ناسا: العثور على أثر للحياة على قمرين في المجموعة الشمسية ممكن
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يضع الفلكيون على عاتقهم مهمة البحث عن دلالات للحياة في عموم الكون بعيدا عن الأرض، وتحظى المجموعة الشمسية بالاهتمام الأكبر نظرا للمسافات القريبة نسبيا، لا سيما أقمار كوكبي المشتري وزحل العملاقين. ويبرز قمرا أوروبا وإنسيلادوس مرشحين رئيسين في الدراسة الحديثة التي نُشرت في دورية "أستروبولجي"، والتي تشير إلى احتمال العثور على إشارات للحياة تحت الطبقة المتجمدة التي تغطي القمرين.
ويشترط علماء الأحياء الفلكية وجود الماء كأحد العوامل المهمة لاحتضان الحياة، ويُعتقد بأن كلا القمرين، أوروبا وإنسيلادوس، يحتوي على محيطات من الماء السائل تحت سطحه الجليدي. ويرجع السبب لبقاء الماء بحالته السائلة إلى الحرارة المتولدة عن قوى المد والجزر الناتجة عن جاذبية كوكبي المشتري وزحل.
وفي عملية البحث عن آثار للحياة في أي بقعة من الكون، يستهدف العلماء الجزيئات والمركبات العضوية مثل الأحماض الأمينية والأحماض النووية التي تمثل وحدات البناء الأساسية في الجسم الحي وتظهر نتيجة النشاط البيولوجي، ويهتم علماء وكالة "ناسا" بمثل هذه البصمات الحيوية التي قد تكون مدفونة في الجليد أسفل السطح مباشرة.
وتهدف البعثات الفضائية المستقبلية إلى اكتشاف هذه العلامات التي ستوفر أدلة قاطعة على وجود نمط من أنماط الحياة، ومن المقرر أن يُطلق القمر الاصطناعي "أوروبا كليبر" في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، وهو المخوّل بقراءة ودراسة قمر أوروبا التابع لكوكب المشتري.
وعلى نحو مماثل، ستنطلق مهمة "إنسيلادوس أوربيلاندر" المقترحة في عام 2038، مستهدفة قمر إنسيلادوس التابع لكوكب زحل، ومن المخطط كذلك أن يهبط المسبار الفضائي لمعاينة التربة وسطح القمر عن قرب.
ووفقا للدراسة، فإن كلا القمرين يحتوي على محيطات مائية شاسعة مغطاة بطبقة من الجليد، وقد شوهدت فيما سبق نافورات مائية تنبثق من بين الجليد على سطح إنسيلادوس، وهذا يدعم نظرية العمليات الحرارية المائية النشطة التي ربما تزيد من حظوظ وجود بيئة ملائمة للحياة.
ولفهم مدى قدرة هذه البصمات الحيوية على البقاء في مثل تلك الظروف القاسية، أجرى العلماء في مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، بقيادة العالم ألكسندر بافلوف، تجارب تحاكي الظروف على قمري أوروبا وإنسيلادوس، فدمجوا الأحماض الأمينية في قطعة جليدية وعرّضوها لأشعة غاما، وكانت النتيجة مذهلة بعد عثورهم على الأحماض الأمينية وهي ما زالت على قيد الحياة.
وأشار بافلوف -في بيان صحفي– إلى أن الأحماض الأمينية على سطح أوروبا قد تظل سليمة على عمق يصل إلى نحو 20 سنتيمترات، وخاصة في المناطق الأقل تعرضا لتأثيرات النيازك. وأما على سطح إنسيلادوس، فيمكن للأحماض الأمينية على عمق بضعة مليمترات تحت السطح النجاة من التحلل الإشعاعي.
وما يزيد حماسة القائمين على الدراسة هو خاصية التجدد السطحي، إذ تتبدّل الطبقة الجليدية باستمرار على سطح القمرين، وربما تندفع تلك المركبات العضوية الموجودة في العمق إلى القرب من السطح الخارجي فيسهّل ذلك عمل المركبات الفضائية في رصدها بالمستقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأحماض الأمینیة على سطح
إقرأ أيضاً:
مشهد فضائي مذهل.. ناسا ترصد «وحشاً كونياً» يمزق نجماً
تمكن فريق بحثي دولي من رصد ثقب أسود من الفئة المتوسطة يُعتقد أنه يقوم بتمزيق وابتلاع نجم قريب، في مشهد دراماتيكي نادر في الفضاء.
ويقع هذا الثقب الأسود، المسمى HLX-1، على بعد حوالي 450 مليون سنة ضوئية عند الحافة الخارجية لمجرة NGC 6099.
ويعتبر هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يقدم أدلة قوية على وجود الثقوب السوداء متوسطة الكتلة، والتي تمثل “الحلقة المفقودة” في تطور الثقوب السوداء بين الأصغر حجمًا والعملاقة.
واعتمد العلماء على بيانات تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية، حيث لاحظوا وميضًا ساطعًا غير اعتيادي ناتج عن حدث اضطراب مدّي، وهو اصطدام نجم بقوة جاذبية الثقب الأسود ما أدى إلى تمزيقه إلى شرائح من البلازما في ظاهرة تعرف بـ”حادث السباغيتي”.
وأوضح الدكتور يي-تشي تشانغ، رئيس فريق البحث، أن هذا الرصد يمنح العلماء لمحة نادرة عن كيفية تطور هذه الثقوب السوداء من أحجام نجمية إلى وحوش كونية عملاقة تسيطر على مراكز المجرات.
ومع دخول تلسكوبات متطورة جديدة، يتوقع الفلكيون المزيد من الاكتشافات التي ستكشف أسرار هذه الثقوب السوداء الغامضة.
IM-Black Hole.
New Hubble Space Telescope and Chandra X-ray Observatory image shows a new possible rare class of black hole with intermediate mass. NGC 6099 HLX-1, the bright X-ray source appears from a compact star cluster on the outer edge of the giant elliptical galaxy.… pic.twitter.com/Qx0MPSWGk7