سودانايل:
2025-06-27@06:04:55 GMT

لماذا جنيف بدلا عن جده ؟!

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

مناظير الخميس 8 اغسطس، 2024
زهير السراج
manazzer@yahoo.com

لماذا جنيف بدلا عن جده ؟!

* تتجه الانظار الى مدينة (جنيف) السويسرية التي تعلقت بها قلوب كل السودانيين تفاؤلا بانعقاد المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الرابع عشر من هذا الشهر(اغسطس، 2024 ) بدعوة من الادارة الامريكية التي اظهرت اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة بالازمة السودانية، واجتهد وزير خارجيتها (انتوني بلينكن) والمبعوث الامريكي الى السودان (توم بيرييلو) ومندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن (ليندا توماس غرينفيلد)، بالاضافة الى عدد من المُشرِّعين في الكونجرس الامريكي وعلى رأسهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور (بن كاردين)، للضغط من أجل حل الازمة السودانية!

* ويعود الفضل في استجابة الادارة الامريكية والرئيس (جو بايدن) بتعيين مبعوث خاص للسودان للسيناتور (كاردين) بعد ان دعا الى ذلك اكثر من مرة، وظل ينتقد اداء الادارة الامريكية تجاه الازمة السودانية ويصفه بالضعف وعدم المبالاة، ويطالب بحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، فضلا عن إشادته المستمرة بالشباب السوداني وحثه على عدم فقدان الأمل، ولقد ذكر في احدى مخاطباته امام مجلس الشيوخ بأن الشعب السوداني يستحق حياة افضل، قائلا انه "عندما خرج إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير بعد عقود من الحرب، صعدت امرأة شابة "سيدة الحرية" على سطح سيارة، استولى المتظاهرون عليها للحظات، وبينما كانت ترفع إصبعها في الهواء، قرأت قصيدة اصبحت إحدى شعارات الثورة السودانية فيما بعد: "الرصاص لا يقتل، صمت الناس هو الذي يقتل" ـ الطلقة ما بتكتل بيكتل سكات الزول ــ وردد كاردين أكثر من مرة "الصمت هو الذي يقتل"، مطالبا الادارة الامريكية بعدم الصمت تجاه ما يحدث في السودان والضغط من اجل إنهاء الصراع.



* بعد تعيين توم بيرييلو مبعوثا للسودان، خاطب السيناتور (كاردين) مجلس الشيوخ واقترح خطة من اربع نقاط لحل الازمة السودانية، الأولى: إنشاء منتدى دبلوماسي موحد للتفاوض على وقف إطلاق النار يضم شركاءً من أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا إلى جانب شركاء من المنظمات المتعددة الأطراف، الثانية: الضغط لجمع الاطراف على طاولة المفاوضات، الثالثة: تحفيز الاستجابة الانسانية وحشد الدعم والتمويل الدوليين، والرابعة: معالجة الافلات من العقاب مرة واحدة وللابد. (إنتهى)

* لا شك أن المراقب للأحداث لم يفت عليه أن هذه هى الخطة التي اعتمدها وعمل بها (توم بيرييلو) منذ تعيينه، حيث قام بالعديد من الزيارات واللقاءات مع الجهات ذات الصلة بشأن توحيد العمل الدبلوماسي، والتنسيق مع الدول المانحة والوكالات العاملة في المجال الانساني خاصة (الوكالة الامريكية للتنمية) لرفع مساهماتها، وها نحن الآن نخطو نحو المفاوضات لو سارت الامور على ما يرام، ولقد حددت الولايات المتحدة بندين للتفاوض هما وقف اطلاق النار وحماية المدنيين الذي يتضمن إيجاد آلية فعالة لتوزيع المساعدات الإنسانية.

* دعونا اليوم وقبل الدخول في تفاصيل المفاوضات، نحاول الاجابة على سؤال مهم جدا لم يتطرق إليه البعض يعطي بعض المؤشرات حول أهمية وطبيعة هذه المفاوضات، وهو: لماذا إختيرت مدينة (جنيف) بسويسرا بواسطة الولايات المتحدة مكانا للمفاوضات بدلا عن مدينة (جده) بالمملكة العربية السعودية رغم ان الثانية هى التي احتضنت أولى المفاوضات بين الطرفين تحت اشراف الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية؟!

* خمسة أسباب في رأيي لهذا الإختيار:

أولا، جنيف هى المدينة التي إختارها مبعوث الامين العام للامم المتحدة (رمطان العامرة) مكاناً للمفاوضات بين الجيش والدعم السريع في الفترة بين (11 – 18 يوليو السابق) باعتبارها مقرا للأمم المتحدة، وباختيار الولايات المتحدة لها مقرا للمفاوضات القادمة بين الطرفين فيه إشارة واضحة بان المفاوضات لن تكون بمعزل عن الأمم المتحدة والدول المنضوية لها مما يعطيها بُعدا دوليا، ويضعها تحت رقابة دولية الامر الذي يجعل الطرفين أكثر حرصا وجدية على التعامل معها.

ثانيا، جنيف هى المركز الرئيسي لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبما أن المفاوضات ستتضمن حماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الانسانية وهما أمران يتعلقان بحقوق الإنسان، فإن اختيار جنيف للمفاوضات سيضعها تحت رقابة مباشرة لمجلس الامم المتحدة المناط به مراقبة وحماية حقوق الانسان في العالم بما يضع نوعا من الضغط على الطرفين ويجعلهما اكثر مرونة في الاستجابة لموضوع توصيل المساعدات الانسانية خاصة مع التقارير الدولية الاخيرة التي تتحدث عن تفشي المجاعة والامراض في السودان والادانة لطرفى الحرب باعاقة ومنع توصيل المساعدات.

ثالثا، بُعد جنيف عن الازدحام ومراكز الاعلام خاصة العربية يجعلها انسب لقيام المفاوضات من مدينة جدة المزدحمة والمكتظة باجهزة الاعلام والتي يمكن ان تؤثر سلبا على مسار المفاوضات.

رابعا، تعتبر جنيف منطقة محايدة للجميع .. المسهلون للمفاوضات (الولايات المتحدة والسعودية) والمراقبون (الإتحاد الافريقي، الإيقاد ودولتا مصر والأمارات العربية)، الذين قد لا تتيح لهم مدينة جده (خاصة الامارات ومصر) المناخ المناسب لممارسة عملهما الرقابي بعيدا عن التأثير الذي يمكن أن يتعرضا له في مدينة جده أو أى مكان آخر، مما يؤثر على نجاح او سير المفاوضات.

السبب الخامس والمهم جدا في رأيي لنقل المفاوضات من جده الى جنيف، هو الفصل بين الإثنتين ــ رغم تصريحات وزير الخارجية الامريكي توني بلينكن بأن مفاوضات جنيف ستكون إمتدادا لمفاوضات جده ــ والهدف الرئيسي من الفصل هو ألا تكون بنود مفاوضات جده ( خاصة بند اخلاء منازل المواطنين التي ظل الجيش يتمسك بها كشرط اساسي لاستئناف المفاوضات مع الدعم السريع) عقبة أمام المفاوضات الجديدة باعتبارها ستنحصر في بندين فقط هما وقف اطلاق النار وتوصيل المعونات الانسانية للمواطنين عبر آليات يتفق عليها!

* لا شك أن اختيار جنيف وتحديد أجندة التفاوض في بندين فقط كان موفقا للغاية، وفيه الكثير من الذكاء، ولن يكون هنالك خيار أمام الطرفين سوى المشاركة خاصة مع الضغوط الشديدة التي مارسها وزير الخارجية الامريكي بشكل مباشر أو عبر حلفاء أمريكا في المنطقة خاصة مصر والسعودية والامارات.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الادارة الامریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة

وتنص المادة الخامسة من اتفاقية تأسيس الحلف على أن أي هجوم تتعرض له دولة بالناتو يعتبر هجوما على الجميع، ويصبح الأعضاء كلهم مطالبين بالدفاع عن الدولة المستهدفة.

وعلى هذا الأساس، تخصص كل دولة من الدول الأعضاء 2% من ناتجها المحلي السنوي لتعزيز قدرتها الدفاعية، التي هي جزء من قدرة الحلف، وقد دفعت بولندا العام الماضي أكثر من 4% بسبب خوفها من روسيا، وهي نسبة تفوق ما تدفعه أميركا التي توصف بأنها أكبر الداعمين.

في المقابل، يرى مراقبون أن هناك من يحاولون الحصول على حماية الحلف دون أن يدفعوا كثيرا من المال ككندا وبلجيكا اللتين تدفعان 1.5 و1.28% من ناتجيهما على التوالي، وهو أمر لم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترامب انزعاجه منه ورفضه له، وواصل منذ عودته إلى البيت الأبيض في قبل 5 أشهر مطالبته الجميع بدفع ما عليها.

بل إن ترامب أعلن صراحة أن الولايات المتحدة لن تساهم في حماية من لا يدفعون ثمن حمياتهم، بقوله: "عندما قلت: إذا لم تدفعوا، فلن نحميكم بدأ المال يتدفق. لا أحد غيري قال ذلك من قبل"، مضيفا "لقد تعرضت لانتقادات كثيرة، اعتبروه تهديدا، أنا أنقذت الناتو، لكن الناتو يستغلنا".

سأشجع بوتين إن هاجمكم

وذهب ترامب إلى أبعد من هذا بقوله إن رئيس إحدى الدول سأله إن كان سيحميهم إن لم يدفعوا، فأجابه الرئيس الأميركي: "بل سأشجع روسيا إذا هاجمت أي دولة لا تدفع"، أو بمعنى آخر وكما فهمه كثيرون فقد "هدد بإفلات الروسي فلاديمير بوتين عليهم".

ولم يتوقف ترامب عند مطالبة الدول بدفع حصتها، فطالب برفع نسبة الإنفاق لكل دولة إلى 5%، وقال "أنتم ستزيدون الإنفاق وأميركا لن تدفع، فقد دفعت كثيرا من قبل".

وأثناء الاجتماع الأخير للحلف، والذي عقد أمس الثلاثاء في مدينة لاهاي، وافقت الدول على ما طلبه ترامب، وقد هنأه الأمين العام للناتو مارك روته بأنه "جعل الجميع يمتثلون لمبادرته". لكن إسبانيا اعترضت على الاقتراح وقال رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إنه اتفق مع الناتو على حل.

إعلان

وتوصلت حكومة إسبانيا إلى اتفاق إيجابي مع الحلف ينص على أن تخصص 2.1% من ناتجها المحلي الإجمالي لتعزيز قدرتها الدفاعية.

لكن الأمين العام للناتو نبَّه سانشيز إلى أنه مطالب بإيجاد الأموال ودفع 5% كبقية الدول، وعندما رفض رئيس الوزراء الإسباني هذا الأمر تم إبعاده من الصورة الجماعية.

وتفاعلت مواقع التواصل مع هذه التطورات حيث قال ناشطون إن على أوروبا الاعتماد على نفسها، لأن أميركا لم تعد مضمونة في ظل تغير مزاجها إزاء الأزمات الخارجية، بينما اعتبره آخرون بداية سباق تسلح فردي.

ومن ضمن التغريدات التي رصدتها حلقة "شبكات" بتاريخ 2025/6/25 تغريدة للناشط روني قال فيها "أوروبا يجب أن تتحمّل مسؤولية أمنها بنفسها، الاعتماد المفرط على واشنطن لم يعد مضمونا، خاصة مع تغير المزاج الأميركي تجاه الالتزامات الخارجية".

كما كتب الحسن: "هذا الطرح لرفع إنفاق يثير مخاوف في دول بأوروبا من سباق تسلح جديد على حساب الأولويات الاجتماعية".

فيما قال سمير إن خطاب ترامب المتكرر عن الدفع من أجل الحماية "لا يستهدف رفع ميزانيات الدفاع، بل يعيد تعريف مفهوم الحماية الجماعية داخل الناتو، من التزام غير مشروط، إلى عقد مشروط بالدفع والتقاسم العادل للأعباء".

أما عبد العزيز، فكتب "ترامب يُبقي الحلفاء في حالة توتر مستمر. هذا التذبذب قد يكون وسيلة ضغط فعّالة، لكنه يُضعف الثقة السياسية ويجعل خصوم الحلف يراهنون على انقسامه الداخلي".

25/6/2025-|آخر تحديث: 21:04 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • عاجل | الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة إلى الولايات المتحدة
  • سانت جيلواز يدخل الخط للظفر بخدمات زرقان
  • نائب أمريكي: لماذا يحتاج الكونغرس للتصويت على قراري المتعلق بصلاحيات حرب إيران؟ (ترجمة خاصة)
  • النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • وزير الخارجية الإيراني: لا مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الاعتداءات مستمرة
  • هل تقود الولايات المتحدة إلى صفقة شاملة في غزة؟
  • لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟