الرياضة بين التعصب والتنافس الشريف
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
الرياضة مضمار تنافسي جميل وممتع ومجالاتها متعددة ومتنوعة ومتفاوتة بين التشجيع والممارسة ، وعلى أي حال وعلى اختلاف رغبات الناس في متابعة الرياضة وفنونها ، تبقى كرة القدم سيدة الميادين الرياضية شعبيتها تفوق الوصف.
دعوني أنظر للموضوع من الدائرة المحلية دائرة مجتمعنا السعودي المهووس بكرة القدم حدّ الهيام، ولا فرق في هذا الهوس بين الجنسين ولا بين الصغار والكبار، لست ممن يتابعون الدوري، ولست من المتعصبات له ،بمعنى أنني لست إلا متابعة فقط ، ويهمني المنتخب الوطني فقط وهو من أتعصب له بهدوء.
تخيلوا أن يندمج التعصب مع الهدوء وهكذا يجب أن يكون التعصب في قالب هادئ ، أحببت النادي الأهلي وأتابع إنجازاته وتاريخه وحبي له نابع من حب زوجي وابني له والحقيقة وفاء جماهير الأهلي تجبر المتابع الحيادي على محبة ناديهم وأهازيجهم المميزة التي تشعل الملاعب حماساً لها دور في لفت الانتباه وبالطبع اللعب النظيف الراقي والأخلاق العالية هي أكثر ما يميز الأندية، ومع تقديري الجمّ للنادي الأهلي إلا أنني أحترم جهود كل الأندية وأعتز بتمثيلهم للرياضة السعودية حين يتوجب وظهورهم بالمظهر اللائق بوطنهم ، ولو توقفنا عند الحماس ،فهذا أمر حتمي لابد منه لكل المشجعين شريطة ألا يتشوه بالسلوكيات الهابطة والألفاظ البذيئة والسب والشتم والحط من قدر الناس وقيمتهم.
التشجيع لناد معين أو فريق ما ، وضع طبيعي حين يتنزه عما لايليق، حتى في البرامج الإعلامية والصحافة ووسائل التواصل ، مهم جداً الترفع عن الإساءات في التعليقات وأن يكون المشجع راقياً متحفظاً في أسلوبه يشيد بناديه بما شاء وكيما شاء لكن شريطة ألا ينحدر في ذمّ الخصم ويصفه بما هو مؤكد أن يحاسب عليه بين يدي الله حساباً عسيراً ،أتمنى أن نصل في محبتنا للأندية إلى درجة أن يكون هذا الحب داعماً يبني لا يهدم خاصة وأن رؤية 2030 دعمت الرياضة السعودية وفتحت آفاق استثمار عالمية واسعة من أجلها ، لذا يجب أن يكون المجتمع الرياضي والجمهور المحب للرياضة، داعماً لأنديته وللرؤية مساهماً في البناء والتغيير الإيجابي للأفضل حتى أساليب التشجيع يجب أن يطالها التغيير والتحول لتكون أرقى وأنظف وليكون هناك محاسبة لأي تعليقات لا تليق بمجتمع كالمجتمع السعودي.
الرياضة مجال حماسي ممتع حين يكون نظيفاً خالياً من شوائب الأخلاق ، وكما هو معروف الرياضة تهذب الأخلاق وتنمي العلاقات الجيدة وتربط بين الشعوب حين تكون في مسارها السليم ،وهي في ذات الوقت متعة وترفيه تمر الأوقات معها بسرور ، وأكيد يعتريها انفعالات مثيرة أحياناً ومضحكة أحيان أخرى، المهم ألا تورث عداوات وبغضاء،، يذكر أحدهم موقفاً طريفاً لصاحبه منذ زمن بعيد وهو ذو رتبة عسكرية في الداخلية حضر مباراة للنادي الذي يشجعه وكان مترقباً للفوز في ضربات الجزاء كما ذكر، وكان الهدف الحاسم الذي على إثره سقط أخونا مغمىً عليه طبعاً هو بلبسه المدني وحين سقط ، سقطت منه بطاقته العسكرية وكان عسكري في التنظيم بالقرب منه، حين أفاق وجد العسكري وهو يرفع يده تحيةً وإشارة لمعرفته وتقديراً له يقول راوي الموقف كم خجل صاحبه من الموقف لكن هذا خارج عن إردته ، إنه الإنفعال الشديد الذي في أحيان كثيرة قد يرفع الضغط ويتسبّب في كوارث ، تذكرت والدي -رحمه الله- حين كان يتابع المصارعة الحرة بتعليق إبراهيم الراشد -رحمه الله- كيف كان والدي في بداية المصارعة في صدر المجلس وبعد قليل نجده بالقرب من التلفزيون زحفاً دون شعور بأنه تحرك من مكانه وتعابير وجهه وحركات يديه تحكي حكاية الانفعال! بعض المشجعين عند مشاهدة مباريات هامه لناديهم، تحصل حالة استنفار في بيوتهم ،ويعتري أهل بيته خوف ووجل.
نحن بحاجة للارتقاء بثقافة المجتمع الرياضية ليكون الآباء قدوة للأبناء لتعيش البيوت حالة من المتعة والأمان بمشاهدة المباريات.
نحن بحاجة لتوعية الأجيال في المدارس والجامعات بكيفية التعامل مع الأحداث الرياضية في البيوت والملاعب ووسائل التواصل. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً)
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أن یکون
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: نثمن دور الأزهر الشريف في إرساء مبادئ العمل التطوعي والتسامح
شارك محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني فى فعاليات النسخة الرابعة من منتدى "اسمع واتكلم" والذي ينظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.
جاء ذلك بحضور المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتورة رهام عبد الله سلامة مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ونيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
وفى كلمته خلال الفعاليات، أعرب السيد الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بالمشاركة في فعاليات النسخة الرابعة من منتدى "اسمع واتكلم"، بحضور هذه النخبة المتميزة من الشخصيات الدينية والفكرية الفاعلة في حياتنا الثقافية، فضلًا عن حضور شباب الجامعات المصرية والدولية هذه الفعاليات التي تركز على عدد من القضايا المهمة، ومنها العمل التطوعي، ونبذ العنف، والفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح، والتي تمثل قيما إنسانية عابرة للحدود، وممتدة عبر الأزمان، ومجسدة لمعاني الإنسانية الحقة، وما تشمله من نبل، وسمو، ورحمة.
وأشار الوزير، إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تؤمن بأن العمل التطوعي يمثل فلسفة متكاملة في بناء حياة الإنسان، ووسيلة فعالة لترسيخ القيم الأخلاقية، وتنمية روح المبادرة، وتعزيز الوعي بالمصلحة العامة لذا فقد أدرجته ضمن ملفات التميز المدرسي، كأحد معايير التقييم في المسابقات المدرسية المختلفة، وسعت إلى تمكين الطلاب من الانخراط في مشروعات وطنية ذات أثر ملموس شملت عدة مبادرات لتوعية الأسرة المصرية بكافة المشكلات التي تؤثر سلبًا على بناء الشخصية المصرية، وكيفية التعامل معها.
وأضاف الوزير، أن الوزارة تستعد خلال العام الدراسي الجديد ٢٠٢٦/٢٠٢٥ لإطلاق منظومة جديدة من المناهج التي ترسخ قيمة العمل التطوعي، وتبرز مكانته في بناء شخصية الطالب، وتؤكد على دور الفرد في المبادرات التطوعية، إلى جانب ذلك، فقد سعت الوزارة نحو فتح المزيد من القنوات لتعزيز التعاون المشترك مع الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، ودعم ثقافة المشاركة المجتمعية، وأبرمت في هذا الصدد العديد من بروتوكولات التعاون لتوفير بيئة حقيقية للعمل التطوعي، يشارك فيها كافة عناصر العملية التعليمية بشكل حقيقي وفعال، ليصبح العمل التطوعي أسلوب حياة، وليس مجرد نشاط.
وأكد عبد اللطيف، أن التسامح يعزز مبادئ التفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد ويشجع على قبول التنوع والاختلاف، ولذلك، فقد حرصت الوزارة على تحصين أبنائها ضد الفكر المتطرف، من خلال تضمين مناهج التربية الدينية العديد من القيم والمبادئ التي تتناول احترام الآخرين وعقائدهم، والحث على حسن التعايش معهم، واتسمت المناهج التعليمية في النظام المطور بالتطبيق الفعلي لمبدأ المواطنة، من خلال تضمينها قيم احترام الآخر في مناهج اللغة العربية والتربية الدينية، بمرحلة التعليم الأساسي، بما يحقق الهدف منها، وترتكز تلك المناهج على أربع ركائز أساسية تشمل المهارات الحياتية، والقيم الإنسانية الداعمة، والقضايا والتحديات المعاصرة، ووحدة وتكامل المعرفة.
وتابع الوزير: «كما أدرجت الوزارة قيم الوعي الوطني، بمصفوفة مناهج المرحلة الإعدادية في النظام التعليمي المطور، لتشمل نواتج التعلم قيم المواطنة والتسامح، وجاءت مادة اللغة العربية معبرة عن تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف، وأظهرت الوجه المضيء للحضارة الإسلامية المتمثل في احتوائها للآخر، واحترامه».
وأضاف الوزير، أنه إلى جانب ذلك، فقد قامت الوزارة بتفعيل وحدات تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان في الوزارة، والمديريات، والإدارات التعليمية، بهدف ترسيخ حقوق الإنسان، ونشر ثقافة احترام الآخر.
ولفت الوزير، إلى أن الوزارة أولت الأنشطة الفنية والاجتماعية المختلفة عناية خاصة، وعملت على تعزيز السلوكيات الصحيحة، والممارسات الإيجابية بين الأطفال وذويهم بالمؤسسات التعليمية، من خلال مبادرة تمكين الطفل المصري.
وقال الوزير: «أنه في هذه المناسبة الطيبة، أود أن أثمن دور مؤسسة الأزهر الشريف في إرساء مبادئ العمل التطوعي، والتسامح ونبذ العنف، ودور" مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" في محاربة كافة الأفكار الهدامة، والتعامل مع التحديات الفكرية والمجتمعية الراهنة، وتطوير آليات التواصل مع الشباب من خلال إطلاق المنصة الحوارية "اسمع واتكلم"، لمناقشة أهم القضايا المعاصرة التي تشغلهم، وتحصينهم ضد الفكر المتطرف من خلال إكسابهم مهارات التفكير النقدي والتحليل المنطقي والسعي نحو الحفاظ على هويتهم في عصر الذكاء الاصطناعي إلى جانب نشر الوعي بالقضية الفلسطينية، والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني».
وأشاد الوزير، بالتعاون المثمر بين خبراء الوزارة وعلماء الأزهر الشريف في عدة مجالات وأنشطة يأتي على رأسها تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية لتخرج معبرة بحق عن وسطية الإسلام، ومبادئه السمحة، وقيمه الأخلاقية، ومثله العليا التي نادى بها.
وفى ختام كلمته، قدم الوزير بخالص الشكر وعظيم التقدير، لكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث المهم، وخروجه بهذه الصورة المشرفة، متمنيا للجميع دوام التوفيق والسداد، وأن يحقق هذا المنتدى أهدافه المنشودة، ويؤتي ثماره المرجوة.
ويهدف المنتدى إلى ترسيخ مبادئ الحوار واحترام الرأي الآخر بين شباب الجامعات، وإيجاد آليات تواصل فعالة من أجل الاستماع إلى آرائهم وطموحاتهم وتطلعاتهم نحو المستقبل.
اقرأ أيضاًوزير التعليم: المدارس المصرية اليابانية تجسد ثمار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
وزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة