رباط الكرد.. وقف إسلامي في القدس تسعى إسرائيل لتهويده
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
اشتهرت القدس برباطاتها، وهي مآوٍ تؤوي المرابطين دينيا في المكان. وكانت هذه الرباطات موقوفة وتقام بجوانب أبواب المدينة المقدسة، يرابط فيها العلماء والمجاورون، ويدافعون من خلالها عن أبواب المسجد الأقصى المبارك.
ومن أهم هذه الرباطات التي تسعى إسرائيل إلى تهويدها، رباط الكرد المسمى أيضا "حوش الشهابي"، وذلك لأهمية هذا المكان، إذ إنه الجزء الغربي من جدار المسجد الأقصى المبارك، ونظرا للحفريات التي جرت أسفله ومحاولات تهجير أهله القاطنين فيه.
يقع رباط الكرد في باب الحديد، وهو ملاصق لسور المسجد الأقصى الغربي، تحديدا على يمين الخارج من باب الحديد، أسفل المدرسة الجوهرية ومقابل المدرسة الأرغونية.
سمي برباط الكرد نسبة إلى منشئه وواقفه الأمير المقر السيفي كرد، صاحب الديار المصرية، سنة 693هـ/ 1294م، الذي كان من مماليك السلطان قلاوون (741-709هـ/ 1340-1309م).
وعرف رباط الكرد بـ"حوش الشهابي" بعد أن تولى آل شهابي الولاية عليه منذ عام 1817م حتى عام 1983م، وبعدها تم نقل ولايته للأوقاف الإسلامية.
هو عبارة عن بناء إسلامي بُنيّ بهدف المرابطة على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وكان يأتي إليه الحجاج والمرابطون من كافة الأماكن ويرابطون ويقيمون فيه فترات طويلة.
استمر هذا الرباط يؤدي وظيفته حسب شروط الواقف عدة قرون، إلى أن أصبح يُعد مدرسة من مدارس بيت المقدس، وتم تخصيص ريع أوقافه في القدس لإيواء الفقراء والحجاج والوافدين إلى المدينة المقدسة، وذلك قبل أن يتحول إلى دار سكن تقطنها جماعة من آل الشهابي.
وصف الرباطيعتبر رباط الكرد أقرب بناء إسلامي إلى قبة الصخرة، ولا يبعد عنها سوى 300 متر، وهو من المباني المرتفعة، له مدخل صغير على جانبيه مقاعد حجرية تعرف بـ"المكسلة"، يؤدي إلى ممر ضيق غُطي جزؤه القريب من المدخل، ويتسع الممر عند الوصول إلى ساحة مكشوفة تحيط بها مجموعة من الغرف والخلوات.
الاعتداء الإسرائيلي على رباط الكردأخطر ما يواجه هذا المعلم التاريخي هو أعمال الحفر التي قامت بها إسرائيل خلف المسجد الأقصى وأسفله، والتي أدت إلى خلل في أساساته وسقوط أجزاء منه وتصدع جدرانه.
اتخذه اليهود الإصلاحيون مكان للصلاة فيه منذ عام 1969، وحاولوا السيطرة عليه، وفي عام 1971 شهد بعض الانهيارات بسبب هذه الحفريات، ووضعت السلطات الإسرائيلية دعامات لتأخير سقوطه، وفي عام 2012 تم فكها لتوسعة المكان في محاولة لخلق وضع جديد في الرباط، واعتبار بلدية الاحتلال ووزارة الأديان وما يسمى "تطوير القدس" هي الجهات المسؤولة عن الترميم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى المبارک
إقرأ أيضاً:
استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى ودعوات للرباط لإفشال مخططات المستوطنين
القدس المحتلة - صفا انطلقت دعوات واسعة للاستعداد للرباط في المسجد الأقصى المبارك، والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين خلال ما يسمى عيد "الحانوكاه_الأنوار" اليهودي، الذي يبدأ يوم الأحد القادم. وأطلق نشطاء ومرابطون وهيئات مقدسية الدعوات للحشد والنفير خلال الأيام المقبلة، وديمومة الرباط، والتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين في تهويد المسجد وهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم. وأكدوا على أهمية الحشد بشكل واسع في باحات الأقصى وأداء جميع الصلوات فيه، وعدم التسليم بعراقيل الاحتلال وقيوده العسكرية. وأشارت الدعوات إلى أن المستوطنين يستغلون كل لحظة من أجل زيادة اقتحاماتهم واعتداءاتهم في مسرى الرسول. وأضافت أن كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى من أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية، يقع على عاتقه واجب نصرة المسجد المبارك والدفاع عنه أمام المخاطر المتزايدة بحقه. وتصر جماعات المعبد المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في هذا العيد، وتعمّد المقتحمون إشعال الشموع داخله، وما زالوا يحاولون إدخال الشمعدان إلى ساحاته. وفي إطار استعدادات "جماعات الهيكل" المزعوم وأنصارها للاحتفال بما يسمى "عيد الحانوكاه/ الأنوار"، من المقرر تنفيذ نحو 150 فعالية تهويدية تستهدف مدينة القدس المحتلة. وضمن التحضيرات السنوية لهذا العيد، تم وضع شمعدان ضخم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للأقصى، لإتمام طقوس إضاءة شعلة كل يوم داخل الساحة مع مغيب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات لإضاءتها كل ليلة أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط. وتشكل مراسم إشعال الشمعدان أبرز طقوس الاحتفال، ضمن محاولات مستمرة لفرض السيطرة الرمزية على المقدسات الإسلامية. وخلال العام الماضي، تعمُّد المقتحمون أداء الطقوس التوراتية والصلوات التي ارتدوا خلالها لفائف التيفلين (لفائف سوداء يرتديها اليهود أثناء تأدية الصلاة)، كما أشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين في هذه المناسبة. ويصعد المستوطنون من اقتحاماتهم اليومية للأقصى بدعم من حكومة الاحتلال اليمينية والوزراء المتطرفين، ويستغلون الأعياد اليهودية في تنفيذ طقوس تلمودية غير مسبوقة. وتحاول الجماعات المتطرفة التحريض بشكل مستمر لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، والوصول بهم إلى أرقام قياسية.