الاستعمار والتفرقة العنصرية أبشع جرائم التاريخ. وبقدر مساهمة الغرب فى الحضارة الإنسانية الحديثة، بقدر استمراره حتى اللحظة فى تصدر قائمة صناع الموت فى العالم. فى القرن التاسع عشر (قرن التوسع الاستعمارى) لقيت الدعوة إلى السلام معارضة كبيرة ممن كانوا ينظرون إلى الحرب باعتبارها عملا ساميا ومجيدا، بل جميلا، فى حين يرون فى السلام مسعى جبانا ومنحطا وماديا وفاسدا، وهى نفس عقلية نتنياهو اليوم.
بدت آراء مثل هؤلاء العلماء والمفكرين وكأنها تمهد لعالم مقبل على حروب لا تنتهى، وما هى إلا سنوات قليلة وأطل القرن العشرين، الذى شهد حربين عالميتين. ضحايا الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) 9.4 مليون قتيل، وملايين آخرين من المشوهين جسديا ونفسيا. الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) كانت أشد تدميرا من الحرب الأولى وتتراوح تقديرات ضحايها ما بين 50 و60 مليون قتيل (جنود ومدنيين). كان الألمان يقومون بتجويع أوقتل وإنهاك جنود الحلفاء المستسلمين حتى الموت (نفس نازية إسرائيل نتنياهو). سلب الألمان البلدان التى احتلوها من المواد الغذائية والسلع الضرورية (نفس ما تفعله إسرائيل فى غزة).. تدخلت أمريكا فى الحرب وانتهى تدخلها بدك اليابان بالقنابل الحارقة والنووية. فى يونيو 1945 تم قصف طوكيو بقنابل شديدة الانفجار مما أدى إلى إحراق 15.8 كلم مربع من المدينة وقتل 87.793 مدنيا. أدى قصف هيروشيما بالقنابل النووية إلى قتل 145 ألف يابانى ونفس الدمار والقتل بقنبلة نووية أخرى على ناجازاكى. وعلى ما يبدو أن صناعة الموت ستظل أوروبية أمريكية، مع اتساع نطاق وكلائها فى العالم خاصة الوكيل الصهيونى النازى الذى قد يورط الحمار الأمريكى فى حرب عالمية جديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح حرب عالمية جديدة صناعة الموت عقلية نتنياهو
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: الحوثي كورقة أخيرة بيد إيران.. هل ستحاول الأولى العودة إلى الحرب في ظل الضربات الإسرائيلية؟
قالت صحيفة "جي بوست" العبرية إن جماعة الحوثي في اليمن هي الورقة الأخيرة بيد إيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وتدمير قدرات حزب الله اللبناني واغتيال قياداته.
وذكرت الصحيفة في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن تقرير تشير إلى أن الحوثيين قد يكثفون هجماتهم إذا انضمت الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل على إيران. وقد امتنعت الجماعة الإرهابية المتمركزة في اليمن عن شن هجمات مؤخرًا على السفن في البحر الأحمر منذ انتهاء حملة القصف الأمريكية ضد الحوثيين الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن الحوثيين يستخدمون الهجمات على إيران لحشد قواتهم في اليمن.
وأفادت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار إنهاء الهجمات بعد عدة أسابيع عندما بدا أن الجماعة وافقت على وقف هجماتها على السفن، وإن لم تكن ضد إسرائيل نفسها.
وحسب التحليل تدخلت الولايات المتحدة ضد الحوثيين عندما بدأوا بمهاجمة السفن في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل. زعموا أنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل في البداية، لكنهم وسّعوا نطاق الهجمات لتشمل العديد من السفن التجارية الأخرى. على الرغم من معارضة مجموعة من الدول الغربية لهجمات الحوثيين بدءًا من نوفمبر وديسمبر 2023، إلا أن ذلك لم يردعهم.
وقالت "ثم وسّع الحوثيون حملتهم لتشمل هجمات متكررة بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، بالإضافة إلى هجمات بطائرات مسيرة. وردّت إسرائيل عدة مرات عام 2024".
في عام 2025، وفق التحليل أوقفت الجماعة الإرهابية هجماتها خلال وقف إطلاق النار في غزة. زعموا دعمهم لحماس، فاختاروا الانضمام إلى وقف إطلاق النار. عندما انتهى وقف إطلاق النار في الأول من مارس، عاود الحوثيون شن هجماتهم. وبدأت الولايات المتحدة جولتها الجديدة من التدخل في 15 مارس.
وقالت إن التهديدات الأمريكية بالتدخل ضد إيران دفعت الحوثيين إلى إعادة النظر في موقفهم. وأضافت "يمكنهم محاولة إحداث فوضى في حركة الملاحة، ويمكن لإيران أن تفعل الشيء نفسه في مضيق هرمز".
وزادت "يمكن للحوثيين مهاجمة السفن الداخلة إلى البحر الأحمر أو الخارجة منه عند مضيق باب المندب، مما قد يضر بإمدادات الطاقة العالمية. هذه إحدى آخر أوراق طهران".
ومع ذلك، حسب التحليل العبري قد تكون إيران قلقة من هذا المسار لأنه سيُغضب دول الخليج. تتمتع طهران بعلاقات ودية مع عُمان والكويت وقطر. كما عملت على إصلاح العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات.
وأكد التحليل أن أي هجمات على الملاحة البحرية ستضر بمصر لاعتمادها على قناة السويس، وستُغضب الإمارات والسعودية. وسيحتاج الحوثيون وإيران إلى دراسة هذا الأمر في ظل التوترات الأخيرة.