستراتيجية، فقد عزز علاقاته السياسية وروابطه الدبلوماسية عبر خمس قارات. وقد شكلت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2017 علامة فارقة في سياسته الخارجية. وأشارت هذه الخطوة إلى التزام المغرب بالتكامل والتعاون الإقليميين، مما سمح له بلعب دور أكثر نشاطًا في معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والتنموية الأفريقية.

كما نجح المغرب في ترسيخ مكانته كلاعب رئيسي في التعاون بين بلدان الجنوب، من خلال تعزيز الشراكات مع العديد من البلدان الأفريقية. ومن خلال مبادرات مثل الشراكة بين المغرب وأفريقيا، انخرطت البلاد في مشاريع تنموية مختلفة، بما في ذلك تطوير البنية الأساسية والزراعية والاتصالات والتعليم. ولم تعمل هذه الجهود على تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل عززت أيضاً نفوذ المغرب في تخوم القارة.

وفي المنطقة العربية، حافظ المغرب على علاقات قوية مع دول الخليج وكان من أشد المدافعين عن السلام والاستقرار. ويؤكد دور المغرب في التوسط في حل النزاعات وتعزيز الحوار، وخاصة في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على التزامه بالاستقرار الإقليمي.

إن النشاط الدبلوماسي المغربي يمتد إلى ما هو أبعد من أفريقيا والعالم العربي. فقد أقامت البلاد شراكات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعديد من الدول الآسيوية وخصوصا كوريا الجنوبية واليابان الصين. وقد سهلت هذه العلاقات التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي، الأمر الذي أدى إلى زيادة اندماج المغرب في اقتصادات شرق آسيا وتنوع اقتصاده العالمي.

وبينما يتطلع المغرب إلى المستقبل تحت قيادة الملك محمد السادس، فإن هناك عدة عوامل تساهم في تعزيز آفاقه الواعدة. فالموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد، إلى جانب استثماراته الضخمة في البنية الأساسية والخدمات اللوجستية، يجعله بمثابة بوابة حيوية بين أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. ومن المرجح أن تجتذب هذه الميزة الاستراتيجية المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزز دور المغرب في التجارة العالمية.

إن الذكرى السنوية الفضية لاعتلاء الملك محمد السادس العرش تشكل علامة فارقة في مسيرة المغرب نحو التحول إلى قوة ناشئة وناعمة في المنطقة العربية والقارة الأفريقية. إن إنجازات البلاد في مجال حقوق الإنسان والصناعات والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والدبلوماسية هي شهادة على القيادة النيرة والمتبصرة للملك محمد السادس. ومع استمرار المغرب في البناء على هذه الإنجازات، فإنه يقف على أهبة الاستعداد لمستقبل واعد، يتميز بالتنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والنفوذ العالمي المعزز.

 

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: عهد الملک محمد السادس الرعایة الصحیة حقوق الإنسان المغرب فی من خلال فی مجال فی عام

إقرأ أيضاً:

لطيفة بنت محمد: نحتاج إلى إعلام بعمق ثقافي يعيد الإنسان إلى الواجهة

دبي: «الخليج»

شهدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، التي عقدت برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونظمها «نادي دبي للصحافة».

ألقت سموّها كلمةً مهمة تطرّقت فيها للحديث عن دور الإعلام في عصر الخوارزميّات. مشيرةً إلى أننا نعيش في مرحلةٍ فارقة، يتقاطع فيها الإعلام مع التحوّل الرقمي، وتتبدل فيها قواعد التأثير والتواصل، وتتغيّر فيها أدوار المؤسسات والأفراد، وهو ما يستدعي وقفة تأمل، وطرح أسئلة جوهرية تتمحور حول ماهية الإعلام الذي نريده، ودور المؤثر الحقيقي، وكيفية حماية مجتمعاتنا من الفوضى الرقمية دون أن يؤدي ذلك إلى عزلها عن التطور.

أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن «الخوارزميات والذكاء الاصطناعي ما هي إلا أدوات صنعناها نحن، ونمتلك مفاتيحها، ويجب أن ننظر إليها على أنها فرص حقيقية لصناعة المستقبل، وعلينا أن نتعامل معها بالوعي المسؤول الذي نمتلكه، فنحن أصحاب العقول، ونحن المبتكرون، ونحن من يحدد الهدف ويوجه المسار، وقد حان الوقت لنستعيد زمام الأمور لنكون نحن من يقودها لا العكس، فقدرتنا على التوجيه تستند إلى المعرفة والإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه المستقبل.

عالم متغيّر

ولفتت سموّها إلى أن «عالمنا الذي نعيشه اليوم عالم متغيّر لم تعد ترسمه الجغرافيا ولا تحدُّه الحدود بين الدول، بل تصنعه الخوارزميات التي أصبحت تنسق تفاعلنا مع المحتوى، وتأخذنا لعوالم جديدة لكل منها هويّته وأفكاره وروحه، ما أثمر تشكّل المجتمعات الرقمية التي لا تُقاس فيها الهُوية بالمكان أو الجنسية، بل بالفكرة والانتماء والاهتمامات والانطباعات المشتركة، لتتحوّل إلى مساحات للنقاش والمشاركة والبوح والتأثير، تمنح الفرصة للإنسان لأن يكون مرئياً ومسموعاً بعد أن كان مُهمّشاً في واقعه، حيث تجاوزنا اليوم عصر الإعلام المركزي، ودخلنا عصر المحتوى غير المركزي الذي تتعدد فيه المصادر وتتناثر فيه الحقائق، ليصبح بإمكان كل فرد أن يكون «وسيلة إعلامية» قائمة بذاتها».

واقع مواز

وأشارت سموّها إلى أن المجتمعات الرقمية أصبحت واقعاً موازياً يُزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية، وتكوين العلاقات، وصناعة القرار. وشاركت بعض الأرقام كشفت بها طبيعة الواقع الذي نعيشه اليوم، فهناك ملايين المجتمعات الرقمية المصغّرة التي تتشّكل وتتنامى على مئات منصات التواصل النشطة في جميع أنحاء العالم، في حين يُقدَّر عدد سكان العالم في 2025 بنحو 8 مليارات، وهناك نحو 5 مليارات هوية تعكس عدد المستخدمين النشطين لمواقع التواصل، أي ما يمثل 64.7% من سكان العالم.

وذكرت سموّها أن العام الماضي فقط شهد زيادة 241 مليون مستخدم، أي نحو 660 ألفاً جديداً يومياً، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على أننا لا نشهد مرحلة تطورٍ تكنولوجيٍّ فحسب، بل تحوُّل جذري يعيد تشكيل علاقتنا بأنفسنا، وبالعالم من حولنا.

منظور جديد

وعرضت سموّها بعض الأمثلة التي تؤكد أن المجتمعات الرقمية ليست مجرد مجموعات، بل ثقافات وعوالم تتكوّن لتفتح آفاقاً للتواصل والولاء تتجاوز ما كان مألوفاً.

وقالت: أخاطبكم اليوم بكوني فرداً من المجتمع، وعضواً في هذه المجتمعات الرقمية التي أعادت رسم خريطة العالم بمنظورها الجديد، المنظور القائم على التواصل العالمي، فشابٌّ في الإمارات يشارك الآن خبراته في «الأنمي» مع مجموعة في اليابان.. وآخر في هولندا يشعر باتصال مع لاعبه المفضل في البرازيل، أكثر من جيرانه في الحي.. وآخر في إحدى البلدان يعرض تجربته مع التنمّر، ويتأثر بها متابعوه في مصر ولبنان وأستراليا، أو غيرها من الدول، جميعهم متصلون عبر شبكة عالمية تتخطى الحدود والقارات، حيث يجدون في هذا الانتماء الجديد معنى أعمق وربما أكثر صدقاً من ارتباطهم بالمكان الجغرافي الذي يعيشون فيه.

تشكيل الوعي

ولفتت سموّها إلى أن المؤثرين أسهموا اليوم في تشكيل الوعي العام، وأصبحوا جزءاً من الذاكرة الثقافية لعصرنا بفضل قدرتهم على الوصول المباشر والسريع إلى الجماهير، حيث باتوا ينافسون وسائل الإعلام التقليدية في التأثير في الرأي العام.

ووسط كل هذه التحوّلات، طالبت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، بإعادة التفكير في دور الإعلام وعلاقته مع الإنسان، متسائلةً «كيف سيخاطب الإعلام ملايين المجتمعات الرقمية الصغيرة؟ وكيف يمكنه فهم الهويّات الجديدة التي تشكّلها الخوارزميات والتفاعل والتواصل معها؟»، مشدّدةً على أهمية دور الإعلام مرشداً، ومسؤوليته الأخلاقية والمهنية المتمثلة في التحقق من المعلومات، وكشف الأخبار المضللة، وتقديم محتوى موثوق مبني على الحقائق والشمولية رغم سيطرة التكنولوجيا. وخاطبت سموّها المؤسسات الإعلامية، قائلة: «الإعلام غير مطالب بأن ينافس المؤثرين في صراع «الترند»، بل نريده أن يرسّخ المعنى، يعيد بناء الثقة، ويقدّم سرداً إنسانياً عميقاً، وسط سيل المحتوى السريع والمختَزل. نحتاج في هذه المرحلة إلى إعلامٍ لا يركز على مواكبة التحوّل الرقمي فحسب، بل قيادة صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني».

وفي خطوةٍ إيجابية وسعيٍ جاد لترك بصمةٍ رقمية تعبّر عن روح هذا اللقاء، أطلقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، خلال الجلسة وسماً جديداً بعنوان: «محتواك أثرك»، وقالت عنه: هذا الوسم سيكون حلقة الوصل التي تربطنا ببعضنا أينما كنّا، وسينعكس فيه وعينا وقيمنا ومبادئنا، وستتجسّد عبره تطلعاتنا نحو المحتوى الذي نطمح إليه، ليكون النتاج رصيداً غنياً من المضامين الهادفة التي نفخر بها.

تعزيز التفاهم

أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد ضرورة أن يصافح الإعلام العصر الرقمي من جهة، ويحافظ على أصالة القيم من جهة أخرى. كما يتوجّب عليه أن يفسر الحقائق ويترجم المفاهيم، ليعزز التفاهم والقيم الإنسانية المشتركة، لا تأجيج الانقسامات، وبهذا يستعيد مكانته راوياً واعياً مسؤولاً يمتاز بالنزاهة والأصالة والانفتاح.

ودعت الجمهور للنظر إلى المجتمعات الرقمية فرصاً لبناء الجسور وتبادل المعرفة وصناعة محتوى هادف، لا تهديداً.

مؤكدة أننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى نشر رسائل الأمل والخير والإيجابية، وهذا ما ينبغي على وسائل الإعلام عمله، أن تكون مناراتٍ للإلهام، وصوتاً للأمل، وشعلةً تُنير دروب المستقبل، لتمنحنا الثقة بغدٍ واعدٍ أكثر إشراقاً وإنسانية.

ووجّهت سموّها رسالةً للمؤثرين، قالت فيها: «أنتم لا تُمثّلون أنفسكم فحسب، بل تمثلون جيلاً كاملاً من الشباب الطامح الباحث عن الإلهام والقدوة، تقع على عاتقكم مسؤولية المساهمة في التغيير إلى الأفضل عبر محتواكم الهادف. ونفخر بكل مؤثرٍ نجح في إحداث تأثير إيجابي، ووضع مسؤوليته الأخلاقية نصب عينيه، وسخّر وعيه في خدمة محتواه، فاسعوا إلى ترك أثرٍ طيّب، فالأثر الطيب لا يُمحى».

خطاب جديد

طالبت سموّ الشيخة لطيفة، المؤسسات الإعلامية والمؤثرين وصنّاع الرأي بالعمل معاً لصياغة خطابٍ إعلامي جديد أساسه المسؤولية والوعي، يضع المعايير الأخلاقية والمهنية في قلب المعادلة.

وختمت سموّها كلمتها بتأكيد أن المجتمعات الرقمية نشأت بوصفها امتداداً طبيعياً لعلاقة الإنسان بالإنسان، وحاجته إلى بناء الروابط وتبادل الأفكار والمشاعر، وتحقيق تطلُّعاته للتواصل والمشاركة والتأثير.

داعيةً إلى الانطلاق من القمة نحو أهداف أسمى وأكبر وأعمق، بحيث نستثمر مواقع التواصل، في بناء مجتمعات إيجابية فاعلة - واقعية أو رقمية - لتحقيق أهداف إنسانيتنا المشتركة رغم كل الحدود والمسافات.

«#محتواك_أثرك».. يعكس الهوية ويجسّد القيم

أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسم (#محتواك_أثرك)، وذلك خلال جلستها «دور الإعلام في عصر الخوارزميات»، ودعت من خلاله إلى ترك بصمة رقمية مؤثرة تعكس هويتنا وتُجسّد قيمنا عبر ما نقدمه من محتوى هادف.

وعبّرت سموها عن فخرها بكل الإعلاميين والمؤثرين والأفراد الذين نجحوا في ترك أثر ملموس عبر محتواهم الهادف، وقالت: «كونوا جزءاً من رحلة التغيير والتأثير الإيجابي، وشاركوا معنا بمحتواكم المؤثر عبر هاشتاغ #محتواك_أثرك».

مقالات مشابهة

  • ماذا فعل بنزيما مع ناتشو بعد نهائي كأس الملك السعودي؟
  • فرنسا تحقق في تحويل معاشات متقاعدين إلى المغرب
  • الرباط تحتضن كأس محمد السادس الدولية للكراطي بمشاركة قياسية من 80 دولة
  • المكتب الوطني للمطارات يحتفي بالإبداع الفني لموظفي المديرية العامة للأمن الوطني
  • محمد بن حمد: دور المؤسسات التعليمية محوري في بناء الإنسان
  • الملك يبعث برقية تعزية ومواساة لأسرة نعيمة بوحمالة
  • وفد القومي لحقوق الإنسان يبحث مع محافظ بني سويف عددا من الملفات
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي.. حلم التطور ومخاوف السيطرة
  • لطيفة بنت محمد: نحتاج إلى إعلام بعمق ثقافي يعيد الإنسان إلى الواجهة
  • تجهيز بيت زراعي بمواصفات علمية حديثة في العيون بالصحراء المغربية