الدكتور محمد بكر يكتب: «Super Cow» البقرة الخارقة
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
لقد أمضينا العديد من السنوات فى دراسة الأبقار الحلابة، وسافرنا من مشارق الأرض لمغاربها، وعلمنا الكثير عنها، وما زال هناك العديد من المعلومات الهامة عن الأبقار نتعلمها يوماً بعد يوم، فالأبقار لديها 4 غرف فى جهازها الهضمى هى الكرش والشبكية والورقية والأنفحة، وتقوم بعملية الهضم الميكروبى (فى حين أن الإنسان لديه معدة واحدة فقط ويقوم بالهضم الإنزيمى).
أكثر من 60% من البروتين الذى تأكله الأبقار يتكسر ويتحول داخل الكرش إلى أمونيا، وتقوم الكائنات الحية بتحويل هذه الأمونيا، من خلال سلسلة من عمليات الهضم والتمثيل الغذائى، إلى بروتين ميكروبى عالى القيمة الحيوية تستخدمه الأبقار فى إنتاج اللحوم والألبان، فى حين أن نحو 40% من البروتين المأكول يهرب من التكسر بالكرش ويتجه إلى الأمعاء بطريقة أصبحت محل اهتمام العديد من العلماء والمتخصصين فى علم تغذية الحيوان والعلوم المرتبطة به لمحاولة حماية البروتين الذى تأكله الأبقار أو بعض الأحماض الأمينية الضرورية من التكسر بالكرش، ولتحقيق هذا الهدف أجريت العديد من التجارب العلمية والمشاريع البحثية لسنوات عديدة وأُنشئ العديد من المصانع الدولية والمحلية لمحاكاة هذه الخاصية الربانية المجانية التى منحها الله للأبقار والمجترات عموماً بهدف إنتاج بروتين -أو أحماض أمينية- محمى من التكسر بالكرش.
وبدراسة لمعرفة كيف تقضى الأبقار الحلابة يومها، وجد العلماء أن البقرة تقضى يومياً نحو 13 ساعة فى الرقاد والراحة (يتم تخليق جزء كبير من اللبن خلال تلك الفترة) منها 4 ساعات نوم عميق تقريباً، 4 ساعات فى تناول الغذاء، 3 ساعات حليب، 3 ساعات اجتماعيات (تُكوِّن الأبقار صداقات اجتماعية قوية كما أنها تشعر بالقلق والتوتر عند عزلها عن باقى صديقاتها أو نقلها لمكان جديد) و1 ساعة فى شرب الماء فى المتوسط، كما وُجد أن البقرة ترقد يومياً 12-15 مرة، ولو تمت زيادة مدة الرقاد كل مرة 30 ثانية فقط فإن هذا يعنى زيادة مدة الرقاد والراحة نحو 41 ساعة سنوياً، ووُجد أن كل ساعة راحة تخلق الأبقار فيها نحو 1.7 لتر لبن، ما يعنى أن زيادة مدة الراحة نصف دقيقة فى كل مرة رقاد ستؤدى إلى زيادة تخليق اللبن 1.7 لتر*41 ساعة = 70 لتراً تقريباً، وبما أن متوسط سعر كيلو اللبن من المزارع الآن نحو 20 جنيهاً، فإن راحة الأبقار قد تمنحك سنوياً 1400 جنيه لكل بقرة أى 1.4 مليون جنيه سنوياً زيادة لكل مزرعة تمتلك 1000 رأس من الأبقار الحلابة وتوفر لهم سبل الراحة المناسبة.
تمتلك الأبقار ذاكرة قوية طويلة المدى تُمكنها من تذكُّر العديد من المواقف والأشخاص والحيوانات الأخرى لفترات طويلة، وتمتلك حاسة تذوق وحاسة شم قوية تُمكنها من اكتشاف مواقع الطعام ورصد بعض التهديدات، كما أنها تتمتع برؤية بانورامية بزاوية 300 درجة تقريباً تساعدها فى اكتشاف المخاطر.
البقرة مصنع، مواده الخام الأعلاف المركَّزة والخشنة من دريس وأتبان، ومنتجه النهائى لحوم وألبان عالية القيمة الغذائية والحيوية، وما زالت هناك أسرار نكتشفها يوماً بعد يوم عن «الأبقار الخارقة Super cow».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأبقار الحليب العدید من
إقرأ أيضاً:
محمد ماهر يكتب: من خارج الخط
نستطيع الآن أن نقول أنه قد جاء اليوم الذي نجلس فيه لنقص ونروي كيف استطاع منتخبنا الوطني الصعود إلى كأس العالم بمنتهى السهولة وكيف نجح حسام حسن في تأمين الصدارة قبل آخر جولة من التصفيات.
ربما لم يعش البعض معاناة الوصول إلى المونديال كما عشناها في مرات سابقة....فمن ينسى معاناة الهزيمة من تونس 1/4 في 1977 ....ومن ينسى ضربة جزاء جمال عبد الحميد الضائعة أمام المغرب في 1985 ....وغيرها وغيرها من فرصة مجدي طلبة في مباراة زيمبابوي لفرصة بركات في مباراة الجزائر.
قد يشعر البعض أن الفرحة ليست على قدر الإنجاز....وهذا ما أراه شعوراً طبيعيأ....فمن حضر يوم 17 نوڤمبر 1989 وعاصر فرحة الشعب بالصعود لمونديال إيطاليا بعد 56 سنة لابد أن يدرك حتما أن شعور السعادة والفرحة كان على قدر الحدث الكبير والذي للمصادفة كان عن طريق حسام حسن الذي كتبت له الأقدار أن يكون سبباً في الصعود وهو لاعب وهو مدرب.
عموماً ليس ذنب حسام أن الفيفا قررت أن يضم كأس العالم % 23 من دول العالم فبالتالي أصبح الطريق للمونديال سهلاً ....كذلك لم يسحب حسام قرعة التصفيات بيده ليختار سيراليون وجيبوتي وأثيوبيا في مجموعته.
ورغم سهولة التصفيات المؤهلة للمونديال لمعظم القوى الكبرى في كرة القدم على مستوى العالم لكن لم يكن هذا لينقص من فرحة شعوب الدول المتأهلة حتى الآن لإن إنجاز الصعود والمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير هو فعلاً يستحق الفرحة.
ترى كيف سيكون الحال لو فشلنا في التأهل ....هل غاب عن ذاكرتنا مثلا أن منتخبنا الوطني بعد ما فاز بثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية فشل لثلاث مرات متتالية في التأهل لنفس البطولة....هل غاب عن ذاكرتنا الخسارة أمام أفريقيا الوسطى 2/3 في قلب ستاد القاهرة....هل نسينا خسارة مباراة النيجر التي أطاحت بحسن شحاتة صاحب أكبر إنجازات مصر الكروية.
أعلم تماما أن المشاعر الإنسانية سواء سلبا أو إيجاباً لا يمكن توجيهها أو السيطرة عليها لأنها نابعة من القلب الذي لا يمكن لأحد التحكم فيه....لكن مجرد مقارنة الأحداث ببعضها والنظر لتغير الأحوال برؤية متسعة قد يكون سبباً في تغير المشاعر نسبياً.
ولو أراد البعض تفسير حالة نقص الشغف بأي تبرير آخر فلننتظر لمدة شهرين موعد كأس الأمم الأفريقية في المغرب وربما سيتأكد وقتها أننا نعشق الصعب ونستمتع بالمعاناة لأن البطولة تمثل بالفعل اختبارا حقيقيا لحسام وفريقه.
انتقد المنتخب وانتقد مدربه كما شئت فهذا من حقك ولكن لا تفرط في شعورك بالفرحة وانت ترى منتخب بلادك مشاركا في أهم بطولة يشاهدها العالم كل أربع سنوات.