اكتشاف معادن سامة في الشوكولاتة الداكنة.. خبراء يتحدثون عن الخطر
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن الشوكولاتة الداكنة ومنتجات الكاكاو المماثلة، تحتوي على معادن ثقيلة سامة ترتبط بعدد من الأمراض المزمنة والمشاكل الصحية، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتوصلت الدراسة التي نشرت بمجلة "Frontiers in Nutrition" ، الأربعاء، إلى أن الشوكولاتة الداكنة ومنتجات الكاكاو المماثلة ملوثة بالرصاص والكادميوم، وهما معدنان سامان للأعصاب، ويرتبطان بالسرطان والأمراض المزمنة ومشاكل الإنجاب والنمو، خاصة عند الأطفال.
وباعتبارها عناصر طبيعية في قشرة الأرض، فإن الرصاص والكادميوم والمعادن الثقيلة الأخرى موجودة في التربة التي تزرع فيها المحاصيل وبالتالي لا يمكن تجنبها، وفق الشبكة.
ومع ذلك، تحتوي بعض حقول المحاصيل والمناطق على مستويات سامة أكثر من غيرها، وفق الدراسة، إذ يرجع ذلك جزئيا إلى الإفراط في استخدام الأسمدة التي تحتوي على المعادن والملوثات الصناعية.
وعلى الرغم من النمو على أرض تحتوي على عدد أقل من المبيدات الحشرية والمواد الملوثة الأخرى، فإن الدراسة وجدت أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على بعض من أعلى المستويات.
وتشتهر الشوكولاتة الداكنة بأنها غنية بالعناصر الغذائية النباتية التي تسمى "الفلافونويد" ومضادات الأكسدة والمعادن المفيدة، إذ ارتبطت بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والأداء الإدراكي وتقليل الالتهابات المزمنة، وفقا للشبكة.
وشملت الدراسة فحص منتجات الشوكولاتة النقية الداكنة فقط؛ لأنها تحتوي على أعلى كمية من الكاكاو، وهو الجزء الخام غير المعالج من حبوب الكاكاو، بينما تم استبعاد الحلوى أو الشوكولاتة التي تحتوي على مكونات أخرى.
وحللت الدراسة الجديدة 72 منتجا من منتجات الكاكاو لمعرفة مستويات الرصاص والكادميوم والزرنيخ.
وبالمقارنة مع الدراسات السابقة، التي بحثت في المعادن الثقيلة في الشوكولاتة خلال فترة زمنية قصيرة، اختبرت الدراسة المنتجات على مدى 8 سنوات، بما في ذلك أعوام 2014 و2016 و2018 و2020.
ونقلت "سي إن إن" عن جين هوليغان، المديرة الوطنية للعلوم والصحة بمنظمة "أطفال أصحاء في المستقبل المشرق"، وهي تحالف من المؤيدين الملتزمين بالحد من تعرض الأطفال للمواد الكيميائية السامة للأعصاب، قولها إن "المستويات المتوسطة من الرصاص والكادميوم في المنتجات التي تحتوي على الكاكاو في الدراسة الجديدة تساوي أو تفوق الكميات المتوسطة التي تجدها هيئة الغذاء والدواء الأميركية للرصاص والكادميوم في الأطعمة الأكثر تلوثا التي تختبرها".
وفي تعليقها للشبكة، قالت رابطة صناع الحلويات الوطنية، عبر البريد الإلكتروني إن "الشوكولاتة والكاكاو آمنان للأكل ويمكن الاستمتاع بهما كنوع من المكافأة كما كانا منذ قرون. وتظل سلامة الغذاء وجودة المنتج من أهم أولوياتنا، ونظل ملتزمين بالشفافية والمسؤولية الاجتماعية".
ومن بين 6 مجموعات من منتجات الشوكولاتة التي تم اختبارها خلال الدراسة، تجاوزت نسبة 43 بالمئة منها الحد الأقصى المسموح به للرصاص كما حددته المادة 65 في قانون ولاية كاليفورنيا، بينما تجاوزت نسبة 35 بالمئة الحد الأقصى المسموح به للكادميوم.
فيما لم تتوصل الدراسة إلى مستويات كبيرة من الزرنيخ.
والمستويات التي حددتها المادة 65 أقل من تلك التي حددتها الحكومة الفدرالية، وفقا لـ"سي إن إن"، إذ تحدد هيئة الغذاء والدواء الأميركية الحد الأقصى المسموح به من الرصاص في الحلوى المخصصة للأطفال عند 0.1 جزء في المليون، بينما تحدد المادة 65 في كاليفورنيا معيارا للسلامة يبلغ 0.05 جزءا في المليون.
ونقلت "سي إن إن" عن كبير مؤلفي الدراسة والمدير التنفيذي لمكتب الطب التكاملي والصحة في جامعة جورج واشنطن، لي فريم، قوله إن البالغين الأصحاء الذين يتناولون كميات صغيرة لا ينبغي أن يخافوا من تناول الشوكولاتة.
وأضاف: "الحصة النموذجية من الشوكولاتة الداكنة هي أونصة واحدة، لذا فإن تناول أونصة واحدة كل يوم أو نحو ذلك يشكل خطرا ضئيلا، ولكن هذا أمر يجب أن ننتبه إليه في حالة وجودنا أيضا بالقرب من مصادر أخرى للتعرض للرصاص".
ومع ذلك، فإن خطر التعرض للمعادن الثقيلة يرتفع إذا كان الشخص معرضا لخطر طبي، أو إذا كان حاملا، أو لديه طفل صغير، وفقا لما قاله الأستاذ المساعد في الكيمياء البيئية في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين، تيودروس غوديبو.
ومع مرور الوقت، قد يؤدي استهلاك مستويات منخفضة من الكادميوم إلى إتلاف الكلى، إذ تصف وكالة حماية البيئة هذا المعدن بأنه مادة مسرطنة محتملة للإنسان.
وتشير منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني إلى أن "الرصاص يمكن أن يؤثر بشكل خاص على نمو دماغ الأطفال، مما يؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء، والتغيرات السلوكية مثل انخفاض مدى الانتباه وزيادة السلوك المعادي للمجتمع، وانخفاض التحصيل التعليمي".
ومع ذلك، بالنسبة للبالغين الأصحاء، قال غوديبو إنه لا داعي للقلق بشأن اختيار تناول أونصة واحدة من الشوكولاتة الداكنة بين الحين والآخر.
وأضاف: "بطبيعة الحال، نريد أن يكون التعرض لهذه المواد شبه معدوم، ولكن هذا مستحيل. فمن المرجح أن يحتوي كل ما نتناوله على بعض مستويات هذه الملوثات. ولكن هذا يشكل خطرا نسبيا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشوکولاتة الداکنة تحتوی على سی إن إن
إقرأ أيضاً:
خبراء روس يقيّمون نتائج مفاوضات أوكرانيا وروسيا بإسطنبول
موسكو – انتهت المفاوضات المباشرة الأولى بين روسيا وأوكرانيا دون تحقيق أي اختراق واضح يمهد للتفاوض على وقف الحرب المستمرة منذ 3 سنوات بينهما، رغم الاتفاق بين الجانبين المتنازعين على بعض المواضيع التي يمكن "الاستثمار" فيها لاحقا لتكريس مسار الحل الدبلوماسي، كما يقول مراقبون روس.
ولا تبدو هذه النتيجة خارجة عن الموقف الاستباقي لموسكو، حيث سبق أن أوضح رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أن القتال لن يتوقف لأن سنوات الصراع الثلاث الماضية مع أوكرانيا ووقف إطلاق النار المتكرر ومبدأ "عندما يتحدث الدبلوماسيون تصمت البنادق" لا يعمل في حالة أوكرانيا، حسب تعبيره.
واستعرض ميدينسكي في أعقاب المفاوضات الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، حيث ستتبادل روسيا وأوكرانيا في الأيام المقبلة أسرى حرب وفق صيغة "ألف مقابل ألف"، وليس "الجميع مقابل الجميع" كما كانت تطمح أوكرانيا.
وأضاف أن أوكرانيا طلبت إجراء محادثات مباشرة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، معتبرا أن "روسيا أخذت علما بهذا الطلب"، وقال إن كل جانب سيقدم عرضا تفصيليا لرؤيته بشأن "وقف إطلاق النار المستقبلي المحتمل"، موضحا أنه بمجرد تقديمها سيكون من المناسب مواصلة المفاوضات، وهو ما تم الاتفاق عليه أيضا.
إعلانمن جانبه، أكد رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف التوصل لهذه الاتفاقات، مشيرا إلى أن أولوية كييف هي وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مضيفا "إننا نستعد أيضا لعقد اجتماع محتمل بين زعماء البلدين".
حرب ومفاوضات متزامنةشكلت المفاوضات في إسطنبول، والتي جذبت انتباه العالم خلال الأيام القليلة الماضية، واحدة من الحالات التي يتفاوض فيها طرفان في الوقت نفسه الذي تتواصل بينهما الحرب، كما كان عليه الحال في حرب فيتنام والحرب الكورية والحرب السوفياتية الفنلندية.
ويرى مراقبون روس أن ذلك شكّل انتصارا تكتيكيا لموسكو خلافا لما أصرت عليه بشدة أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، وبحسب محلل الشؤون العسكرية فلاديمير بوبوف، فإن وقف إطلاق النار من قبل روسيا أمر غير وارد في هذه المرحلة لأنه يضر بها.
ويشرح بوبوف للجزيرة نت أن سبب ذلك كون "مستوى الثقة بالجانب الأوكراني منخفضا جدا، ومن الصعب للغاية على فريقنا التفاوضي الموافقة على الطلب الأوكراني لأن ذلك يمنح كييف فرصة استعادة الخطط اللوجستية المفقودة لتوريد الأسلحة والذخيرة وتدوير القوات والراحة والإمدادات الغربية، حيث سيسحبونها في أول فرصة إلى الجبهة لشن هجوم مضاد".
وبخصوص عملية تبادل الأسرى، أوضح المتحدث أن روسيا حرمت أوكرانيا من تحقيق نصر ولو رمزي من خلال هذه الصفقة، لأن كييف قالت إنها مستعدة للتبادل وفق صيغة "الجميع مقابل الجميع".
ويضيف بوبوف أن ذلك كان سيعني أن تعيد روسيا جميع السجناء الأوكرانيين، وربما يوجد بالفعل أكثر من 10 آلاف منهم، مقابل أن تعيد أوكرانيا الجنود الروس الأسرى وعددهم أقل بكثير، مما يعني أن هذا سيكون تبادلا غير متكافئ، فضلا عن أن كييف ستقوم على الفور بإرسال السجناء العائدين إلى خطوط المواجهة.
وفق الشروط الروسيةمن جانبه، يؤكد الخبير الإستراتيجي دينيس بوبوفيتش أنه يجب إجراء محادثات دبلوماسية بشأن الهدنة، إذ "عاجلا أم آجلا، سوف تضطر روسيا والمجتمع الدولي وأوكرانيا للرضوخ لهذا الأمر"، حسب قوله.
إعلانلكنه يوضح أنه قبل ذلك، لا تزال روسيا بحاجة لتحقيق أهدافها الأساسية، وهي دفع المنطقة "الرمادية" في مناطقها الحدودية إلى الوراء بما لا يقل عن 30 كيلومترا، إن لم يكن 100 كيلومتر.
ويتابع في حديثه للجزيرة نت أن "إنشاء منطقة عازلة يعدا أمرا ضروريا، لأنه عاجلا أم آجلا ستظهر عصابات منفصلة في أوكرانيا وستحاول اختراق الأراضي الروسية، وبغض النظر عن الالتزامات التي قطعتها كييف بمراعاة وقف إطلاق النار، فإن الوحدات القومية لن تلتزم بها".
وعلى هذا الأساس، يؤكد المتحدث أن الاقتراح الروسي بإجراء مفاوضات في الوقت الحالي جاء لـ"تهدئة" المجتمع الدولي، وإعطائه الفرصة لفهم حقيقة ما يحدث، وخاصة شعوب الدول التي يدعم قادتها فكرة هدنة لمدة 30 يوما.
ووفقا لبوبوفيتش، فقد كانت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بمثابة نجاح دبلوماسي كبير لموسكو، وخطوة مهمة إلى الأمام في حل النزاع، بالنظر إلى أن القيادة الأوكرانية -بدعم من الدول الغربية- أصرت حتى وقت قريب على استحالة أي حوار دون وقف إطلاق النار الأولي.
"ورغم هذه التصريحات والتهديدات بفرض عقوبات، فإن الاجتماع عُقد على أية حال، وعلى وجه التحديد بناء على شروط موسكو"، حسب قوله، معتبرا أن التقدم اللاحق في المفاوضات لن ينجح من دون نفوذ الولايات المتحدة، وأن المفاوضات مع الوفد الأميركي -وليس مع الوفد الأوكراني- هي من سيكون لها الأهمية الحقيقية.
وأعرب الخبير عن رأيه بأن "الجانب الأميركي يجب أن يتحمل جزءا من مسؤولية تنفيذ التزاماته"، مستشهدا في هذا السياق بامتناع روسيا -بناء على طلب الولايات المتحدة- عن ضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، "ورغم ذلك، انتهكت كييف الاتفاق أكثر من 100 مرة خلال شهر واحد فقط"، حسب قوله.