احتجاجًا على استبعاد إسرائيل.. سفير الولايات المتحدة في اليابان يتغيب عن ذكرى قصف ناغازاكي
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
سيتغيب السفير الأمريكي في اليابان، راهم إيمانويل، عن مراسم إحياء ذكرى قصف القنبلة الذرية في ناغازاكي هذا العام، احتجاجًا على قرار المدينة بعدم دعوة إسرائيل.
وقالت السفارة، إن إيمانويل سيقوم بتكريم ضحايا القنبلة الذرية من خلال حفل بديل سيُعقد في معبد بوذي بطوكيو.
في 6 أغسطس 1945، أسفرت قنبلة ذرية ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما، عن مقتل حوالي 140,000 شخص.
وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ثانية على ناغازاكي، مما أسفر عن مقتل 70,000 آخرين.
كان الهجومان من العوامل الرئيسية التي دفعت اليابان للاستسلام في 15 أغسطس 1945، مما أنهى الحرب العالمية الثانية وعهد العدوان الياباني في آسيا.
واشنطن تقرّر إرساء قيادة عسكرية جديدة في اليابان لمجابهة بكينناغازاكي: إسرائيل غير مدعوة لحضور إحياء ذكرى إلقاء القنبلة النووية وسفراء أمريكا وأوروبا يحتجونعشاء فاخر يجمع الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني في واشنطناليابان تعتزم استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"أكد عمدة ناغازاكي، شيرو سوزوكي، أنه اتخذ قرار عدم دعوة إسرائيل بهدف الحفاظ على أجواء السلمية والجدية خلال المراسم، معربًا عن أنه ليس بسبب دوافع سياسية.
وأضاف سوزوكي أن القرار جاء بعد تقييم المخاطر المحتملة من احتجاجات أو تخريب قد تؤثر على قدسية المناسبة.
وقد تم الإعلان عن هذا القرار بعد تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، حيث تخشى السلطات من أن يستدعي هذا الوضع استجابة قد تزعزع أمن المراسم.
في المقابل، دعت مدينة هيروشيما السفير الإسرائيلي إلى مراسمها التذكارية التي أقيمت يوم الثلاثاء، وحضرها حوالي 50,000 شخص، بما في ذلك إيمانويل. ومع ذلك، لم تُدعَ ممثلون فلسطينيون إلى المراسم.
في رد فعل على استبعاد إسرائيل، أصدرت مجموعة من الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بيانًا مشتركًا عبرت فيه عن قلقها إزاء تسييس المراسم.
ودعت هذه الدول مدينة ناغازاكي إلى إعادة النظر في قرارها لضمان الحفاظ على الرسالة العالمية للمناسبة.
وأكدت الدول أن استبعاد إسرائيل جعل من الصعب على الدبلوماسيين المشاركة "بمستوى عالٍ" في المناسبة، مما قد يؤثر على تعزيز رسالتها الإنسانية.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النووية مهرجان تاناباتا في اليابان...عمره أكثر من 400 عام ولا يزال زخمه قائما اليابانيون يحيون الذكرى الـ79 لقصف هيروشيما السياسة اليابانية السياسة الإسرائيلية أمريكا الشماليةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل شرطة باريس السياسة الإسرائيلية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل شرطة باريس السياسة الإسرائيلية السياسة اليابانية السياسة الإسرائيلية أمريكا الشمالية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل شرطة باريس الألعاب الأولمبية باريس 2024 دونالد ترامب إسبانيا روسيا إيران حركة حماس السياسة الإسرائيلية السياسة الأوروبية الولایات المتحدة یعرض الآن Next فی الیابان
إقرأ أيضاً:
لماذا اختارت إسرائيل ضرب إيران الآن؟
الإعداد لهجوم إسرائيل على إيران ظل مستمرا على مدار عشرين عاما، أصرَّ المسؤولون الإسرائيليون لعقود على أن إيران لا يمكن السماح لها بتطوير السلاح النووي. كما أوضحوا بجلاء أنهم مستعدون لاستخدام القوة العسكرية لتدمير برنامجها النووي. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي يثور سؤالان: لماذا الهجوم الآن؟ وما الذي سيعقبه؟ (تاريخ المقال 13 يونيو).
هنالك ستة عوامل مهمة قادت إلى قرار إسرائيل بمهاجمة إيران.
أولها أثر هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي دفعها نحو التشدد. فالقادة الإسرائيليون اقتنعوا أكثر من أي وقت مضى بأنهم في معركة من أجل البقاء. إنهم يعتبرون صنع قنبلة نووية إيرانية خطرا وجوديا على إسرائيل. وبعد صدمة 7 أكتوبر اعتقدوا أنهم لا يمكنهم التسامح مع مثل هذا الخطر.
العامل الثاني وضع إيران الدفاعي الذي ضعف كثيرا مقارنة بسنوات عديدة سابقة. فالضربات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، والتي أعقبت هجوما صاروخيا استهدف إسرائيل، ألحقت ضررا بليغا بالدفاعات الجوية لإيران وبقدرتها على إنتاج الصواريخ. واعتقد الإسرائيليون أن لديهم فرصة فريدة لمهاجمة إيران وهي لا تزال في ضعفها.
السبب الثالث أن إيران كانت على وشك بلوغ «عتبة» صنع القنبلة النووية التي تمكنها من تجميع سلاح نووي بسرعة معقولة. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت مبكر من الأسبوع الماضي أن إيران انتهكت تعهداتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.
العامل الرابع هو أن إسرائيل تشعر بقدر أكبر من الثقة في قدرتها على إعادة تشكيل الشرق الأوسط بصورة جذرية والتحول إلى القوة العظمى الإقليمية. لقد حذرت إدارة بايدن الإسرائيليين من أنهم إذا هاجموا حزب الله في لبنان سيستثيرون ردا انتقاميا يمكن أن يكون مدمرا. تجاهلت حكومة بنيامين نتنياهو تلك التحذيرات، وقضت على قيادة حزب الله، واحتوت ردة الفعل التي أعقبت ذلك. وهي تنتقل الآن إلى هجوم مباشر على إيران خصمها الإقليمي الرئيسي.
السبب الخامس أن إسرائيل تتعرض إلى ضغوط دولية متزايدة حول الحرب وشبه المجاعة في غزة. والهجوم على إيران يمكِّن حكومة نتنياهو من تغيير «الموضوع». ومن المحتمل أن يجبر البلدان الأوروبية التي يتزايد انتقادها لإسرائيل على المسارعة للدفاع عن إسرائيل.
العامل السادس والأخير كان فقدان إسرائيل الثقة في المحادثات النووية لإدارة ترامب مع إيران. اعتقد الإسرائيليون أن هذه المحادثات ليست فقط خاطئة في الأساس، ولكن يمكن أيضا أن تكون خطرة؛ لأنها ستترك لإيران برنامجها النووي. ومع اقتراب موعد المحادثات بالغة الأهمية بين إيران والولايات المتحدة (التي كان من المقرر انعقادها في مسقط يوم الأحد الماضي- المترجم)؛ قررت إسرائيل تقويضها.
كانت إدارة ترامب تدرك جيدا أن هذا يمكن أن يحدث. ففي الأيام الأخيرة أبلغ المسؤولون الأمريكيون الزوار الأوروبيين بأن هنالك فرصة جيدة لتأمين اتفاق مع إيران. لكنهم أضافوا أن إسرائيل لن ترضى بالاتفاق، واعتقدوا أن حكومة نتنياهو ستمضي قدما في الهجوم على إيران.
قبل أسبوع نقلت الولايات المتحدة بعض الدفاعات المضادة للصواريخ من أوروبا إلى إسرائيل، وأخلت بعض عائلات العسكريين من المنطقة. وهو ما يشير إلى أنها كانت لديها فكرة جيدة عما يوشك أن يحدث.
بهجومها الآن أنهت إسرائيل جدلًا محموما ومثيرا للانقسام داخل إدارة ترامب حول ما إذا كان من اللازم معاونة إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران، أو الامتناع عن ذلك، أو حتى المشاركة بشكل مباشر.
عندما عزل ترامب مايك والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي في بداية شهر مايو كان يُعتقد على نطاق واسع أن المجموعة المؤيدة للحرب والمنحازة لإسرائيل قد أضعفت، وأن من يطلق عليهم دعاة ضبط النفس والأكثر ارتيابا في جدوى المزيد من الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط أصبحت لهم اليد العليا، لكن هجوم إسرائيل أربك دعاة ضبط النفس في إدارة ترامب.
حكومة نتنياهو تعلم من «سابقة» لبنان الأخيرة أن إسرائيل ربما يمكنها تجاهل النداءات الأمريكية بضبط النفس، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها مع ذلك سيدافعون عن إسرائيل ضد أي رد انتقامي إيراني. والبديل لعدم وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل ربما ضرب تل أبيب بصواريخ باليستية ومسيرات، والراجح أن أية حكومة أمريكية لن تقبل بذلك. (ضُربت تل أبيب فعلا - المترجم).
على أية حال؛ إسرائيل تخاطر بسداد الثمن في الأجل الطويل في الولايات المتحدة إذا اعتُبِرَ أنها تجرجر أمريكا دون رغبة منها إلى حرب شرق أوسطية أخرى. وإدارة ترامب التي تصارع لاحتواء التضخم سَتَسْتاء أيضا من أي ارتفاع في السعر العالمي للنفط.
من جهتها تستعد الحكومات الأوروبية لمواجهة المتاعب؛ فهي قلقة من شن هجمات على حركة السفن في الخليج، وارتفاع أسعار النفط، ومن تدفقات جديدة للاجئين، واستقرار بلدان أساسية في المنطقة.
ما يعقب الهجوم سيعتمد على حجم وفعالية الرد الإيراني الذي سيكون أكثر وضوحا في الأيام القادمة. إذا واجهت إيران صعوبة في ضرب إسرائيل مباشرة قد تجد من المغري لها ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة. لكن أي تحرك من هذا النوع سيأتي بنتيجة عكسية؛ لأنه سيعني بالتأكيد مشاركة كاملة للولايات المتحدة في الحرب. (ضربت إيران إسرائيل مباشرة كما هو معلوم – المترجم.)
الخيارات الإيرانية الخطرة الأخرى التي نوقشت منذ فترة طويلة بواسطة الخبراء الاستراتيجيين في المنطقة قد تشمل منع أو تعطيل صادرات النفط من المنطقة. أية أعمال مثل هذه ستقود إلى المزيد من الضربات على إيران بواسطة بلدان أخرى خلاف إسرائيل. لكن نظام إيران -كما هي الحال مع إسرائيل- قد يشعر الآن أنه في حرب من أجل بقائه. كما يحتاج أيضا إلى أن يبرهن على قوَّته للشعب الإيراني وللمنطقة. لعل دورة من التصعيد قد بدأت لِتَوِّهَا.
جيديون راكمان كبير معلقي الشؤون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز