لماذا يجب علينا الذهاب الى جنيف (1 – 2 )
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يوسف عيسى عبدالكريم
[email protected]
في الأيام السابقة دار جدل كثير عن احتمال فشل مفاوضات جنيف المعلن انعقادها في الرابع عشر من أغسطس الجاري ولا سيما بعد رد الجيش السوداني المتأخر على طلب المجتمع الدولي لقبول المشاركة مما فسر بعدم رغبة الجيش في الدخول في أي جولة مفاوضات مع الدعم السريع في الوقت الحالي .
المتابع لسير المفاوضات بين الجيش والدعم السريع منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 يلاحظ ان إرادة الحل و التوصل الى اتفاق يوقف الحرب ظلت شبه منعدمة لدى الطرفين . بدليل عدم التزام الطرفين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة بالإضافة الى عدم اتخاذ أي من الطرفين تدابير مقنعة لتجنيب المدنيين تداعيات الحرب او تجنب المدنيين في مواقع القتال .مما عرض كتير من المدنيين للقتل وممتلكاتهم للتلف.
والمدقق يرى ان الجيش في كل جولة مفاوضات يتردد او يتأخر في التعاطي معها او النظر اليها كفرصة تكون النتيجة ازدياد رقعة تمدد الدعم السريع فعلى سبيل المثال عندما بدأت الحرب في 15 ابريل 2023 وبدأت معها مباشرة مفاوضات جدة كانت قوات الدعم السريع منحصرة داخل نطاق ولاية الخرطوم وكانت كل ولايات السودان تعتبر عمليا ولايات امنة عليه كان بالإمكان تحقيق نتائج كبيرة وتقليل الاضرار التي تفاقمت حتى وصلت لما نحن فيه الان .
كذلك عندما تم رعاية المفاوضات والدعوة لها من قبل الاتحاد الافريقي باديس ابابا كان من الممكن أيضا تحقيق اختراق وتقليل الاضرار والمحافظة على ما تبقى من المناطق الامنة حيث لم تكن مدني ولا سنجة ولا سنار ولا الجنينة ولا نيالا ولا النيل الأبيض و لا حتى الفاشر المحاصرة خارج سلطة الدولة.
ان الحكمة تستدعي النظر بتجرد ومن دون عاطفة او حماس الى تطور سير الاحداث واستخلاص النتائج منها ومن ثم اتخاذ القرارات على أساس المصلحة العامة . في الخامس عشر من ابريل لم تكن البلاد تعج بكل هذه المليشيات التي تنتشر في كافة ارجاء البلد كالورم السرطاني والتي تتخذ من الكفاح والنضال المسلح شعارا و مركبا . ظهرت في الشرق حركات ذات مرجعية اثنية بحتة مثلت وما زالت خطرا مستقبليا على الامن القومي للبلاد و في الغرب تكاثرت حركات أبناء دارفور وانشطرت لتزيد ازمة الإقليم تعقيدا . اما في الشمال فقد وصل الامر الى درجة مطالبة البعض بالانفصال والانضمام الي دولة مجاورة بخطاب يشير تناميه لحدوث تطور في بنية وعي انسان الشمال يمثل خطر كبير على مستقبل الدولة السودانية .
مع الاخذ في الاعتبار التطور النوعي في أنواع الأسلحة التي بات يستخدمها الطرفين حيث لأول مرة عرفت افريقيا حرب المسيرات واصبح السودان تحديدا ساحة لاستخدام عدة أنواع من الأسلحة ستمثل خطرا على استقرار المنطقة والاقليم حال ما تم توطين صناعتها واستخدامها في البلاد .ان التأخر في إيجاد حل للازمة السودانية سيكون مهدد كبير للدولة السودانية مستقبلا .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يعلق على هتافات الجيش السوري لغزة.. الحرب حتمية
صرح وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، الثلاثاء، أن الحرب مع سوريا "حتمية"، في ظل تصاعد التوترات الميدانية واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وجاء موقفه تعليقا على تسجيلات تظهر جنودا من الجيش السوري وهم يهتفون لغزة خلال مسيرة عسكرية أقيمت الاثنين احتفالا بالذكرى الأولى لـ"عيد التحرير"، ما أثار قلقا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وكتب شيكلي المنتمي لحزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو تدوينة مقتضبة على حسابه في منصة "إكس"، أرفقها بخبر حول هتافات الجنود السوريين، واكتفى فيها بعبارة: "الحرب حتمية".
ورغم أن الحكومة السورية الحالية لم تظهر أي تهديد عسكري مباشر للاحتلال فإن الأخير يواصل تنفيذ توغلات داخل الأراضي السورية وغارات جوية أودت بحياة مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية تابعة للجيش السوري.
وشهد يوم الثلاثاء إصابة ثلاثة سوريين برصاص قوات الاحتلال خلال توغل ليلية في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، وذلك بعد أيام من قصف جوي كثيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أسفر عن استشهاد 13 سوريا وإصابة آخرين في بلدة بيت جن، عقب اشتباك وقع أثناء محاولة الأهالي الدفاع عن أراضيهم.
وتعيش المحافظات الجنوبية حالة احتقان شديدة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، التي باتت شبه يومية خلال الأسابيع الأخيرة.
وتقول دمشق إن هذه الاعتداءات تواصل خرق اتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي أعلنت إسرائيل انهيارها عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وفي السياق ذاته، كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نقاشات داخل المؤسسة الأمنية تناولت "خطورة" الفيديوهات التي تظهر جنودا سوريين وهم يشيرون إلى إسرائيل بلفظة "عدو"، ويرددون هتافات مثل: "غزة، غزة، شعار النصر والصمود"، و"جئت إليك يا عدوي لأصنع من دمائك ذخيرة"، و"غزة رمز احتلال ودمار".
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم قولهم: "نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة"، مؤكدة أن تل أبيب قد تتخذ خطوات تتضمن توجيه رسائل سياسية حادة لدمشق ومطالبتها بإدانة التسجيلات.
وفي دمشق، شهدت العاصمة الاثنين مسيرة عسكرية ضمن احتفالات "عيد التحرير"، ردد خلالها الجنود هتافات داعمة لغزة، التي شهدت خلال العامين الماضيين إبادة إسرائيلية خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد، وأكثر من 171 ألف جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتأتي هذه الاحتفالات في إطار تخليد السوريين لذكرى "عيد التحرير"، الذي يعتبرونه نهاية حقبة نظام الأسد بعد معركة "ردع العدوان" التي انطلقت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 من حلب، قبل أن يدخل الثوار دمشق بعد 11 يوما، منهين 14 عاما من القمع والانتهاكات.