البابا فرنسيس يكشف عن قصصه المفضلة في القراءة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
شجّع البابا فرنسيس الكهنة الشباب على القراءة، بحسب رسالة نشرها الفاتيكان، اليوم الأحد، عبّر فيها عن تفضيله القصص التراجيدية.
وتساءل البابا، في رسالة مؤرخة في 17 يوليو الماضي "كيف يمكننا مخاطبة قلوب الرجال والنساء إذا تجاهلنا أو وضعنا جانباً أو فشلنا في تقدير القصص التي سعوا عبرها إلى التعبير عن دراما تجربتهم الحياتية والكشف عنها في الروايات والقصائد".
في هذا النص الطويل المليء بالإشارات إلى أسماء معروفة في الأدب مثل سي إس لويس، ومارسيل بروست، وتي إس إليوت، وخورخي لويس بورخيس، يؤكد البابا فرنسيس أن المطالعة "جزء من الطريق إلى النضج الشخصي"، وبالتالي فهي أمر بالغ الأهمية.
كما أشار البابا فرنسيس إلى أن قراءة كتاب جيّد يمكن أن تبعد المرء من اعتماد "خيارات أخرى أقلّ صحية"، وتفتح العقول "الواقعة في فخ بعض الأفكار الهوسيّة".
وكتب البابا، الأرجنتيني اليسوعي البالغ 87 عاماً "في أوقات التعب أو الغضب أو خيبة الأمل أو الفشل، يمكن لكتاب جيد أن يساعدنا في التغلب على العاصفة حتى نجد راحة البال".
وقال البابا، الذي كان يدرّس في سن 28 عاماً الأدب في مدرسة ثانوية يسوعية "من جهتي، أحبّ كتّاب القصص التراجيدية، لأننا جميعاً نستطيع أن نعتبر أعمالهم كأنها أعمالنا، أو أنها تعبير عن الدراما الشخصية لدينا".
وأضاف "عند البكاء على مصير شخصياتهم، نحن في الأساس نبكي على أنفسنا، على خوائنا، وعيوبنا، وشعورنا بالوحدة". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البابا فرنسيس القراءة البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
حاضناً سنبلة الوقت ورأسى برج نار:
ما الدم الضارب فى الرمل، وما هذا الأفول؟
أدونيس
التقيت أدونيس مرتين؛ الأولى فى مونتريال حين كنت طالب دراسات عليا، والثانية فى الإمارات حيث كنت أدرس فى جامعة مرموقة. وفى المرتين بدا لى رجلاً مهيباً، واسع الثقافة، جريئاً فى آرائه، لا يخشى الاصطدام بالتيار، ولا يهادن فى الفكر أو الدين أو السياسة. لكنه، حين يقرأ شعره، يتحول إلى لغز شعرى مغلق؛ كأن كلماته تتصاعد من برج لغوى شاهق لا تصل أصداؤه إلا إلى القلة المتمرسة فى التأويل. أدونيس المفكر قريب من الناس بوضوح منطقه ونصاعة لغته، أما أدونيس الشاعر فيبدو متعالياً، غارقاً فى الرموز والأساطير والاشتقاقات الفكرية التى تربك المتلقى وتقصيه.
كل خريف يتكرر المشهد نفسه: العرب ينتظرون جائزة نوبل للأدب، ويعلو اسم أدونيس ثم يخفت، كأن القدر يأبى أن يمنحه التتويج الذى يليق به. وأكثر من ثلاثة عقود واسمه فى القوائم، كأنه مكتوب بحبر سرى فى أرشيف الأكاديمية السويدية: يقرأ ولا يعلن. والسؤال يتجدد: لماذا لا يفوز أدونيس؟
قد يقول البعض إن أدونيس تجاوز الجائزة، أو أن نوبل ليست مقياس العبقرية. لكن وراء تجاهله أسباب تتجاوز الذوق الأدبى وحده. فقصيدته، رغم عمقها الجمالى واتساع أفقها الفلسفى، تفتقر إلى الجسر الإنسانى الذى يربط الفن بالوجدان العام. هل كان من الممكن أن نسمع أشعار أدونيس تدوى فى مظاهرات الربيع العربى كما كانت أشعار الشابى ونجم والأبنودى؟
يكتب أدونيس من علٍ، من فضاء ذهنى مغلق يتطلب أدوات نقدية لفك شيفراته. إنه شاعر النخبة بامتياز، يستدعى الأساطير والرموز والمرجعيات الغربية والصوفية فى بناء لغوى معقد يبهر العقل لكنه يرهق القلب.
المفارقة أن أدونيس فى أحاديثه ومحاضراته أكثر وضوحاً وبساطة. فى اللقاءات العامة يبدو متحدثاً فذاً، صادق الحضور، قادراً على تقريب المعنى من الناس، فيما شعره يبنى بينه وبينهم جداراً من البلور السميك: يرى ولا يمس.
فى المقابل، فاز هذا العام الروائى المجرى لازلو كرازناهوركاى “عن أعماله الرؤيوية التى تؤكد فى خضم الرعب المروع قوة الفن”. يكتب كرازناهوركاى عن الإنسان الضعيف أمام عبث الوجود، عن البحث عن المعنى فى الظلام. أدبه قاتم لكنه دافئ، معقد لكنه مشبع بالعاطفة. إنه الكاتب الذى يعانق القارئ فى خوفه، بينما أدونيس كثيراً ما يبدو كمن يوبخ القارئ على ضعفه.
ربما هنا تكمن المعضلة: أدونيس أراد أن يخلص الشعر من عاطفته ليجعله فلسفة، فخسر التواصل مع جمهوره. حمل مشروع الحداثة إلى أقصى حدوده، لكنه لم ينزلها إلى الناس. ظل حداثياً أكثر مما ينبغى، وفيلسوفاً أكثر مما يحتمل الشعر. وهكذا سيبقى اسمه يتردد كل خريف، بين الأمل والخذلان، كشاعر عظيم لم يمنحه العالم جائزة، لأنه كتب للعقل ونسى أن القلب هو من يصوت أخيراً.