عمليات اليمن تفشل أهم مخطط صهيوني في المنطقة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
انتقلت المواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني إلى الإطار المباشر، بعد أن كان الصهاينة يحركون أدواتهم لمحاربة اليمن طيلة السنوات الماضية.
وعلى امتداد الأشهر الماضية وجهت القوات المسلحة اليمنية العديد من الضربات النوعية في عمق كيان العدو، واستهدفت المصالح الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، دون أن تتمكن أمريكا وبريطانيا من توفير الحماية له رغم دخولها في عدوان مباشر على اليمن من أجل هذا الغرض.
ومع دخول اليمن المرحلة الخامسة من التصعيد، ارتفع منسوب العمليات، ووصل إلى قلب العدو في عاصمته المؤقته “تل أبيب”، ليشكل هذا الحدث انزعاجاً كبيراً، ومخاوف للصهاينة، الأمر الذي دفعهم للدخول بشكل مباشر في العدوان على اليمن واستهداف خزانات الوقود في ميناء الحديدة غربي اليمن.
ويمكن قراءة ما حدث بعد عملية “يافا” من زاويتين: الأولى: عدم ثقة الكيان الصهيوني على الإطلاق بالحماية الأمريكية، فالعملية تجاوزت الدفاعات الجوية للبوارج والقطع الحربية الأمريكية، وتجاوزت منظومات الدفاع الجوي للأنظمة العربية العميلة في مصر والأردن والسعودية، كما تجاوزت أنظمة الدفاع الإسرائيلية ذاته، والمعروفة بأنها الأكثر تسليحاً وتطوراً.
أما الزاوية الثانية، فهي تثبت التفوق اليمني المستمر في الجانب العسكري، وقدرته على الإنتاج والتصنيع، والتخطيط، والابتكار، وتحقيق الأهداف رغم الإمكانات الصعبة التي يمر بها اليمن، والظروف الاقتصادية المعقدة نتيجة العدوان السعودي الإماراتي الذي استمر على البلاد لمدة 10 سنوات.
قناة بن غوريون
تشير الكثير من الدراسات إلى الحلم الصهيوني القديم، والمتمثل بشق قناة “بن غوريون”، لتكون بديلاً عن قناة السويس.
غير أن شق القناة صعب تنفيذه لتكلفته العالية بسبب طولها الزائد، ما لم تخترق قطاع غزة الذي يعوق مساره الأقصر، وللتغلب على ذلك فلابد من احتلالها وتفريغها من أهلها، ومن ثم جرفها بالكامل لتكون الممر الأنسب لشق القناة البديلة، لتربط “إيلات” الواقعة على البحر الأحمر بغزة على البحر المتوسط.
ستكون قناة “بن غوريون” أطول من قناة السويس بنحو 100 كم، وستتكون من قناتين مستقلتين باتجاهين مختلفين، وبعمق 50 متراً، ولو نجحت إسرائيل في تنفيذ مخططها فإن قناة السويس ستصبح من الماضي، وستكبد مصر خسائر اقتصادية كبيرة.
ووفقاً للمخطط الإسرائيلي، فإن مدة البناء ستكون 5 سنوات، وسيعمل في المشروع 300 ألف مستخدم من مهندسين وفنيين في جميع المجالات، يأتون من كوريا ومن دول آسيوية، ومن دول عربية مثل مصر والأردن للعمل في هذه القناة، وستكلف القناة “إسرائيل” حوالي 16 مليارًا قابل للزيادة حسب ظروف المشروع، وتعتقد “إسرائيل” أن مدخولها سيكون 6 مليارات في السنة وما فوق.. هذا إضافة إلى أنه سيصبح لها أكبر شريان يجمع البحر المتوسط مع البحر الأحمر.
وتخطط “إسرائيل” كذلك إلى إقامة مدن على طول القناة، تشبه المدن القديمة والبيوت القديمة على مسافة ضخمة حول القناة وهي من ضمن بنود صفقة القرن، لأن “إيلات” باتجاه المتوسط هي شبه صحراء، وإذا نفذت “إسرائيل” هذا المشروع سينخفض مدخول مصر من 10 مليارات إلى 4 مليارات دولار، حيث ستنال “إسرائيل” 6 مليارات وأكثر ، وبالتالي، قررت “إسرائيل” التخلي عن مصر حتى لو ألغت مصر كامب ديفيد، لأنها واثقة أنه إذا قررت مصر إلغاء كامب ديفيد فلن تستطيع استعادة سيناء؛ لأن القوة العسكرية الصهيونية قادرة على ضرب الجيش المصري في حال تجاوزه قناة السويس.
لكن السؤال هنا: ما علاقة العمليات اليمنية بهذا الشأن، وهل استطاع اليمن انقاذ قناة السويس؟
ببساطة، لقد تمكنت القوات المسلحة اليمنية من دفن هذا المشروع الصهيوني والمخطط القذر إلى الأبد، فمن يسيطر على مضيق باب المندب، يستطيع التحكم بحركة الملاحة في البحر الأحمر، وقد نجح اليمنيون في ذلك، حيث لم تتمكن أي سفينة من الوصول إلى ميناء “ايلات” منفذ الصهاينة الوحيد في البحر الأحمر، وبالتالي لا يمكن انشاء هذه القناة إلا بتأمين مضيق باب المندب، أو بالأصح السيطرة الصهيونية عليه، وهذا صعب المحال، بسبب القوة اليمنية الصاعدة، والتي تشكل خطراً كبيراً على الكيان المؤقت، وعلى مشاريعه التوسعية في المنطقة، إضافة إلى أن العمليات اليمنية شكلت حماية لقناة السويس من الخطر القادم الذي يهددها، وهذا الجميل يفترض ألا ينساه المصريون، أو يتجاهلون نتائجه.
وإلى جانب ذلك استطاعت القوات المسلحة اليمنية بعملياتها المساندة للمجاهدين في قطاع غزة، إيقاف عجلة التطبيع التي كانت تسارع إليها “إسرائيل” بتحرك ودعم أمريكي لا نظير له.
وأول عمليات الإيقاف كانت بتراجع السعودية عن التطبيع مع إسرائيل، ومراجعة حساباتها، فبعد عملية “طوفان الأقصى” بدأت تتشكل قوة جديدة في المنطقة، لم تكن في حسابات أحد، وهي القوة اليمنية، والتي شكلت منذ 10 سنوات صداعاً حقيقياً للمملكة، وعجزت عن هزيمة اليمنيين، بل وصل بها الحال إلى الاستجابة لتحذيرات اليمن من الدخول في أي مغامرة مع الأمريكيين والإسرائيليين ضد اليمن المساند لغزة.
ستكون المملكة أمام خيارات صعبة، وبالتأكيد سيكون التراجع عن التطبيع مهماً في هذه المرحلة، لأن انخراطها فيه يعني المزيد من المشاكل والمعاناة مع اليمن، الذي يقف بكل قوة وعنفوان في مساندة القضية الفلسطينية ويجعلها ضمن أولوياتها المقدسة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر قناة السویس
إقرأ أيضاً:
ترميم مبنى القبة الاثري لقناة السويس ببورسعيد
تفقد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس اليوم الأربعاء أعمال ترميم مبنى القبة الأثري وترسانة بورسعيد البحرية، وشركة قناة السويس للاستزراع المائي.
في مستهل جولته مع اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد تفقدا أعمال ترميم وتدعيم مبنى القبة للوقوف على الحالة الفنية للمبنى، ومتابعة أعمال الترميم الإنشائية المعمارية الجارية للمبنى التاريخي، بمعرفة شركة القناة للحبال إحدى الشركات التابعة للهيئة، بالتعاون مع إدارة صيانة القصور والآثار بشركة المقاولون العرب القيام بأعمال الترميم كمقاول للمشروع.
وتخضع كافة الأعمال المُنفذة لإشراف استشاري المشروع وهي شركة قناة السويس للاستثمار بالتعاون مع مركز دعم التصميمات المعمارية والهندسية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وذلك بالتنسيق وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
خلال الجولة التفقدية، استمع رئيس الهيئة ومحافظ بورسعيد إلى شرح تفصيلي من المهندس كمال النحاس رئيس أشغال بورسعيد عن المخطط العام لأعمال الترميم الجاري تنفيذها مع الحفاظ على كافة العناصر الإنشائية والمعمارية لإعادة المبنى إلى حالته الأصلية.
ثم استعرض المهندس طاهر الشريف مدير المشروع بشركة المقاولون العرب أبرز أعمال المرحلة الحالية والتي تتضمن العمل على ترميم القبة الشمالية للمبنى، وتدعيم الممرات الخشبية بالجزء الشمالي للمبنى بالإضافة إلى إزالة الجزء المستحدث من القبة الوسطى.
ووجه رئيس الهيئة بسرعة الانتهاء من أعمال الترميم المتبقية خلال النصف الثاني من العام المُقبل تمهيدا لافتتاحه كمزار بما يُمكن معه الحفاظ على المبنى التاريخي، وحمايته لحفظ قيمته الأثرية والوجدانية.
من جانبه، أكد اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، أن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بإحياء مبانيها التراثية والتاريخية، والحفاظ على الهوية المعمارية المميزة لمدينة بورسعيد، وذلك ضمن خطة شاملة لتطوير المنشآت ذات الطابع التراثي بالمحافظة وبما يعود بالنفع على محافظة بورسعيد و أبنائها.
وأوضح محافظ بورسعيد أن أعمال الترميم تتم وفق معايير هندسية دقيقة وتحت إشراف متخصصين لضمان إعادة المبنى إلى رونقه الأصلي بما يعكس قيمته التاريخية، وذلك بالتنسيق الكامل مع هيئة قناة السويس والجهات المنفذة لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة، مشيدٱ بدور هيئة قناة السويس في هذا الملف، لما يمثله من ذاكرة حضارية للأجيال القادمة.
عقب ذلك، توجه الفريق ربيع رئيس الهيئة إلى ترسانة بورسعيد البحرية حيث كان في استقباله قيادات الترسانة والعاملين بها.
وحرص الفريق ربيع على الوقوف على مستجدات أنشطة الترسانة في مجالي بناء وإصلاح السفن بتفقد أعمال بناء بنتونات كوبري النصر العائم الجديد حيث يتم العمل على التوازي لبناء ٤ بنتونات من إجمالي ٥ بنتونات عائمة مكونة لبدن الكوبري العائم الجديد بنسبة إنجاز قدرها 60%.
وخلال جولته، وجه رئيس الهيئة بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من أعمال بناء الكوبري العائم الجديد الذي يتم بنائه ليكون موازياً لكوبري النصر العائم على مسافة ٣٠٠ متر تمهيداً لافتتاحه خلال شهر فبراير المُقبل بحيث يتم تشغيله كل كوبرى في اتجاه منفصل، مؤكدا أن المشروع الجديد سيتيح وفرا كبيرا في الوقت وسيعمل على زيادة السيولة المرورية في حركة عبور المركبات والأفراد لربط ضفتي القناة ما بين بورسعيد وبورفؤاد.
ثم تعرف رئيس الهيئة على مستجدات أعمال بناء قاطرة بقوة شد 20 طن لتلبية احتياجات الترسانة بنسبة إنجاز بلغت 30٪ بساحة الترسانة، بالإضافة إلى متابعة أعمال بناء معديتين ركاب حمولة 320 طن للمعدية الواحدة بنسبة إنجاز قدرها 40% وذلك لخدمة حركة عبور المركبات والأفراد بين بورسعيد وبورفؤاد.
عقب ذلك، تفقد ربيع رئيس الهيئة منطقة المعديات والمراسي، وحرص على متابعة إجراءات السلامة في المعديات في حالات الطوارئ المحتملة، كما شاهد عدة مناورات مختلفة لإطفاء الحرائق والإنقاذ من الغرق.
وشدد رئيس الهيئة على ضرورة اتباع تعليمات السلامة خلال عملية الإبحار أو التراكي واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة المواطنين خلال تواجدهم بمرفق المعديات أو مراسي الانتظار، كما وجه بوجود مسافة آمنة لانتظار المركبات عند مرسى المعدية أو انتظار الأفراد مع تعيين مسئولين بقطاعات الأمن والتشغيل مخصصين لمتابعة إجراءات السلامة أثناء عملية دخول وتحرك المعديات.
كما توجه ربيع لموقع شركة قناة السويس للاستزراع المائي للوقوف على معدلات الاستزراع بالأحواض ومتابعة مستجدات أعمال التطوير بالشركة.
شملت الجولة مصنع تجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك والجمبري للتعرف على إجراءات استكمال تجهيزه حيث تم توريد بعض ماكينات تصنيع الثلج و ماكينة التغليف الآلية بتكنولوجيا إيطالية، موجها بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من تركيب المعدات الجديدة وتشغيلها.
ثم تعرف رئيس الهيئة على نشاط الاستزراع بالشركة حيث بدأت بالفعل عملية تجهيز الشرائح التي تم تطويرها في نطاق الحوض (٢١) تمهيداً لبدء استزراعها في الدورة المقبلة خلال شهر إبريل المُقبل بمشيئة الله.
واطلع الفريق ربيع على نتائج حصاد الأحواض المستزرعة بالشركة بمعدلات بلغت حوالي 750طن من أسماك البلطي والعائلة البورية، و90 طنا من اللوت، و 10 أطنان من أسماك السهلية، و12طن من الجمبري، وذلك خلال موسم حصاد الأسماك الحالي 2025/ 2026.