بوابة الوفد:
2025-05-09@20:24:56 GMT

صناعة الموت

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

الاستعمار والتفرقة العنصرية أبشع جرائم التاريخ. وبقدر مساهمة الغرب فى الحضارة الإنسانية الحديثة، بقدر استمراره حتى اللحظة فى تصدر قائمة صناع الموت فى العالم. فى القرن التاسع عشر (قرن التوسع الاستعمارى) لقيت الدعوة إلى السلام معارضة كبيرة ممن كانوا ينظرون إلى الحرب باعتبارها عملا ساميا ومجيدا، بل جميلا، فى حين يرون فى السلام مسعى جبانا ومنحطا وماديا وفاسدا، وهى نفس عقلية نتنياهو اليوم.

كان العديد من المحافظين فى فرنسا وألمانيا يتصورون الحرب باعتبارها وسيلة فعالة لمد العمر الافتراضى للقيم التقليدية. المؤرخ الألمانى هاينريش فون ترايتشكة، أحد أبرز المدافعين عن وجهة النظر هذه – المؤيدة لثقافة الحروب –. يرى أنه على الرغم من كل وحشية الحرب وصرامتها، فإنها تنسج رباط الحب بين رجل ورجل، فتربطهما معا لكى يواجها الموت، وتجعل كل صور التمييز الطبقى تختفى. وينظر كثير من الداروينيين الاجتماعيين إلى الحرب بإيجابية لأنهم يعتبرونها الوسيلة الرئيسية التى يمكن من خلالها للأمم التقدمية أن تؤكد تفوقها (عقيدة النازى فيما بعد، ونتنياهو اليوم). ومن جانبه وصف المؤرخ الفرنسى ارنست رينان الحرب بأنها «واحدة من شروط التقدم». أما عالم الرياضيات الإنجليزى كارل بيرسون فيرى أن «طريق التقدم مفروش بحطام الدول»، وأن الحرب فضيلة تاريخية. 
بدت آراء مثل هؤلاء العلماء والمفكرين وكأنها تمهد لعالم مقبل على حروب لا تنتهى، وما هى إلا سنوات قليلة وأطل القرن العشرين، الذى شهد حربين عالميتين. ضحايا الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) 9.4 مليون قتيل، وملايين آخرين من المشوهين جسديا ونفسيا. الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) كانت أشد تدميرا من الحرب الأولى وتتراوح تقديرات ضحايها ما بين 50 و60 مليون قتيل (جنود ومدنيين). كان الألمان يقومون بتجويع أوقتل وإنهاك جنود الحلفاء المستسلمين حتى الموت (نفس نازية إسرائيل نتنياهو). سلب الألمان البلدان التى احتلوها من المواد الغذائية والسلع الضرورية (نفس ما تفعله إسرائيل فى غزة).. تدخلت أمريكا فى الحرب وانتهى تدخلها بدك اليابان بالقنابل الحارقة والنووية. فى يونيو 1945 تم قصف طوكيو بقنابل شديدة الانفجار مما أدى إلى إحراق 15.8 كلم مربع من المدينة وقتل 87.793 مدنيا. أدى قصف هيروشيما بالقنابل النووية إلى قتل 145 ألف يابانى ونفس الدمار والقتل بقنبلة نووية أخرى على ناجازاكى. وعلى ما يبدو أن صناعة الموت ستظل أوروبية أمريكية، مع اتساع نطاق وكلائها فى العالم خاصة الوكيل الصهيونى النازى الذى قد يورط الحمار الأمريكى فى حرب عالمية جديدة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح حرب عالمية جديدة صناعة الموت عقلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

عين الدفلى.. قتيل وجريح في اصطدام بين سيارة وشاحنة بـ جندل

لقي شخص حتفه فيما أصيب آخر في حادث مرور  وقع الطريق  السيار  شرق-غرب إتجاه الجزائر ببلدية ودائرة جندل ولاية عين الدفلى.

وحسب ببيان الحماية المدنية تدخلت على الساعة 17:00 من أجل حادث اصطدام بين سيارة وشاحنة بالمكان المسمى السرا .

الحادث أسفر عن وفاة شخص تم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث، وإصابة آخر من يبلغ من العمر 23 سنة تم إسعافه ونقله إلى المستشفى المحلي.

مقالات مشابهة

  • عين الدفلى.. قتيل وجريح في اصطدام بين سيارة وشاحنة بـ جندل
  • مجازر مايو 1945.. يوم كافأت فرنسا الجزائريين بدفنهم في قبور جماعية
  • بين الذاكرة والاستعراض.. روسيا توجّه رسائل القوة في ذكرى النصر الثمانين
  • إشادة فرنسية بالجنود المغاربة في حفل عسكري تخليداً للذكرى الثمانين لانتصار 8 ماي 1945
  • هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح
  • ذكرى الحرب العالمية الثانية.. يوم انتصر الحلفاء وانهزم الإنسان
  • 1.1 مليون طفل بغزة على شفا الموت جوعا
  • الموت بأنينٍ مكتوم!
  • ليست الحرب الأولى.. لماذا خاضت الهند وباكستان 3 حروب سابقة على صراع 2025؟
  • قصف عنيف.. اشتعال الحرب بين الهند وباكستان وسقوط 38 قتيلًا