لجريدة عمان:
2025-06-17@04:56:07 GMT

لماذا اختارت إسرائيل ضرب إيران الآن؟

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

الإعداد لهجوم إسرائيل على إيران ظل مستمرا على مدار عشرين عاما، أصرَّ المسؤولون الإسرائيليون لعقود على أن إيران لا يمكن السماح لها بتطوير السلاح النووي. كما أوضحوا بجلاء أنهم مستعدون لاستخدام القوة العسكرية لتدمير برنامجها النووي. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي يثور سؤالان: لماذا الهجوم الآن؟ وما الذي سيعقبه؟ (تاريخ المقال 13 يونيو).

هنالك ستة عوامل مهمة قادت إلى قرار إسرائيل بمهاجمة إيران.

أولها أثر هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي دفعها نحو التشدد. فالقادة الإسرائيليون اقتنعوا أكثر من أي وقت مضى بأنهم في معركة من أجل البقاء. إنهم يعتبرون صنع قنبلة نووية إيرانية خطرا وجوديا على إسرائيل. وبعد صدمة 7 أكتوبر اعتقدوا أنهم لا يمكنهم التسامح مع مثل هذا الخطر.

العامل الثاني وضع إيران الدفاعي الذي ضعف كثيرا مقارنة بسنوات عديدة سابقة. فالضربات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، والتي أعقبت هجوما صاروخيا استهدف إسرائيل، ألحقت ضررا بليغا بالدفاعات الجوية لإيران وبقدرتها على إنتاج الصواريخ. واعتقد الإسرائيليون أن لديهم فرصة فريدة لمهاجمة إيران وهي لا تزال في ضعفها.

السبب الثالث أن إيران كانت على وشك بلوغ «عتبة» صنع القنبلة النووية التي تمكنها من تجميع سلاح نووي بسرعة معقولة. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت مبكر من الأسبوع الماضي أن إيران انتهكت تعهداتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.

العامل الرابع هو أن إسرائيل تشعر بقدر أكبر من الثقة في قدرتها على إعادة تشكيل الشرق الأوسط بصورة جذرية والتحول إلى القوة العظمى الإقليمية. لقد حذرت إدارة بايدن الإسرائيليين من أنهم إذا هاجموا حزب الله في لبنان سيستثيرون ردا انتقاميا يمكن أن يكون مدمرا. تجاهلت حكومة بنيامين نتنياهو تلك التحذيرات، وقضت على قيادة حزب الله، واحتوت ردة الفعل التي أعقبت ذلك. وهي تنتقل الآن إلى هجوم مباشر على إيران خصمها الإقليمي الرئيسي.

السبب الخامس أن إسرائيل تتعرض إلى ضغوط دولية متزايدة حول الحرب وشبه المجاعة في غزة. والهجوم على إيران يمكِّن حكومة نتنياهو من تغيير «الموضوع». ومن المحتمل أن يجبر البلدان الأوروبية التي يتزايد انتقادها لإسرائيل على المسارعة للدفاع عن إسرائيل.

العامل السادس والأخير كان فقدان إسرائيل الثقة في المحادثات النووية لإدارة ترامب مع إيران. اعتقد الإسرائيليون أن هذه المحادثات ليست فقط خاطئة في الأساس، ولكن يمكن أيضا أن تكون خطرة؛ لأنها ستترك لإيران برنامجها النووي. ومع اقتراب موعد المحادثات بالغة الأهمية بين إيران والولايات المتحدة (التي كان من المقرر انعقادها في مسقط يوم الأحد الماضي- المترجم)؛ قررت إسرائيل تقويضها.

كانت إدارة ترامب تدرك جيدا أن هذا يمكن أن يحدث. ففي الأيام الأخيرة أبلغ المسؤولون الأمريكيون الزوار الأوروبيين بأن هنالك فرصة جيدة لتأمين اتفاق مع إيران. لكنهم أضافوا أن إسرائيل لن ترضى بالاتفاق، واعتقدوا أن حكومة نتنياهو ستمضي قدما في الهجوم على إيران.

قبل أسبوع نقلت الولايات المتحدة بعض الدفاعات المضادة للصواريخ من أوروبا إلى إسرائيل، وأخلت بعض عائلات العسكريين من المنطقة. وهو ما يشير إلى أنها كانت لديها فكرة جيدة عما يوشك أن يحدث.

بهجومها الآن أنهت إسرائيل جدلًا محموما ومثيرا للانقسام داخل إدارة ترامب حول ما إذا كان من اللازم معاونة إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران، أو الامتناع عن ذلك، أو حتى المشاركة بشكل مباشر.

عندما عزل ترامب مايك والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي في بداية شهر مايو كان يُعتقد على نطاق واسع أن المجموعة المؤيدة للحرب والمنحازة لإسرائيل قد أضعفت، وأن من يطلق عليهم دعاة ضبط النفس والأكثر ارتيابا في جدوى المزيد من الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط أصبحت لهم اليد العليا، لكن هجوم إسرائيل أربك دعاة ضبط النفس في إدارة ترامب.

حكومة نتنياهو تعلم من «سابقة» لبنان الأخيرة أن إسرائيل ربما يمكنها تجاهل النداءات الأمريكية بضبط النفس، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها مع ذلك سيدافعون عن إسرائيل ضد أي رد انتقامي إيراني. والبديل لعدم وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل ربما ضرب تل أبيب بصواريخ باليستية ومسيرات، والراجح أن أية حكومة أمريكية لن تقبل بذلك. (ضُربت تل أبيب فعلا - المترجم).

على أية حال؛ إسرائيل تخاطر بسداد الثمن في الأجل الطويل في الولايات المتحدة إذا اعتُبِرَ أنها تجرجر أمريكا دون رغبة منها إلى حرب شرق أوسطية أخرى. وإدارة ترامب التي تصارع لاحتواء التضخم سَتَسْتاء أيضا من أي ارتفاع في السعر العالمي للنفط.

من جهتها تستعد الحكومات الأوروبية لمواجهة المتاعب؛ فهي قلقة من شن هجمات على حركة السفن في الخليج، وارتفاع أسعار النفط، ومن تدفقات جديدة للاجئين، واستقرار بلدان أساسية في المنطقة.

ما يعقب الهجوم سيعتمد على حجم وفعالية الرد الإيراني الذي سيكون أكثر وضوحا في الأيام القادمة. إذا واجهت إيران صعوبة في ضرب إسرائيل مباشرة قد تجد من المغري لها ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة. لكن أي تحرك من هذا النوع سيأتي بنتيجة عكسية؛ لأنه سيعني بالتأكيد مشاركة كاملة للولايات المتحدة في الحرب. (ضربت إيران إسرائيل مباشرة كما هو معلوم – المترجم.)

الخيارات الإيرانية الخطرة الأخرى التي نوقشت منذ فترة طويلة بواسطة الخبراء الاستراتيجيين في المنطقة قد تشمل منع أو تعطيل صادرات النفط من المنطقة. أية أعمال مثل هذه ستقود إلى المزيد من الضربات على إيران بواسطة بلدان أخرى خلاف إسرائيل. لكن نظام إيران -كما هي الحال مع إسرائيل- قد يشعر الآن أنه في حرب من أجل بقائه. كما يحتاج أيضا إلى أن يبرهن على قوَّته للشعب الإيراني وللمنطقة. لعل دورة من التصعيد قد بدأت لِتَوِّهَا.

جيديون راكمان كبير معلقي الشؤون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إدارة ترامب أن إسرائیل على إیران

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى حظر السفر الى الولايات المتحدة

يونيو 16, 2025آخر تحديث: يونيو 16, 2025

المستقلة/- تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسيع قيود السفر بشكل كبير، من خلال حظر محتمل لمواطني 36 دولة إضافية من دخول الولايات المتحدة، وفقًا لبرقية داخلية لوزارة الخارجية.

في وقت سابق من هذا الشهر، وقّع الرئيس الجمهوري إعلانًا يحظر دخول مواطني 12 دولة، قائلاً إن هذه الخطوة ضرورية لحماية الولايات المتحدة من “الإرهابيين الأجانب” وغيرهم من تهديدات الأمن القومي.

كان هذا التوجيه جزءًا من حملة قمع الهجرة التي شنها ترامب هذا العام في بداية ولايته الثانية، والتي شملت ترحيل مئات الفنزويليين المشتبه في انتمائهم إلى عصابات إلى السلفادور، بالإضافة إلى جهود لرفض تسجيل بعض الطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية وترحيل آخرين.

في برقية دبلوماسية داخلية موقعة من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حددت وزارة الخارجية عشرات المخاوف بشأن الدول المعنية، وسعت إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية.

ذكرت البرقية الصادرة خلال عطلة نهاية الأسبوع أن “الوزارة حددت 36 دولة مثيرة للقلق، قد يُوصى بتعليق دخولها كليًا أو جزئيًا إذا لم تستوفِ المعايير والمتطلبات المحددة في غضون 60 يومًا”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر البرقية.

وذكرت البرقية أن من بين المخاوف التي أثارتها وزارة الخارجية عدم وجود حكومات كفؤة أو متعاونة من قِبل بعض الدول المذكورة لإصدار وثائق هوية موثوقة. ومن المخاوف الأخرى “الشكوك الأمنية” المتعلقة بجواز سفر تلك الدولة.

وأشارت البرقية إلى أن بعض الدول لم تكن متعاونة في تسهيل ترحيل مواطنيها من الولايات المتحدة الذين صدرت أوامر بترحيلهم. كما أن بعض الدول تجاوزت مدة التأشيرات الأمريكية الممنوحة لمواطنيها.

ومن الأسباب الأخرى المذكورة تورط مواطني تلك الدول في أعمال إرهابية في الولايات المتحدة، أو في أنشطة معادية للسامية وأمريكا.

وأشارت البرقية إلى أن هذه المخاوف لا تنطبق جميعها على جميع الدول المذكورة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية “نحن نعمل باستمرار على إعادة تقييم السياسات لضمان سلامة الأميركيين والتأكد من التزام المواطنين الأجانب بقوانيننا”، رافضاً التعليق على مداولات واتصالات داخلية محددة.

صرح المسؤول قائلاً: “تلتزم وزارة الخارجية بحماية أمتنا ومواطنيها من خلال الالتزام بأعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة من خلال عملية إصدار التأشيرات”.

الدول التي قد تواجه حظرًا كاملًا أو جزئيًا إذا لم تعالج هذه المخاوف خلال الستين يومًا القادمة هي: أنغولا، أنتيغوا وبربودا، بنين، بوتان، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، كمبوديا، الكاميرون، كوت ديفوار، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، دومينيكا، إثيوبيا، مصر، الغابون، غامبيا، غانا، قيرغيزستان، ليبيريا، ملاوي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، ساو تومي وبرينسيبي، السنغال، جنوب السودان، سوريا، تنزانيا، تونغا، توفالو، أوغندا، فانواتو، زامبيا، وزيمبابوي.

سيكون هذا توسعًا كبيرًا في الحظر الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر. الدول المتأثرة هي أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن.

كما قُيّد جزئيًا دخول الأشخاص من سبع دول أخرى – بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا.

خلال ولايته الأولى، أعلن ترامب حظرًا على دخول المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهي سياسةٌ خضعت لمراجعاتٍ عديدة قبل أن تُؤيّدها المحكمة العليا عام 2018.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى حظر السفر الى الولايات المتحدة
  • في ذكرى ميلادها... فتحية شاهين "راهبة الفن" التي عاشت للكاميرا وماتت في صمت
  • تخلوا عن إسرائيل.. هكذا يُقسّم التصعيد العسكري مع إيران قاعدة ترامب
  • أبو شامة عن حرب إيران: أهداف الولايات المتحدة تختلف عن إسرائيل
  • إدارة ترامب تستهدف مصر وسوريا و34 دولة بحظر السفر للولايات المتحدة
  • سيمون تحتفل بعيد ميلادها.. زهرة الفن المختلف التي زرعت البهجة وصنعت لنفسها طريقًا لا يُشبه أحدًا
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • خبيران للجزيرة نت: إسرائيل تجاوزت واشنطن وورطتها في التصعيد مع إيران