يقول نحو نصف الجمهوريين إنهم لن يصوتوا لدونالد ترامب إذا أدين بارتكاب جناية، وفق استطلاع أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع شركة إيبسوس الأسبوع الماضي عقب إعلان لائحة اتهامية ثالثة بحق الرئيس الأمريكي السابق.

مشاكل ترامب القانونية مجرد جزء من سياق الانتخابات

 تعليقاً على هذه النتائج، يقدم جوناثان برنستين في شبكة "بلومبرغ" نصيحة إلى قرائه: "لا تأخذوا هذه النتائج بجدية كبيرة".

هكذا يحلل الناخب الأوضاع

أولاً، في هذه المرحلة، لم يولِ معظم الناخبين الكثير من التفكير، أي تفكير حقاً، في الانتخابات المقرر إجراؤها شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. بالنظر إلى أن وسائل الإعلام بشكل عام تعامل ترامب كأحد المشاهير، ووسائل الإعلام الحزبية كقائد جمهوري، حتى أولئك الذين يولون اهتماماً خفيفاً بالسياسة سمعوا على الأرجح بالاتهامات. لكن هذا لا يعني أنهم درسوا الأخبار بعناية توازي دراستهم لقرار بالتصويت.
بعدها، ثمة حالة من عدم اليقين حول أي استطلاع يسأل عن افتراضات، أي كيف سيصوت المستطلع إذا طرأ هذا الوضع أو ذاك. من جهة، يميل الناس إلى أن يكونوا سيئين في التنبؤ بكيفية التصويت لأنهم يميلون إلى التقليل من أهمية العامل الحزبي في خياراتهم. في الحياة الواقعية، ينزع معظم الناس إلى أن يكونوا حزبيين ويلزم الأمر خضة كبيرة لجعلهم ينحرفون عن خط الحزب، حتى ولو قالوا قبل 15 شهراً غير ذلك.

About half of all Republicans say they won’t vote for Donald Trump if he’s convicted of a felony, according to recent poll, but @jbview warns against taking the results too seriously https://t.co/vyItZ6XLTx via @opinion

— Bloomberg (@business) August 8, 2023


من جهة أخرى، إذا قدم استطلاع رأي ما هو افتراضي فمن المرجح أن يبالغ المشاركون في تقدير أهميته، خصوصاً حين تكون الانتخابات بعيدة. لماذا؟ لأن السؤال يطلب من الناس التفكير في جانب واحد من المرشح حسب الكاتب. لكن إحدى الوظائف الرئيسية للحملة السياسية هي جعل الناخبين يأخذون بالاعتبار كل جوانب المرشح.
إذا كان ترامب هو المرشح السنة المقبلة مثلاً فسوف يعمل بجد على تذكير المؤيدين المحتملين بكل الأشياء التي يحبونها فيه وبكل الأشياء التي لا يحبونها في الرئيس جو بايدن. ستكون مشاكل ترامب القانونية مجرد جزء من سياق الانتخابات. في هذه الأثناء، ستعمل حملة ترامب جدياً أيضاً على إقناع المؤيدين المتشددين بأن مشاكله القانونية هي مجرد دليل على أن أعداءه يحاولون القضاء عليه. في الواقع، هي تقوم بذلك أساساً. كل هذا هو في الجوهر عناصر معيارية حول أبحاث المسح التي قد يجدها معظم منظمي الاستطلاعات والأكاديميين مألوفة. لكن ثمة أيضاً قضايا خاصة بترامب وبهذه الانتخابات تجعل تفسير هذا الاستطلاع صعباً.

ماذا لو عدنا إلى الاستطلاعات السابقة؟

يرى الكاتب أنه من السهل عادة تحديد التوقعات بالرجوع إلى الاستطلاعات في الدورات الانتخابية السابقة. بالتأكيد، ثمة دوماً ابتكارات جديدة، كما حصل حين كان على المحللين الذين توقعوا انتخابات 2020 بناء على استطلاعات سابقة أن يتعاملوا مع مدى عدم شعبية ترامب حتى في الأوقات الاقتصادية الإيجابية، وكان عليهم أن يأخذوا في الاعتبار تأثير جائحة عالمية.

About half of all Republicans say they won’t vote for Donald Trump if he’s convicted of a felony, according to recent poll, but @jbview warns against taking the results too seriously #polls #election2024https://t.co/Zy0BSVZBUw via @opinion

— Brent Erickson (@BErickson_BIO) August 9, 2023


ولكن ثمة الآن إمكانية إجراء انتخابات مع رئيس سابق كمرشح لحزب كبير، وهو ما لم يحدث قبل بدء البحث الاستطلاعي بفترة طويلة. كما أن الأمثلة السابقة لا تقدم نظرة ثاقبة حول كيف يمكن للوائح الاتهام – وربما الإدانات، على الأقل المعلقة الطعون – أن تؤثر على مرشح الحزب الرئيسي. وبغض النظر عن القضايا الجنائية الثلاث (يحتمل أن تصبح أربعاً في وقت قريب) التي يواجهها، تم أيضاً تحميل ترامب مسؤولية اعتداء جنسي منذ آخر مرة واجه خلالها الناخبين.
مع ذلك، ثمة بعض المبادئ الأساسية التي لا تزال سارية حول مسوحات الرأي: الاستطلاع المبكر قبل سنة انتخابية ليس تنبئياً. الانتخابات بوجود شاغل للمنصب تتعلق أساساً بسجل هذا الشاغل. المتحدّون أقل أهمية بكثير من شاغلي المناصب. والتطرف الأيديولوجي مكلف قليلاً، بالحد الأدنى، بالنسبة إلى المرشحين. كل هذه العوامل تدفع ببعض التشكيك في هذه النتائج.


إذاً ما هي أفضل طريقة للتفكير في كل هذا؟

حسب برنستين، إذا كان هو المرشح الرئاسي للحزب في 2024، فمن شبه المؤكد أن يكلف ترامب الجمهوريين بعض الأصوات مقارنة بمرشح جمهوري عام آخر. أياً كان ما تظهره استطلاعات الرأي الآن، من الصعب تحديد هذا الرقم: 1 أو 2 أو 5 في المئة أو أكثر؟
على أي حال، لا يزال بإمكان ترامب الفوز خصوصاً إذا ظلت شعبية بايدن متدنية أو حتى تدنت أكثر. السؤال المطروح على الجمهوريين، قياديين وناخبين، هو ما إذا كانوا مستعدين لتحمل مثل هذه المخاطرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن

 

 

ميس الحربي **

في فبراير 2022، وقف وزير الخارجية العُماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي في العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. آنذاك، قال رئيسي إن علاقات بلاده مع مسقط «جيدة»، لكنه أضاف كلمة واحدة لفتت انتباه العُمانيين: «ولكن…».

هذه الـ"لكن" الإيرانية، التي جاءت في سياق لقاء رسمي، لم تمُر مرور الكرام في عُمان؛ حيث تساءل الكاتب زاهر المحروقي في صحيفة عُمان الحكومية (المنشور يوم 27 فبراير 2022) قائلًا: "ماذا استفادت عُمان من كلّ مواقفها السياسية المُستقلة....؟"، ويضيف: "ولكن ماذا لو استفدنا من الدول التي وقفنا معها، ومنها إيران التي لديها الكثير لتقدمّه لعُمان اقتصاديًا وعلميًا وطبيًا وتكنولوجيًا وغير ذلك"؛ بل ذهب المحروقي لما هو أبعد من ذلك في نقدٍ غير مسبوق للثقافة السياسية العُمانية المُتحفِّظة، حين ذكر في المقال: "هناك ثقافة مُتجذِّرة، سادت السياسة العُمانية طوال العقود الماضية، هي الخوف والريبة من كلّ علاقة خارجية؛ فكانت النتيجة أن خسرنا الكثير من الاستثمارات؟".

في المقابل، ذكر الكاتب في صحيفة "الرؤية" العُمانية الدكتور عبدالله باحجاج في مقاله (المنشور أيضًا  يوم 27 فبراير 2022)، توصيفًا أكثر مباشرةً، قائلًا إن "لكن" رئيسي كانت بمثابة "عتاب دبلوماسي مُبطّن"، وربما كان يُريد الكاتب التلميح بأن عُمان، رغم صداقتها، لا تُعامل كأولوية لدى طهران.

هذا السجال الإعلامي العُماني مع "لكن" واحدة، كشف عن حجم المسافات بين البلدين. لكنه أيضًا مهَّد الطريق لتصحيح المسار.

وبالفعل، بعد عامٍ وبضعة أشهر، زار جلالة السلطان هيثم بن طارق، إيران، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم. الزيارة وثّقتها كاميرات الإعلام الإيراني بلقاءات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، وانتهت بتوقيع 4 اتفاقيات اقتصادية واستثمارية. لكن الأهم، خلالها كان الموقف الإيراني المُرحِّب بعودة العلاقات مع مصر، في تلميح إلى الدور غير المُعلن والفعّال لمسقط في هذا الملف.

اليوم، ومع زيارة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى عُمان، تعود الأضواء مجددًا إلى دور السلطنة كوسيط؛ وهذه المرة بشكل علني. فقد أعلنت مسقط أنها ترعى جولات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني. خمس جولات جرت حتى الآن، وصفها الوزير البوسعيدي بأنها «حققت تقدمًا غير حاسم».

اللافت أن عُمان، التي كانت تحرص على إبقاء وساطتها غير مُعلنة، غيّرت نبرتها. الوزير نفسه الذي صرّح عام 2021 في مقابلة تلفزيونية معي (على قناة العربية) بأن «عُمان لا تقبل أن تُوصَف بالوسيط»، هو اليوم يعلن عن وساطة قائمة وفاعلة، تحمل على عاتقها تحديات جيوسياسية عميقة، أهمها إخراج الملف النووي من دائرة التصعيد والانفجار.

السؤال الآن: لماذا انتهجت عُمان مسارًا آخر؟ الإجابة قد تكون أن السلطنة تدرك أن المرحلة المقبلة تتطلب إبرازًا أكبر لأدوارها، خاصةً في ظل صعود وسطاء إقليميين جُدد: كدور السعودية في حلحلة أزمات إقليمية ودولية عدة؛ فبرزت كوسيط ناجح في المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، ووساطة قطر مع حركة طالبان الأفغانية، والإمارات ودورها في عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أن الدبلوماسية غير المُعلنة لم تعد كافية.

ورغم ذلك، تُدرك عُمان أنَّ النجاح في هذا المسار محفوف بالتحديات؛ فإيران تقول إنها "صامدة حتى من دون مفاوضات"، وتلوِّح بالقدرة على تحمُّل العقوبات الأمريكية الجديدة. لكن الواقع يقول إنَّ الاقتصاد الإيراني يعيش ركودًا متزايدًا، وأن أي اختراق في المفاوضات سيكون مكسبًا لجميع الأطراف.

والأهم، ما الذي تُريده عُمان من طهران؟

هل ستشهد الزيارة انفراجة في ملف تطوير حقل "غرب بخا" الحدودي (أو "هنجام" كما تسميه إيران)؟ هذا الحقل، المُختلَف عليه منذ 2005، ظل رهينة خلافات تقنية وشروط غير متوازنة فرضتها طهران. فهل تحمل الزيارة تسوية عادلة لهذا الملف؟

ختامًا، ما تريده عُمان يبدو واضحًا: مرحلة جديدة من العلاقات، لا تقوم على المجاملات؛ بل على المكاسب المُتبادلة.. دبلوماسيةٌ لا تكتفي بالكواليس؛ بل تخرج إلى العلن بثقةٍ ومسؤوليةٍ. ومع رئيس جديد في طهران، فإنَّ زيارة بزشكيان قد تكون اختبارًا جادًا لمسار العلاقة الجديدة.

** صحفية ومذيعة سعودية بقناة العربية الحدث

مقالات مشابهة

  • السودانيون نوعان عند الأزمات التي تواجه الشعب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (زحام القادم)
  • سوريا تؤكد إغلاق المقرات التي كان يشغلها انفصاليو البوليساريو
  • عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن
  • تقرير: المغرب يملك أغلى الشركات في المنطقة العربية بعد دول الخليج البترولية
  • صادرات الساعات السويسرية تقفز 18% في أبريل قبل رسوم ترامب
  • خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقاها من زوجته
  • ماكرون عن واقعة الصفع : مجرد مزاح بين زوجين (فيديو)
  • جنود قاتلوا في العراق يوجهون رسالة لترامب بشأن الحروب الأبدية
  • ألمانيا: استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا "إهانة لترامب"