مصطفى سالم يكتب: تحالفنا.. وحوارنا من أجل «حياة كريمة»
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
في عرف السياسة، تعتبر اهتمامات النظام هي بوصلته، منها يقاس توجهه، وبها نتعرف على أفكار وطموح هذا النظام تجاه الوطن، ومنذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم، وطموحه واضح وتوجهه معروف، على لسانه في كل محفل ولقاء، وفي قراراته وتوجيهاته للحكومات التي توالت في عهده، يمكننا أن نلخص هذا التوجه في «التلاحم بين أبناء الوطن، وترقية أحوال المصريين بعيدا عن الحاجة والعوز».
ولم يتوقف دور التحالف الوطني عند نص التأسيس، فعمل في مجالات وملفات مختلفة، ليصل إلى النتيجة المرضية والتي تحقق الهدف الرئيسي من التأسيس، ويكفينا دوره المهم والمحوري في توحيد جهود مؤسسات المجتمع المدني وتخفيف الأعباء عن المواطنين والفئات الأولى بالرعاية، لقد أصبح لدينا قاعدة بيانات تحكي عن حال المصريين، قاعدة تؤسس لأي مشروع أو عمل يستهدف الفئات الأولى بالرعاية، تعتبر جزءا لا يتجزأ من منظومة الحماية الاجتماعية التي كفلتها الدولة لكل من يستحقها من المصريين، وقد حقق التحالف بالفعل نجاحات تذكرها الإحصاءات الرسمية بوضوح، وبحسب بيانات وزارة التضامن الاجتماعي فإن تكلفة الحماية الاجتماعية والتي بلغت 8.5 مليارات جنيه تتحملها الخزانة العامة للدولة، يقع نصيب منظمات التحالف في 2.4 مليار، وهذا يوضح حجم الدور الذي يبذله التحالف في دعم الرعاية الاجتماعية.
وقد بني الرئيس السيسي منظومة الحماية الاجتماعية على أضلاع مختلفة، يمثل كل منها تحديا أثبت النظام نفسه في تحقيقه وتخطي عقباته، فإذا كان التحالف الوطني ضلع من أضلاع هذا المثلث فإن الرئيس قدم لمصر ضلعا ثانيا وهو مبادرة «حياة كريمة» التي جعلت الدولة تلتفت للقرى ومشكلاتها بعد عقود من التهميش والإقصاء بل وممارسة العنصرية تجاه كل ما هو قادم من الريف والقرى والجنوب، ويعتبر البرنامج أكبر مشروع قومي في تاريخ مصر الحديث للنهوض بالريف المصري في سابقة لم تحدث من قبل، ولا أعتقد أن هناك من يمتلك جرأة الرئيس السيسي في إطلاق مثل هذه المبادرة ودعمها لتحقق ما ننبهر برؤيته يوما بعد الآخر .
وللتوضيح، لا يستهدف برنامج حياة كريمة تحويل القرى إلى مدن، أو تغيير هوية أبناء القرى، لكنه يستهدف إذابة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية التي بنتها الأنظمة السابقة بين سكان الريف وسكان المدن في كافة المجالات، ويستهدف تقديم خدمات الدولة للجميع، لأنها حق من حقوق الإنسان، سواء الاحتياجات الضرورية من مرافق ومياه شرب نظيفة وصرف صحي وكهرباء وغاز وشبكة اتصالات وإنترنت وطرق وسكن مناسب وخدمات صحية وبيئية ومدارس لكافة مراحل التعليم قبل الجامعي، أو حتى احتياجات آخرى كأن يحصل مواطن القرى على نفس ما يحصل عليه مواطن المدن من خدمات بنظام الإتاحة وليس الإقصاء، وهو ما يقضي على حالة الإحباط واللامبالاة التي كانت تنتشر بين أهل الريف نتاج تهميشهم وحرمانهم من الخدمات ومعاملتهم معاملة مواطن الدرجة الثانية، والمسألة لا تخضع لتقييمنا وحدنا نحن المصريون شهود التحول الكبير الذي شهدناه على الأرض، إذ حظيت مبادرة حياة كريمة على إشادة من كل المؤسسات والمنظمات الدولية، بداية من الفكرة، وصولا إلى مخطط تنفيذها على مراحل، ارتباطا بكل المشروعات التي انطلقت متعلقة بالمبادرة، والتي قدرت حتى نهاية النصف الأول من عام 2024/23، بنحو 23 ألف مشروع في 1477 قرية تقع في 52 مركزا فىي نطاق 20 محافظة بإجمالى 18 مليون مستفيد، بمتوسط مُعدّل التنفيذ للمرحلة الأولى 80.6%.
واكتمل الضلعان الأساسيان ، وصارا واقعا على أرض صلبة تتحمل تاريخا عريقا ويصنع عليها التاريخ من جديد، جاء دور الضلع الثالث والمكمل في مثلث التنمية والبناء الذي تبناه الرئيس، وهو الحوار الوطني، والحقيقة أنه الضلع المتمم والحامي للضلعين السابقين، فدون الحوار في هذه المرحلة لأنهار كل ما تحقق من بناء وتنمية، الحوار هو الذي يجعلنا نحدد أين نحن؟، خاصة وأن العالم أجمع يمر بظروف وتداعيات متلاحقة، سياسية واقتصادية بدأت بجائحة كورونا ما نتج عنه موجة تضخم غير مسبوقة في العالم كله، ثم تلاها الحرب الروسية الأوكرانية الممتدة لأكثر من عامين تقريبًا، بالإضافة إلى ظروف إقليمية مختلفة موجودة في معظم دول الجوار، قد لا تهددنا لكنها تؤثر علينا، نتأثر بها، تعوق مخططات تنمية، وتصيب العالم كله بالشلل، وأبرزها الحرب الاسرائيلية على غزة، وتدهور الأوضاع في السودان وليبيا.
كل هذه الإشكاليات كان السبيل لإيجاد حلول لها هو الجلوس لإيجاد حوار وطني، وهو ما سارع إليه الرئيس السيسي، بالتوجيه على إتمامه والتشديد على احترام نتائجه ومخرجاته، والوعد القاطع بتحوليها إلى واقع وليس مجرد توصيات، في ظل ممارسة سياسية تتم ربما لأول مرة منذ سنوات طويلة، تشهد التعددية الحزبية الحقيقية، وليس حزب حاكم وحيد، إذ أننا نشهد الآن على وجود أحزاب يمين ووسط ويسار، وقوى وتكتلات سياسية تمثل أفكار شديدة الخصوصية، ومن هنا جاء توزيع المحاور الأساسية للحوار الوطني في 3 رئيسية «سياسي- اقتصادي- اجتماعي» بفروع وتشعبات تغطي كافة مناحي اهتمامات المصريين واحتياجاتهم على الأقل في هذه المرحلة الراهنة.
إن التواصل الذي حدث بين الرئيس وكل فئات المصريين يعد نقطة انطلاق لمستقبل تتحدد ملامحه بأيدينا ووفقا لظروفنا واستمرار هذا التواصل يعد سنة محمودة بدأ بها الرئيس السيسي وسوف تستمر من أجل مصالح المواطن وتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية.. وهي اللغة الجديدة التي طالب بها الرئيس الحكومة المشكلة في يوليو الماضي، واللغة التي أثبتت نجاحها في مثلث التنمية، وباقي أن تصبح اللغة الرسمية لجموع المسؤولين في خطاب المصريين، فليفعلوا مثل ما فعل القائد و الرئيس عبدالفتاح السيسي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حياة كريمة الحماية الاجتماعية التحالف الوطني التنمية المستدامة الرئیس السیسی حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
2025-07-30hadeilسابق القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين انظر ايضاًالقائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين
آخر الأخبار 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعبين الصديقين 2025-07-30القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق ألنور شاه حسينوف لـ سانا: تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، المزمع في الثاني من آب 2025، يمثل حدثاً تاريخياً ينتظره الشعبان الصديقان ويجسد عمق علاقات التعاون المشترك بين البلدين 2025-07-30معاون وزير الداخلية يبحث مع محافظ حمص تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين 2025-07-30وزير الصحة السوري يبحث مع القائم بأعمال البعثة الألمانية سبل التعاون المشترك 2025-07-30الشيخ ليث البلعوس: ضرورة العمل وفق أجندة سورية محضة تُعنى بخدمة السوريين وبناء دولة القانون 2025-07-30اللاذقية… تنظيم الأكشاك لتحسين الواقع الخدمي والجمالي 2025-07-30وزير التربية يتفقد مراكز لتصحيح الامتحانات في حمص ويطّلع على واقع ترميم المدارس المدمرة 2025-07-30وزارة الاتصالات تعلن عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية 2025-07-30دخول قافلة محروقات تحمل 120 ألف ليتر إلى محافظة السويداء-فيديو
صور من سورية منوعات دب يتسبب بإغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات جوية 2025-07-30 اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |