شهدت الأسواق المالية انهيارا مدويا هذا الأسبوع، نتيجة أربعة أسباب رئيسية تتمحور حول إشارات النمو السلبية المتوقعة في الولايات المتحدة، وقرار اليابان برفع أسعار الفائدة مما أثر على المستثمرين المقترضين بعملة الين، فضلا عن تقارير تشير إلى أن تكاليف استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات تفوق الفوائد، إلى جانب تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.



وقال الكاتب إرهان أصلان أوغلو في مقال نشرته صحيفة "إيكونوميم" التركية وترجمته "عربي21": إن السبب الأول هو تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة، بما في ذلك بيانات التوظيف، أداءً أضعف من المتوقع، مما أدى إلى موجة بيع واسعة في البورصات الأمريكية.

وأشار الكاتب إلى أن السبب الثاني يتمثل في رفع اليابان لأسعار الفائدة، وهو ما أدى إلى اضطراب في عمليات "الكاري تريد" التي يعتمد فيها المستثمرون على الاقتراض بالين الياباني للاستثمار في أصول ذات عوائد أعلى. وأدى هذا إلى زيادة تكلفة التمويل، مما حفز على عمليات بيع كبيرة في الأسواق، خاصة في الولايات المتحدة.


وأوضح الكاتب أيضًا أن السبب الثالث يتعلق بالتقارير التي تشير إلى أن تكاليف استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات أصبحت تفوق الفوائد المرجوة منها، مما دفع المستثمرين إلى بيع أسهم الشركات التقنية. وقد أدى هذا البيع، بدوره، إلى زيادة الاضطرابات في الأسواق بفعل تداخل هذه العمليات مع استراتيجيات الكاري تريد.

وذكر أن السبب الرابع يكمن في تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ولا سيما بين إسرائيل وإيران، مما يزيد من احتمالية حدوث صدمة في العرض تؤدي إلى تفاقم الركود التضخمي في الاقتصاد العالمي.

وأفاد الكاتب بأن التوقعات المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي لا تدعم فكرة دخول الاقتصاد في ركود قريبًا، مشيرًا إلى أن النمو في الربع الثاني كان 2.8 بالمئة، وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي لأتلانتا تشير إلى نمو بنسبة 2.5 بالمئة في الربع الثالث؛ حيث إن البيانات السلبية التي ظهرت في سوق العمل قد تكون متأثرة بإعصار تكساس الذي وقع في يوليو/تموز، أما  بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات جاءت أفضل من المتوقع، مما يقلل من القلق بشأن الوضع الاقتصادي.

ونوه الكاتب أيضًا إلى أن التباطؤ الاقتصادي المتوقع للعام المقبل، حيث من المنتظر أن يكون النمو أقل من 2 بالمئة، هو تطور متوقع ولا يعني بالضرورة دخول الاقتصاد في حالة ركود. كما أن المخاطر الجيوسياسية والتضخم تشكل تحديات، ولكن لا يُعتقد أن هذه العوامل ستدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض سريع لأسعار الفائدة بعد سبتمبر.


وفيما يتعلق باليابان، وضح الكاتب أن ما حدث هناك هو تصحيح تقني، وأن الأضرار المحتملة لن تستمر بنفس الطريقة. أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فإن التوقعات المتفائلة للغاية قد تراجعت، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيكون غير مفيد أو ضار بشكل كبير.

وأكد الكاتب أن أكبر المخاطر حاليًا تأتي من التطورات الجيوسياسية، خصوصًا في الشرق الأوسط، حيث إنه من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الأمور، فإن هذه المنطقة قد تتأثر بشكل أكبر إذا سارت الأمور في اتجاه سلبي؛ حيث إن الاقتصاد المحلي في مرحلة تباطؤ، مما قد يؤثر على أرباح الشركات ونظام المدفوعات، ويتوقع أن يظل سوق الأسهم متقلبًا في المستقبل القريب.

في النهاية، أشار الكاتب إلى أن الأسواق العالمية قد تشهد ارتفاعا في نهاية العام بعد الانتخابات الأمريكية، وأن سوق الأسهم المحلي قد يستفيد من هذا الارتفاع، رغم ذلك، فإن التوقعات بتحقيق مكاسب كبيرة مثل تلك التي شهدناها في العامين الماضيين ليست واقعية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الأسواق المالية الولايات المتحدة اليابان تركيا اليابان الولايات المتحدة انهيار الأسواق المالية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي ترسم ملامح نظام اقتصادي حديث برؤية أخلاقية

انطلقت في إسطنبول أعمال القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي، أمس، التي ينظمها منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من قادة الفكر، وصنّاع القرار، وشخصيات اقتصادية مرموقة من مختلف أنحاء العالم، وذلك بحضور فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس أمناء منتدى البركة، كلمة أكد فيها أن العديد من العواصم العربية والإسلامية تشهد في الوقت الراهن حراكًا تنمويًا لافتًا يعكس استعدادها الفعلي للمساهمة في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي الجديد، مشيرًا إلى أن تلك الديناميكية التنموية تُعد دليلاً واضحًا على اتساع نطاق التوجه نحو نماذج اقتصادية أكثر عدالة وفعالية.

سفير تركيا : التجارة مع مصر وصلت لـ 8,8 مليار دولارسفير تركيا بالقاهرة يشيد بالتنمية العمرانية والسياحية داخل مصر

وأضاف كامل أن العالم الإسلامي يمتلك المقومات البشرية والمادية والقيمية التي تؤهله لقيادة نموذج اقتصادي عالمي متوازن، يقوم على أسس أخلاقية راسخة دون أن يغفل متطلبات الكفاءة المؤسسية والحداثة الاقتصادية. وأشار إلى أن التحولات الجارية في عدد من البلدان الإسلامية تؤكد إمكانات كبيرة لتبني نظم اقتصادية معاصرة مستلهمة من المنظومة الإسلامية الأصيلة.

وأكد أن الاقتصاد الإسلامي لا يُعد تصورًا نظريًا أو خيارًا هامشيًا، بل هو إطار مالي ومؤسسي فعّال أثبت جدواه من خلال أدواته المتعددة كالصكوك، والوقف، والزكاة، والتكافل، والتي يمكن دمجها في البيئات التنظيمية الحديثة ضمن رؤية تنموية شاملة ومسؤولة.

وشدد على أهمية بناء وتوسيع شراكات دولية بين الدول الإسلامية من جهة، والمؤسسات والمجتمعات الدولية من جهة أخرى، مع ضرورة تحويل التجارب الاقتصادية الناجحة في العالم الإسلامي إلى نماذج قابلة للتطبيق والنمو على نطاق عالمي، في إطار رؤية استراتيجية تستند إلى القيم وتنفتح على معطيات ومتغيرات العصر.

ويُعد منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي مؤسسة فكرية مستقلة وغير ربحية، انطلقت أولى فعالياتها من المدينة المنورة عام 1981، ومنذ ذلك الحين دأب المنتدى على عقد لقاءات سنوية تستقطب كبار المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، سعيًا إلى بلورة رؤى اقتصادية متقدمة، وتقديم حلول عملية تدعم بناء منظومة الاقتصاد الإسلامي على أسس علمية ومعرفية راسخة.

طباعة شارك إسطنبول القمة العالمية الثانية منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي رجب طيب أردوغان الرئيس التركي عبد الله صالح كامل

مقالات مشابهة

  • انطلاق القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي بإسطنبول.. و3 عواصم خليجية تقود المنطقة عالميًا
  • وزارة الاقتصاد: بنك معلومات تجاري لتأسيس الشركات وإصدار السجلات التجارية قريباً
  • جليلاتي: سوق دمشق للأوراق المالية لن يكون مجرد منصة لتداول الأسهم والسندات، بل سيكون له دور فاعل في إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما سيسهم في استقرار العملة الوطنية وربط الاقتصاد السوري بالاقتصادات العالمية
  • سعر الحديد اليوم الخميس الأول من يونيو 2025 في الأسواق العالمية والمحلية
  • بند ضريبي جديد يهدد الاستثمارات الأجنبية في أميركا ويثير قلق الأسواق العالمية
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى
  • عُمان تتقدم في المؤشرات العالمية وسط إشادة دولية
  • القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي ترسم ملامح نظام اقتصادي حديث برؤية أخلاقية
  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!
  • «غرفة دبي» تعزز وصول الشركات المحلية إلى العالمية