فلسطين كلمة السر الانتخابية وبوابة القصور الرئاسية
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
في ظلال #طوفان_الأقصى “98”
#فلسطين كلمة السر الانتخابية وبوابة القصور الرئاسية
بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي
غدا الطامحون إلى الفوز بالرئاسة، والحالمون بالأغلبية في المقاعد الانتخابية، والساعون إلى تمديد ولايتهم وإعادة انتخابهم وتجديد الثقة بهم، وغيرهم ممن يبحثون عن أدوارٍ لهم في بلادهم، إلى الاستعانة بالقضية الفلسطينية في حملاتهم الانتخابية، وإبراز مواقفهم منها، وإصدار تصريحاتٍ بشأنها، أو إطلاق وعودٍ تتعلق بها، ولا يتردد المرشحون الجدد في إعلان تأييدهم للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير واستعادة وطنهم وإعلان استقلالهم، ولا يتأخرون عن توجيه انتقادهم إلى حكومة الكيان الإسرائيلي، وتحميلهم المسؤولية عما يرتكبه جيشهم من جرائم ضد الإنسانية، ومذابح ومجازر بشعة بحق الشعب الفلسطيني.
لعل أشهر الحرب الوحشية العشرة على قطاع غزة، شهدت انتخاباتٍ في أكثر من دولةٍ أوروبية وغيرها، تنافست فيها أحزابٌ قوميةٌ يمينيةٌ متطرفة، وأخرى وطنية يسارية تقدمية، وغيرها من معسكرات الوسط والاعتدال، المهتمة بالبيئة والمناخ وحقوق الإنسان، إلا أن أغلبها استخدم القضية الفلسطينية، وسلط الضوء على إدانة الحكومة الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، عندما وجد بعضهم أن الشارع العام في بلادهم قد خرج في مظاهراتٍ ومسيراتٍ ضد الحرب، يدين الكيان، وينتقد الصمت الدولي، ويستنكر الازدواجية في المعايير، ويعيب الدعم الدولي المقدم من حكومات بلادهم للكيان الصهيوني، الذي يستخدم ما يصله من بلادهم في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته ومساكنه وكل مقومات حياته.
لكن بعض المرشحين للانتخابات على أنواعها، لم يكونوا في حاجةٍ إلى رأي الشارع الثائر ضد الكيان لينحازوا إليه، بل كانوا أنفسهم مقتنعين بمظلومية الشعب الفلسطيني، ويعرفون ما لحق به وأصابه، وكانوا يدركون عدوانية الكيان الصهيوني، ولديهم من الأدلة والبراهين ما يثبت ارتكابه مئات المجازر ضد الفلسطينيين، وتعمده قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى والأسرى واللاجئين والنازحين وذوي الحاجات الخاصة، دون مراعاةٍ للقانون الإنساني الدولي، ولا للشرائع الدولية وقرارات الجمعية العامة للأم المتحدة ومجلسها الأمني، ولهذا كانوا سباقين في رفع اللافتات الانتخابية المعارضة للكيان الصهيوني، والمنددة بسياسات حكومته العنصرية، وجرائمها البشعة ومجازرها اليومية بحق المدنيين الفلسطينيين.
قد لا تكون الحرب على غزة سبباً مباشراً في تغيير مزاج بعض الناخبين، وتغيير ولاءاتهم من حزبٍ إلى آخر، لكنها كانت بالتأكيد سبباً في تحريك المستقلين، ودفع الكتلة الأكبر من الصامتين أصحاب الحق في الاقتراع، لاختيار مرشحي الأحزاب المناوئة للحرب، والمعارضة لسياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة، تماماً كما حدث في الانتخابات البرلمانية البريطانية، التي أقصت المحافظين الداعمين بالمطلق للكيان، وأعادت حزب العمال الذي يتميز في مواقفه، ويبدو أبعد نسبياً عن دعم الكيان، وأقرب إلى الدعوة لوقف الحرب، وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
والتغيير الحادث في الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن إغفاله، إذ بدت مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس أكثر انتقاداً لرئيس حكومة الاحتلال، واستخدمت في استقباله وبعد لقائها معه، مفرداتٍ أكثر وضوحاً وحدةً ضد سياسته، وتمايزت في موقفها نسبياً عن رئيسها بايدن، واختلفت عن موقف مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب الأقرب إلى بنيامين نتنياهو، حيث تشير أغلب استطلاعات الرأي أنها طوت الفجوة بينها وبينه، وغدت نسبة المؤيدين لها أعلى من نسبة المؤيدين له، في أول مؤشرات جدية لتنامي أصوات المعارضين للحرب على غزة، واستعداد الناخبين الجدد، المستقلين الصامتين والطلاب المتظاهرين وغيرهم، لمنحها أصواتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة.
كما لعب الشارع الأوروبي الرافض للحرب على غزة، والمؤيد للشعب الفلسطيني في نضاله في سبيل حقوقه، في اختيار ممثلي البرلمان الأوروبي، وذلك في ظل تنامي المد الشعبي في العديد من الدول الأوروبية، المندد بالسياسة الإسرائيلية، وتزايد المظاهرات الشعبية والدعوات إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تستخدمها في حربها ضد الفلسطينيين.
ولا يمكن تجاهل الأصوات العربية والإسلامية في أوروبا عموماً، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، فقد نهض العرب والمسلمون من المهاجرين القدامى والجدد، من أصحاب الحق في الانتخاب والاقتراع، وبعد أن كانوا كتلةً صامتةً لا تشارك في الانتخابات ولا تهتم بها، أصبحت تهتم بصوتها، وتطور كتلتها، وتدعو إلى انتخاب المعارضين للحرب على غزة، وهي كتلةٌ كبيرة العدد، واسعة الانتشار، تسيل لعاب الكثير من مرشحي الأحزاب الأوروبية والأمريكية.
ولعل التراجع النسبي لحظوظ حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات البلدية الأخيرة في شهر مارس/آذار الماضي، كانت بسبب ضبابية موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الحرب على غزة، وعدم جدية مواقفه المعارضة للكيان، خاصة تلك المتعلقة بالجانب الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما، والتي تغيرت بعد ذلك وانسجمت مع الشارع التركي المؤيد للفلسطينيين، والمعارض كلياً للحرب الإسرائيلية على غزة.
أليس غريباً أن تصبح فلسطين الأسيرة المحتلة، الجريحة الكسيرة، المستباحة أرضها والمعذب أهلها، المحاصرة المضيق عليها، والمسكوت عن ظلمها، والعاجز العالم عن نصرتها، والخائف من قاتلها، والمتهيب من المعتدي عليها، التي يقصى محبها، ويعاقب المنتصر لها، ويحاسب المتضامن معها، هي الفيصل في الانتخابات، والبوصلة في التوجهات، والحاسمة في المستقبل والمآلات.
إنها فلسطين المباركة باتت تحدد الفائزين، وتقصي الظالمين، أنصار الباطل المعتدين، وترسم السياسات، وتحدد الخيارات، تأييداً لحقها في مستقبلها وأجيالها، بدولةٍ مستقلةٍ، ووطنٍ حرٍ، وعلمٍ يرفرف، وسيادةٍ لا تنتهك، وحدودٍ لا تخترق، وأرضٍ لا تنتقص، وشعبٍ لا يضطهد، فهنيئاً لمن فهم المعادلة والتزم، وناصر الحق وانتُخب، وأحب فلسطين فأحبه محبوها، وقدموه وقربوه، ومن بين المرشحين ميزوه واختاروه، وإلى القصور الرئاسية وتحت قباب البرلمانات أدخلوه.
بيروت في 30/7/2024
moustafa.leddawi@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی الانتخابات على غزة
إقرأ أيضاً:
قصة السر المدفون بين ترامب وإبستين… هل تنفجر “قنبلة ماسك”؟ وما حقيقة مزاعمه
#سواليف
رصد تقرير صحفي قصة الصداقة بين دونالد ترامب وجيفري إبستين بعد أن ألمح إيلون ماسك إلى أن الرئيس الأمريكي ظهر في ملفات رجل الأعمال الذي اتهم بشبكة اتجار جنسي، فما حقيقة المزاعم؟
جاء في تقرير صحيفة “ديلي ميل”:
مثل صبيين متخاصمين في ساحة اللعب يتبادلان الإهانات التي يعرفان أنها ستخرج عن السيطرة، تبادل الاثنان السجال طوال اليوم (الخميس) إلى أن تفوّه أحدهما أخيرًا بالإهانة التي قد تنهي صداقتهما إلى الأبد.
مقالات ذات صلةفكتب ماسك في تغريدة على منصة “إكس”: “حان وقت المفاجأة الكبرى: دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها. يوما سعيدا دونالد ترامب!”.
لم يقدّم ماسك أي دليل توضيحي، لكنه أضاف لاحقا: “احفظوا هذا المنشور للمستقبل. الحقيقة ستظهر”.
(جيفري إبستين كان رجل أعمال وممولا أمريكيا اتهم بإدارة شبكة اتجار جنسي استهدفت فتيات قاصرات، حيث استغل نفوذه لتجنيد ضحاياه والاعتداء عليهن جنسيا. وتشير تقارير إلى أنه وفر بعض هؤلاء الفتيات لشخصيات بارزة، من بينها سياسيون، ورجال أعمال، وأفراد من العائلات الملكية. اعتُقل في يوليو 2019، لكنه وجد ميتا في زنزانته بعد أسابيع، في حادثة سُجّلت رسميا على أنها انتحار، وسط شكوك واسعة حول ظروف وفاته).
انفجار الصداقة والتحالف بين أغنى رجل في العالم والرئيس الأمريكي كان مذهلا، لكن مع هذين الرجلين المعروفين بالحساسية الزائدة، كان هناك دوما شعور بأن صداقتهما قد تنتهي عاجلا أم آجلا بالاتهامات.
(بدأ الخلاف بين دونالد ترامب وإيلون ماسك عندما وصف ماسك مشروع القانون الاقتصادي الذي يدعمه ترامب ويدعوه ترامب “القانون الجميل والضخم” بأنه “شر مقيت”، معتبرا أنه سيزيد العجز الفيدرالي بشكل كارثي. المشروع يتضمن إعفاءات ضريبية ضخمة وزيادة في الإنفاق، ما قد يضيف تريليونات الدولارات إلى ديون الحكومة. هذا الانتقاد العلني فجر توترا مكبوتا، ومهّد لانفجار العلاقة بين الرجلين).
وتوقّع المطلعون في واشنطن ووادي السيليكون أن أي احتمال للصلح قد اختفى بعدما ضغط ماسك فعليا على “الزر النووي”.
ورغم أنه لم يُفصح بوضوح عن الاتهام، فإن ماسك ألمح بشكل واضح إلى أن الحكومة الأمريكية تخفي الحقيقة بشأن تعاملات ترامب مع الممول الشهير والمتوفى والمُدان باعتداءات جنسية، جيفري إبستين.
ومن المعروف أن ترامب ارتبط بعلاقة مع إبستين، حتى وإن أبدى تردده في الاعتراف بها.
فقد كانا يتحركان في نفس الدوائر الاجتماعية الثرية في بالم بيتش، فلوريدا، منذ أواخر الثمانينات وحتى عام 2004، عندما نشب خلاف حاد بينهما بسبب صفقة عقارية.
وكحال شخصيات مثل الأمير أندرو وبيل كلينتون، يُعد ترامب من بين العديد من الشخصيات القوية التي عُرف ارتباطها بإبستين وتم ذكرها في وثائق المحكمة المتعلقة بانتهاكات إبستين الجنسية على مدار عقود.
وقبل إعادة انتخابه رئيسا في نوفمبر الماضي، صرّح ترامب بأنه “ليس لديه مشكلة” في نشر ما يسمى “ملفات إبستين”، وهي الوثائق المتبقية من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي حول إبستين، الذي توفي في زنزانته بسجن نيويورك عام 2019 قبل محاكمته بتهم الاتجار الجنسي.
رغم أن النقاد شككوا في تأكيد ترامب سابقا أنه لا يكاد يعرف إبستين – وأشاروا إلى أنهما كانا صديقين بالفعل (وهو ما اعترف به ترامب لاحقا) – فلا يوجد دليل حتى الآن يُثبت تورط ترامب في جرائم إبستين.
ومع ذلك، لم يمنع هذا اسم ترامب من الظهور في نظريات المؤامرة التي دارت لعدة أشهر حول سبب عدم نشر الحكومة الأمريكية للملفات.
وكما هو متوقع، بعد ساعات من نشر ماسك “المفاجأة الكبرى”، بدأ متابعوه البالغ عددهم 220 مليونا على منصة “X” بتداول أدلة قديمة على صداقة ترامب وإبستين ما قبل الفضيحة.
وقام ماسك بإعادة نشر بعض هذه الأدلة، مضيفا رمزا تعبيريا لرفع الحاجب.
ومن بين ما نُشر تقرير إخباري تلفزيوني من عام 1992 عن حفلة في منتجع مار-آ-لاغو، منتجع ومنزل ترامب في بالم بيتش، يظهر فيه ترامب وإبستين وهما يتحدثان بحماس بينما يشاهدان مجموعة من مشجعات فريقي كرة القدم الأمريكية “بافالو بيلز” و”ميامي دولفينز” يرقصن.
وأشار ترامب إلى إحدى النساء قائلا: “انظر إليها هناك، إنها مثيرة”، ثم همس في أذن إبستين، مما دفعه للضحك بشدة.
كما أعاد ماسك نشر مقطع من مقال عام 2002 عن إبستين، قال فيه ترامب:
“عرفت جيف منذ 15 عامًا. رجل رائع. من الممتع التواجد معه. ويُقال إنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أفعل، والعديد منهن صغيرات السن. لا شك في ذلك – جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية”.
وقد أشعل مايكل وولف، كاتب سيرة ترامب، الجدل من جديد عندما زعم أنه رأى أدلة دامغة من تلك الفترة – تتضمن صورا فاضحة لترامب مع إبستين.
وقال وولف لموقع “ذا ديلي بيست”: “لقد رأيت هذه الصور. أعلم أنها موجودة ويمكنني وصفها. هناك حوالي 12 صورة. أتذكر تحديدا واحدة يظهر فيها الاثنان مع فتيات عاريات… إحداهن على حضن ترامب، ثم يظهر واقفا.. وثلاث أو أربع فتيات – عاريات أيضا – يضحكن ويشرن إلى بنطاله”.
ويعتقد وولف أن هذه الصور الفاضحة قد كانت ضمن محتويات خزنة إبستين عندما داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزله في نيويورك عام 2019.
وقد رفضت حملة ترامب هذه الادعاءات عندما أطلقها وولف لأول مرة في نوفمبر الماضي قبيل الانتخابات، قائلة: “مايكل وولف كاتب فاقد للمصداقية يختلق الأكاذيب لبيع كتب خيالية لأنه لا يمتلك أخلاقًا أو مبادئ”.
لكن بحسب وولف، فإن ترامب وإبستين “تشاركا في الصديقات، وتبادلا الطائرات، وتبادلا الاستراتيجيات التجارية، والنصائح الضريبية… لقد كانا لا يفترقان”. وأضاف أن حياتي الرجلين “تقاطعتا بشكل عميق ومعنوي… لقد صنع كل منهما الآخر تقريبًا.”
وقد اشترى ترامب قصر ومنتجع مار-آ-لاغو بسعر زهيد قدره 10 ملايين دولار عام 1985، بينما اشترى إبستين قصره الخاص في بالم بيتش على بُعد ميلين عام 1990.
رغم أن إبستين لم يصبح عضوا رسميا في نادي مار-آ-لاغو، فإنه اعتاد زيارة المنتجع لحضور الحفلات.
كما كانا يتناولان الطعام معا في قصر إبستين في مانهاتن ويسافران بين نيويورك وبالم بيتش، أشهر معاقل الأثرياء في فلوريدا.
وقد تم تصوير ترامب وإبستين معًا عدة مرات في التسعينات وأوائل الألفينات، غالبًا في مار-آ-لاغو – وكان ترامب يرتدي ربطة عنق بينما إبستين لم يكن يرتديها.
وصُوّر الاثنان مع العارضة إنغريد سينهايف في حفل فيكتوريا سيكريت بنيويورك عام 1997. كما شوهدا في “مواعدة مزدوجة” خلال بطولة تنس للمشاهير مع صديقتيهما، ميلانيا كنوس وغيسلين ماكسويل.
في الواقع، تفاخر إبستين أمام أصدقائه بأنه هو من عرّف ميلانيا – السيدة الأولى حاليا – إلى ترامب. (لكن ترامب وميلانيا لم يؤكدا هذا).
التُقطت صورٌ لترامب وإبستين معًا في مار-أ-لاغو خلال التسعينيات وأوائل الألفية الثانية – كان ترامب يرتدي ربطة عنق دائمًا، بينما لم يرتدِ إبستين واحدة قط. وكانا يلتقطان صورًا مع صديقتيهما (حينها)، ميلانيا كناوس (وسط، يسار) وجيسلين ماكسويل (يمين).
في ذلك الوقت، كان ترامب بين زيجتين ويستمتع بسمعته كملياردير لعوب. وكانت حفلاته في نيويورك وفلوريدا تعجّ بالعارضات والمشجعات والمشاركات في مسابقات الجمال، بسبب ارتباطاته التجارية. إذ كان يمتلك وكالة عروض أزياء، وفريق كرة قدم أمريكية، ويدير مسابقة ملكة جمال الكون.
ووفقا لشهود عيان، كانت الحفلات في مار-آ-لاغو تُعرف بكثرة النساء مقارنة بالرجال، أحيانا بنسبة 10 إلى 1.
وأقر ترامب بذلك في مقابلة عام 2015، قائلًا إنه كان أعزب آنذاك وأضاف:
“الفكرة كانت الاستمتاع. كانت حفلات مجنونة”.
في عام 1992، نظّم ترامب مسابقة فتيات تقويم لصالح ضيوف كبار في مار-آ-لاغو.
ووجدت المتسابقات الـ28 أنفسهن يتنافسن أمام رجلين فقط – ترامب وإبستين.
وقال منظّم الحدث، جورج أوراني، لصحيفة “نيويورك تايمز” عام 2019 إنه حاول دون جدوى إقناع ترامب بعدم إشراك إبستين: “قلت له: دونالد، أنا أعرف جيف جيدا، لا يمكنني السماح له بملاحقة الفتيات الصغيرات”.
فردّ ترامب: “انظر، اسمي على الحدث. لن أضع اسمي عليه ويحدث فضيحة”.
وادعى أوراني أنه “اضطر إلى حظر إبستين فعليًا من فعالياتي”، لكن ترامب لم يُبدِ اهتمامًا.
في عام 2016، قال مستشار ترامب السابق روجر ستون إن ترامب “رفض دعوات كثيرة لزيارة جزيرة إبستين الخاصة الفاسقة ومنزله في بالم بيتش”، لكنه زعم أنه زار المنزل مرة واحدة على الأقل ورأى مجموعة من الفتيات القاصرات هناك.
وقال ترامب لاحقًا لأحد أعضاء مار-آ-لاغو: “كان المسبح ممتلئًا بفتيات شابات جميلات. قلت لنفسي، كم هذا لطيف، لقد سمح لأطفال الحي باستخدام مسبحه”.
وكان إبستين يصطحب ماكسويل إلى فعاليات ترامب أيضا. وغالبا ما كانت توصف بأنها “قوادته”، وهي الآن خلف القضبان بعد إدانتها بالاتجار الجنسي عام 2022.
وقد كشفت وثائق محكمة أن دفتر عناوين إبستين الشهير كان يحتوي على 14 رقمًا لترامب وميلانيا وأشخاص مقربين منه.
وقال مارك إبستين، شقيق جيفري، لصحيفة “واشنطن بوست” عام 2019: “كانا صديقين حميمين. أعلم أن ترامب يحاول التملص الآن، لكنهما كانا كذلك”.
وقال إن ترامب كان يقدم امتيازات مجانية لوالدة إبستين وعمته في أحد كازينوهاته في أتلانتيك سيتي، نيوجيرسي.
وقال مصدر آخر لصحيفة “نيويورك بوست”: “كانا مقربين جدا. كان كل منهما يعتبر الآخر جناحه”.
وقال المحامي آلان ديرشوفيتز، الذي مثّل إبستين: “في تلك الأيام، إذا لم تكن تعرف ترامب أو إبستين، فأنت لا شيء”.
وانتهت صداقتهما عام 2004 عندما تنافسا على شراء نفس العقار في بالم بيتش، وهو قصر يدعى “ميزون دو لاميتيه” (بيت الصداقة).
وقد حاول كل منهما إقناع القائم على البيع بقبوله.
وقال القائم على البيع، جوزيف لوزينسكي: “ترامب قال شيئا مثل: لا تتعاملوا معه، لا يملك المال. بينما قال إبستين: ترامب مجرد كلام. لا يملك المال”.
وجاء الانفصال في توقيت مناسب لترامب، فبعد أشهر قليلة بدأت شرطة بالم بيتش تحقيقًا حول انتهاكات إبستين الجنسية بحق فتيات قاصرات.
في 2008، أمضى إبستين 13 شهرا في السجن بعد اعترافه بـ”استدراج قاصر لممارسة الدعارة”، لذا عندما ترشح ترامب للرئاسة عام 2016، كان حريصا على التقليل من صلته به. وقال محاميه إن ترامب “لم تكن له علاقة” بإبستين، مضيفا: “لم يكونا صديقين ولم يتواصلا اجتماعيا”.
وبعد يوم من اعتقال إبستين في نيويورك عام 2019، صرّح ترامب – وكان حينها رئيسا – بأنه لم يتحدث إليه منذ 15 عاما وقال: “لم أكن من المعجبين به، هذا أستطيع قوله”.
وأكد طاقم ترامب أنه طرد إبستين ذات مرة من نادي الغولف الخاص به في بالم بيتش.
لكن آخرين قالوا إنه في وقت ما، كان بالفعل من معجبيه. وقال سام نونبرغ، مساعد حملة ترامب السابق، إن ترامب “كان يتردد على إبستين لأنه ثري”، وأنه حذّره من العلاقة قبل حملته ضد هيلاري كلينتون.
لكنه زعم أن ترامب كان واثقا بأن صديقه المقرب، مالك صحيفة “ناشونال إنكوايرر”، كان يمتلك صورا فاضحة لبيل كلينتون على جزيرة إبستين، مما سيجعل الضرر أكبر على آل كلينتون.
وقد أصر ترامب على أنه لم يزر جزيرة إبستين المسماة “جزيرة الجنس” – المكان الذي يُزعم وقوع أسوأ الجرائم فيه – في جزر العذراء الأمريكية، قائلا: “لم أكن أبدا على طائرة إبستين، ولا في جزيرته الغبية”.
لكن في فبراير هذا العام، نشرت المدعية العامة الأمريكية، بام بوندي، سجلات رحلات إبستين التي أظهرت اسم ترامب مذكورًا سبع مرات.
أول رحلة كانت في أكتوبر 1993، وفي رحلتين على الأقل، رافقه فيها إبستين وزوجته آنذاك مارلا مابلز، مع ابنتهما تيفاني ومربية أطفال.
وقد امتلك إبستين عدة طائرات، ومن المحتمل أن ترامب كان يقصد تحديدا أنه لم يكن على متن الطائرة المسماة “لوليتا إكسبرس”، المرتبطة بسلوك جنسي فاسد.
وعندما وصف ماسك غواص الكهف البريطاني بـ”الرجل المتحرش بالأطفال” بعد مشادة بينهما على الإنترنت عام 2018، اضطر للدفاع عن نفسه في محكمة أمريكية، لكنه فاز في النهاية.
ويبقى أن يُنتظر كيف سيرد ترامب على “أول صديق” سابق له وادعاء “الفاجأة الكبرى” بأن رئيس الولايات المتحدة لديه ما يخفيه بخصوص جيفري إبستين.